بقلم: محمود زاهر رئيس حزب الوفاق القومي المنتخب [email protected] [email protected] في ثوب من زينة نفاق اللوم والاستنكار السياسي... سألني مستفهما مستفسرا وقال... "لماذا حسني مبارك"... لماذا لا تفلته من قبضة نقضك الذي يبدو وكأنه بلاغا ملحا متصاعد لجهات توجيه الاتهام بما يستوجب ويحتم المحاسبة التي لا تعتدل إلا قضائيا... أو شعبيا في حالة ضعف حول وقوة القضاء... أو تاريخيا إن ثبت ضعف الشعبية والقضاء معا... لماذا واكثر حكام العرب والمسلمين من بعد وبتبعية حكام عالم اليوم الغربيين والشرقيين على السواء يسبحون في مستنقع الفساد بكل صور أو حالة.. هل هو ثأرا وقصاصا شخصيا... أم هو وعدا بمهمة وطنية وقومية قطعته على نفسك وما من سبيل إلا الوفاء به أو توبة مبارك للحق وإقراره كما أعلنت مرارا من قبل...؟ نعم... لك ولجهات توجيه الاتهام اعتبار ما أتدافع به من حق بالقلم والكلم بلاغا.. بلاغا يستوجب المحاسبة قضائيا... فإن لم تكن لاستئناس القضاء سياسيا فلتكن شعبية... فإن اتضح أن المرض قد أصاب الشعبية أيضا... "فلتكن تاريخية"... ونعم الأمر قصاصا عدل... ووعدا صدق بمهمة حق... ونعم لا رجوع مني عن الوفاء بعدل الحق إن شاء الله إلا بتوبة الباغي عن البغي ورجوعه للحق والاعتدال بإقراره... ودعني أوضح لك ولمن شاء استيضاح مرجعية قياس ووزن ومعايرة ما ذكرته أنفا...!!! أولا... بواقعي الانتسابي المصري العربي الإسلامي الذي أتشرف بكرامته... وبحق عدل واعتدال وقع ومواقعه خبرة عمري العلمية العملية بالقول والحركة في الأرض والناس... فانه يصبح فرض حق وعين على تواجدي التفاعلي أن ادفع ما هو صالح وادافع عنه... واقاوم ما هو فاسد والمدافعين عنه... ثم أسجل كل ذاك المطروح كرؤية وبلاغا مني دعما لثقافة الأجيال وقوامة المحاسبة ثوابا وعقابا... وحينئذ... يتضح لمستقرئ كلماتي أمران... هما... 1. ما ذكرته... وفصلت بيانه علميا... من انه لا بلوغ لعمومية الإصلاح أو الإفساد... وعمومية النفع أو الضرر... إلا مرورا بماهية الخصوصية الشخصية... والتي إن كانت قوامتها قائمة على حق علم مراد الله ثبتت هنالك عمومية الإصلاح والنفع... أما إن كانت قامتها نبتة مجتثة من ارض بغي علم إبليس والإنسانية فإن مطروحها لن يكون سوى الإفساد والضرر... كحالنا العصري بالغير مبارك...!!! 2. اعتقد بما سبق قد بات جلي المعالم والقسمات معنى كل من... عدل قصاصي... وحق وعدي ووطنية وقومية مهمته... وهو المعنى الذي سيتعظم جلاءه بما سنسطره لاحقا...!!! ثانيا... نعم... ورغم أن الخير باق في أمة الإسلام لله إلى يوم الدين... إلا أنني ممن يدركون بأننا نعيش عصريا في مستنقع فساد دولي وإقليمي وقطري... وقد بات اختيارنا بتلك المعايشة محدودا بين السيئ والاسوء... وأن تدافعنا قد تحكمت به لعبة "حلق حوش"... وحينئذ.... يأتي سؤال... "لماذا حسني مبارك...؟؟ وبما أراني الله أجيب فأقول... لأنه الأعظم إفسادا بذاته من خلال عظمة مقامه... ولأنه الأكثر استطالة في عذاب الناس بفساده... وتفصيلا لهذان السببان نقول... 1. لقد قدر الله كل شيء وجعل له قدرا مقدورا... ذلك لان الله لم يخلق السماوات والأرض وما بينهما لعبا... بل لمراد أراده وبحكمة تستوي مع كونه العزيز الحكيم... وكما خلقنا فوق بعض درجات ليتخذ بعضنا بعضا سخريا ابتلاءا منه... وكما فضل بعض الرسل على بعض... وبعض الأيام والأزمنة على غيرها... فضل كذلك بعض الأماكن والقرى على بعض... وهنا... كقدر مكة يأتي قدر مصر... فكما قدر الله من علاه اسم ذاك المقام الكريم جغرافيا وتاريخيا وديموجرافيا بخصوبته... استولد فطريا ريادته السياسية وتأثيرها البالغ التأثير إقليميا ودوليا... فبإسلام مصر كان الفتح الإسلامي وهيمنته التي دامت اكثر من ثمانية قرون قوية... تلك الريادة من قبل إسلامها وبلورتها نضوجا بالإسلام صارت العقل والقلب للامة الإسلامية والإقليمية العربية دون تطلع لهيمنة وسطوة ذاتية كما يدعي أعداء الأمة والإقليمية لزرع بذور التفرقة والتقسيم والتصغير... إذن... لتشتت اعقال المسلمين والعرب فعليك بعقلهم... ولتشتت قوة إيمانهم فعليك بقلبهم... أي... إن شئت هيمنة عليهم فعليك بمصر...!!! اقسم وأنا مطمئن القلب على المعلوم المؤكد بأنه... إذا حكمت مصر قيادة مؤمنة حقا بالله ومسلمة يقينا له وعملت بصدق المجاهدين على تطبيق فكر... وعلم... وأوامر ونواهي الله سياسة في الأرض والناس على قوة... فلا سبيل لأعداء الأمة إلا السلام العدل معها ولو على مضض... وأن عكس وخلاف ذلك فلن يستخلف سوى سبيل إهانة وذل الأمة كما يحدث الآن...!!! ما كان للمهر الأصيل أن يمتطي ظهره وصهوته حسني مبارك أبدا... وما كان لحسني مبارك أن يحتل راس المقام الكريم أبدا... ولكن هذا بمكرما... أو مكراما... أو شرعا خائن ما قد حدث... وحدث به تحول العقل والقلب بريادتهما للامة والإقليمية إلى الريادة في اتجاه التبعية لأعداء الأمة والعروبة... في اتجاه مهانة ومذلة الاستسلام والتسليم بهيمنة الدنس والنجس والانحلال وفسادهم... وتلك عظمة إفساد حسني مبارك بذاته ومن خلال مقامه... وهو الإفساد العظيم الذي سندفع عليه بدلائل الإثبات إن شاء الله...!!! وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظات هامة من واقع نسبي المصري العربي الإسلامي المصاب بعظمة فساد حسني مبارك... اهديه قول الله الذي يقول... والذين أصابهم البغي هم ينتصرون. وجزاؤا سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح فاجره على الله انه لا يحب الظالمين. ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل. إنما السبيل على الذي يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم"... صدق الله العظيم... 42/الشورى.