جرت اتصالات بين مصر وليبيا في اليومين الماضيين على مستوى عال، أوضحت فيها مصر موقفها من اقتراح الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي قيام الولاياتالمتحدة الإفريقية وتشكيل حكومة إفريقية تضم 15 وزيرا في مجالات متعددة. وقد أعرب القذافي عن استيائه من موقف مصر “المتحفظ” على الاقتراح خلال القمة التاسعة للاتحاد الإفريقي في العاصمة الغانية أكرا الأسبوع الماضي، حيث كان الرئيس حسني مبارك حذر في كلمته إلى القمة من الانجراف نحو إعلان الوحدة، تحت ضغوط المشاعر والأحلام من دون الأخذ في الاعتبار الاختلافات بين دول القارة. ونفت مصادر مطلعة وجود أزمة في العلاقات المصرية الليبية، وقالت “أيدنا الاقتراح وضرورة طرحه على القمة الإفريقية، وأيدنا تخصيص قمة أكرا لمناقشته، وأوضحنا للإخوة في ليبيا موقفنا”. وأضافت إن مصر تدعو إلى أهمية التفريق بين الهدف والوسيلة، فمصر وليبيا والدول الإفريقية لا تختلف على هدف تحقيق الوحدة الإفريقية. ومن هذا المنظور، دعم الأفارقة قيام الاتحاد الإفريقي وتشكيلاته وأجهزته الجديدة، لكن الوسائل يجب أن تراعي أن القارة تضم 53 دولة، لكل منها دستورها ونظامها وقوانينها وخصوصياتها الثقافية والاجتماعية وظروفها الاقتصادية وأوضاعها السياسية، ومن ثم ليس من السهل بين يوم وليلة أن نتجاوز هذه الاختلافات، ونعلن قيام الولاياتالمتحدة الإفريقية وتشكيل حكومة. ولفت إلى أنه في مسألة الأمن -على سبيل المثال- تختلف التهديدات والتحديات لدى بعضهم وكذلك مفهوم الأمن القومي وبل إن دولاً تعتبر أن دولة أو دولا إفريقية شقيقة تشكل مصدر تهديد لها، من ثم، ليس سهلاً الحديث عن تعيين وزير دفاع في حكومة القارة. وأضافت: كذلك الأمر بالنسبة للسياسة الخارجية التي تجعل من الصعب أيضا الحديث عن تعيين وزير خارجية قاري.