توافقا مع التوجهات الأمريكية والصهيونية أدان وزراء الخارجية (العرب) في بيان أصدروه في ختام اجتماعهم في القاهرة في وقت متأخر مساء أمس الجمعة (ما سماها) الأعمال الإجرامية التي ارتكبت مؤخرا في غزة وطالبوا بعودة الأوضاع في قطاع غزة إلى ما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة. وقرر الوزراء حسب البيان "تشكيل لجنة لتقصي حقائق ما جرى من احداث في قطاع غزة ومتابعة ودعم الجهود التي تقوم بها مصر والسعودية للعودة الى الحوار" وإلى اتفاق مكة. وأوضح البيان أن هذه اللجنة ستضم تونس ومصر والسعودية وقطر والأردن والأمانة العامة للجامعة العربية. وأشار القرار إلى أن هذه اللجنة يجب أن تقدم تقاريرها إلى المجلس الوزاري للجامعة العربية "في غضون شهر". وأكد الوزراء العرب "ضرورة احترام الشرعية الوطنية الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس واحترام المؤسسات المنتخبة بما في ذلك المجلس التشريعي" الذي تتمتع فيه حركة حماس بالأغلبية. كما دعا الوزراء إلى "بناء القوى الأمنية الفلسطينية على أسس مهنية". مصر صدى الصوت الأمريكى الصهيونى!! وفى انحياز واضح أعلنت مصر دعمها للرئيس الفلسطيني محمود عباس في الصراع بين حركة فتح التي يتزعمها وحركة المقاومة الاسلامية حماس قائلة ان على الفلسطينيين ان يلتفوا حول عباس قائدا.. ولم تأت التصريحات المصرية على أى ذكر للحكومة المنتخبة والمجلس التشريعى المنتخب . عباس حل حكومة هنية وأعلن الطوارئ وأدان بيان صادر عن الحكومة المصرية حركة حماس "لاستيلائها على السلطة في قطاع غزة يوم الخميس وتقويض ما سمته المؤسسات الفلسطينية الشرعية". وقد أعربت عدة أطراف دولية على رأسها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي عن دعمها للرئيس عباس. فقد قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن "الرئيس عباس مارس صلاحياته القانونية بوصفه رئيسا للسلطة الفلسطينية وممثلا للشعب الفلسطيني". وبدوره أعلن الاتحاد الأوروبي تأييده الكامل للرئيس الفلسطيني داعيا إلى نهج الحوار لإنهاء الصراع الفلسطيني. ومن جانبها أعلنت اليابان تأييدها الرئيس عباس مشيرة على لسان المتحدث باسم الحكومة إلى مواصلة "دعم جهود عباس للتوصل إلى السلام". أما منظمة المؤتمر الإسلامي فأعلنت عجزها "عن القيام بشيء" في الصراع بين حركتي فتح وحماس!!. موقف مشعل من جانبه دعا رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشغل لاتخاذ موقف عربي "رصين" من التطورات الأخيرة بقطاع غزة لتوفير مظلة للحوار الوطني الفلسطيني. وأعرب مشعل في مؤتمر صحفي بدمشق عن أمله في أن يقدم مؤتمر وزراء الخارجية المنعقد في القاهرة "موقفا عربيا رصينا ويقدم مظلة للحوار الفلسطيني" من أجل الاتفاق على "إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية" و"تشكيل حكومة وحدة وطنية". وشدد على أن "العرب ينبغي ألا يكونوا طرفا في المشكلة بل جزء من الحل". وعلى خلفية تلك التطورات أصدر الرئيس مساء الخميس ثلاثة مراسيم أقال بموجبها الحكومة التي كان يرأسها القيادي بحركة حماس إسماعيل هنية وأعلن حالة الطوارئ بالأراضي الفلسطينية، وأمر بتشكيل حكومة تنفذ حالة الطوارئ مبررا ذلك بما أسماه "المحاولة الانقلابية العسكرية ضد الشرعية الفلسطينية وانتهاك القانون الأساسي الفلسطيني وقانون السلطة الفلسطينية" من قبل ما أسماه "مليشيات خارجة على القانون" في القطاع.