تمكن مقاتلو كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" – من قتل جنديين من قوات الاحتلال الصهيوني وإصابة اثنين آخرين في عملية نوعية ضد قوات الاحتلال في مدينة رفح . وأعلنت الكتائب أن مقاتليها نجحوا في رصد قوة حربية صهيونية خاصة توغلت غرب حي النهضة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة حيث أمطروها بالأسلحة الرشاشة عن قرب. وقالت الكتائب في بيان عسكري – بحسب المركز الفلسطيني للإعلام - إن العملية الخاصة نفّذت في الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم السبت واستُخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وجهًا لوجه مع جنود الاحتلال. وأوضح بيان الكتائب لقد رصد مجاهدونا القوة الصهيونية الخاصة عن بعد حتى وصلت إلى غربي حي النهضة برفح ثم تقدموا باتجاهها بعد الالتفاف عليها وقاموا بإمطار القوة بالرصاص عن بعد أقل من عشرين متراً حيث تقدم أحد المجاهدين لرفع حاجز وضعته القوات الصهيونية فقام الجنود الصهاينة بتثبيته فتظاهر بالاستسلام وبدورهم خرج المجاهدون وأطلقوا الرصاص لانسحاب المجاهد ومن ثم أمطروا الجنود بوابل من الرصاص عن مسافة قريبة جدًا. وأشار البيان إلى أن منفذي العملية انسحبوا من المكان تحفهم عناية الرحمن بعد إصابة أحدهم في الهجوم. وأكدت القسام سقوط قتيليْن على الأقل من جنود الاحتلال وإصابة اثنين آخرين خلال هذه العملية مشيرةً إلى أنه بعد العملية تقدمت آليات الاحتلال من معبر "صوفا" إلى المكان بسرعة وحلقت طائرات الأباتشي في المكان لنقل الإصابات. وحذرت القسام قوات الاحتلال من عواقب أي عدوان على أي شبر من أرض قطاع غزة مؤكدةً أن عيوننا تترصد بالعدو الصهيوني وأيدينا على الزناد ولن نسمح للعدو الصهيوني بإرهاب أبناء شعبنا بقواته وأسلحته الغاشمة. من جانبه قال ناطق باسم جيش الاحتلال إن العملية التي تشارك فيها آليات مصفحة ووحدات من سلاح المشاة جارية شرق رفح في جنوب قطاع غزة معترفًا بأن العسكريين تعرضوا لإطلاق نار فردوا وأصابوا رجلاً مسلحًا. ومطلع الأسبوع قام الجيش بعملية توغل في منطقة رفح كذلك أوقف خلالها عشرات الفلسطينيين واستجوبهم. من جانبها أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين أنّ مجموعاتها أطلقت صاروخيْن من طراز "ناصر 2" تجاه معبر كرم أبو سالم شرقي رفح أثناء عملية التوغل. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية أنّ أكثر من 16 آلية عسكرية صهيونية بينها دبابات وجرافات ضخمة توغلت في منطقة حي النهضة تحت غطاء من المروحيات العسكرية التي أطلقت النار تجاه منازل المواطنين الفلسطينيين. وأضافت أن قوات الاحتلال شرعت بشنّ حملة دهم من منزل إلى منزل، وقامت بإجبار من هم فوق سن 16 عامًا حتى 50 عامًا على التجمع في ساحة عامة وأخضعتهم للتحقيق، كما تم نقل بعض المعتقلين في سيارات عسكرية إلى خارج المنطقة. وقال شهود عيان: إنَّ الجنود استخدموا مكبّرات الصوت لمطالبة المواطنين بمغادرة منازلهم، كما عرف من بين المنازل التي داهمتها قوات الاحتلال منازل تعود لعائلات ( أبو سنيمة، وأبو الروس، والعرجا) حيث عاث الجنود فسادًا داخلها واعتلوا أسطح بعضها مطلقين الرصاص على المواطنين داخل الحي. وترافقت عملية الاحتلال مع قيام الجرافات العسكرية بتجريف مساحات من الأراضي الزراعية وتدمير أجزاء من منازل المواطنين الفلسطينيين في حي النهضة. وأفاد المفوض الإعلامي لقوات الأمن الوطني في جنوبيغزة، أنّ الطائرات المروحية قصفت عددًا من المواقع ومقار الأمن الوطني بالأسلحة الرشاشة، دون أن يبلغ عن إصابات. كما قامت الجرافات بتجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والأشجار المثمرة. وعلى نفس السياق اقتحمت عناصر من المقاومة الفلسطينية معسكرا لجيش الاحتلال في كيسوفيم جنوب شرق قطاع غزة واشتبكوا مع قوات الاحتلال. وقال ناطق باسم سرايا القدس إن الهجوم عملية مشتركة نفذها اثنان من السرايا وآخران من كتائب شهداء الأقصى وقد استخدموا في اقتحامهم سيارة جيب تشبه تلك التي يستخدمها جيش الاحتلال. وأكدت سرايا القدس – بحسب الجزيرة - تمكن ثلاثة من المهاجمين من مغادرة المعسكر أحياء بينما بقي مصير الرابع مجهولا. كما لم يتضح بعد ما أسفرت عنه العملية. وكانت قوات الاحتلال قد قتلت أمس شابًا فلسطينيًا وأصابت آخر قرب بلدة الخليل في الضفة الغربيةالمحتلة. من ناحية أخرى كشفت مصادر مصرية وفلسطينية مسؤولة عن إحباط السلطات المصرية محاولة قام بها جهاز الاستخبارات الصهيوني الخارجي (الموساد) للتجسس على الاجتماعات التي عقدت في القاهرة بين مسؤولين مصريين ووفود الفصائل الفلسطينية. وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها – بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية - إن دولة الاحتلال سعت حثيثاً للتصنت على ما دار في الجلسات المغلقة لهذه المحادثات ومعرفة مواقف كل فصيل فلسطيني تجاه الأفكار المطروحة لإعلان هدنة جديدة بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني. وأكدت أن أطرافاً خارجية رفضت أن تحددها سعت إلى تقديم مساعدات تقنية إلى الموساد الصهيوني في هذا الصدد لكن الاستخبارات المصرية نجحت في إحباطها. كما قال مصدر فلسطيني وثيق الصلة بجلسات الحوار الوطني الفلسطيني إن هذه ليست المرة الأولى التي يسعى فيها الاحتلال عبر أجهزة استخباراته إلى التجسس على كواليس المحادثات التي تجريها فصائل فلسطينية مع السلطات المصرية". ولفت المصدر النظر إلى أن محاولات صهيونية مماثلة سبق أن جرت خلال الجلسات التي عقدت قبل عامين في العاصمة المصرية القاهرة. في هذه الأثناء نظمت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية مسيرة احتجاج اليوم في القدس بمناسبة ذكرى مرور 40 عاما على احتلال المدينة وضمن فعاليات اليوم العالمي للاحتجاج على الاحتلال الصهيوني. وفي التطورات السياسية دعا رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إلى إنهاء حالة الانفلات الأمني في الأراضي الفلسطينية واقترح مبادرة من خمس نقاط لتحقيق هذا الهدف. وطرح هنية مبادرته عبر خطبة الجمعة في أحد مساجد مخيم جباليا شمال قطاع غزة ودعا فيها إلى احترام كل الاتفاقات السابقة التي تم التوقيع عليها والإيمان بالشراكة السياسية وإعادة صياغة المؤسسة الأمنية على أساس البعد عن التجاذبات السياسية وعدم السماح بالتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية، كما دعا الدول العربية إلى الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف الفلسطينية. وقال إن الخطة الأمنية التي يفترض بدء تنفيذها في أقرب وقت ممكن، موجهة إلى الانفلات والفوضى ولا تمس المقاومة ولا سلاحها ولا تشكيلاتها بخلاف الخطط السابقة، مشددا في الوقت نفسه على عدم ممانعته في إدخال أسلحة من الدول العربية إلى الأراضي الفلسطينية شريطة تسليمها إلى القوة الأمنية المشتركة التي تنوي تنفيذ الخطة الأمنية.