مختار غباشى: كثرة الأحزاب الإسلامية تثرى العملية السياسية المصرية مجدى حسين: التحالفات بين الأحزاب الإسلامية سيزيد عدد مقاعدهم فى البرلمان القادم سمير الوسيمى: العمل على إنشاء أحزاب اسلامية سيزيد من قاعدة شعبية التيار الإسلامى محمد حبيب: التعددية فى الأحزاب السياسية يخلق نوعًا من التنوع فى الشارع عبد الخبير عطا: دليل يعكس حالة الحراك السياسى الذى تشهده مصر الآن صلاح هاشم: سيكون هناك تحالفات قوية بين الأحزاب الإسلامية فى البرلمان القادم قبل أيام تم تدشين حزب "الهدف الإسلامى" ذى المرجعية الإسلامية، ضمن مسلسل انفجار الحياة السياسية والحزبية فى مصر بعد الثورة مباشرة، وإعادة تشكيل الحياة الحزبية من جديد من خلال ظهور أحزاب ذات مرجعية إسلامية، بعد أن ظل نظام الرئيس المخلوع المعادى لتيار الإسلام السياسى يمنع تماما إنشاء أية أحزاب إسلامية. انفجرت الحياة الحزبية ووصل عدد الأحزاب فى مصر إلى ما يزيد عن 70 حزبًا سياسيًا ذوى اتجاهات وانتماءات مختلفة، ووصل عدد الأحزاب الإسلامية إلى أكثر من 10 أحزاب، كان آخرها تدشين حزب الهدف ذى المرجعية السلفية، والذى أسسه الشيخ مصطفى إسماعيل، وكان قبله بأيام قد تم تدشين حزب "الوطن" برئاسة الدكتور عماد عبد الغفور - الرئيس السابق لحزب النور ومؤسسه -، إضافة إلى أنه سيتم الإعلان عما قريب عن ظهور حزب "الأمة" الذى يقوده الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل - المرشح السابق لرئاسة الجمهورية -. طرحت "المصريون" السؤال المهم على السياسيين والمحللين وهو: هل كثرة الأحزاب الإسلامية سيفتت أصوات الناخبين فى الانتخابات البرلمانية القادمة؟ وهل ممكن أن يحول الناخبون عنها إلى الأحزاب ذات المرجعية الليبرالية؟ أم أن هذا سيؤدى إلى تكتل لهذه الأحزاب فيما بينها وتحالفات قد تؤدى إلى حصد أكثر عدد من المقاعد البرلمانية القادمة؛ خاصة أن الشعب المصرى خرج فى أربع مرات سابقة وأعطى أصواته إلى التيار الإسلامى فى ظل محاربة شرسة على الأحزاب الإسلامية والتيار الإسلامى من قبل رجال النظام السابق ومن قبل الإعلام الليبرالى الذى شن حملة شرسة على كل ماهو إسلامى. أكد المحللون السياسيون، أن انتشار الأحزاب الإسلامية هى نتيجة طبيعة فى ظل مناخ سياسى حيوى يسمح بإنشاء الأحزاب السياسية خصوصًا أن الأحزاب الإسلامية السابقة أثبتت نجاحاتها فى كثير من المواقف والقضايا السياسية التى مرت عليها، مؤكدين على أن كثرة الأحزاب الإسلامية سيثرى العملية السياسية الحزبية فى مصر، وأن هناك تحالفات سياسية بين الأحزاب الإسلامية ستتم خلال فترة الانتخابات البرلمانية القادمة وفى السطور القادمة ستستعرض "المصريون" آراء المحللين والسياسيين... فى البداية يرى الدكتور مختار غباشى - نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجة،- أن كثرة الأحزاب السياسية فى الشارع المصرى مفيدة، وتثرى الحياة السياسية فى مصر، مؤكدًاعلى أن المجال أصبح الآن مفتوحًا لفكرة إنشاء الأحزاب السياسية، نظرًا للحرية السياسية الموجودة حاليًا فى مصر، وأن هناك كثيرًا من الأحزاب الإسلامية تعاملت فى بعض الأوقات بطريقة خاطئة فى التعامل مع بعض القضايا المهمة إلا أنه بالرغم من ذلك إلا أن شعبية التيار الإسلامى مازال مقبولًا فى الشارع المصرى، مؤكدًا أنهم سيحصدون عددًا كبيرًا فى مقاعد البرلمان القادم. وأشار نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن الأزمة الاقتصادية والأمنية أدت إلى انخفاض شعبية التيار الإسلامى، موضحًا أن المرحلة الانتقالية كانت تشوبها بعض الأزمات التى لم يتعامل بها التيار الإسلامى بحزم خصوصًا حزبا الحرية والعدالة والنور. ويرى الكاتب والسياسى مجدى أحمد حسين - رئيس حزب العمل - أنه من الطبيعى أن يكون هناك تعددية فى الأحزاب الإسلامية؛ وذلك لأن هناك مدارس مختلفة وكثيرة فى التيار الإسلامى نفسه، فكان من البديهى أن تنشأ أحزاب لتعبر عن هذه الافكار والمدارس خصوصًا أن مصر الآن فى مرحلة التفجر السياسى والتعددية الحزبية، والطبيعى وبعد طول حرمان سياسى أن يرغب الجميع فى الدخول فى معترك الحياة السياسية، من خلال إنشاء حزب أو الانضمام إلى حزب يعبر عن أفكاره. وأضاف حسين أنه لابد أن يحدث حوار حقيقى وجاد بين كل الأحزاب الإسلامية، مؤكدًا أن كثرتها لا يؤثر على الإطلاق فى أصوات الناخبين، وذلك لأننا لو لاحظنا الانتخابات الأخيرة رأينا أن الأحزاب الإسلامية كحزب الحرية والعدالة أو النور أو الوسط حصدت أصواتًا كثيرة، وذلك لأن وجود القوائم النسبية تحل المشكلة فى التعددية فى الأحزاب. وأكد رئيس حزب العمل على أن مرحلة التعددية بين الأحزاب الإسلامية ستنتهى من مرحلة التعددية إلى مرحلة الاندماج خلال الانتخابات البرلمانية القادمة. أشار سمير الوسيمى - أحد قيادات حزب الحرية والعدالة - إلى أن أى عمل حزبى منظم سيكون بالتأكيد إضافة للحياة السياسية فى مصر والمنظومة السياسية، وهذا سيكون إضافة أيضًا للفكر والرؤية الحزبية كاملة، وأنه من أصول الموافقة على الأحزاب تقديم رؤية جديدة وأطروحات وأفكار جديدة، فمن المؤكد أن من سيقوم بعمل حزب جديد أن يكون له أطروحاته وأفكاره التى ستثرى العملية السياسية فى مصر. وأكد القيادى بحزب الحرية والعدالة على أن فكرة إنشاء هذه الأحزاب فكرة جيدة لإنشاء قاعدة عريضة للتيار الإسلامى تتيح للمواطن العادى فى الشارع المصرى ذى التوجه الإسلامى أن يكون هناك أمامه تعددية فى الأحزاب الإسلامية ليختار بينها ما يريد. ويرى الدكتور محمد حبيب - نائب المرشد العام للإخوان المسلمين سابقًا - أن نشأة الأحزاب الإسلامية السياسية الجديدة هى زيادة فى الحراك السياسى فى المجتمع المصرى خاصة أن الاختلاف والتعددية فى الأحزاب السياسية يخلق نوعًا من التنوع وليس التضاد. وأضاف حبيب أن هذه الأحزاب ستخلق نوعًا من التنافس والإسراف فى تقديم كل حزب أفضل وأروع ما عنده للشارع، وهذا كله فى مصلحة مصر الشعب والوطن، لأن وجود أحزاب قوية متنافسة لاشك سيثرى من العرس الديمقراطى فى مصر. واعتبر نائب المرشد السابق، وجود حزب واحد قوى ويملك كل الصلاحيات وباقى الأحزاب ضعيفة ومهمشة هذا سيخلق نوعًا من تهميش المواطن نفسه، لأن المواطن المصرى يبحث دائمًا عن حزب يعبر له عن أفكاره. قال الدكتور صلاح هاشم - رئيس الشبكة المصرية للحماية الاجتماعية - إن الأحزاب الفعالة والمشاركة فى الحراك السياسى، والتى تهتم فعليًا بالشارع لا تتعدى صوابع اليد الواحدة، بينما باقى الأحزاب عبارة عن احزاب كرتونية ليس لها أى رصيد فى الشارع المصرى. وأضاف هاشم أن إنشاء الأحزاب الإسلامية سيزيد من التعددية الحزبية لدى المواطن ويوسع دائرة اختياراته مابين نماذج الأحزاب الإسلامية. وعن التحالفات فى الانتخابات البرلمانية القادمة قال هاشم إن الأحزاب الإسلامية ستتحالف فيما بينها حتى تستطيع الحصول على أغلبية البرلمان القادم، وذلك لأنهم يمتلكون أيديولوجية واحدة، وأن شعبية التيار الإسلامى ستقل عما كانت عليه قبل ذلك؛ نظرًا لتعاملهم الخاطئ فى كثير من القضايا السياسية المهمة فى الفترة الماضية. أخيرًا يقول الدكتور عبد الخبير عطا - أستاذ العلوم السياسية جامعة أسيوط - إن الأحزاب الإسلامية الجديدة هى نوع من الحراك السياسى للتيار الإسلامى، فهناك أحزاب أنشأها المرشحون السابقون للرئاسة، والذين أعلنوا أنهم سوف ينشئون أحزابًا جديدة، وذلك لما وجدوه من شعبية لهم خلال الانتخابات الرئاسية، ومن حقهم أن ينشئوا أحزبًا جديدة حتى يكونوا فى وسط الشارع المصرى تمهيدًا للدخول فى الانتخابات الرئاسية القادمة، والتى من المتوقع أن يكونوا فيها ممثلون عن أحزابهم التى بصدد إنشائها، وأنه من حق أى جماعة سياسية أن تنشئ حزبًا مادام سيكون فى صالح الدولة، وهذا تعبير عن الديمقراطية التى نعيشها فلكل إنسان الحق فى التعبير عن نفسه وعن أتباعه عن طريق إنشاء أحزاب سياسية. واعتبر عطا الشارع هو الفيصل الوحيد فى نجاح أو سقوط هذه الأحزاب الجديدة، وأضاف أنه من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة نوعًا من التحالفات الإسلامية خلال الانتخابات البرلمانية القادمة. وقال عطا إن الأحزاب الإسلامية تملك قاعدة عريضة وشعبية وقبول لدى المواطنين على عكس باقى الأحزاب ذات التوجهات الليبرالية، لأنها أقرب من الشارع من هذه الأحزاب، وهى تهتم بمشكلات المواطنين وتشاركهم الحلول.