تعانى معظم قرى المنوفية من تأخر مشاريع الصرف الصحى وتكدس القمامة بها ووجود المياه الجوفية بها؛ إذ إن خدمات الصرف الصحى لم تصل سوى إلى 12.7% فقط من القرى بالمحافظة، والتى يبلغ عددها 315 قرية، ولم يتم العمل بهذا المشروع سوى فى 40 قرية فقط، ولا تزال مئات من القرى تعانى من عدم تنفيذ أو استكمال مشاريع الصرف الصحى بها، وخاصة تلك القرى التى تعوم فى برك من المياه الجوفية، والتى يؤثر ارتفاع منسوبها على أساسات المنازل الموجودة بتلك القرى وعلى مياه الشرب. التجاهل والتقصير الملموس من جانب بعض المسئولين تجاه الخدمات قد يؤدى إلى مشكلات بيئية، وبالرغم من تحصيل رسوم استهلاك الصرف الصحى بالفعل من السكان، فإن معظم تلك القرى لا يوجد بها خدمات الصرف الصحى، وعلى السكان أن يتخلصوا من المياه "بمعرفتهم"، إلى جانب هذا نجد أكواما من القمامة المنتشرة والمتكدسة فى كل الأنحاء وبجانب المنازل، وعليهم أيضا أن يتخلصوا منها، فلا يجدون سوى المصارف والترع للتخلص من تلك المياه والقاذورات وحتى الحيوانات النافقة!، وإلى جانب التشويه العام للمنظر الشكلى للقرى، يؤدى هذا إلى ارتفاع معدلات التلوث، والتى تفضى إلى انتشار الأمراض والأوبئة. التخلص من مياه الصرف الصحى عبء على الأهالى تتحدث الحاجة "فوزية محمد على" عن معاناتها مع مشكلات الصرف الصحى وتقول: يوميا نواجه هذه المشكلة فى كل منازل القرية؛ إذ تنطلق المياه الزائدة عن صرف بعض المنازل لتغرق الشوارع، مما يسبب مشكلات وخلافات مع الجيران بسبب صعوبة التنقل والسير، وخاصة مع ضيق الشوارع، ورغم أن الجميع يعانون من المشكلة نفسها، فإن الكل ضاق ذرعا، بالإضافة إلى هذا، التكلفة التى يتكبدها الفرد للتخلص من المياه حتى لا تغرق الشوارع وتضايق الناس. فكل عدة أيام يأتى كساح الصرف الصحى ليسحب المياه الموجودة بالمجارير، ولس كل هذا فحسب؛ فخوفنا الأساسى على أطفالنا من أن يصابوا بأوبئة أو أمراض من تلك المياه الملوثة. تحصيل رسوم استهلاك الصرف.. وفعل "مفيش" تقول دينا خيرى: يتم تحصيل استهلاك الصرف الصحى مع إيصال المياه من المنازل منذ أكثر من 5 سنوات، ولكن لم نستفد من المشروع كى ندفع تلك المصروفات، وتضطر السيدات إلى حمل مياه الصرف على رءوسهن ويلقينها بالترع والمصارف، كما أن الموظفين يجلسون من دون أى عمل، وكأن ليس لديهم شغل أو مشغلة، حتى المياه لم تعد تغسل أو تنظف مما يجعل المياه التى توجد بالحنفيات صفراء ولا تصلح للشرب. ويستكمل "يسرى محمد" الكلام: إن مشروع الصرف الصحى كان قد تم بدء العمل فيه، والوصول إلى المراحل النهائية، لكن تم التوقف عن استكماله منذ حوالى 4 أو 5 سنوات تقريبا، وهذا المشروع إذا تم استكماله ستصبح المياه نظيفة وصالحة للشرب، لأنه مع الأسف تختلط مياه الصرف الصحى بمياه الشرب، فتصبح غير صالحة للاستخدام لونا وطعما ورائحة أيضا، مما يجعلنا نلجأ إلى ملء مياه نظيفة من مياه المشاريع الخيرية. ويضيف عاطف عبد القادر: يتم تحصيل ثمن الصرف مع وصل المياه، لكن لم يعمل المشروع حتى الآن، وكل عدة أيام نحتاج إلى سيارة صرف لتزيل المياه الزائدة عن كل منزل، وغير هذا فإنه تم بالفعل تجميع مبلغ من الأهالى كى يتم استكمال المشروع وبدء تشغيله لكن لم يتم عمل شىء أيضا، والخوف الحقيقى من أن بعض المنازل يمكن أن تسقط وتهدم من جراء المياه العائمة فى الشوارع، بالإضافة إلى صعوبة السير والأمراض التى تنقلها تلك المياه وهذا حال معظم القرى. المشروع فى الخطة لكن فى انتظار التمويل يقول اللواء عبد السلام عبد البارئ، رئيس مجلس مركز ومدينة أشمون - والذى يعد من أكبر مراكز المحافظة وأكثرها فى أعداد القرى التابعة لهذا المركز: إن المشاريع التى تم تنفيذها حتى الآن من مشاريع الصرف الصحى لا يوجد بها جدية من قبل الشركات التى تنفذها، وهذه مشاريع عملاقة تحتاج إلى جدية فى العمل، لذا نأمل أخذ هذه الأماكن التى لا يوجد بها صرف صحى فى الاعتبار من خلال خطة طموحة سنكمل من خلالها المشاريع التى تم بالفعل البدء فيها وبدء مشاريع جديدة، ونحن ننتظر التنفيذ بدءًا من أول يوليو القادم مع الموازنة الجديدة. 130 قرية ضمن خطة المحافظة.. وبدء العمل فى تنفيذ محطات المعالجة وعن تنفيذ أو استكمال مشاريع الصرف بقرى المحافظة، تحدث إلينا اللواء السيد سالم على، مستشار محافظ المنوفية للصرف الصحى ومياه الشرب قائلا: إن هناك 10 مدن بالمحافظة و315 قرية ونحو ألف تابع للقرى، وقد تم توصيل خدمات الصرف الصحى لمدن المحافظة الرئيسية بالكامل، وبالنسبة إلى القرى فقد تم توصيل الصرف الصحى إلى 40 قرية، ويتم التنفيذ فى 130 قرية، والتى تم توفير التمويل ل 30 قرية منها، وفى انتظار التمويل لمائة قرية متوقف العمل بها، وتقدر تكلفة مشاريعها بمليار جنيه، بالإضافة إلى 16 قرية تقع ضمن خطة التمويل من البنك الدولى، ويبدأ التنفيذ بها أيضا فور توفر التمويل، بالإضافة إلى أنه تمت دراسة 80 قرية فنيًّا يتم إسنادها إلى الشركات المنفذة فور توفير التمويل المناسب لها. وحرصا من السيد "محمد على بشر" محافظ المنوفية وبناء على توجيهاته، يتم اتخاذ إجراءات غير نمطية للحد من مشكلات التلوث، وذلك من خلال عمل شبكات بسيطة تجمع المياه فى بيارات على مستوى كل قرية، وتنقل المياه بعربات إلى محطات الرفع القائمة، والتى تنقلها بدورها إلى محطات المعالجة. وتأتى شكاوى معظم المواطنين عن اصفرار مياه الشرب ظنًّا منهم أنها تختلط بمياه الصرف الصحى وهذا كلام غير صحيح؛ إذ إن المشكلة الرئيسية بالمحافظة أنها تعتمد على مياه الآبار الارتوازية، والتى يكثر بها الحديد والمنجنيز واللذان يعطيان المياه لونا أصفر، وليس به أضرار صحية، ولكنه يتسبب فى الطعم غير المستساغ، وبناء على ذلك يتم إنشاء 48 محطة معالجة حديد ومنجنيز، وتم تنفيذ 5 محطات حتى الآن، وهذا سيحسن من جودة المياه على مستوى المحافظة. ولا يزال استكمال المشروع حلما من أحلام العديد من القرى بالمحافظة. لذا فنطالب المسئولين بضرورة وضع كل هذه المشكلات فى اعتبارهم نظرا لما يعانيه أهل القرى، وتوفير تلك الخدمات للمواطنين، لمنع انتشار التلوث والأمراض المعدية والحد منها فى أسرع وقت ممكن، وحتى تتوقف عملية إلقاء المخلفات بالترع والمصارف وتشويه القرى. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة