أسعار الذهب فى مصر اليوم الأربعاء 5 يونيو 2024    الحكومة تعلن موعد انتهاء تخفيف أحمال الكهرباء    موعد مباراة ناميبيا وليبيريا في تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم والقنوات الناقلة    اليوم.. الحكم على أحد المتهمين بقتل عميل بنك مصر لسرقته بالعمرانية    احتفالًا بيوم البيئة العالمي، افتتاح معرض فوتوغرافي في قصر الأمير طاز    تحدبثات المواد الداجنة اليوم 5 يونيو "استقرار ".. وأسعار الكتاكيت تتراجع    أسعار اللحوم اليوم الأربعاء 5 يونيو 2024 في أسواق الأقصر    هبوط حاد في أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 5-6-2024    بعد دعوة مصرية.. وفد «حركة الجهاد الإسلامي» يستعرض الأوضاع الفلسطينية الحالية في القاهرة    الجيش الإسرائيلي: قصفنا 3 منشآت عسكرية تابعة لحزب الله في مناطق العديسة وبليدا ومركبا بجنوب لبنان    واشنطن: نشعر بالقلق إزاء تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله    انطلاق فعاليات الاجتماع الفني لتطوير البنية التحتية للطاقة النووية في مصر بفيينا    تصفيات المونديال، موعد سفر منتخب مصر لمواجهة غينيا بيساو    مواعيد مباريات اليوم.. تونس ضد غينيا الإستوائية في تصفيات كأس العالم.. وظهور ودي ل فرنسا    من عيار 24 إلى 14.. تحديث أسعار الذهب اليوم 5 يونيو    الصحة: عيادات بعثة الحج الطبية قدمت خدمات الكشف والعلاج ل1062 حاجا مصريا في مكة والمدينة    طلاب الثانوية الأزهرية علمي يؤدون اليوم امتحان الجبر والهندسة الفراغية    انتظام امتحانات الدبلومات الفنية بشمال سيناء    العرضي المسرحي الأرتيست كامل العدد لليلة الثالثة على التوالي    5 نصائح من «الصحة» ل«الحجاج».. اتبعوها للوقاية من العدوى    طريقة عمل شاورما اللحمة، أكلة سريعة ومغذية    «معدومي الضمير وضموا لاعبين مبيعرفوش يباصوا».. ميدو يهاجم مسؤولين سابقين في الإسماعيلي    محافظ الدقهلية: توفير إيواء مؤقت ومساعدات للأسر المتضررة بانهيار عقار ميت غمر    حدث ليلا.. انفجارات ضخمة في إسرائيل وتهديد بزرع قنبلة قرب البيت الأبيض    جميلة عوض تتصدر الترند بعد عقد قرانها على أحمد حافظ (صور)    ما سبب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة ؟.. الإفتاء: وصية الرسول    منها الحيض.. مركز الأزهر للفتوى يوضح جميع أحكام المرأة فى الحج    ما هو السن الشرعية للأضحية وهل يجوز التضحية بالتي لم تبلغ السن؟.. الإفتاء توضح    "قومي المرأة" بالمنيا يناقش طرق التعاون المشترك مع الأجهزة التنفيذية    تعرف على عقوبة أفشة في الأهلي.. وموقفه من العودة للتدريبات    اختراق حسابات شركات ومشاهير على "تيك توك"، والشركة المالكة للتطبيق تعلق    المصري البورسعيدي يكشف موعد الإعلان عن الملعب الجديد في بورسعيد    تعادل إيطاليا مع تركيا في مباراة ودية استعدادًا ليورو 2024    النائبة مها عبد الناصر تطالب بمحاسبة وزراء الحكومة كل 3 أشهر    «هنلعبوا السنيورة».. أحمد فهمي يطرح بوستر فيلم «عصابة الماكس» استعدادًا لطرحه في عيد الأضحى    برلمانية: نحتاج من الحكومة برامج مٌعلنة ومٌحددة للنهوض بالصحة والتعليم    جورجيا تعتزم سن تشريع يمنع زواج المثليين    «الأهلي» يرد على عبدالله السعيد: لم نحزن على رحيلك    الإفتاء تحذر المصريين من ظاهرة خطيرة قبل عيد الأضحى: لا تفعلوا ذلك    وفد «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية يصل القاهرة لاستعراض الأوضاع الحالية في غزة    إبراهيم عيسى: المواطن يشعر بأن الحكومة الجديدة ستكون توأم للمستقيلة    «شديد السخونة».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم وتكشف موعد انخفاض درجات الحرارة    البابا تواضروس: بعض الأقباط طلبوا الهجرة خارج البلاد أيام حكم مرسي    برلمان سلوفينيا يوافق على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة    محافظ المنوفية: تفعيل خدمة المنظومة الإلكترونية للتصالح بشما وسنتريس    البابا تواضروس ل"الشاهد": بعض الأقباط طلبوا الهجرة أيام حكم مرسي    علماء الأزهر: صكوك الأضاحي لها قيمة كبيرة في تعظيم ثوابها والحفاظ على البيئة    البابا تواضروس: حادث كنيسة القديسين سبب أزمة في قلب الوطن    البابا تواضروس يكشف كواليس لقائه الأول مع الرئيس السيسي    إعدام 3 طن سكر مخلوط بملح الطعام فى سوهاج    البابا تواضروس: التجليس له طقس كبير ومرسي أرسل رئيس وزراءه ذرًا للرماد    البابا تواضروس يكشف تفاصيل الاعتداء على الكاتدرائية في عهد الإخوان    حظك اليوم| الاربعاء 5 يونيو لمواليد برج الميزان    حمو بيكا يهدي زوجته سيارة بورش احتفالا بعيد ميلادها (فيديو)    مدرب منتخب تونس يشيد بمدافع الزمالك حمزة المثلوثى ويؤكد: انضمامه مستحق    مع اقتراب عيد الأضحى.. 3 طرق فعالة لإزالة بقع الدم من الملابس    عيد الأضحى 2024 : 3 نصائح لتنظيف المنزل بسهولة    مؤسسة حياة كريمة توقع اتفاقية تعاون مع شركة «استرازينيكا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شريعة
نشر في الشعب يوم 07 - 07 - 2007


بقلم مجدى أحمد حسين
لم يكن فى خطتى أن أكتب اليوم لامقالا مطولا ولاتعليقا سريعا ، بل كنت أستعد لانهاء يومى ولكن قبل إغلاق الكومبيوتر العجيب رأيت خبرا منشورا فى مواقع الاذاعات بأنه صدر اليوم فرمان من وزير الصحة بتحريم الختان وماكان مباحا صباحا أصبح الآن محرما ويقع تحت طائلة القانون . وتوارد الى ذهنى هذا المشهد التاريخى المهيب عندما نزلت الآية الكريمة بتحريم الخمر ( انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) خرج الصحابة جميعا يريقون ماتبقى لديهم من أوانى الخمر على الأرض فى مشهد إيمانى (وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) نعم مشهد إيمانى رهيب إمتثالا للخالق سبحانه وتعالى وتكرر هذا المشهد مرارا فعندما نزلت آية الحجاب ألتزمت المسلمات لفورهن حتى أنهن مزقن مروطهن وحولوها الى خمارات فخرجنا جميعا فى لحظة واحدة وكأنهن غرابيب سود . مشهد مهيب آخر .
أما اليوم وفى مصر 2007 فان المرجعية لأسرة مبارك لا لله وأننا عندما نتشاجر أو نختلف لانتحاكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإنما نتحاكم إلى الطاغوت ( رجلا كان أو امرأة أو الاثنين معا لافرق) نتحاكم إلى سوزان أو جمال أو وزارة التضامن الألمانية أو السى .إن . إن .
منذ أيام مسكت قلمى عن الكتابة أو بالأحرى أصابعى عن "الكى بورد" .. لوحة الحروف ..عندما قرأت أن سوزان مبارك أوقفت اجتماعا كبيرا دقيقة حدادا على روح شهيدة الختان الطفلة الصغيرة التى ماتت منذ أيام فى واحدة من أكبر كوارث البشرية جمعاء . وتذكرت أن هذه السيدة التى تحكم بلادا لم يعد فيها رجال لم تقف ثانية واحدة حدادا على شلال دم الأطفال الرضع والصغار فى فلسطين القريبة حتى إن سرسوب دمائهم يكاد يدخل من تحت أعتاب أبواب بيوتنا ويصعد على سلالم ومصاعد قصوركم الرخيصة فى القيم التى تسكنها الغالية بمواد بنائها وأثاثها . لم تلحظ سوزان مبارك الدماء العالقة فى حذائها المغموسة بدم أطفال ونساء فلسطين وفلسطين أقرب لقصرها فى القاهرة من شرم الشيخ أوبرج العرب . بل أحسب أن دماء نساء وأطفال العراق وصلت إلينا من بعيد من وادى الرافدين وعبرت الصحراء والحدود والفيافى والوديان ولم يلحظها خفر السواحل ولم تمر على بوابات الاقرارالجمركى ولم تعبأ بالحدود المصطنعة ولا بالتأشيرة التى يتعين على العراقى الحى أن يحصل عليها . أحسب بل أعلم علم اليقين أن هذه الأنهار من الدماء وصلت إلينا وأقتحمت علينا كل مخادعنا ، بل أن أجهزة التلفاز تنز دما لاأغانى أعلم علم اليقين ولكن الذى لايشم رائحة الد م العربى والمسلم المهراق فى خياشيمه من لم يلحظ قطرات الدم العالقة بسجاد غرفته وملاءة سريره فهذه مشكلته وحده فهو عديم الاحساس أو أعمى البصيرة أو فقد حاسة الشم والتذوق ( وهذه بالمناسبة حالة تصيب بعض الناس فعلا بصورة مادية ) أو فقد الاحساس بآدميته . أنا أخاطب الأمة بأسرها فهذه المرأة لاتشغلنى عندما تقوم بأى حركة مسرحية فتقف دقيقة حداد على روح شهيدة الختان. ولكنى أفزع من المشهد العام أين الامة ؟؟ أين الأمة ؟؟ يا أمة ضحكت من جهلها الأمم . أين المصريون ؟ أين المسلمون ؟
الموضوع يتجاوز التعاطف مع شلال الدماء العربى الاسلامى فى لبنان وفلسطين والعراق والسودان ، بل إن هذه السيدة لم تلحظ أن زوجها قتل ما لا يعد ولايحصى من أطفال وبنات ونساء ورجال هذه الامة مع سبق الاصرار والترصد . لماذا لاتقف هذه الست حدادا على المصريين المقبورين على يد زوجها ، لماذا لاتقف لمدة قرن من الزمان حدادا على أمة قتلت ودسوا جثمانها فى غياهب البحر الأحمر أو بطون سمك القرش .هل تستطيع أن تقف قرنا حدادا على مرضى السرطان والفشل الكلوى والكبد الوبائى والذين ماتوا تحت التعذيب والذين تمت تصفيتهم فى الشوارع والذين يلقون بأنفسهم دوما من شرفا ت شقق فى لندن . لماذا يموت كثير من المصريين بإلقاء أنفسهم من شرفات لندن . هل لاتوجد شرفات فى مصر ؟ هل نبكى أم نضحك ؟ أن زوجك تعود أن يقول لنا : مالفساد موجود فى كل حتة ؟ وهذه لغة المنحرفين الذين يبررون لأنفسهم وأتباعهم مايفعلون . نعم السفن تغرق فى كل مكان . ولكن مصر حققت بكارثة العبارة المركز الثانى فى تاريخ الكوارث البحرية منذ كارثة تايتنك . منذ كارثة تايتنك تعلمت البشرية ألا تكررها إلا مصر . ولذلك فقد كره بناء جسر لبلاد الحجاز وكأنه يريد أن يدفنا جميعا فى أخدود البحر الاحمر كمت فعل أصحاب الأخدود. نحن بالفعل أمام تيتنكى وهو لقب جدير بالقتلة أمثالكم . ستقولون أن عدد المصريين أكثر من الهم على القلب ورغم كل مافعلنا فان أعداد المصريين فى تزايد . نعم ولكن أى نوع من الاحياء ، ان الاغلبية الساحقة من المصريين مرضى ولقد سئمت الارقام فهى لم تحرك مشاعر الحكام ولاالمحكومين ، فدعونا اليوم نصرخ بلا أرقام يعرفها الجميع عسى أن يستيقظ أحد من السامعين ويفعل شيئا .أنا لم أهاجمك كثيرا لأنى أخجل أن أدخل معركة مع امرأة ولكنك أثبت أنك أهم من رجال كثيرين من الحكام والمحكومين ، ولكن لم أعد أوجه أى كلام للحكام ولكننى أصف أحوالكم للشعب كى يتحرك ويخلعكم . ولكنى بكل صدق لست غاضبا على الأقل فى هذه اللحظة من السيدة الأولى المفروضة ولكننى غاضب وحانق حتى الثمالة من المشهد العام لوطن يتلاشى أمام أعيننا .
سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام لم يغضب من الأصنام ولكنه غضب ممن يعبدونها ( تالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين) .
أنت وزوجك ياحمالة الحطب والطغمة المحيطة بكما أهلكتم الزرع والضرع والنسل ، فلن يكفيك الوقوف حدادا على أرواح وكيان أمة .
أنا لا اقلل من موت الطفلة بدور أثناء الختان لأن الله علمنا أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولكن بدور ماتت عن طريق الخطأ أو الإهمال ولكن زوجك قتل آلاف مؤلفة مع سبق الاصرار والترصد مثلا عندما اعتمد أحكام الاعدامات لأفراد فى الجماعات الاسلامية لم يقتلوا أحدا . ولأنه مايزال يتستر على يوسف والى قاتل الشعب ولأنه مايزال يعامل مع اسرائيل من خلال وزير الزراعة الحالى فى نفس المجالات المدمرة لصحة المصريين . ولأن ولأن ولأن .........
كما قتل بظلمه آلاف أخرى بطريق غير مباشر ، مثلا من بين 8800 ماتوا غرقا فى الطريق الى اوروبا فى هجرة غير شرعية لم يحص أحد بعد كم مصرى من بينهم . ولكن هناك عشرات الآلاف من المصريين فى سجون أوروبا . ومن قبل تم ترحيل 16الف مصرى .
الواقع فان الأموات فى عهد مبارك هم الأسعد حالا ، فعذابهم الدنيوى قد توقف وقد يخفف عنهم من حساب الآخرة أنهم قتلوا غدرا على يد حاكمهم . أحياء عهد مبارك هم البؤساء حقا ، ليس بسبب أوجاعهم المادية ، ولكن بسبب خنوعهم وعذابهم المعنوى الرهيب . فهؤلاء أكثر من سبعين مليون يحكمون حكم السائمة من أسرة وهم صامتون .
عندما قرأت مشهد سوزان وهى تطلب من الحاضرين الوقوف حدادا على روح الشهيدة بدور تمنيت لو كان هناك شخص كصنع الله ابراهيم . كثيرا مايسألنى الناس ماذا نفعل للخلاص مما نحن فيه ؟ وأقول لهم الآن لو فعل كل منا مافعله صنع الله ابراهيم لزالت الغمة .
فى يوم العرس .. فى يوم الزينة .. وعلى الهواء مباشرة رفض الأديب صنع الله ابراهيم أن يأخذ جائزة الدولة من هذه الدولة الفاسدة وقال كلامه على الهواء . وفى وجه أفسد وزير يمكن تخيله.
علينا جميعا حتى نستعيد آدميتنا أن نخرج عن النص ولانجارى الحكام فيما يفعلون من أول الختان حتى قمة شرم الخيانة.
ولنعد إلى مناسبتنا المنكودة فاليوم رأينا تجسيدا حيا لما نعنيه بالقول إننا نعبد الطاغوت من دون الله .
فقضية الختان وبغض النظر عن مستوى أهميتها ، إلا أنها متصلة بأمر دينى لورود أحاديث نبوية حولها وآراء صريحة فى المذاهب السنية الأربعة ، وبالتالى لايجوز اطلاقا لأى جهة لاتفقه فى الدين أن تفتى فيها . والحقيقة لقد صدر اليوم قرار ادارى باسم وزير الصحة يحرم الختان نهائيا ، أ أنالقرار الادارى التنفيذى ألغى مستوى التشريع والفقه من وزير لايفقه شيئا فىالموضوع فى جانبه الدينى . والمعروف أن أى وزير صحة وثقافة وبعض الوزارات الاخرى هى من تخصص الست ضمن التكية التى كانت مصر سابقا . وبالتالى فان وزير الصحة أصدر ما أملته عليه الست بعد المظاهرة الوطنية الكبرى التى قامت بها بوقفة الحداد. وهكذا أصبحت سوزان هى فقيهة عصرها رغم أنها لم تشاهد مرة تنطق آية أو حديث . والحقيقة أن الغرب مشغول جدا بهذا الموضوع ومن كثرة اهتمام الغرب به فان هذا ربما يكون نقطة فى صالح الختان ! لاأنكر أن الغرب يقول أشياء صحيحة أحيانا كالديمقراطية التى يحبها لنفسه لالنا . على أى حال أنا لم أقل رأى الخاص فى موضوع الختان لأن ليست هذه هى القضية الأهم التى أثيرها الآن . الأهم هو تحديد جهة الاختصاص وأن تكون وطنية واسلامية . ولكن آخر مؤتمر عقد بالأزهر للحض على عدم الختان كان بتمويل وتحت اشراف وزارة الضمان الاجتماعى ........ فى ألمانيا .
ولاأدرى هل سنعرض على السيدى ميريكل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " اخفضى ولاتنهكى " كى تراجع المتن والسند . كل هذه الاعاجيب حدثت فى مصر خلال الشهور القليلة الماضية . والمعركة بدأت منذ سنوات وبينما نحن منهمكين خوفا على المسجد الاقصى واحتلال بغداد كان الغرب يخوض معركته المصيرية من أجل تحرير الاعضاء التناسلية للمرأة أو هكذا يصورون الموضوع . ولو أنهم أهتموا بنفس المستوى بحياة أطفالنا فى العراق وفلسطين لاستمعنا لهم بمنتهى الجدية حتى وهم غير مسلمين . إنهم يدعون الحرص على استمتاع المرأة بالحياة الجنسية وفاتهم مسألة بسيطة جدا أن ممارسة الجنس فى الحلال أصبحت فى بلادنا عملة نادرة ، فى العراق توجد 4 مليون أرملة ، وفلسطين تعج بالأرامل وكذلك كشمير وأفغانستان فالأزواج عادة شهداء . أما فى بلادنا السعيدة حيث أنقذتنا حكمة مبارك الزوج من صواريخ كروز ، فلدينا حسب احصاءات جهاز الاحصاء الخاص بأسرة مبارك ( جهاز التعبئة والاخصاء سابقا ) 13 مليون عانس . إن الحديث مع ملايين العوانس من الشريفات طبعا عن الختان . هو نوع من الترف أو مضيعة الوقت !!
هذا هو الجحيم الأرضى الذى صنعتيه مع زوجك وابنك المحروس الذى خرج علينا من التلفاز بمشروع تخطيط القاهرة حتى عام 2050 . وهذا يعنى أن جمال يخطط لحكمنا حتى يصبح عمره 85 سنة باعتبار أن الأسرة مرتبة أمورها مع عزرائيل .
مرة أخرى ان قضية الختان مسألة متصلة بالدين لايجوز لسوزان وباقى أسرتها أن يبدو أى رأى فيها إلا كمواطنين عاديين ، ويجب أن يجتمع مجلس خاص من علماء ثقات يناقشون الأمر مع عدد من الأطباء الموثوق فى علمهم ودينهم ، ولايكون ذلك مرتبط بأى وقت أى بدون سيف الوقت لأن الموضوع قديم ومنذ عهد مصر القديمة ، لاأقصد أن يبحثوا إلى ماشاء الله ، ولكن ليس تحت سيف سوزان أو ألمانيا أو الأمم المتحدة . ومن الممكن أن ينتهى العلماء الى أكثر من رأى . والحقيقة فهذا هو المعمول به أى التعددية . وماقامت به سوزان اليوم فهو عين التفرد والاستبداد فى أمور لاتفقه فيها. والمعمول به حاليا هو عين الرحمة والديمقراطية أى حرية الاختيار فالأمر اختيارى وكل صاحب رأى من حقه أن يقنع به المجتمع كما أنه يفعل فى حياته الخاصة مايريد . ولامانع من اعادة فتح الموضوع حتى يوم الدين وأن يسعى كل فريق لتغليب وجهة نظره وربما يحدث إجماع ونستريح ! ولكن ليس بإصدار قرار ادارى من وزير الصحة . ولانقيم وزنا للمعممين من الموظفين من أصحاب فتاوى البول أو غيرها فهؤلاء فقدوا احترام الناس منذ زمن وليس لهم أى مصداقية . حتى قال أحدهم أن الختان حرام وهذا مالم يرد فى أى مذهب من المذاهب المشهورة.
مرة أخرى ليست المسألة فى اتخاذ هذا الموقف أو ذاك ولهذا السبب لم أدل برأى فى هذا المقال فى موضوع الختان ذاته . فليست الطامة الكبرى أن تدرس موضوعا وتجتهد وتخطىء . ولكن الطامة الكبرى فى الاجتراء على الدين بغير علم لارضاء الغرب أوالحكام . والطامة الكبرى أن يتدخل الحاكم أو الحاكمة فى شأن شرعى ويفرض رأيه بغير علم وبناء على مصلحة وهوى . طبعا ليست هذه هى المرة الأولى ففى موضوع فوائد البنوك ساير موظفو الافتاء رغبات الحكام وغيرها كثير .
الطريف أن معلومات منظمة الصحة العالمية تقول إن 97% من نساء مصر أجريت لهن عمليات ختان . وهو رقم مذهل يوضح عبث ما يفعله هذا النظام المهوس بارضاء الغرب ، فاذا كانت هذه المعلومة صحيحة – وقد يكون فيها بعض المبالغة – فان تطبيق قرار وزير الصحة الذى صدر اليوم يعنى اعلان حالة طوارىء فوق حالة الطوارىء الحالية وتجنيد مليون اضافى للأمن المركزى ومباحث أمن الدولة لمراقبة كافة المستشفيات العامة والخاصة والعيادات وعمل نقاط مراقبة ثابتة فى كل غرف العمليات . ولما كانت عمليات الختان لاتحتاج بالضرورة لغرفة عمليات ، فهنا تظهر أهمية تعديلات الدستور الأخيرة التى تبيح تفتيش البيوت بدون إذن قضائى . ومن سوء أو حسن حظ وزير الداخلية أنه سيكون بذلك من وزارات الست رسميا كطبيب الصحة ( أقصد وزير الصحة ) وأنه سيتعين أن يقدم تمام كل يوم لسوزان مبارك بحجم القضايا والمضبوطات وتقديم قائمة يومية بأسماء الأطباء الذئاب الذين أجروا عمليات ختان لتوقيع أوامر باعتقالهم . ولاشك أن الامر يستتبع بعد ذلك صدور تشريع بحبس الوالدين باعتبارهما شركاء فى الجريمة . فلماذا يسجن الطبيب دون الشريك فى عملية الاعتداء وهكذا فان الحكومة ستدخل فى معركة طاحنة مع 97% من الشعب وواضح أن هذا الاحصاء يعنى أن رجال الشرطة وهم أكثر من 3% من الشعب سيكون كثير منهم متورط فى الجريمة . وهذا يستدعى انشاء جهاز أمنى جديد بالاضافة ل12 جهاز حاليا لمراقبة باقى الأجهزة وسيعمل هذا الجهاز على زرع عملائه فى كل مستشفى وعيادة ومنزل . وسيكون أمام الشعب احتمالان : الأسهل أن يستسلم ويتوقف عن ختان البنات والأصعب أن يقاوم وساعتها سيدرك أن مقاومة أمريكا واسرائيل باعتبارهما أصل البلاء وان فرض منع الختان بهذا الشكل هو مجرد مظهر واحد من مظاهر البلاء الاصلى الصهيونى الامريكى وحكامنا العملاء لهما. لم أقصد التحول الى السخرية ولكن الامر تحول تلقائيا الى ذلك فاذا كان 97% من الشعب ملتزم بالختان اذا لاتنفع هذه الاوامر العسكرية وأكون أمام مشكلة اجتماعية لاتحل الا بالحوار والنقاش المفتوح.
ومع ذلك ليست هذه هى المشكلة الكبرى ، الطامة الكبرى أننا تحولنا من أتباع محمد والمسيح إلى أتباع مبارك وسوزان . فما تريده سوزان يكون ومالم تريده لايكن . ومايريده مبارك يكون ومالا يريده لايكن . وهم بعد ما استولوا على ثروات الأمة السائلة والعقارية الثابتة والمنقولة يريدون أن يتدخلوا فى غرف نومنا وفى الاعضاء التناسلية للامة !! بناء على أوامر أسيادهم فى الغرب . فهم ليسوا أصحاب رؤية فكرية حتى نتناقش معهم ونقنعهم ويقنعونا .

اذا أردتم أن تتحرروا تعالوا نعلن على الملأ وبمنتهى الشجاعة ، تعالوا مرة نبيع أنفسنا لله خالقنا كما بعنا أنفسنا للشيطان عشرات المرات ، تعالوا نعلن بأننا كافرون بدين الملك والأسرة الحاكمة وأننا نؤمن بالله الواحد القهار ، أءله مع الله بل هم قوم يعدلون
أءله مع الله بل أكثرهم لايعلمون
أءله مع الله قليلا ماتذكرون
أءله مع الله تعالى الله عما يشركون........

ولاتسألوا من البديل .... المهم أن نثبت شرعية البيعة وأن الانتخابات الحرة التزام أبدى لجميع الاطراف وهذا هو جوهر الدين الاسلامى وليس كما يقول البعض انه لايتعارض مع الاسلام ( راجع دراستى الاسلام والحكم) .. أما من يحكم مصر بعد تلك الفترة الانتقالية (سنة أو سنتين على الأكثر ) فهذا مايحدده الشعب من خلال الصندوق الانتخابى . وصدقونى أنا لاأحلم حلما مستحيلا صدقونى وأقرأوا تاريخ اوروبا الحديث لقد كانوا شعوبا متخلفة بمالايقاس عننا وانظروا ماذا أصابهم الآن وماذا أصابنا خلال فترة عقود قليلة ؟!
ولذلك فان الخطة التى أقترحها على الرأى العام أن ينتفض ويفرض الأمر الواقع وأن القوى السياسية التى تشاركه وتقود المواجهة هى التى تشكل فى نهاية العصيان المدنى حكومة انتقالية، ولايوجد أى خوف من فوضى أو فراغ سياسى أو دستورى . ومن يريد أن يخاف من هذه الاحتمالات فليخاف ولكن لايشكو من استمرار حكم مبارك حتى 2050.أما المؤمنون فيعرفون أن هذه هى المواقف التى يظهرون فيها التوكل على الله .
( ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذى ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون).

وليكن شعارنا فى طريق النور والنماء عكس عنوان هذا المقال :

شريعة الله ...... لاشريعة مبارك وسوزان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.