ترامب يغادر قمة مجموعة السبع مبكرا بسبب أحداث الشرق الأوسط    تفتيش ذاتى ومنع للهواتف.. إجراءات مشددة فى لجان الثانوية العامة    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم الثلاثاء 17 يونيو    مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة    أراسكايتا رجل مباراة فلامنجو ضد الترجي في كأس العالم للأندية    ماريسكا: أجواء مواجهة لوس أنجلوس كانت غريبة بسبب غياب الجماهير.. ومباراة فلامنجو مختلفة    "فقرات استشفائية".. الأهلي يواصل تدريباته استعداداته لمواجهة بالميراس    ارتفاع أسعار الذهب بعد دعوة ترامب إلى إخلاء طهران فورا    «سكاي أبوظبي»: 240 مليار جنيه مبيعات مشروع «رأس الحكمة»    بعد أزمة الاستبعاد.. جلسة صلح بين ريبيرو ونجم الأهلي في أمريكا (تفاصيل)    سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 17-6-2025 مع بداية التعاملات    «أمطار في عز الحر».. الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الثلاثاء: «احذروا الشبورة»    تركي آل الشيخ يطرح بوستر جديد لفيلم «7DOGS» ل أحمد عز وكريم عبدالعزيز    طريقة عمل كيكة الجزر، مغذية ومذاقها مميز وسهلة التحضير    8 أطعمة تصبح أكثر صحة عند تبريدها، والسر في النشا المقاوم    5 تعليمات من وزارة الصحة للوقاية من الجلطات    فاروق حسني يروي القصة الكاملة لميلاد المتحف المصري الكبير.. ويكشف رد فعل مبارك    موعد مباراة الأهلي القادمة أمام بالميراس في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    إيران تشن هجوما جديدا الآن.. إسرائيل تتعرض لهجمات صاروخية متتالية    ترجمات| «ساراماجو» أول أديب برتغالي يفوز بجائزة نوبل أدان إسرائيل: «ما يحدث في فلسطين جريمة»    وزير الدفاع الأمريكي يوجه البنتاجون بنشر قدرات إضافية في الشرق الأوسط    بعد تصريحات نتنياهو.. هل يتم استهداف خامنئي الليلة؟ (مصادر تجيب)    3 أيام متتالية.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    «إرث الكرة المصرية».. وزير الرياضة يتغنى ب الأهلي والخطيب    خامنئي يغرد تزامنا مع بدء تنفيذ «الهجوم المزدوج» على إسرائيل    تفاصيل العملية الجراحية لإمام عاشور وفترة غيابه    إغلاق جميع منشآت التكرير في حيفا بعد ضربة إيرانية    سحر إمامي.. المذيعة الإيرانية التي تعرضت للقصف على الهواء    وكالة إس إن إن: إيران تعتزم مهاجمة قاعدة جوية عسكرية إسرائيلية حساسة    بعد إنهاك إسرائيل.. عمرو أديب: «سؤال مرعب إيه اللي هيحصل لما إيران تستنفد صواريخها؟»    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    مصرع شاب غرقا فى مياه البحر المتوسط بكفر الشيخ وإنقاذ اثنين آخرين    تفاصيل محاضرة ريبيرو للاعبي الأهلي    رئيس مدينة دمنهور يقود حملة مكبرة لإزالة الإشغالات بشوارع عاصمة البحيرة| صور    تراجع أسعار الذهب العالمي رغم استمرار الحرب بين إسرائيل وإيران    حرب إسرائيل وإيران.. البيئة والصحة في مرمى الصواريخ الفرط صوتية والنيران النووية    "حقوق الإنسان" بحزب مستقبل وطن تعقد اجتماعًا تنظيميًا بحضور أمنائها في المحافظات    إلهام شاهين تروي ل"كلمة أخيرة" كواليس رحلتها في العراق وإغلاق المجال الجوي    حدث بالفن | عودة إلهام شاهين وهالة سرحان من العراق والعرض الخاص لفيلم "في عز الضهر"    بسبب إغلاق مطار بغداد.. إلهام شاهين تكشف تفاصيل عودتها لمصر قادمة من العراق    "سقوط حر" يكشف لغز جثة سوداني بفيصل    مباحث الفيوم تتمكن من فك لغز العثور على جثة شاب مقتول بطلق ناري    محاكمة تشكيل عصابي متهم بسرقة المواطنين بالإكراه ببولاق أبو العلا اليوم    العثور على جثة مسنّة متحللة داخل شقتها في الزقازيق    أمريكا: حالات الإصابة بمرض الحصبة تقترب من 1200 حالة    طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحاني اللغة الأجنبية الثانية للنظام الجديد والاقتصاد والاحصاء القديم.. اليوم    قطع أثرية بمتحف الغردقة توضح براعة المصريين القدماء فى صناعة مستحضرات التجميل    مستشارة الاتحاد الأوروبي: استمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران يمثل مصدر قلق    أخبار 24 ساعة.. الوزراء: الحكومة ملتزمة بعدم رفع أسعار الوقود حتى أكتوبر    محافظ كفر الشيخ: إقبال كبير من المواطنين على حملة «من بدرى أمان»    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    إيبارشية قنا تستقبل أسقفها الجديد بحضور كنسي    اتحاد المرأة بتحالف الأحزاب يعلن الدفع بمجموعة من المرشحات بانتخابات مجلسي النواب والشيوخ    وزير العمل والأكاديمية الوطنية للتدريب يبحثان تعزيز التعاون في الملفات المشتركة    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    محافظ المنوفية: مليار و500 مليون جنيه حجم استثمارات قطاع التعليم خلال ال 6 سنوات الأخيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عباس يصر على التفاوض رغم عدم وجود شىء يتفاوض عليه بسبب استمرار الاستيطان
نشر في الشعب يوم 28 - 09 - 2010

أصر الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته، محمود عباس، على الاستمرار في المفاوضات المباشرة مع الصهاينة حتى بعد أن قررت الحكومة الصهيونية مواصلة الاستيطان, في حين أعربت الولايات المتحدة وعدة دول غربية عن "خيبة أمل" إزاء القرار الصهيوني.
يأتى هذا، فى الوقت الذى ارتكبت فيه البحرية الصهيونية جريمة جديدة فى القرصنة البحرية، حيث هاجمت سفينة كسر الحصار "إيرين" واقتادتها إلى ميناء أسدود، رغم مواصلة الحكومة الصهيونية، برئاسة نتنياهو، عمليات الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية محل التفاوض، وفى ظل إصرار صهيونى على قتل الحياة فى غزة بفرض الحصار الوحشى على أهلنا فى القطاع.. وتنفيذ الغارات الجوية على المدنيين.
قناة سرية!
وفى سياق متصل، وردت أنباء بتحضيرات لفتح قناة سرية للمفاوضات بين سلطة رام الله والحكومة الصهيونية خلال الأسابيع القادمة. وتجري الترتيبات حاليًا لإطلاق تلك المفاوضات بوساطة أوروبية بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني، حيث من المقرر أن تكون بديلا للمفاوضات المباشرة التي استؤنفت في الثاني من سبتمبر بواشنطن، في حال تنفيذ السلطة الفلسطينية لتهديداتها بالانسحاب من تلك المفاوضات، بسبب رفض حكومة بنيامين نتنياهو الموافقة على تمديد تعليق البناء بالمستوطنات.

ورجحت مصادر فلسطينية بالقاهرة، أن تجرى المباحثات "السرية" بين الفلسطينيين والصهاينة بأحد العواصم الأوروبية، بمشاركة أمريكية، سعيًا للتوصل لتسوية لعدد من القضايا المهمة، ومنها الحدود والمياه والقدس واللاجئين وغيرها من قضايا الحل النهائي.

ويعتزم عباس يعتزم إطلاع عدد من الأطراف العربية على تفاصيل الاتصالات التي يجريها مع الإدارة الأمريكية وأطراف أوروبية، واستطلاع رأي دول مثل مصر والسعودية، حول مدى دعمها لانطلاق مثل هذه القناة "السرية"، فيما تخشى القاهرة والرياض من أن تل أبيب ستكون المستفيد الوحيد من عدم وجود قناة للتفاوض لفرض واقع جديد على الأرض.
الاتفاق قد يستغرق عقودا
يأتى هذا، فى الوقت الذى أعلن فيه وزير الخارجية الصهيوني افيجدور ليبرمان الثلاثاء أمام الأمم المتحدة، أن التوصل إلى اتفاق بين الصهاينة والفلسطينيين قد يستغرق عقودا ويستدعي أولا معالجة الخلاف مع إيران، على حد تعبيره.

وقال ليبرمان في خطاب القاه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، علينا أن نركز على اتفاق انتقالي بعيد الأمد مع الفلسطينيين، وهو أمر قد يستغرق بضعة عقود.

جهود المصالحة
إلى ذلك، تجرى خلال أيام جلسة مباحثات نهائية بين حركتي "فتح" و"حماس" بالعاصمة السورية دمشق، تمهيدًا لتسوية جميع نقاط الخلاف حول الورقة المصرية من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، وتوقيع الفصائل على اتفاق المصالحة في القاهرة خلال الأسابيع القليلة القادمة.

ويجري عدد من الخبراء من "فتح" و"حماس" مباحثات لتسوية الخلافات حول الوثيقة الخاصة بعمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مرحلة ما بعد المصالحة، وهي التسوية التي ستزيل آخر العقبات أمام توقيع حركة "حماس" على الورقة المصرية.

وقال عباس، عقب مباحثاته بباريس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إنه لن يتصرف بسرعة وسيدرس كافة التبعات مع الدول العربية والقيادة الفلسطينية، وإن هناك اجتماعا للجنة المتابعة العربية في الرابع من أكتوبر المقبل.

وكان الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته، قد هدد أكثر من مرة بمغادرة المفاوضات المباشرة إذا رفضت تل أبيب تمديد تجميد الاستيطان, وقال إنها ستكون في هذه الحال "مضيعة للوقت".

وكانت الصحف الصهيونية قد قالت إنه من غير المتوقع اتخاذ قرارات عن مسألة استمرار المفاوضات قبل جلسة لجنة المتابعة في الجامعة العربية المقررة بداية الشهر المقبل.

كما أوردت الصحف الصهيونية نقلا عن مصادر فرنسية أن الجانب الفلسطيني سيكون مستعدا للتنازل عن مطلب التجميد الكامل للاستيطان إذا أبدى رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو استعدادا للتفاوض على أساس حدود الرابع من يونيو 1967.

خيبة أمل
وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي إن الولايات المتحدة محبطة وتشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء القرار الصهيون استئناف الأنشطة الاستيطانية بعد انتهاء فترة التجميد.

وأضاف كراولي، إن المبعوث الأمريكي إلى المنطقة جورج ميتشل على اتصال مع المسئولين الفلسطينيين والصهاينة, وأن وفدا أمريكيا من مستوى أقل سيزور المنطقة بعد أيام.

لكن واشنطن أعربت عن "أملها" في أن يستمر تأييد جامعة الدول العربية لمحادثات السلام المباشرة بين الصهاينة والفلسطينيين, مؤكدة أنها ستجري مزيدا من المباحثات مع دول رئيسية في الأيام المقبل.

كما أعرب كل من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا عن خيبة أملهم إزاء القرار الصهيونى استئناف الأنشطة الاستيطانية.

قلق أممي
وفي نيويورك عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن خيبة أمله لعدم اتخاذ الحكومة الصهيونية قرارا بتمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية.

وأعرب في بيان أصدره المتحدث باسمه سينك مارتين نيزيركي عن قلقه من التطورات التي تحدث على الأرض فيما يتعلق باستئناف النشاط الاستيطاني.

وأضاف البيان أن الأمين العام يكرر أن النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية غير شرعي وفقا للقانون الدولي.

حماس ترفض
وفي دمشق قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل إن المصالحة الفلسطينية ينبغي أن تكون الرد على ما سمّاه الصلف الصهيوني.

وتمنى مشعل أن تفي السلطة الفلسطينية بوعدها المتعلق بوقف المفاوضات المباشرة إذا استأنفت تل أبيب أنشطتها الاستيطانية.

وقد استأنفت تل أبيب أمس الاثنين، أعمال البناء في المستوطنات بالضفة الغربية بعد رفض رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو تمديد قرار التجميد.

وقالت مصادر فلسطينية إن المستوطنين شرعوا في البناء بصورة حثيثة، وإن آليات صهيونية شرعت في بناء حي استيطاني بمستوطنة "أرييل" في منطقة سلفيت لإنجاز بناء خمسين وحدة سكنية فيها.

كما حددت أماكن يجري البناء فيها بمستوطنة يتسهار (جنوب نابلس) إضافة إلى بؤر استيطانية قرب مستوطنة شفوت رحيل (غرب نابلس)، وأفادت بأن أراضي جرفت بغرض البناء بمحاذاة مستوطنة كفار عتصيون.

شهداء بقصف على غزة
وفى غزة، استشهد ثلاثة من المجاهدين الفلسطينيين في غارة جوية للاحتلال الصهيوني شرق مخيم البريج وسط القطاع مساء الاثنين. وتزامنت الغارة مع قصف طائرات صهيونية منزلا فلسطينيا في مخيم النصيرات دون وقوع إصابات.

وتسود حالة من التوتر الشديد تسود المنطقتين المستهدفتين في ظل استمرار تحليق الطائرات الصهيونية بدون طيار المعروفة محليا باسم "الزنانة".

وقد تم نقل الشهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى، في حين أكدت مصادر في حركة الجهاد الإسلامي أنهم ينتمون إلى سرايا القدس الجناح المسلح للحركة.

وذكر شهود عيان في المنطقة قولهم إن الشهداء الثلاثة استهدفتهم طائرة استطلاع صهيونية لدى محاولتهم إطلاق قذائف محلية الصنع صوب مستوطنات صهيونية تقع إلى الشرق من الخط الفاصل.

وأكد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح استشهاد كل من الشاب علاء أبو زبيدة وعوني عبد الهادي ومحمد عيد.

من جانبه أكد متحدث باسم جيش الاحتلال أن قواته شنت هجوما استهدف مجموعة من النشطاء الفلسطينيين كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه الأراضى الصهيونية.

أما غارة مخيم النصيرات، فاستهدفت منزلا بمدخل المخيم لعائلة أبو شملة مما تسبب في وقوع أضرار جسمية دون وقوع إصابات بشرية.

وأشار إلى أن بعض الروايات تحدثت عن أن أحد ساكني المنزل ينتمي إلى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكن هذه الرواية لم تؤكد رسميا.

جريمة قرصنة جديدة
وذكرت مصادر فلسطينية إن جنود الاحتلال الصهيوني قاموا باقتحام سفينة الإغاثة "إيرين"، المتجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار عنه، وتقل على متنها نشطاء "يهود" حاملين معهم مساعدات رمزية، مضيفة أنها اقتادتها إلى ميناء أسدود.

وفي وقت سابق صرح مسئول في "الحملة الدولية لمواجهة الحصار" الثلاثاء (28-9)، أن البحرية الصهيونية طلبت من الناشطين على متن المركب، التوجه إلى ميناء أسدود الصهيوني.

وقال أمجد الشوا منسق الحملة الدولية ومنسق شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة "أبلغنا من المتضامنين على متن المركب على بعد 20 ميلاً من شاطئ غزة أنهم تلقوا اتصالاً من البحرية الصهيونية بالتوجه إلى ميناء أسدود"، دون أن يتم التعرض للمركب.

وأكد الشوا أن المركب "ما يزال يواصل إبحاره باتجاه غزة"، معربًا عن أمله في أن ن تتكلل هذه المحاولة الرمزية "بالنجاح والوصول إلى قطاع غزة".

وأشار إلى أنه على متن المركب الشراعي عشرة من نشطاء السلام "اليهود" إضافة إلى صحفيين اثنين.

وتجمع عشرات من الفلسطينيين في مرفأ الصيادين على شاطئ بحر غزة، حيث من المفترض استقبال المتضامنين على متن المركب فيه حال وصولهم.

واستنكرت "اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار"، محاصرة الزوارق الحربية الصهيونية سفينة التضامن التي تحمل اسم "ايرين".

وحملت اللجنة للاحتلال المسئولية عن حياة المتضامنين، داعية المجتمع الدولي والجهات المعنية والمسئولية وكافة أحرار العالم "للتدخل السريع من أجل حماية السفينة السلمية وطاقمها وتأمين وصولهم إلى غزة".

وتبلغ كلفة العملية أكثر من 23500 يورو تم تمويلها من هبات قدمت من مختلف فروع منظمة "يهود أوروبيون من أجل سلام عادل"، ويحمل المركب ألعابًا وكتبًا ومعدات صيد وأدوية، وهي "مساعدة رمزية" لسكان غزة.

وكان الاحتلال الصهيوني قد هاجم في الحادي والثلاثين من مايو الماضي، سفينة تقل ناشطين في إطار أسطول الحرية لكسر حصار غزة، مما أدى إلى استشهاد 19 تركيا وتدهور العلاقات بين تركيا والكبان الصهيوني.

شريان الحياة (5) في طريقها إلى غزة
وفى سياق متصل، وصلت قافلة شريان الحياة (5)، التي انطلقت من بريطانيا في 18 سبتمبر الجاري إلى تركيا أمس الاثنين، في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر محملة بأجهزة طبية ولوازم تعليمية وأغذية وسيارات إسعاف.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن القافلة، التي تتألف من 45 سيارة ويشارك بها تسعون شخصاً من عشرين دولة، وصلت الإثنين إلى أنقرة وستغادرها في الأول من أكتوبر المقبل باتجاه ميناء اللاذقية السوري.

وبحسب خط الرحلة، التي يقودها النائب البريطاني السابق جورج جالاوي، فإنه من المقرر أن تلتقي القافلة مع النشطاء والحافلات القادمة من الوطن العربي في اللاذقية ومنها ستبحر على متن سفينة إلى ميناء العريش المصري المخصص لذلك حيث ستلتقي أيضاً مع قوافل مساعدات مغاربية.

ومن المتوقع أن يصل إجمالي عدد الحافلات إلى نحو 150 حافلة يرافقها 350 متضامنا، وذلك بعد انضمام جميع حافلات المساعدات مع بعضها لتصل إلى غزة في حدود العاشر من أكتوبر القادم.

وتعد مشاركة الأردن والجزائر الأكبر بين الدول العربية حيث تشاركان بعشرات المركبات، فضلا عن مساهمات شعبية من دول عربية أخرى منها قطر والكويت والبحرين والسعودية ولبنان وسوريا والمغرب وموريتانيا.

وقال رون مكاي، وهو أحد مسئولي القافلة التي تنظمها مؤسسة فيفا فلسطين (تحيا فلسطين)، إنهم سيستغلون فترة مكوثهم في تركيا لزيارة عائلات الأتراك التسعة الذين استشهدوا في الهجوم الصهيوني على أسطول الحرية نهاية مايو الماضي.

وأضاف أنهم يتوقعون من الحكومة المصرية أن تساعد القافلة في نقل المساعدات إلى غزة.

وكان جالاوي قد أكد قبيل انطلاق القافلة من لندن عزمه دخول غزة إذا سمح له بالدخول، داعيا الحكومة المصرية لتسهيل مرور القافلة إلى غزة، مشيرا إلى أنهم سيدخلون مصر بسلام وأنه سيعود إذا رفضت السلطات المصرية مرافقته القافلة.

تأخر بليبيا
على صعيد آخر قال منسق "المجموعة الوطنية المغربية" لمساندة العراق وفلسطين خالد السفياني، إن القافلة التي كانت ستنطلق من المغرب عبر الجزائر باتجاه ليبيا ومنها بحراً إلى ميناء العريش للانضمام إلى قافلة شريان الحياة الخامسة مع قطاع غزة تأجلت لأسباب تقنية.

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أن جميع الإجراءات اتخذت لتكون انطلاقة القافلة في موعدها المقرر غد الثلاثاء إلا أنه تعذر على الليبيين تأمين الباخرة في الوقت المحدد، معتبراً أن ما جرى سببه تقني "وسيحل في غضون الأيام القليلة المقبلة".

وأشاد السفياني بالجزائر التي فتحت حدودها البرية للقافلة المغربية التي يفترض أن تكون قد اندمجت في الجزائر مع قافلة جزائرية وأخرى موريتانية في قافلة مغاربية موحدة قبل أن تنطلق من ميناء بنغازي إلى ميناء العريش.

لقاء بين جمعيات فك الحصار
ومن ناحية أخرى، اختتمت الجمعيات والهيئات الناشطة في مجال فك الحصار عن غزة لقاءات عقدتها في العاصمة اليونانية أثينا على مدى يومين متتابعين، وذلك لتنسيق خطواتها القادمة وترتيب الحملة التي تنوي القيام بها قريبا إلى غزة.

وعند ظهر يوم أمس الاثنين، عقد ممثلو الجمعيات مؤتمرا صحفيا في مقر نقابة مراسلي الصحافة الأجنبية، لتوضيح خطواتهم التالية وإظهار موقفهم من التقرير الأخير الذي أصدرته الأمم المتحدة وحمل الصهاينة مسئولية قتل الناشطين الأتراك في أحداث أسطول الحرية نهاية مايو الماضي.

وأكد الممثلون أن سفينة يهودية في طريقها إلى غزة لترسل رسالة إلى العالم مفادها أن تل أبيب لا تتحرك باسم يهود العالم وأن ما تقوم به لا علاقة له بحمايتهم.

وأوضح مازن كحيل من الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة أن جمعيات ناشطة انضمت إليهم في الأشهر الثلاثة الأخيرة من دول إيطاليا وسويسرا وفرنسا وإسبانيا وكندا والنرويج وبلجيكا والنمسا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية.

وقال إن كل واحدة من هذه الجمعيات تعتزم إرسال سفينة خاصة بها للإسهام في حملة فك الحصار، مشيرا إلى أن اجتماعا سيعقد قريبا في مدينة جنيف السويسرية لإعطاء موعد محدد لانطلاق الحملة.

الحملة مستمرة
وأوضح فاجيليس بيساياس الناشط اليوناني من حملة "سفينة إلى غزة"، أن الحملة مستمرة طالما قطاع غزة محاصر، مؤكدا على انضمام بلدين هامين مؤخرا للحملة وهما إيطاليا وسويسرا وبلاد أخرى من قارة أمريكا، وهو ما يعطي الحملة بعدا عالميا أكثر تكاملا.

وأضاف بيساياس أن وجود بواخر ووفود ممثلة لبلاد كثيرة في الحملة الجديدة يجبر حكومات هذه البلاد خاصة الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية ومراكز صنع القرار، على التصرف بشكل مختلف هذه المرة لحماية مواطنيها وسفنها.

واعتبر أن النشطاء يرغبون في إكمال مهمتهم بسلام، لكن طبيعة الصهاينة أثبتت أنه لا يمكن توقع مدى عدوانيتها، وهو ما يفرض على حكومات الدول المشتركة في الحملة أن تقوم بواجباتها لحماية مواطنيها.

وقال مهدي بن حميدة، ممثل الشبكة السويسرية التي تنوي تسيير سفينة من سويسرا في الحملة القادمة، إن الشبكة تضم 220 منظمة مختلفة تدعم المشروع، إضافة إلى سياسيين وأحزاب محلية، وهو الحدث الذي يشغل البلد هذه الأيام بشكل كبير، ويأمل الناشطون في تجهيز سفينتهم للاشتراك في الحملة القادمة.

أضرار بالسفينة التركية
من جانبه أوضح حسين أوريج عضو مجلس إدارة منظمة "إي ها ها" الإنسانية التركية، أن الصهاينة أحدثوا أضرارا بالغة بالسفينتين التركيتين اللتين استرجعتهما تركيا مؤخرا بعد احتجازهما في ميناء أسدود، حيث دمرت المحركات والأجهزة الملاحية، وأن إصلاحهما يكلف مبالغ طائلة.

وأضاف أنه في حال عدم تمكن الجمعية من إصلاحهما فسيشترك نشطاؤها في الحملة من خلال السفن الأخرى.

وقال أوريج إن منظمته تنوي التحرك كذلك على مستوى حقوقي دولي لإدانة تل أبيب وإجبارها على تقديم التعويض عن قتل الضحايا الأتراك في هجومها على أسطول الحرية، معربا عن الرضا التركي بنتائج التقرير الأممي الأخير الذي حمل الصهاينة مسئولية قتلهم.

أكبر حملة
وأعرب الناشط الأمريكي بول لارودي، عن اعتقاده بأن الحملة الجديدة ستكون أكبر حملة تخرج حتى اليوم لفك الحصار عن غزة، معتبرا أن تقرير الأمم المتحدة الأخير مشجع ومهم، لكن الأهم منه هو كيفية استغلاله في إدانة الدولة الصهيونية ومعاقبتها على خروجها الدائم على القوانين الدولية.

وقال رئيس إدارة المنتدى الفلسطيني للحريات والشئون الدولية في غزة، محمود العجرمي، إن أهل غزة الذين يواجهون حصارا شاملا يصل حسب القوانين الدولية إلى درجة العقوبات الجماعية، يدركون أن الحصار فرض عليهم نتيجة خياراتهم السياسية، كما ينظرون بتقدير لحل حركات الدعم ومحاولات فك الحصار عنهم من المجموعات الناشطة في هذا المجال على الساحة الدولية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.