في تعدٍ صهيوني جديدٍ على الحقوق الفلسطينية وفي إطار محاولات تهويد القدس تخطط الحكومة الصهيونية لنقل مقرات المؤسسات الحكومية من تل أبيب وغيرها من مدن الكيان إلى مدينة القدسالمحتلة. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية أمس الجمعة إنه من المتوقع أن تصادق حكومة إيهود أولمرت في جلسة خاصة بعد غدٍ الأحد على تلك الخطة التي أعدها فريق حكومي برئاسة رعنان دينور مدير عام ديوان مكتب رئيس الحكومة إلى جانب وزارة المالية. وأضافت الصحيفة أن الخطة لن تشمل وزارة الحرب وأنها سوف تتضمن نقل حوالي 10 آلاف موظف بما يساعد على إعادة التوازن بين التواجد العربي واليهودي في المدينةالمحتلة وذلك بعدما أظهر تقرير صادر عن معهد القدس للدراسات الصهيونية الثلاثاء الماضي أن نموّ السكان العرب في القدسالمحتلة خلالَ العقد الماضي وصل إلى ضعف نمو السكان اليهود. وتمثل هذه الخطة حلقةً جديدةً في سلسلة محاولات الصهاينة لتهويد المدينةالمحتلة حيث يأتي الكشف عن هذه الخطة بعدما كشفت مصادر رسمية صهيونية عن وجود مخطط لبناء 3 أحياء سكنية جديدة في القدسالشرقية بهدف ربط المغتصبات الواقعة شمال القدس بتلك الواقعة في الجنوب. ومن المرجح أن يشغل المتطرفون اليهود تلك الأحياء الجديدة بخاصة في الجنوب الأمر الذي يؤدي لمحاصرة مدينة القدسالمحتلة بحزام من المغتصبات يعيق أية محاولات مستقبلية لإعلان المدينة عاصمةً للدولة الفلسطينية. وعلى نفس السياق تواصلت الاعتداءات الصهيونية حيث كشف تقرير حديث للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن قيام قوات الاحتلال ب40 عملية توغل في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الأسبوع الواقع بين 3 و9 مايو الحالي من بينها 37 في الضفة و3 في القطاع شملت اعتقال 60 فلسطينيًّا من بينهم 5 أطفال وامرأة مما يرفع عدد المعتقلين الفلسطينيين خلال العام الحالي إلى 1123 معتقلاً. وأضاف التقرير أن القوات الصهيونية اقتحمت خلال تلك التوغلات عشرات المباني والمنازل السكنية. وأطلقت النار عدة مرات بصورة عشوائية ومتعمدة تجاه المواطنين ومنازلهم وقد شهدت عمليات اقتحام المنازل الاعتداء على المواطنين واستخدام الكلاب البوليسية. وذكر التقرير أن الاحتلال استخدم أيضًا في تلك العمليات وحدات "المستعربين" التي يرتدي أفرادها زيًا شبيهًا بزي الفلسطينيين مضيفًا أن أوسع أعمال التوغل قد وقعت في مدينة طولكرم ومخيمي نور شمس وطولكرم في 8 مايو حيث اعتقلت قوات الاحتلال خلالها 15 مواطنًا من بينهم الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية. وفي قطاع غزة، أشار التقرير إلى أن الاحتلال نفذ 3 عمليات توغل من بينها عمليتان في بيت لاهيا شمال القطاع وثالثة في بلدة خان يونس جنوب القطاع، وقد قامت القوات الصهيونية بعمليات تمشيط وتسوية في بعض المناطق الزراعية التي كانت قد سبق وأن جرفتها في إطار محاولاتها منع عناصر المقاومة من إطلاق الصواريخ على الكيان. يضاف إلى ذلك اعتقال 3 فلسطينيين في الضفة الغربية صباح اليوم؛ حيث أعلن جيش الاحتلال عن اعتقال اثنين من عناصر حركة حماس في نابلس وثالث من حركة الجهاد الإسلامي في طولكرم. وقد ردت المقاومة الفلسطينية على تلك الاعتداءات الصهيونية المتكررة، إذ أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد عن إطلاق صاروخ من طراز "قدس متوسط المدى" على بلدة عسقلان، وأقر جيش الاحتلال بسقوط 3 صواريخ على المناطق الجنوبية من الكيان دون أن يعلن أي فصيل فلسطيني مسئوليته عن تلك الصواريخ إلى الآن، فيما زعم الصهاينة أن تلك الصواريخ لم تؤد إلى إصابات. وفي محاولة من الحكومة الفلسطينية للحصول على دعم خارجي للتصدي لذلك العدوان، وجّه إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني نداءً إلى الأمتين العربية والإسلامية للالتزام بالتعهدات المالية التي أعلنت الدول العربية والإسلامية عن تقديمها للشعب الفلسطيني لمساعدته على كسر الحصار المفروض عليه من الصهاينة والأمريكيين والاتحاد الأوروبي. وشدد هنية- في كلمة عبر الهاتف خلال مهرجان "حق العودة" الذي نظمته حركة المقاومة الإسلامية حماس في رام الله بالضفة– على أنه لا يمكن التنازل عن حق العودة أو التفريط فيه بالنظر إلى أن "حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم من أهم الثوابت الوطنية الفلسطينية" واصفا إياه ب"المقدس". وفي قطاع غزة، قالت مصادر أمنية فلسطينية إن 10 مواطنين بينهم ثلاثة عناصر من الأمن الفلسطيني أصيبوا في اشتباكات مسلحة وقعت اليوم بين مسلحين وقوات الأمن المنتشرة في شارع الجلاء بغزة في إطار الإجراءات الجديدة التي ضمن الخطة الأمنية التي تم إقرارها لإنهاء الانفلات الأمني في غزة. وفي السياق نفسه، قالت مصادر أمنية فلسطينية إن عناصر مسلحة هاجمت عددًا من دوريات الشرطة الخاصة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، واستولت على 3 سيارت عسكرية وعدد من الأسلحة التي كان يحملها رجال الشرطة، وأضافت أنه تمت ملاحقة السيارة وضبطها في حين تمكن من بداخلها من الفرار. يأتي ذلك بينما أعلن جيش الاحتلال الصهيوني أن ثلاثة صواريخ أطلقت من غزة على جنوب الاحتلال وسقط أحدها قرب منشأة إستراتيجية في عسقلان دون أن يوقع جرحى. وقد تبنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ فيما لم يكشف جيش الاحتلال عن مزيد من التفاصيل. وفي هذا السياق قالت المحطة الثانية في التلفزيون الصهيوني إن حكومة الاحتلال ستجتمع غدا الأحد لمناقشة اقتراحات يقدمها وزير الحرب عمير بيرتس لمواجهة استمرار سقوط الصواريخ الفلسطينية. وكان رئيس الحكومة إيهود أولمرت هدد قبل أيام في محاولة للتخفيف من حدة المقاومة برد قاس على هذه الصواريخ. من ناحية أخرى يقوم ملك الأردن عبد الله الثاني بزيارة مدينة رام الله في الضفة الغربية غدا الأحد للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال مسئول فلسطيني - رفض الكشف عن اسمه - إن هذه الزيارة تندرج في إطار التشاور الفلسطيني الأردني حول آخر المستجدات السياسية ولبحث تفعيل ما يسمى بمبادرة السلام العربية. وأكد مسئول بالديوان الملكي الأردني نبأ الزيارة التي تأتي قبل لقاء متوقع يوم 15 مايو الجاري في الأردن بين العاهل الأردني ورئيس الحكومة الصهيونية بمناسبة اجتماع لحائزي جائزة نوبل في البتراء. وفي هذا الإطار وصل وزير الخارجية الفلسطيني زياد أبو عمرو الجمعة إلى الأردن في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها يلتقي خلالها رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت ووزير الخارجية عبد الإله الخطيب. ويتوجه أبو عمرو الأحد إلى بروكسل للقاء الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ومفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد بينيتا فيريرو فالدنر ورئيس البرلمان الأوروبي هانس غيرت بوترينغ. وعلى صعيد الأوضاع الميدانية بغزة فقد استمر التوتر بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الفلسطيني (فتح) على خلفية تطبيق الخطة الأمنية التي تهدف إلى وضع حد للانفلات الأمني. فقد جرح أكثر من عشرة فلسطينيين في اشتباكات استمرت حتى مساء أمس الجمعة بين عناصر من كتائب القسام وقوات الأمن الوطني التابعة للرئيس الفلسطيني في واحدة من أعنف المعارك التي شهدها القطاع منذ أسابيع. وذكرت مصادر فلسطينية أن الاقتتال بدأ فجر أمس عندما احتجز أفراد الأمن التابع للرئيس محمود عباس عضواً من الجناح العسكري لحركة حماس بزعم الاشتباه في تورطه في إطلاق النار علي قوات الأمن. وبحسب المصادر فإن مقاتلي حماس ردوا باقتحام المنشأة التي احتجز فيها الرجل وأطلقوا سراحه حيث نشبت معارك بالأسلحة أصيب خلالها 2 علي الأقل من قوات الأمن قبل أن يتجدد إطلاق النار بعد ساعات في حوادث متفرقة في القطاع أصيب خلالها 8 بينهم سيدة. ونفى المتحدث باسم حماس أيمن طه مسؤولية كتائب القسام عن اندلاع الاشتباكات وحمل في ذات الوقت قوات الأمن مسؤولية تصاعد التوتر باعتقالها ناشطا في القسام ومصادرة سلاحه. كما اتهم المتحدث قوات الأمن الوطني بالمبادرة بإطلاق النار على عناصر القسام الذين ردوا بالمثل مؤكدا أن اتصالات تجري بين حماس وفتح لحل هذه المشكلة. ودعت حماس قوات الأمن إلى اتخاذ إجراء ضد من اعتقلوا الناشط في كتائب القسام. وأثار نشر نحو ثلاثة آلاف شرطي بمدينة غزة انتقادات من حماس وفصائل فلسطينية أخرى قالت إن ذلك لم يتم بالتنسيق معها، في حين أكدت الحكومة أن نشر هذه القوات لا يمثل تطبيقا للخطة الأمنية.