«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسلمين في بورما.. القضية المنسية
نشر في الشعب يوم 02 - 12 - 2012

إن قضية مسلمي بورما تشكل محنة كبيرة، وهي كارثة إنسانية بما تحويه هذه الكلمة من كل المعاني, وجريمة عظيمة في حق المجتمع الدولي الذي يتغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا تعتبر إبادة جنس بشري أو فئة معينة داخل بورما شأنًا داخليًّا يخص بورما وحدها، بل يستدعي اهتمام وعناية الجميع في العالم؛ لأنه يتعلق بحقوق الإنسان التي لحمايتها أعلنت هيئة الأمم المتحدة وثيقة دولية قبل نصف قرن من الزمان؛ فهؤلاء المستضعفون في بورما من الرجال والنساء والأطفال يصرخون ويستنصرون بالأمة الإسلامية حكومات وشعوبًا, ويناشدون المسلمين في العالم أن يقفوا بجانبهم في مواجهة العمليات العدوانية الإجرامية الوحشية التي يرتكبها عبدة الأصنام البوذيون بحقهم، فهيا بنا نشد الرحال تلقاء قارة آسيا لنتفقد ما استجد من أحوال إخواننا المسلمين في بورما.
يبلغ عدد سكان بورما أكثر من 55 مليون نسمة، فيما يمثِّل نسبة المسلمين نحو20% من مجموع السكان نصفهم في إقليم أراكان ذي الأغلبية المسلمة حيث تصل نسبة المسلمين فيه إلى أكثر من 75% والباقون من البوذيين الماغ وطوائف أخرى.
يذكر المؤرخون أنه في عام 1784م ابتليت أراكان باحتلال الملك البوذي البورمي (بوداباي)، وضم الإقليم إلى بورما خوفًا من انتشار الإسلام في المنطقة، وعاثَ في الأرض الفساد، حيث دمَّر كثيرًا من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة، واستمرَّ البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين "الماغ" على ذلك خلال فترة احتلالهم 40 سنة، لتستمر المذابح إلى يومنا هذا، تحت صمت دولي واحتجاج سلبي من العرب والمسلمين بدول العالم.
إن أكثر من عشرة ملايين من المسلمين في بورما - مينمار حاليًا من خمسة وخمسين مليونًا تعداد سكان بورما يعيشون جحيمًا حقيقيًّا، حيث تتعامل معهم الطغمة العسكرية الحاكمة وكأنهم وباء لا بد من استئصاله من كل بورما، فما من قرية يتم القضاء على المسلمين فيها؛ حتى يسارع النظام العسكري الحاكم بوضع لوحات على بوابات هذه القرى تشير إلى أن هذه القرية خالية من المسلمين.
قرى بأكملها أحرقت أو دمرت فوق رؤوس أهلها، لاحقوا حتى الذين تمكنوا من الهرب في الغابات أو إلى الشواطئ للهروب عبر البحر، وقتلوا العديد منهم، وكانوا يدفنون الضحايا في طين البحر وأدًا للفضيحة.
أما من استعصى عليهم قتله ولم يتمكن من الهرب ورأوا أن لهم حاجة به، فقد أقيمت لهم تجمعات، كي يقتلوهم فيها ببطء وبكل سرية، تجمعات لا يعرف ما الذي يجري فيها تمامًا، فلا الهيئات الدولية ولا الجمعيات الخيرية ولا وسائل الإعلام يسمح لها بالاقتراب من هذه التجمعات، وما عرف حتى الآن أنهم مستعبدون بالكامل لدى الجيش البورمي؛ كبارًا وصغارًا، حيث يجبرون على الأعمال الشاقة ودون مقابل.
وأما المسلمات فحدث ولا حرج, فهن مشاع للجيش البورمي الوثني؛ حيث يتعرضن للاغتصاب في أبشع صوره، امرأة مسلمة ظل الجيش يغتصبها لمدة سبع سنوات وأنجبت ستة أطفال لا تعرف أبًا لهم، بعد أن قتل الجيش زوجها لأن شوال أرز سقط من على ظهره، وامرأة مسلمة حامل ذهبت لمركز للطعام تابع للأمم المتحدة، فعاقبها الجيش باغتصابها حتى أسقطت حملها في مكان الجريمة, بينما أكثر من مليار ونصف مسلم بلا نخوة ولا شهامة يتفرج.
أما من ينتظر دوره منهم, فإليكم بعضًا من القوانين التي يطبقها عليهم العسكر؛ لا زواج للمسلم قبل الثلاثين وللمسلمة قبل الخامسة والعشرين، وأحيانًا يمنع تزاوج المسلمين كليًّا لفترة من الوقت، وحين تكتمل الشروط تبدأ عذابات الحصول على الإذن بالموافقة والذي لا يعطى دون رسوم باهظة ورشاوى لضباط الجيش، وإذا حملت المرأة المسلمة فعليها أن تذهب لمركز الجيش التابع لمنطقتها لتكشف عن بطنها بحجة تصوير الجنين بالأشعة، ويتصرفون بهذا الأسلوب حتى لا تفكر الأسر المسلمة بالحمل والإنجاب لأنهم يعلمون حساسية المسلمين بالنسبة لقضية كشف العورة.
وكذلك فإن لسان الواقع يُلوِّح بأن الهدف من إصدار هذا القرار المرير هو الاستهتار بمشاعر المسلمين، وتأكيدهم على أنه ليس لهم أي حق للعيش في "أراكان" بأمن وسلام!! والجنود الذين يقومون بكل تلك الأعمال والقمع والإذلال ضد المسلمين تدربوا على يد يهود حاقدين.
وليس هذا فحسب بل جاؤوا بمرضى الإيدز لاغتصاب المسلمات لنشر هذا المرض بين المسلمين. أما من نال قسطًا من التعليم أو حباه الله بموهبة ما، أو صاحب رياضة معينة، فالويل له إن لم يستفد منه الجيش فحينها يكون عقابه السجن حتى الموت.
أضف إلى ذلك أنه لا يسمح للمسلمين باستضافة أحد في بيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق، وأما المبيت فيمنع منعًا باتًّا، ويعتبر جريمة كبرى ربما يعاقب بهدم منزله أو اعتقاله أو طرده من البلاد هو وأسرته، كما تفرض عقوبات اقتصادية مثل: الضرائب الباهظة في كل شيء، والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلا للعسكر أو من يمثلهم بسعر زهيد لإبقائهم في فقرهم المدقع، أو لإجبارهم على ترك أراضيهم وممتلكاتهم.
كما تجوب مجموعات مسلحة بالسكاكين وعصي الخيزران المسنونة العديد من مناطق وبلدات ولاية أراكان, تقتل كل من يواجهها من المسلمين وتحرق وتدمر مئات المنازل وخاصة في منطقة "مونغاناو" في شمال الولاية إضافة لمدينة "سيتوي" عاصمة ولاية أراكان.
قال الناشط الأركاني محمد نور الله حبيب: إن "حالة من الذعر تدب في أرجاء القرى المسلمة بعد تكرر عمليات الاعتقال الواسعة ووجود عدد معتبر من الجثث على ضفاف نهر (ناف) قتلت بآلات حادة وقد تم التعرف على بعض القتلى جرى اعتقالهم من قبل السلطات البورمية في وقت سابق.
وكشف حبيب أنه تم وضع أسلاك شائكة على مداخل بعض القرى بينما تم ترك جهة النهر مفتوحة، في محاولة لدفع المسلمين إلى عبور البحر باتجاه بنغلاديش.
وتأتي هذه التطورات في وقت أعلن فيه مسؤول طلابي أن عشرين على الأقل من قادة الطلاب اعتقلوا في بورما، وذلك عشية تنظيم تجمع في ذكرى قمع حركة طلابية العام1962، وحملة الاعتقالات هذه تعد هي الأكبر منذ حل المجلس العسكري البورمي في مارس/ آذار 2011م.
وأكد مسؤول بورمي أن خمسه فقط من المسؤولين الطالبيين تم اعتقالهم في رانغون بعدما كان أفرج عن ثلاثه منهم بموجب قرار العفو عن مئات السجناء السياسيين في يناير الماضي.
وبالرغم من أن مذابح البوذ ضد المسلمين في بورما لم تتوقف يومًا إلا أن المجزرة الأخيرة جاءت من أجل عرقلة حصول المسلمين على حق من حقوقهم، حيث أعلنت حكومة الميانمارية البورمية منح بطاقة المواطنة للروهنجيا "الأقلية المسلمة" في أراكان، وهو ما كان بمثابة الصفعة القوية على وجوه الماغن "الأغلبية البوذية" لأنهم يدركون تمامًا تأثير هذا القرار على نتائج التصويت - في ظل الحكومة الجمهورية الوليدة - ويعرفون أن هذا القرار من شأنه أن يؤثر في انتشار الإسلام.
لم يدخر البوذيون وسعًا في تنظيم المؤامرات مجندين عددًا من الشباب من خارج بورما وبالتحديد في روسيا، ليبدأوا خطط إحداث أي فوضى بهدف تغيير رأي الحكومة وموقفها تجاه المسلمين الروهنجيا حتى يصوروهم أمام الرأي العام وأمام الحكومة بأنهم إرهابيون ودخلاء، ويتوقف بالتالِي قرار الاعتراف بهم أو تأجيله، إضافةً إلى خلق فرصة لإبادة الشعب الروهنجي المسلم، مع غياب الرأي العام الخارجي كليًّا، وسيطرة الماغن على مقاليد الأمور وتواطؤ الشرطة البوذية معهم.
ووسط هذه الأجواء المشحونة بالتوتر والمؤامرة، اتجهت قدرًا حافلة تقلُّ مجموعة من العلماء والدعاة المسلمين في بلدة "تاس وجوك" البوذية التي يندر وجود المسلمين فيها، لأخذ قسط من الراحة فهاجمهم مجموعة من الماغن البوذيين واجتمع على ضربهم وقتلهم قرابة 466 بوذيًّا بالعصي على وجوههم ورءوسهم بعد أن ربطوا أيديهم وأرجلهم في صورة تنعدم عندها كل معاني الإنسانية.
وحتى يثير الماغن الفتنة ادَّعوا أنهم فعلوا ذلك انتقامًا لمقتل فتاة بوذية زعموا أن أحد المسلمين اغتصبها وقتلها، مشيرين إلى أنهم اشتبهوا بهؤلاء الدعاة على أنهم هم من فعلوا ذلك!، علمًا بأن الدعاة ليسوا أصلاً من تلك البلدة وإنما كانوا مارِّين فيها خلال عودتهم من جولة دعوية.
تلك الأحداث كشفت تقارير إخبارية خلال الأسبوع الماضي عن سقوط المئات من القتلى والجرحى نتيجة اعتداءات وحشية وذبح وقتل وخطف للمسلمين والمسلمات في الإقليم.
وقال الناشط البورمي محمد نصر: "إن مسلمي إقليم أراكان في دولة بورما، يتعرضون حاليًا لأبشع حملة إبادة من قبل جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة، مشيرًا إلى أن عدد القتلى لا يمكن إحصاؤه".
وبحسب نصر فإن 250 قتيلاً وأكثر من 500 جريح سقطوا في تلك المجازر، بالإضافة إلى وجود 300 حالة اختطاف وتدمير 20 قرية و1600 منزل مما تسبب في انتشار حالة من الذعر والهلع في صفوف المسلمين وفرار الآلاف منهم وسط مرأى ومسمع من قوى الأمن.
وأضاف نصر أن الجماعات الراديكالية البوذية المناصرة ل"الماغ" تنتشر في أماكن وجود المسلمين في بورما بعد إعلان بعض الكهنة البوذيين الحرب المقدسة ضد المسلمين.
وأشار إلى أن مسلمي إقليم أراكان يتنقلون في ساعات الصباح الأولى فقط وبعدها يلجؤون إلى مخابئ لا تتوفر فيها أي من مستلزمات الحماية، خوفًا من الهجمات التي وصفها بأنها الأشد في تاريخ استهداف المسلمين في بورما.
ويرجع أسباب التوتر الأخيرة بين المسلمين الروهينجا والبوذيين الراخان في ولاية راخين غرب ميانمار حسب ما تدعيه كذبًا وكالات الأنباء البورمية والبوذيون حدوث اغتصاب وقتل لامرأة بوذية على يد 3 أشخاص ينتمون إلى الديانة الإسلامية، ولكن الأمر أكثر تعقيدًا من هذا كما يقول الناشط الاجتماعي ساي لات، حيث يرى أن بذور الكراهية ضد المسلمين بدأت تزرعها الحكومة منذ مطلع السبعينيات، سواء من خلال أفعالها أو سياسياتها ضد المسلمين.
وفي نوفمبر من عام 2011م، بدأت حملة إعلامية مكثفة ضد المسلمين، ولم تعد هذه الحملة مدعومة من الحكومة فقط، بل أصبحت تنظم ويروج لها على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأفراد كحملة وطنية موحدة، ويشارك فيها حتى الذين هربوا من ميانمار وطلبوا اللجوء السياسي في أمريكا وأوروبا وأستراليا، وكانت اللغة المستخدمة في هذه التعليقات تدعو إلى القلق، عبارات: "يجب علينا أن نقتل جميع (الكالار)" هذا المصطلح المهين الذي تعود أصوله للغة السنسكريت، يعنى "ذوي البشرة السوداء" ويستخدم للإشارة إلى المسلمين ذوي الأصول الجنوب أسيوية والروهينجا، وبعضهم يلقي اللوم على الدكتاتور (ثان شوي) لعدم قضائه على كل المسلمين الروهينجا عندما كانت لديه الفرصة، ولا تخلو هذه الرسائل أيضًا من الإهانات والألفاظ الجنسية. كما تم إنشاء صفحة وطنية على موقع الفيسبوك تحت اسم "عصابة ذبح الكالار" وصفحات أخرى مشابهة.
وبعض المسؤولين البورميين لم يتوان عن إظهار تحيزهم ضد المسلمين في تصريحات علنية، إذ قال يي ميينت أونغ قنصل ميانمار في هونغ كونغ في بيان رسمي: إن شعب الروهينجا هو "بني داكن" و"قبيح مثل الغول"، وذهب ليمجد طبائع البورميين من أمثاله ووصفهم بذوي البشرة "البيضاء الناعمة". ثم أتت حادثتان في غضون أسبوعين من الانتخابات في أبريل عام 2012م، إذ هدمت عصابة بقيادة الرهبان البوذيين وأعضاء من الرابطة الوطنية الديمقراطية FPRمسجدًا في هباكانت في ولاية كاتشين، وفي الوقت نفسه تم هدم مسجد آخر في منطقة ماغوي الواقعة في وسط ميانمار على يد مجموعة من المتظاهرين الذين دمروا أيضًا منازل المسلمين المحليين ونهبوا ممتلكاتهم، والذي جعل المسلمين يشعرون باستياء: أن الإعلام لم يعط أي اهتمام لهذه الهجمات.
إن العنصرية واللغة التي استخدمتها قنوات أخبار الراخان المحلية أدت إلى تأجج غضب البوذيين الراخان أكثر، فقناة نارينجارا التي تم تأسيسها في عام 2005م تعمدت التركيز على أن من ارتكب جريمة الاغتصاب والقتل هم مسلمون، وفي برامجها الإخبارية باللغة البورمية قدمت الحادث كما لو كان المسلمون (أشارت إليهم بالأجانب) يهددون أمن واستقرار السكان المحليين، كما أن مصطلحات الكالار، والمسلمون والإسلام استخدمت مرارًا في الأخبار، وعندما انتشر الخبر بدأ الناس يعتبرون هذه الحادثة اعتداء من الكالار أو الأجانب على نسائهم.
ومن المثير للاهتمام أن الزائرين لصفحة قناة نارينجارا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بدؤوا يتحدثون عن المغتصبين متيقنين أنهم من المسلمين - أو كما أشاروا إليهم بالكالارا - مع أن حقيقة وتفاصيل المتهمين كانت لا تزال غير واضحة، والمعلومات من مصادر مختلفة كانت تبين أن والد أحد المتهمين الرئيسيين هو من الراخين البوذيين، وقد تبنته عائله مسلمة بعد أن توفي أبواه، ولكن الإعلام الراخيني فضل تجاهل هذه المعلومات.
واستمرت القنوات الإعلامية المحلية في استهداف ونشر السموم ضد المسلمين، وتجاهل الشكاوى من الأفراد والمنظمات المسلمة، حتى إن بعض التقارير الإخبارية الأولية ذكرت أن الفتاة المقتولة كان عمرها 16 سنة بدلاً من 26، الأمر الذي أثار غضب الناس أكثر.
وفي الرابع من شهر يونيو 2012م اعتقلت السلطات في بورما قرابة 100 مسلم من إقليم أراكان في حي (هاري فارا) وحي (بومو فارا)، بينهم نساء وأطفال على خلفية اندلاع أعمال عنف شهدتها البلاد, عندما حاصر ثلاثمائة من البوذيين الراخان حافلة محملة ب 10 ركاب - يعتقد أنهم رجال دين مسلمين كانوا في طريقهم إلى قراهم مرورًا بقرى بوذية - وانهالوا عليهم بالضرب حتى قتلوهم جميعًا، ومن ضمن المسافرين كانت امرأة مسلمة تم اغتصابها قبل أن يشعلوا النيران ويحرقوا أجسادهم جميعًا، ويذكر بأن ضمن القتلى كان بوذي قتل خطأً ظنًّا منهم بأنه مسلم.
وأعمال العنف الطائفية التي توالت بعد هذه الأحداث في ولاية أركان أسفرت حسب التقارير الرسمية عن 50 قتيلاً على الأقل وإصابة العشرات، بالإضافة إلى إرغام أكثر من ثلاثين ألفًا على النزوح من منازلهم وتدمير 1662 من المباني السكنية، ما دفع رئيس ميانمار ثين سين إلى فرض حالة طوارئ وحظر تجول على مدار الساعة.
وفي سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود أن عشرة من موظفيهما اعتقلوا في غرب بورما، حيث يبقى التوتر حادًّا بعد أعمال العنف الدامية ضد المسلمين.
وفي بيان أذاعه الاتحاد العالمي للمسلمين - ويا ليت البيانات تنفع - قال: "نتابع ما يتعرض المسلمون في إقليم أراكان المسلم في بورما للقتل والتشريد والاضطهاد منذ فترة طويلة بالإضافة إلى تهجيرهم وتدمير منازلهم وممتلكاتهم ومساجدهم، على يد الجماعة البوذية الدينية المتطرفة، ومع الأسف الشديد تقف الحكومة البوذية موقف المتفرج من المذابح البشعة التي تتصاعد يومًا تلو الآخر تجاه الأقليات المسلمة في البلاد حيث لا يمكن إحصاء عدد القتلى في الهجمات التي تعتبر الأشد في تاريخ استهداف المسلمين في بورما.
وأضاف: "لقد حان الوقت للقوى الغربية التي تهتم بالديمقراطية في "بورما" أن تتذكر المأساة التي يعيشها آلاف المسلمين هناك، والمتمركزين في ولاية "راخين"؛ فقد أصبح هؤلاء المسلمون ضحية التوترات العرقية التي حدثت في الأيام الأخيرة وأودت بحياة 10 مسلمين", وأضيف بل آلاف المسلمين.
فيا شعوب المسلمين في كل مكان, ويا حكام المسلمين, تصدقوا في شهر رمضان المبارك على أنفسكم عسى الله أن ينظر إليكم ويرحمكم بنصرة إخواننا وأحبتنا المسلمين المستضعفين المقهورين في بورما.

الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.