يحاولون اسقاط الرئاسة بالضربات القوية الموجهة واحدة تلو الاخرى , تارة فى ميدان التحرير , واخرى بالهجوم على القصر الجمهوري , وثالثة بالمحافظات , واخيرا ببورسعيد الابية . كل ذلك ليس كرها فى شخص الدكتور مرسي انما كرها فى انتمائه السياسي (جماعة الاخوان ) ظنا منهم انهم بذلك يسقطون الاخوان المسلمون . ولا عجب ان تسمع من ابناء التيار الاسلامى ايضا بمختلف احزابه وقصائله انه فى حال سقوط محمدمرسي يسقط معه نظام الاخوان وبالتالى يسقط الاسلام او بصورة ادق يسقط المشروع الاسلامى . وانى قد سمعت من احد القيادات الاسلامية يقول اته فى حالة سقوط الرئيس لن تقوم للاسلام ولا للاسلاميين قائمة بعد ذلك ز وانى ارى ان هذا الكلام هراء ليس له اساس من الصحة لسببين : 1- ان الاخوان ليس هم الاسلام , ولا الاسلام هو الاخوان , فالاخوان هم جزء اصيل من المشروع الاسلامى فقط ز 2- ان الاسلام لا يعتمد على اشخاص ولا دولا , ولكن الاسلام يقوم على اخلاص الرجال . وكما ذكرنا ان الاخوان هم جزء من المشروع الاسلامى الذي بدأ ينشط بقوة بعد انتشار ثورات الربيع العربي . اما اعداء ذلك المشروعاللذين يدعون التقدمية يعلمون جيدا ان الاخوان ليس هم كل الاسلام , لذلك تجدهم يوجهون سهامهم صوب كل ما هو اسلامى وليس اخوانى فحسب . انهم يعلمون جيدا ان هناك من ابناء الحركة الاسلامية من سيظهر بقوة وشراسة اذا سقط نظام الاخوان ان لم يغتنموا الفرصة بالانقضاض على كل ماهو اسلامى والاستيلاء على كرسي السلطة فى مصر . والدليل الاكبر على ذلك ان ترى هؤلاء العلمانيين ينادون الان بعودة حكم العسكر لانهم يعلمون انه فى حالة اجراء اى انتخابات نزيهة سوف يخسرون بقوة , ولكن ينقذهم مما هم فيه الا حكم يساندهم , ولا مناص بالنسبة لهم من عودة حكم العسكر , حيث يعطى لهم المناصب ويزور لهم الانتخابات , ويجعل لهم دورا بعد ان سحب التيار الاسلامى البساط من تحت اقدامهم . ولكن اذا سلمنا (لاقدر الله) بسقوط نظام الدكتور مرسي (الاخوانى ) , فهل يعنى ذلك سقوط المشروع الاسلامى كما يري البعض ؟ طبعا لا , فالانتخابات سوف تفرز اسلاميين , سواء من الاخوان او من غيرهم فالمشروع الاسلامى كله واحد , والشعب المصري بطبيعته يميل الى الفطرة السليمة , مع كل ما يروج له اعلام الفتنة والتغريب . فعلى سبيل المثال هناك تحالف قوى بدأ يطفو على الساحة السياسية (تحالف حزب العمل بقيادة المناضل الكبير مجدي حسين, وحازمون بقيادة الشيخ الجليل حازم ابو اسماعبل ) وانى ارى ان هذا التحالف هو البديل عن الاخوان فى حالة تأخرهم انتخابيا , بل ربما يحل محلهم فى الانتخابات القادمة فى البرلمان القادم , وبالتالى يكون له النصيب الاكبر فى تشكيل الوزارة . هذا التحالف الذي يتفق اولا على مرحلة ما بعد الانتخابات وليس مرحلة ما قبل الانتخابات لان ذلك هو الاهم . هذا التحالف الذي يجمعه اولا واخيرا الاخلاص فى سبيل الله ثم الوطن . هذا التحالف يرفض التبعية , وينادى بالاستقلال , وهذا ما لايتطرق اليه اغلب الاحزاب والحركات الموجودة على الساحة بمافيها الاحزاب الاسلامية ذات الانتشار الواسع ربما لعدم معرفتهم بالعمل السياسي الذي هم عليه ضيوفا , وربما يري بعضهم انه لايجب الحديث عن تلك القضية التى تزعج ماما امريكا , حيث يري انه لابد ان نظل نتعامل مع امريكا بهذه الطريقة . مع اننا نري ان التعامل مع الحلف الصهيو امريكى على طريقة الخزى (طريقة مبارك) لهو اكبر اهانة لمصر العظيمة ومكانتها التاريخية والجغرافية المتميزة . هذا التحالف الذي يخشاه الاعلام الضال المضلل المأجور , كما يخشاه رجال مخابرات مبارك , ورجال الامن الوطنى , وفلول الحزب الوطنى المنحل الذين يحركون الشارع بالبلطجة ضد النظام الحالى المنتخب . يخشون هذا التحالف الذى لايعرف الخطوط الحمراء بعكس كثيرا من السياسيين وبعض ابناء التيار الاسلامى اللذين أيدوا أحمد شفيق من قبل , وأيدوا مطالب جبهة خراب مصر (حسب املاءآت سرية) وكذلك كانوا يؤيدون المجلس العسكرى بشدة وتمنوا بقاؤه او حتى عودته بديلا عن النظام الشرعي المنتخب , فهؤلاء لافرق لديهم من ان يحكمهم نظام عسكرى يلعقون بيادته (ماداموا يعيشون فى رغد امام الكاميرات ) او ان يحكمهم نظام شرعي منتخب . وهذا الصنف من الاسلاميين ماتهواه امريكا , وتحبه اسرائيل , ويتلذذ به اذناب نظام المخلوع فى منتدياتهم وقنواتهم الفاسدة . اما تحالف حزب العمل وحازمون الذي اجتمع على الاخلاص والوطنية والشفافية فلايجب ان يري النور من وجهة نظر اعداء الخير . ولكنى اؤكد باذن الله ان هذا التحالف سيكون النواة الحقيقية للمشروع الاسلامى المنشود والذي يحمل الامة على اعناقه الى بر الامان ورفع الراية الحقيقية لما له من اعتدال , ووسطية , ولين , وحزم , وشدة , وذلك حسب متطلبات المرحلة الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة