قال سماحة الشيخ محمد حسين مفتي القدس والأراضي الفلسطينية أن حادثة الإسراء والمعراج تؤكد أن حماية المسجد الأقصى المبارك أمانة في رقاب الأمة بحكامها وشعوبها. وقال سماحته، في خطبة صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك، أن حادثة الإسراء والمعراج ربطت بين رموز التوحيد في هذه الأرض من خلال الربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، لافتا إلى أن ذلك يحمل إشارات وعبر ومعاني عظيمة منها أن المسجد الأقصى وما حوله من الديار هو ارض إسلامية مباركة وأمانة في أعناق الأمة ويجب أن يذودوا عنها بأرواحهم وممتلكاتهم وبالغالي والنفيس. وأضاف أن البيت الحرام هو أول بيت وضع لتوحيده وعبادته ويرتبط بهذه الذكرى بالبيت الثاني الذي وضع في الأرض إذ يرتبط الأول بالثاني وجودا في هذه الأرض من خلال هذه المعجزة، كما ترتبط القبلة الأولى وهو المسجد الأقصى بالقبلة الثانية التي أرادها الله أزلية للمسلمين ارتباطا عقائدياً وتعبدياً وتاريخياً وحضارياً بين مساجد الإسلام. وبين سماحته بأن هذه المعجزة كانت تكريما وترويحا لنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما أغلقت الأرض أبوابها أمام الدعوة ففتحت السماء أبوابها تستقبله في كل سماء نبي أو أكثر يرحبوا بالنبي الصالح والأخ الصالح ويدعون إليه أن يرتقي هذه الليلة إلى سدرة المنتهى. وقال إن الدروس المستثمرة من حادثة الإسراء والمعراج لتؤكد بان المسجد الأقصى المبارك بكل ما فيه من قباب ومساطب ورحاب وبكل ما فيه مم مرافق هو مسجد إسلامي ومعجزة النبي، وبالتالي فان حمايته والذود عنه تعتبر أمانة في أعناق المسلمين، لافتا إلى أن السلف الصالح فعلوا ما فهموه من هذه المعجزة فتوجهت إليه السرايا والغزوات والجيوش الفاتحة من المؤمنين. وقال: لقد حضر الفاروق عمر إلى المسجد الأقصى إلى مدينة القدس فاتحا، وجاء بعده صلاح الدين محررا من يد الصليبيين المغتصبين. وطالب المفتي العام المسمين بان يوحدوا صفوفهم وان ينتبهوا إلى ما يحاك ضدهم من مؤامرات تستهدف مقدساتهم وعقيدتهم. وقال المفتي:هل أدركت امتنا، وهي تستذكر حادثة الإسراء والمعراج، المعنى العظيم لها؟، وهل اتبعت سنة الذي امرنا بان نكون من المرابطين بهذه الديار المباركة؟. وأكد سماحته أن المسجد الأقصى المبارك يتعرض هذه الأيام إلى عمليات استهداف تستهدف وجوده وكيانه وفرض السيطرة عليه وفرض أمر واقع جديد فيه، مطالباً المواطنين بأن يشدوا الرحال إليه في جميع الأوقات وعلى مدار الأيام. من جهة أخرى، استنكر سماحته، كل ما تقوم به قطعان المستوطنين من دخول المسجد الأقصى بالقوة وتحت حراسات الشرطة، وقال إن هذا الاحتلال لا يقيم وزنا للمقدسات وكرامة المقدسات.