بقلم: سعيد صبح تنزع بعض الفئات والشخصيات الفلسطينية بالتعويل والتهليل للمؤتمر الدولي حسب رؤية بوش واصبحت ماكينات التسويات والمساومات تتدفق بغزارة ويروج لها اصحاب الشطط الفكري بكثير من الايمان واليقين بحدوث معجزة واي معجزة!! من الصديقة الحميمة للكثيرين كوندوليزا رايس. لعل من البديهيات المسلم بها ان العرب لا يفكرون الا بالسلام وهذا سر تهاونهم وترددهم بل قبولهم واستلامهم لاي تسوية او مشروع من البديهي ايضا ان يؤيد الجميع اي مبادرة حتي لو كانت باهظة التكاليف علي الشعوب العربية والاسلامية، مبادرة الخريف القادم تطالب بالاعتراف الجماعي اولا من اجل حسن النوايا والطرف الفلسطيني اللاهث وراء الحل لا يعنيه الا المقدمات والبرتوكولات ويمهد الطريق للبقية الباقية لتسقط آخر اوراق التوت والبلوط...الخ. فهل من خطر مصيري يطرح نفسه امامنا، اشد وقعا، واوسع تهديدا، واكثر ايلاما في حقنا وكرامتنا اكثر من الخطر الصهيوامركي الذي يطال كل شيء من الحجر الي البشر الي كل مكونات الحياة الاجتماعية والانسانية والعقدية، ما حدث ويحدث بالعراق درس لم يتعلم منه حكام العرب، فهم في غيهم وضلالهم يعمهون، يجتمعون فلا يلتفتون الا لمصالحهم وبقائهم ملوكا ورؤساء مدي الحياة، الديمقراطية عندهم تعني التبعية والانفراد بالسلطة وخنق الحريات وهذا المنطق اصبح مدخلا لاصحاب نظرية الفوضي الخلاقة بعدما جربوا الخيارات الديمقراطية ببعض البلدان العربية وما يمكن ان تفضي اليه. نظرية الصهيونية المتجددة في الولاياتالمتحدةالامريكية تعتبر اكثر تطرفا وعدوانية بشكلها ومضامينها واملاءاتها، فهي تتسم بالعدوانية وروح المجابهة الدائمة والتوسع في اي مجال او ميدان يمكن الوصول اليه، ان هذا الخطر يتعدي الزمن الراهن، فاذا بقينا في غفلة وعن مدي هذه الغفلة، سيجد الفرد العربي وقد آفاق علي واقع اسود ومرير، فلو قيض لهذا المشروع الخريفي ان يمر دون اعتراض وممانعة وجارينا الكيان الاسرائيلي فيما يصبو اليه واعترفنا به واقعا قائما بيننا، لاصبح الخطر اشد، والمصير اظلم، واعطينا بانفسنا هذا الكيان مقومات وجرعات لمزيد من العدوانية. فهذا الكيان بحاجة ماسة للامن منذ نشأته والمجدين الصهاينة الاكثر عنصرية من غيرهم من الصهاينة يدفعون باتجاه ترسيخ البعد الامني للقضية الفلسطينية وذلك لوأد المقاومة وتكبيل الافواه وتغيير المعتقدات ومحاصرة البؤر الجميلة في هذا الوطن. ان ما يصبو اليه الكيان الاسرائيلي ان يصبح في هذا العالم العربي مركز الثقل بلا منازع، فهو المؤتمن والمعتمد لدي الادارة الامريكية في كل شيء رغم عدم امكانية قيامه بمهمته في حرب تموز علي لبنان عام 2006 وسقوطه المدوي في هذا الامتحان والذي جمعت له الادارة الامريكية كل الوصفات العربية والدولية ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان، فانتصرت المقاومة اللبنانية بما تملكه من رصيد شعبي ومصداقية وثبات علي المواقف وتراجع العدوان مدحورا يجر اذيال الخيبة. وحدة المصير تقتضي حشد الطاقات والامكانات للمواجهة اللاحقة عن الآثار المترتبة علي الجولة الخريفية القادمة ولا يعتقد اي فريق انه بمامن من هذا الخطر الذي يهدد المصير. اوليس من الظلم العبث واللهو بمصير شعوب المنطقة دون حراك درءا للخطر، فلا الاستيطان حرك الضمائر ولا الجدار حرك النفوس والهمم ولا الابعاد والقتل ونسف البيوت شبه اليومي ولا التصفية اليومية المباشرة وغير مباشرة في العراق وفلسطين والصومال والسودان وحرب تموز علي لبنان. فهل هذا الحراك الاسود سيحقق الحلم المنشود للمنطقة وللعالم؟ ام نشهد تداعيات لاحقة للخريف القادم؟