بدأت في منتجع هايلنغدام بشرقي ألمانيا أعمال قمة مجموعة الثماني الصناعية الكبرى وسط أجواء من التوتر بسبب الحرب الكلامية الدائرة بين الولاياتالمتحدةوروسيا على خلفية الدرع الصاروخي الأميركي. وقال الرئيس الأميركي جورج بوش لدى وصوله المنتجع إن روسيا لن تهاجم أوروبا وهي ليست عدوا لها. كما قال قبل اجتماعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين إن مشروع الدرع الصاروخي الذي يقلق موسكو لا يشكل أي خطر عليها. وأوضح بوش أن روسيا ليست عدوا للولايات المتحدة, ولا حاجة إلى رد عسكري أمريكي على تهديدات بوتين الأخيرة بنصب صواريخ روسية باتجاه أوروبا لأننا لسنا في حرب مع روسيا. وقال بوش إنه سيحاول إقناع بوتين بذلك في القمة التي ستعقد بينهما لمدة 45 دقيقة اليوم الخميس وذلك في أول لقاء لهما منذ أشهر. وتريد الولاياتالمتحدة نشر رادار في جمهورية تشيكيا وصواريخ اعتراضية في بولندا بزعم أن توسيع درعها الصاروخي يهدف إلى حماية حلفائها الأوروبيين مما تصفه بالدول المارقة. وكان بوتين لوح بمخاطر نشوب مواجهة كبرى وهدد بتصويب صواريخ على أوروبا في حال تنفيذ المشروع. غير أن متحدثا باسم الكرملين أوضح الأربعاء أن روسيا لن تستهدف بالضرورة مدنا أوروبية في حال توسيع الدرع الأميركي وذلك لتوضيح تهديد بوتين. وقال ديميتري بيسكوف في مؤتمر صحفي على هامش قمة هايليغندام إن موسكو ستعمد إلى رد فاعل تماما من أجل ضمان أمنها في حال نفذت الولاياتالمتحدة خطتها في تشيكيا وبولندا. غير أن بيسكوف أوضح أن تهديد بوتين بتصويب صواريخ مجددا إلى أوروبا كما حدث في الحرب الباردة ليس سوى أحد الإمكانيات المتاحة. وانتقد البيت الأبيض هذا التصعيد الكلامي قائلا إنه لا يسوي الأمور. كما يعتزم بوش أن يجتمع مجددا ببوتين في الأول والثاني من يوليو المقبل بمقر إقامته العائلي في كينبانكبورت. من جهة ثانية التقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الأميركي أمس في محاولة لتضييق هوة الخلافات في ملف تغير المناخ مع استمرار تمسك بوش بأن تكون أي مفاوضات بشأن البيئة خارج إطار الأممالمتحدة، وهو ما ترفضه برلين. في السياق أعلن مسؤول أميركي أن البيان الختامي للقمة لن يتضمن هدفا شاملا على المدى الطويل لخفض انبعاث غازات الدفيئة، كما كانت تريد ألمانيا. وأوضح جيم كونوتون المسؤول في الإدارة الأميركية بشأن البيئة أن الولاياتالمتحدة لا تزال متمسكة بأن يكون الهدف الشامل على المدى الطويل لخفض انبعاث غازات الدفيئة موضع مناقشات خلال الشهور ال18 مع الدول الرئيسية المسؤولة عن انبعاث غازات الدفيئة. وترغب ألمانيا في تحديد أهداف ملزمة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري، وهو ما ترفضه الولاياتالمتحدة. لكن الدولة المضيفة لها حلفاء، فاليابان تريد خفض تلك الانبعاثات في العالم إلى النصف بحلول 2050. والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أيضا يوافق على تحديد أهداف بالأرقام. وينتظر أن تبحث القمة أيضا مستقبل التجارة العالمية وإمكانية مضاعفة المساعدات المقدمة إلى أفريقيا بحيث تبلغ 50 مليار دولار بحلول العام 2010. لكن القمة لن تتأخر في تناول التوتر الجيوسياسي في عدة مناطق والمدرج رسميا في برنامج الخميس في جلسة عمل حول مائدة الغداء. وسيتم التطرق إلى الحد من الانتشار النووي خاصة لإيران وكوريا الشمالية. كما ستبحث الدول الثماني نزاع دارفور غربي السودان. وفي البرنامج أيضا قضية كوسوفو حيث يقابل دعم الدول الغربية استقلاله تحت مراقبة دولية رفض صربيا وروسيا. وقبل بدء أعمال القمة حاول متظاهرون مناهضون للعولمة الاقتراب من الحاجز الأمني المحيط بالموقع الذي ستعقد فيه، وبدؤوا برمي الحجارة. وردت الشرطة باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قدر عددهم بنحو 6000 شخص. ويسعى هؤلاء المتظاهرون للفت الانتباه إلى مطالبهم الخاصة "بعالم أكثر عدلا.