بشهادة التوراة: ملك بنى إسرائيل قطع أعضاء الذكورة فى مائة طفل فلسطينى وقدمها مهرا لزوجته.. فلماذا نندهش مما يفعله الكيان الصهيونى حاليا بأطفال فلسطين؟! غريبة.. قبل نحو أسبوع من زيارة الرئيس الأمريكى "أوباما" للكيان الصهيونى.. وتحديدا صباح السبت 16 / 3 / 2013 نشرت جريدة "المصرى اليوم" تقريرا مهما عنوانه وبالخط العريض: (الاحتلال –الصهيونى- يمنع المصلين من دخول المسجد الأقصى.. والرئيس أوباما يقول: لن أطالب بتجميد الاستيطان).. أى أن رئيس أمريكا المنحازة دائما للكيان الصهيونى، والتى يرتمى حكامنا تحت أقدامها، سوف يصمت عن جرائم الصهاينة فى أثناء زيارته لهم.. سواء جريمة احتلال فلسطين، أو جريمة الاستيطان فيها، أو جريمة قتل وتشريد أهلها، أو جريمة "تهويد" القدس، أو جريمة منع المسلمين من دخول المسجد الأقصى "للصلاة"!! وقبل زيارة أوباما للكيان الصهيونى بيومين فقط، وتحديدا فى الاثنين 18 / 3 / 2013 قال الموقع الإلكترونى لشبكة (بى. بى. سى) البريطانية إن "أورى أرييل" وزير الإسكان الإسرائيلى "الجديد" قال صراحة إن (الحكومة المقبلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستواصل بناء وتوسيع المستوطنات بنفس المدى الذى كانت عليه حكومة نتنياهو السابقة).. ورغم ذلك قال الرئيس أوباما دون خجل إنه (لن يطالب الصهاينة بتجميد الاستيطان) متجاهلا أن الأممالمتحدة أصدرت منذ أقل من شهرين تقريرا رسميا، قالت فيه نصا (المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية، وتنتهك حقوق الإنسان الفلسطينى بصورة تهدف إلى طرده من أرضه.. وتتسبب فى نزوح الفلسطينيين وتدمير محاصيلهم وممتلكاتهم وتعريضهم للعنف) هذا ما قاله الموقع الإلكترونى لشبكة (بى. بى. سى) البريطانية فى الخميس 31 /1 / 2013. وفى حوار طويل عريض للدكتور عكرمة صبرى -مفتى القدس الأسبق- نشرته جريدة "أخبار اليوم" صباح السبت 9 / 3 / 2013 صرخ الرجل، مخاطبا العرب والمسلمين، قائلا: (مدينة القدس تمر الآن بآخر مراحل التهويد فى ظل الصمت العربى والإسلامى.. والمسجد الأقصى فى خطر.. واليهود يخططون الآن لهدم الأقصى لبناء هيكلهم المزعوم).. كل ذلك وغيره قاله مفتى القدس الأسبق، أى شاهد من أهلها، وحتى الآن لم تنطق جامعة الدول العربية، ولا المنظمات الإسلامية، ولا أحد من الحكام العرب أو الحكام المسلمين، ولا حتى من يسمون أنفسهم بالإخوان "المسلمين" ويتغنون بنصرة فلسطين والفلسطينيين.. ولا حتى "مرشدهم".. ولا الرئيس الذى ينتمى إليهم.. لا أحد من كل هؤلاء وغيرهم، نطق بكلمة واحدة حتى الآن تجاه اعتداءات الصهاينة على الفلسطينيين، أو القدس، أو المسجد الأقصى.. لكنهم يتسابقون إلى عقد الاجتماعات وإطلاق التصريحات من أجل تمويل وتسليح المعارضة فى سوريا، ما دام أن أمريكا تريد منهم ذلك.. أما تمويل وتسليح الفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم، وعن القدس، وعن المسجد الأقصى، فهذا لا يعنيهم.. بل ويصمتون عليه صمت القبور، ولماذا لا يصمتون وسيدهم فى واشنطون، قال صراحة إنه (لن يطالب بتجميد الاستيطان).. رغم أنه يعلم جيدا أن الاستيطان ومنع المسلمين من دخول المسجد الأقصى للصلاة.. وغيرها من الجرائم التى يرتكبها الصهاينة يوميا فى حق فلسطين والفلسطينيين، كلها (جرائم حرب) يعاقب عليها القانون الدولى. من أول السطر: من باب التذكرة لمن فقدوا الذاكرة أو صهينوها.. أستأذنكم فى أن أعيد إلى ذاكرتهم أولا، ما رأيته ورآه الكثيرون معى، فى البرنامج الوثائقى الذى عرضته قناة "الجزيرة" القطرية مساء الجمعة العاشر من إبريل عام 2009.. فى هذا البرنامج، شاهدنا جميعا أحد المستوطنين الصهاينة الذين زحفوا على أرض فلسطين، وهو يمسك فى يده كتابا ضخما ويشير من مكان مرتفع إلى أرض فلسطينالمحتلة قائلا بالحرف: (هذا صك ملكيتنا لهذه الأرض).. أما الكتاب الذى كان المستوطن اليهودى يلوح به وهو يتحدث إلى قناة "الجزيرة" فهو كتابهم المقدس المعروف باسم "التوراة ".. فهل تعرف لماذا لم يذكر المستوطن للمشاهدين جملة واحدة من التوراة تؤكد "يهودية" القدس أو تنفى "عروبتها"؟! وهل تعرف أصلا ماذا جاء فى التوراة عن فلسطين والفلسطينيين، أو عن القدس بالذات؟! فى البداية، لم أصدق عينى وأنا أقرأ الأوصاف التى جاءت عن القدس فى التوراة.. عدت إلى غلاف الكتاب الذى أقرأ منه.. تأكدت أنه فعلا كتاب "العهد القديم" المعروف باسم "التوراة".. الإصدار الرابع، الطبعة الثانية، الصادرة من دار الكتاب المقدس بالقاهرة.. قلت لنفسى: غريبة.. سفر القضاة، فى "التوراة" الذى هو الكتاب المقدس عند اليهود، يصف القدس بأنها (مدينة زانية!!).. وسفر أرميا يقول نصا: (تحت كل شجرة فيها -أى فى القدس- تقبع إحدى الزانيات!!).. وسفر حزقيال يتوعد القدس بالعذاب الذى سيحل عليها (كما يحل على امرأة زانية!!).. وسفر زكريا يسأل الرب: (إلى متى لن تغفر لأورشاليم؟!).. وسفر أرميا يصف أهل القدس بالفسق والكذب ويقول: (ويل لك يا أورشاليم، لن تتطهرى من رجسك أبدا!!).. كل هذه الأوصاف وغيرها، تطلقها "التوراة" على مدينة القدس.. فلماذا إذن يصر الإسرائيليون على التمسك بها، ما دامت فيها كل هذه " الموبقات"؟! وما هى بالضبط، صلة "بنى إسرائيل" بالقدس.. وفقا لما جاء نصا فى كتاب "التوراة"؟! أقترح أن نبدأ أولا بمعنى كلمة "التوراة".. وبعدها، سأقرأ لكم ما جاء فى التوراة عن القدس وعن عروبة القدس من عدمه.. وسأبدأ -بعد إذنكم- بما جاء فى بعض المراجع والموسوعات عن المعنى الحرفى لكلمة "التوراة". هى فى لغة اليهود، أى فى اللغة العبرية، تعنى "الرؤية أو الشريعة".. وفى الكتاب الموسوعى المسمى "تطور البشرية" للمفكر والمؤرخ الفرنسى أدولف لودس، كلمة "التوراة" تعنى بالحرف (الشرع، أو القانون).. والتوراة عند "أودلف لودس" أيضا، وبنص كلماته: (كتاب ألفه بنو إسرائيل فى القرن السادس قبل الميلاد، أى بعد وفاة موسى بستمائة عام على الأقل.. وجميع أسفار كتاب التوراة -أى جميع فصوله وأجزائه- مكونة من قصص قديمة اختارها واضعوها، ودوّنوها بصيغتها الحرفية الركيكة.. ويبدو أن كل واحد منهم كان همه وقتها محصورا فى حشد أكبر عدد ممكن من هذه القصص فى فصل أو فى مجموعة واحدة تسمى السفر، ثم ضموها جميعا فى كتاب واحد يعرف باسم العهد القديم، دون الالتفات إلى ما فيه من تكرار وتناقض وازدواجية.. وهو ما يقطع بأن كثيرا من الأشخاص ومن الأيدى، قد شاركت فى تدوين هذه الأسفار التى بلغت 39 سفرا، أقدمها خمسة الأسفار الأولى، التى تعرف باسم أسفار موسى.. وهى: سفر التكوين، وسفر الخروج، وسفر اللاويين، وسفر العدد، وسفر التثنية.. وإن كان أقدمها وهو سفر التكوين، لم يتضمن لا هو ولا غيره، أية عبارة تشير إلى علاقة موسى بالتوراة أو تقطع بتدوينه لها) هذا بالحرف ما قاله المؤرخ الفرنسى أودلف لودس فى موسوعته المهمة "تطور البشرية" عن كتاب اليهود المقدس المعروف باسم "التوراة".. وهو لا يختلف كثيرا عما جاء فى طبعة عام 1943 من "دائرة المعارف اليهودية" التى تقول نصا هى الأخرى إن (التوراة استمدت تعابيرها، وأفكارها، وطقوس اليهود المعيشية والدينية من كتب قديمة للغاية، ترجع إلى عهود سحيقة غابرة لا تاريخ لها)!! وفى موسوعته الشهيرة "قصة الحضارة" يقول ديورانت صراحة، إنه (يشك كثيرا فى صحة كتاب التوراة، وفى صحة انتسابه لموسى.. لأنه لا يعقل لموسى بعد وفاته أن يصف حالته أثناء الوفاة، أو يصف بكاء بنى إسرائيل عليه بعد وفاته، مثلما جاء فى الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر التثنية الذى يقول: وكان موسى ابن مائة وعشرين سنة حين مات، ولم تكل عيناه، ولا ذهبت نضارته.. فبكى بنو إسرائيل موسى ثلاثين يوما!!) هكذا نصا.. فكيف إذن يكتب موسى هذه الفقرة التى تصف موته، وهو ميت؟!! أما لماذا كتب اليهود "التوراة" هكذا؟ فلأنهم كما يقول ديورانت حرفيا: (كانوا يهيمون فى الصحراء، وكانوا يتطلعون إلى أرض كنعان، التى هى أرض فلسطين وما كان لهم حق فيها.. فأرادوا أن يصطنعوا هذا الحق، ويوجدوه بوعد إلهى، فكتبوا بأيديهم أن الرب قال لإبراهيم: لنسلك أعطى هذه الأرض).. ذلك الرب الذى وصفه اليهود فى نفس التوراة بأنه (متعنت مع شعبه المختار، ومتقلب المزاج، ومندفع، ويحب رائحة الشواء، ويتمشى فى ظلال الحديقة ليتبرد بهوائها، ولا يرضى بالقرابين الحيوانية وحدها، ويصر على تقديم القرابين البشرية أيضا إليه).. هذا هو رب اليهود كما تقول التوراة.. وإذا كان هذا الرب حقا قد وعد "نسل إبراهيم" بأرض إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل كما تقول التوراة.. فهل يهود الحبشة "السود" أو اليهود الروس "الشقر" من نسل إبراهيم؟! من أول السطر: أرجوك لا تضحك.. ذلك لأن "التوراة" تقول أيضا إن بنى إسرائيل حينما سألوا الرب: (لماذا خلقت شعوبا غيرنا ونخن شعبك المختار؟!).. أجابهم الرب، وفقا للتوراة، قائلا: (لتركبوا ظهورهم، وتمتصوا دمهم، وتحرقوا أخضرهم، وتلوثوا طاهرهم، وتهدموا عامرهم!!).. أى أن الرب هو الذى طلب منهم ارتكاب ما ارتكبوه ويرتكبونه حاليا من جرائم فى حق الفلسطينيين وغير الفلسطينيين!!. لماذا تفتح فاهك هكذا دهشة؟!! هل نسيت أن ديورانت قال صراحة فى موسوعته الشهيرة "قصة الحضارة" إن بنى إسرائيل (كتبوا بأيديهم فى التوراة أن الرب قال لإبراهيم: لنسلك أعطى هذه الأرض) من أجل أن يبرروا غزوهم لأرض فلسطين و(يصطنعوا) لهم حقا فيها؟! وهل نسيت ما جاء فى التوراة عن أنبيائهم.. التوراة تقول إن النبى يعقوب وأمه، خدعا إسحاق.. وراشيل، أو راحيل زوجة يعقوب سرقت أباها.. وابنتا لوط أسكرتا أباهما بالخمر، ثم عاشرتاه معاشرة الأزواج.. والملك شاءول.. ملك بنى إسرائيل، يقول سفر صموئيل الأول إنه (طلب من داوود مهرا لابنته مائة غلفة من غلف أعضاء الذكورة فى الفلسطينيين، فراقَ الأمر لداوود، وقتل مائتى طفل من الفلسطينيين، وقطع أعضاءهم الذكورية، وأتى بغلفهم مهرا لمصاهرة الملك شاءول!!) تخيلوا.. وفى نفس سفر صموئيل الأول أيضا: (انقلب داوود على الملك شاءول، وانضم إلى الفلسطينيين فى حربهم ضد شاءول ملك بنى إسرائيل.. لكن الفلسطينيين رفضوا انضمام داوود لجيشهم فى الحرب، فتوسل داوود لملك الفلسطينيين أخيش، قائلا: ماذا جنيت، وأية علة وجدت فى عبدك داوود، حتى لا أشترك فى محاربة أعداء سيدى ملك فلسطين؟!). وفى سفر صموئيل الثانى: (اغتصب أمنون بن داوود أخته ثامار.. وعاشر أبشالوم الابن الآخر لداوود محظية أبيه.. وحارب أبشالوم أباه طمعا فى الحكم.. وأرسل ملكهم داوود أحد ضباطه للحرب، ليتمكن داوود من معاشرة زوجة الضابط دون إزعاج)!! هذا هو القليل مما جاء فى كتاب التوراة عن "شعب الله المختار" وعن ربهم وأنبيائهم وملوكهم الأوائل.. فماذا قالت التوراة إذن عن القدس وعن فلسطين والفلسطينيين؟! هذا هو مثلا سفر "التكوين" أقدم أسفار التوراة، يطلق على الفلسطينيين الأوائل اسم (الكنعانيين) ويقول إنهم جاءوا من الجزيرة العربية عام 2500 قبل الميلاد.. ومعروف أن فلسطين فى التاريخ القديم وحتى عام 1200 قبل الميلاد كانت تسمى (أرض كنعان). وفى الإصحاح الثالث والعشرين من نفس سفر التكوين، عاد كتاب التوراة وأطلق على أرض كنعان صراحة اسم أرض (فلسطين).. وهو ما يعنى أن التوراة تقول بوضوح وبشكل لا يحتمل أى غموض إن الكنعانيين، أى الفلسطينيين الأوائل، هم فقط الذين وجدوا فى فلسطين منذ أقدم عصور التاريخ، وكل ما عداهم ليس له صلة تاريخية بفلسطين.. حتى قبائل بنى إسرائيل (الذين كانوا يهيمون فى الصحراء) وفقا لوصف الإصحاح التاسع من سفر يشوع.. حينما حاولوا غزو فلسطين (اصطدموا بأعمال البطولة التى اتصف بها أهل فلسطين وقصموا ظهر بنى إسرائيل!).. وباعتراف التوراة أيضا فى سفر صموئيل (انكسر بنو إسرائيل وهربوا من أمام الفلسطينيين، وقطع الفلسطينيون رأس شاءول -ملك بنى إسرائيل- وأرسلوها إلى كل جهة فى فلسطين، ليراها الجمهور!!) هكذا نصا. من أول السطر: هذه باختصار، هى حقيقة فلسطين والفلسطينيين، التى يعترف بها كتاب التوراة نفسه.. والتى يجب أن يعلمها الجميع، ولا يتناساها الحكام ومرتزقة التطبيع. أما صلة اليهود بالقدس.. فهاهو أيضا كتاب التوراة فى الإصحاح التاسع عشر من سفر "القضاة"، يعترف بوضوح أن مدينة "القدس" كانت تسمى قديما "مدينة يبوس" تُنسَب إليها قبائل اليبوسيين الكنعانية، التى هاجرت إليها من الجزيرة العربية سنة 2500 قبل الميلاد.. وهاهى أيضا مخطوطة (إتحاف الإخصا بفضائل الأقصى) لشمس الدين السيوطى، تقول هى الأخرى إن (أول من اختطّ مدينة القدس من ملوك اليبوسيين العرب هو "ملكيصادق".. ولما جاء من بعده ملكهم "سالم" اليبوسى، زاد فى بناء مدينة القدس وشيد فى ناحيتها الجنوبية برجا للدفاع عن المدينة وحمايتها، لهذا اتخذت المدينة اسمها منه، وصارت من وقتها تعرف باسم (أور سالم) أى مدينة سالم، بدلا من مدينة يبوس.. إلى أن هاجمها ملك بنى إسرائيل، الملك داوود، واستولى عليها من اليبوسيين وخلفه عليها ابنه سليمان.. وبعد وفاة سليمان، تقاتل ملوك بنى إسرائيل فيما بينهم وانقسمت دولتهم التى أسسها الملك داوود، والتى لم تستمر سوى سبعين عاما فقط فى عهدى داوود وسليمان، وانقسمت إلى مملكتين.. واحدة فى الشمال سميت باسم "السامرة" وعاصمتها مدينة نابلس حاليا.. والثانية مملكة "يهوذا" وعاصمتها القدس.. أو "أور سالم" التى حرفوا سينها إلى شين. وحتى هذه المملكة، أو هذا الكيان الذى حاول اليهود إقامته بالقوة على أرض فلسطين زمان، والذى لم يستمر كما قلت، سوى سبعين عاما فقط فى عهدى داوود وسليمان، لم يكن كيانا مستقلا، بل كان خاضعا لفرعون مصر، وكانت السيادة عليه للمصريين القدماء.. ومن لا يصدق، يستطيع أن يقرأ ذلك منقوشا على جدران معبد الكرنك بالأقصر، أو يقرأه على لسان العالم والمؤرخ الأمريكى هنرى بريستد، فى كتابة المهم "تاريخ مصر من أقدم العصور".. أو يعود إلى كتاب "التوراة" ويقرأ فى سفر "الملوك" كيف زحف فرعون مصر على مملكة "يهوذا" ودخل أورشليم –القدس- وأخضعها هى وكل مدن فلسطين لحكمه.. والأغرب هو أن التوراة نفسها تعترف أيضا فى سفر الملوك الثانى، بأن "كورش" ملك الفرس، حينما هزم ملك بابل وسمح لليهود بالعودة إلى فلسطين ليكونوا سندا وعونا له على غزو مصر، رفض معظم اليهود العودة إلى ما يسمونه الآن بأرض الأجداد وقالوا ( لا صلة لنا بأرض الفلسطينيين ) هكذا نصا تقول التوراة .!! من أول السطر: فوق كل ما سبق : هاهو أيضا كتاب التوراة فى الإصحاح التاسع عشر من سفر " القضاة " . . يروى قصة ذلك الرجل من بنى إسرائيل الذى اقترب من مدينة "يبوس" التى هى مدينة القدس حاليا ، ومعه غلامه وحماره. . وفيها يقول سفر القضاة بالحرف : ( وفيما هم عند يبوس والنهار قد انحدر جدا ، قال الغلام لسيدة : تعالَ نَمِلْ إلى مدينة اليبوسيين هذه ، ونبيت فيها . . فقال له سيدة : لا نميل إلى مدينة غريبة ، ليس فيها أحد من بنى إسرائيل ).!! إذن بشهادة التوراة فى سفر القضاة : ( فلسطين أرض الكنعانيين العرب ) جاء إليها الكنعانيون من الجزيرة العربية عام 2500 قبل الميلاد . . والقدس مدينة "غريبة" على اليهود ( وليس فيها احد من بنى إسرائيل.!! ) . . ورغم ذلك يدعى الصهاينة والمتصهينون أن القدس مدينة ( يهودية ) ويصرون على اغتصابها وجعلها بالقوة وبالتضليل ، عاصمة لكيانهم الصهيونى الغاصب المسمى إسرائيل . . والمخزى ، هو كل هذا ( التواطؤ ) . . وكل هذه (الصمت ) . . على ذلك الاغتصاب العلنى واليومى للقدس التى هى مدينة " عربية " حتى فى التوراة.!!