طغت الأوضاع العربية علي القمة التي عقدت بين الرئيس حسني مبارك والأخ العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية, خلال زيارته لمدينة سرت أمس والتي استغرقت عدة ساعات. وذكرت مصادر سياسية ليبية ل الأهرام أن الزعيمين بحثا خلال القمة تهيئة الأجواء. من أجل إنجاح القمة العربية ال22 التي ستعقد بمدينة طرابلس يومي27 و28 مارس المقبل, التي تسعي ليبيا الي أن تكون قمة الوئام والمصالحة العربية. ووصفت المصادر الأجواء التي جرت فيها القمة, بأنها كانت أخوية وودية للغاية, وهو ما يعكس تميز العلاقات بين الزعيمين العربيين والخصوصية التي تربط بين مصر وليبيا في جميع المجالات. ورافق الرئيس مبارك خلال زيارته لليبيا, كل من أحمد أبوالغيط وزير الخارجية وأنس الفقي وزير الإعلام, والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية, وكان في استقبالهم بمطار سرت الدولي الدكتور البغدادي المحمود أمين اللجنة الشعبية العامة, وأحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية ومحمد سيالة أمين التعاون الدولي والدكتور عبدالحفيظ الزليطني أمين التخطيط ومحمد الحويج أمين الاقتصاد والتجارة والصناعة. ثم توجه الرئيس مبارك بعد ذلك للقاء الأخ العقيد معمر القذافي, حيث عقدت علي الفور جلسة المباحثات بحضور الوفدين المرافقين. View مدينتي طرابلس وسرت بالجماهيرية الليبية in a larger map
وقد اطلع الرئيس مبارك الأخ العقيد معمر القذافي علي الجهود التي تقوم بها مصر من أجل تحقيق المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية, من خلال الورقة المصرية, وأعرب عن أمله في أن تبادر حماس بالتوقيع عليها من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني قبل قمة طرابلس وبما يسهم في إنهاء الحصار المفروض علي الشعب الفلسطيني وتحقيق المصالح للشعب الفلسطيني. وبحث مبارك والقذافي الوضع في السودان في ظل الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستجري في شهر ابريل المقبل, والعلاقات بين شريكي الحكم الي جانب الوضع في اقليم دارفور, والجهود التي تقوم بها ليبيا من أجل إحلال السلام فيه وأهمية التنسيق المصري الليبي في هذا الشأن. وأطلع الأخ العقيد معمر القذافي الرئيس مبارك, علي ما قامت به ليبيا أخيرا من أجل توحيد الفصائل المتمردة بدارفور في حركة واحدة وتوحيد رؤيتها قبل التوجه الي مفاوضات الدوحة. كما أطلع القذافي الرئيس مبارك علي الجهود الليبية لإنهاء التوتر بين السودان وتشاد, مما أفضي الي عودة العلاقات الدبلوماسية بين الجارين الشقيقين مما سيكون له مردود إيجابي في حل مشكلات اقليم دارفور وعودة النازحين واللاجئين الي مدنهم وقراهم فيه. وتطرق الزعيمان في مباحثاتهما الي تطورات الوضع في العراق في ظل استمرار وجود القوات الأجنبية والتدخل الإيراني في شئونه, مع استمرار التوتر الأمني بالإضافة الي الجهود والمساعي المبذولة من قبل الجانب العربي لمساعدة الشعب والحكومة العراقية, وبحث مبارك والقذافي الأوضاع في اليمن وما يشهده من تصعيد بين الحكومة من جهة والحوثيين وتنظيم القاعدة من جهة أخري, وكيفية مساعدته عربيا, مؤكدين توافقهما علي ضرورة رفض التدخلات الإقليمية والخارجية في الشأن اليمني والمحافظة علي وحدته واستقراره وأمنه. وأطلع القذافي الرئيس مبارك علي نتائج وقرارات قمة الاتحاد الإفريقي, التي اختتمت أعمالها بأديس أبابا أمس الأول ومساعيه من أجل قيام السلطة الاتحادية لحكومة الاتحاد الإفريقي ومواجهة التدخلات الغربية في القارة السمراء, كما تم بحث الأوضاع في القارة الإفريقية خاصة في النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية والجهود المشتركة الليبية المصرية من أجل القارة الإفريقية. كنا بحث الزعيمان الأوضاع والاستقرار في القرن الإفريقي والأوضاع في الصومال والجهود العربية والإفريقية من أجل عودة الاستقرار ومساعدة الحكومة الانتقالية فيه علي استعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد العربي الافريقي, كما عرض الزعيم الليبي رؤيته لعودة الاستقرار في القرن الإفريقي وإنهاء موضوع القرصنة بعيدا عن التدخلات الدولية في هذه المنطقة. كما تركزت القمة المصرية الليبية علي العلاقات الثنائية بين البلدين في شتي المجالات وسبل تطوير خاصة بعد الاتفاقيات التي وقعتها البلدين في ديسمبر الماضي خلال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بطرابلس برئاسة االدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ونظيره الدكتور البغدادي المحمودي أمين اللجنة الشعبية العامة, كما تم بحث أوضاع العمالة المصرية في ليبيا في ظل الاجراءات الليبية الجديدة للعمالة الأجنبية, وزيادة التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة ومساهمة الشركات المصرية في مشروعات التنمية التي تقام بليبيا والتي تقدر بأكثر من150 مليار. وقد أقام الزعيم الليبي مأدبة غغذاء تكريما للرئيس مبارك والوفد المرافق استكملا خلالهح الزعيمان المباحثات الثنائية.