دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش نظيره الروسي فلادمير بوتين إلى المشاركة في الدرع الصاروخي الذي تخطط الولاياتالمتحدة لإنشائه وسط أوروبا. وقال بوش إن روسيا ليست عدوا للولايات المتحدة وليست بحاجة لأن تخشى هذا النظام الصاروخي مؤكدا أن الحرب الباردة قد انتهت. وعبر بوش عن عزمه توضيح رغبة بلاده في هذا التعاون للرئيس بوتين عند لقائهما في منتجع هيليغندام الألماني على بحر البلطيق. وعرض بوش على بوتين إرسال جنرالات من الجيش الروسي وعلماء روس للولايات المتحدة . وقال مخاطبا الرئيس الروسي لست بحاجة للخوف من نظام الدرع الصاروخي لم لا تتعاون معنا بشأن هذا النظام؟". وأضاف أن الدرع الذي تخطط الولاياتالمتحدة لإنشائه في منطقة وسط أوروبا ليس موجها ضد روسيا بل ضد المتطرفين وال"دول المارقة" حتى لا تبتز العالم الحر. وكان بوش شن هجوما على روسيا في كلمة ألقاها في مؤتمر حول الديمقراطية والأمن بالعاصمة التشيكية براغ. وقال بوش إن الإصلاحات التي كانت القيادة الروسية قد وعدت بها قد انحرفت عن مسارها. جاءت انتقادات بوش قبيل ساعات من افتتاح قمة مجموعة الثماني في مدينة هيلينغدام بألمانيا وسط توقعات بأن تهيمن على جدول أعمالها التجاذبات بين واشنطنوموسكو. لكن موسكو ردت بحدة على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على ما ورد في خطاب بوش لاسيما فيما يتعلق باتهامات واشنطنلموسكو بالتراجع عن الديمقراطية والإصلاح السياسي. من جانبه أعرب وزير الحرب الأمريكي روبرت جيتس عن حيرته حيال ما يقوم به الروس مشيرا إلى أهمية اعتماد المرونة مع الأخذ بالاعتبار قلقهم حيال بعض المواضيع. وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي في باريس "لكن في الوقت نفسه لا يجوز أبدا السماح لهم بأن يكونوا عقبة في بعض المجالات". في حين طالب وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه مورين بضرورة اعتماد "الحزم" و"المرونة" تجاه موسكو. وأضاف "ما قلته لزميلي هو أنه يجب أن يكون هناك حوار حازم مع مواقفنا التي أعدنا التأكيد عليها بوضوح ولكن مع المرونة اللازمة". واعتبر مورين أنه "ليس من مصلحة أحد خلق شروط تذكر بالزمن الماضي" في إشارة إلى فترة الحرب الباردة. بالمقابل يعقد أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في كل من الكونغرس الأميركي والبرلمان الروسي جلسة مشتركة في واشنطن بهدف التخفيف من حالة التوتر في العلاقات بين البلدين. فقد أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي توم لانتوس أمس الثلاثاء أن الطرفين سيجتمعان في الحادي والعشرين من الشهر الجاري لإجراء ما وصفه بحوار مثمر لتهدئة التوتر القائم بين الجانبين. ووصف لانتوس اللقاء المرتقب بأنه الأول من نوعه الذي يتم علنا بعد أن سبق للجانبين أن عقدا لقاءات مماثلة وراء الأبواب المغلقة خلال السنوات الأخيرة. كما أعرب عن أمله في أن يساعد هذا اللقاء على "استكشاف جميع القضايا الخلافية قبيل اللقاء المرتقب بين الرئيس جورج وبوش ونظيره الروسي بوتين في الأول من يوليو المقبل في منزل عائلة بوش في منتجع ماين بالولاياتالمتحدة. ويتصدر مشروع الدرع الصاروخي الأميركي في أوروبا الشرقية قائمة الخلافات بين الجانبين بعد أن اعتبرت روسيا المشروع تهديدا مباشرا لأمنها الإستراتيجي. كذلك تحتل مسألة استقلال إقليم كوسوفو موقعا خلافيا بين الجانبين فضلا عن الانتقادات الأميركية المتواصلة لروسيا بالتراجع عن الديمقراطية ومواصلتها لسياسة الهيمنة على دول الجوار التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي السابق.