من ينظر الى خريطة مصر السياسية يجد ان التيار الاسلامى له الغلبة والسيطرة على كل شيء , وبالتحديد الحزبان الكبيران عددا هما حزب الحرية والعدالة ويليه حزب النور من حيث العدد . ولكن فى الاسابيع الاخيرة اضمحلت شعبيتهما , فحزب الحرية والعدالة تتهافت عليه الضربات من معارضي النظام الحالى , وبما ان رئيس الجمهورية من ذلك الحزب فيكون الهجوم عليه شرسا وقاسيا مما أثر على الحزب بالسلب فى الشارع المصري . اانى استمع الى المواطن البسيط ينتقد الاخوان وحزبهم الحرية والعدالة لمجرد انه استمع الى حلقة فى التليفزيون تناقش امرهم او تنتقدهم . اما حزب النور فاصبح ايضا اقل شعبية من ذي قبل بعد هفواته المتكررة واخرها تأيده لكثير من مطالب جبهة الانقاذ مما قلل من رصيده فى الشارع , وقبل ذلك انشقاق مجموعة كبيرة منه شكلت حزبا جديدا بعيدا عن حزب النور . ولكن الشارع المصري بطبعه متدين ويميل للاسلاميين , وهو الان عرضة لاى حزب يستقطبه , بشرط ان يكون بعيدا عن الحزبين السالفين الذكر . هناك احزاب , وحركات , وفصائل كثيرة ذات مرجعية اسلامية , ولكن ربما ينقصها الخبرة او ينقصها الشهرة او كلاهما معا . واذا بحثنا عن الاثنين معا(الخبرة , والشهرة) فنجدهما فى اثنين من رجال العمل السياسي الحقيقي (مجدى حسين , حازم ابو اسماعيل) الاول (مجدى حسين) : رجل ذا خبرة سياسية عالية , فهو يعمل بالسياسة منذ نعومة اظفاره , وكان فى المعارضة طوال مايقرب من نصف قرن من الزمان , لم يتغير ولا يتلون , صاحب مبدأ , وصاحب رؤية ثاقبة , ونظرة خارقة للمستقبل , لايستطيع احد من محبيه او معارضيه ان يزايد عليه , او ان يقلل من شأنه . تقلبه على السجون من اجل كلمة الحق اكسبه صلابة فى الحق , وطوال فتراته وحيدا فى زنزانته وفرت له الوقت ليقرأ ويطلع على الجانب السياسي فى الاسلام حتى اصبح خبيرا به , واصبحت لديه حصيلة علمية دينية سياسية غير موجودة عند الكثيرين من ابناء الحركة الاسلامية . وايضا ممارساته السياسية طوال عمره اضفي عليه طابعا خاصا لاتجده عند اغلب العاملين بالحقل السياسي الان . الثانى (الشيخ حازم ابو اسماعيل) : رجل دين من الطراز الفريد فى عصرتا هذا يمتاز بالشفافية والصدق والعفوية المتناهية , وهو ابن الرجل الجليل (صلاح ابو اسماعيل) اسد مجلس الشعب المعروف لمن عاصره . وللشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل علاقة غير بسيطة بالسياسة حيث انتخابات مجلس الشعب 2005 ومن المفترض انه نجح الا ان نظام مبارك ابي الا ان يعلن نجاح مرشحة الحزب الوطنى انذاك , وحاول خوض انتخابات الرئاسة الاخيرة الا ان هناك معوقات مفتعلة منعته من ذلك . هذا الرجل له قبول ربانى , ومن ثم فله شعبية جارفة , انا أؤكد ان الشيخ حازم نفسه لايعرف عددها من بين ابناء الشعب المصري وبالاخص التيار الاسلامى (وهذا فضل من الله عظيم) . الاستاذ / مجدى احمد حسين , والشيخ / حازم صلاح ابو اسماعيل يشتركان فى كثير من الصفات منها على سبيل المثال (الصدق , العفوية المطلقة , الاخلاص , الوطنية الفياضة , الثورية , الرجولة , الشهامة , عدم التلون , الثبات ) ولكل هذه الصفات تجدهما بعيدان كل البعد عن الاعلام او قل الاعلام بعيدا عنهما تماما , وطبعا هذه تعليمات جهاز المخابرات الذي مازال يتحكم فى اعلامنا الحر . وانى ارى ان تحالف حزب العمل بقيادة مجدى احمد حسين , والشيخ حازم فى انتخابات البرلمان القادمة سيكون له الغلبة باذن الله , وسوف يشكل الحكومة القادمة , وهذا يرجع الى ماذكرته فى بداية المقال ان الشارع شبه منفض عن الحزبين الكبيرين (الحرية والعدالة , والنور ) وفى نفس الوقت ان المواطن المصري يميل الى التدين بطبيعته , ويحب دينه ولن يختار الا التيار الاسلامى ولا سيما انه يجد التيار الاسلامى المعتدل المنصف الجاد المتمثل فى حزب العمل وحازمون اثق ان اختيار الشعب المصري سيكون صحيحا صائبا حتى نعبر بمصرنا الى بر الامان الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة