وجَّهت العديد من الأطراف الفلسطينية انتقادات حادَّة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بسبب قراره بتحويل حكومة الطوارئ برئاسة سلام فياض إلى حكومة تسيير أعمال نظرًا لعدم توافق تلك الخطوة مع القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية. وقال المتحدث باسم حركة حماس إسماعيل رضوان إن هذا القرار لا سندَ له في القانون الأساسي للسلطة مضيفا أنه يمثِّل انقلابًا على القانون والشرعية. وحذَّر رضوان من أن يكون الاجتماع القادم للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية خطوةً أخرى على طريق تكريس الانقسام الفلسطيني. وشدَّد رضوان على أن الحكومة التي يقودها إسماعيل هنية هي حكومة تسيير أعمال وفق القانون الفلسطيني مجددًا تأكيد أن ما يجري الترويج له من أن حكومة الطوارئ التي تم تعيينها أصبحت حكومة تسيير أعمال هو خطوة انقلابية على الشرعية الفلسطينية. وقال أحمد الخالدي- رئيس لجنة صياغة الدستور الفلسطيني- التي نفى فيها تمتع منظمة التحرير الفلسطينية أو مجلسها المركزي بسلطة منح الثقة لأية حكومة مشيرًا إلى أن تحويل حكومة الطوارئ إلى حكومة تسيير أعمال أمرٌ لا يتفق مع القانون الأساسي الفلسطيني. وأوضح الخالدي – بحسب الجزيرة- أسباب عدم قانونية هذا الإجراء عندما ذكر أن القانون الأساسي الفلسطيني لا يشير إلى كيان سياسي اسمه حكومة الطوارئ وبالتالي فإن حكومة تسيير الأعمال المترتبة عليها هي حكومة غير دستورية الأمر الذي يجعل من حكومة الوحدة برئاسة هنية حكومة تسيير أعمال شرعية. وكان عباس قد أصدر مرسومًا بتحويل حكومة الطوارئ المعينة إلى حكومة تسيير أعمال وقام بتوسيع عدد وزرائها بإضافة 3 جدد وأعلنت السلطة الفلسطينية أن حكومة الطوارئ تحوَّلت إلى حكومة تسيير أعمال منذ مساء أمس في خطوةٍ استفزازية جديدة تعيق جهود التوصل إلى حلٍّ للأزمة الفلسطينية الحالية. وبصفة عامة تلقَى كلُّ خطوات عباس ضد الشرعية والمقاومة في الأراضي الفلسطينية دعمًا من جانب الصهاينة والأمريكيين. وفي آخر ملامح ذلك الدعم نقل موقع صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية عن مصادر أمنية فلسطينية قولها إن تل أبيب قرَّرت إصدار عفو عن المئات من عناصر كتائب شهداء الأقصي -الجناح العسكري لحركة فتح - في مدن الضفة الغربيةالمحتلة بشرط عدم تنفيذ أية عمليات ضد الكيان فيما تعهدت السلطة بضمان ذلك وبإدماجهم داخل الأجهزة الأمنية التابعة لرئاسة السلطة!! وأضاف الموقع أن قرار العفو يعني شطْب أسماء العناصر البالغ عددها 178 عنصرًا من قائمة العناصر التي تلاحقها سلطات الاحتلال ومن بين تلك العناصر قائد شهداء الأقصى في جنين زكريا الزبيدي وقائد شهداء الأقصى في رام الله كمال غانم وقائد شهداء الأقصى في نابلس علاء سناقرة وقادة آخرون. وذكرت الجريدة أن المحادثات دارت بين قائد الأمن الوقائي في الضفة زياد هبّ الريح ووفد صهيوني الخميس الماضي مشيرًا إلى أن هناك مباحثاتٍ ستجري الاثنين القادم بين الجانبين حول قائمة تضم 206 عناصر آخرين وسط تحذيرات صهيونية من أن أيًّا من تلك العناصر سيدخل في مجال المقاومة من جديد سيعود لقوائم المطاردات الصهيونية. وأشارت المصادر الصهيونية إلى أن الاتفاق لا يشمل عناصر كلٍّ من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين. ويأتي هذا الاتفاق ليؤكد ما ذهبت إليه حركة حماس من أن الكثير من عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية مرتبطٌ بالكيان الصهيوني، بالإضافة إلى ما أشارت إليه الحركة أكثر من مرة من أن رئيس السلطة تحوَّل إلى رئيس لحركة فتح وليس لكل الفلسطينيين؛ حيث تفرج السلطات الصهيونية عن أسرى فتح وتوقف ملاحقات العناصر المسلحة في الحركة. في هذه الأثناء استمرت المقاومة الفلسطينية في عملياتها ضد الاحتلال الصهيوني، سواءٌ في الضفة الغربية أو القطاع فقد أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام التابعة لحماس مسئوليتها عن إطلاق 11 قذيفة هاون على مواقع عسكرية صهيونية قرب قطاع غزة، وعلى القوات المتوغلة داخل القطاع، ومن بينها الموقع العسكري المجاور لمعبر كرم أبو سالم الواقع شرق رفح جنوب قطاع غزة. وقالت الكتائب في بيان لها: إننا في كتائب القسام إذ نعلن عن هذه المهام الجهادية لَنؤكد أننا سنلاحق جنود الاحتلال وآلياته الغازية، وستبقى أرض غزة شوكةً في حلق الصهاينة ومقبرةً للغزاة الغاصبين. كما أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين - الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية - عن قصفها مغتصبة كفار عزة الواقعة جنوب الكيان بصاروخ من نوع "ناصر 3"، كما أعلنت قصف معبر كرم أبو سالم ب4 قذائف هاون. وفي الضفة الغربية تبنَّت كلٌّ من القسام وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى - الجناح العسكري للجبهة الشعبية - هجومًا مشتركًا على آلية عسكرية صهيونية قرب حاجز حوارة العسكري. وأكد الفصيلان في بيان مشترك أن العملية شملت إطلاق نار استمر أكثر من ربع ساعة إلى جانب استخدام القنابل مما أدى إلى إصابة عدد من جنود الاحتلال وإعطاب الآلية (وهي أمريكية من طراز "همر") بشكل كامل وأوضحا أن الاحتلال اعترف بإعطاب الآلية.