نشرت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية اليوم الإثنين، مقاطع هامة من بروتوكول محاكمة النائب محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التي اعترف فيها ضابط في وحدة "متسادا" التابعة لسلطة سجون الاحتلال، بأن عناصر الوحدة يتغلغلون بين المتظاهرين الفلسطينيين ويلقون الحجارة على الجنود. ويعتبر هذا الاعتراف هو الأول من نوعه أمام محكمة صهيونية، وظهر في الجلسة الثانية لشهود النيابة، في محاكمة بركة المتهم بمنع اعتقال فلسطيني والاعتداء على جندي، ونشرت الصحيفة اليوم مقاطع من بروتوكول المحكمة، وأكدت أن الشهادة تعتبر توثيقا رسميا وأمام القضاء لجانب من أساليب عمل الوحدات الخاصة في جيش الاحتلال وأذرعه. وكانت تلك الجلسة للاستماع إلى شهادات جنود الاحتلال حول التهمة التي توجه للنائب بركة بأنه "خنق" جنديا صهيونيا لمنع اعتقال ناشط فلسطيني. وكان أحد الشهود ضابطا، بمنصب نائب قائد وحدة "متسادا"، التي شاركت في قمع مظاهرة قرية بلعين يوم 28 أبريل من العام 2005، وهي الوحدة التابعة لسلطة سجون الاحتلال، وعناصرها من المستعربين، الذين يتغلغلون في المظاهرات بلباس شبيه بلباس المدنيين الفلسطينيين. وأشار الضابط ذاته، الذي تم تعريفه برقم "102"، إلى أنها المرّة الأولى التي ينشط فيها كمستعرب، وقال "خرجنا لنشاط ضد خرق النظام عند جدار الفصل في قرية بلعين، وهذه المرّة الأولى التي أنشط فيها كمستعرب. اعتقلنا شخصين". وحينها سألته محامية الدفاع أورنا كوهين "هل يلقي المستعربون الحجارة؟ فرد الضابط قائلا "نعم الجنود يلقون الحجارة". وقال ضابط في الوحدة ذاتها تم تعريفه برقم "101"، "عملت كضابط القوة التي نشطت تحت إمرة الجيش، في أعقاب معلومات عن مظاهرة كبيرة من المتوقع أن تجري في قرية بلعين، وحينها كان لنا عدد من العناصر في الميدان، وإحدى هذه القوات كانت المستعربين، ومهمتها التزويد بالمعلومات، وتنفيذ اعتقالات نوعية، بقدر الحاجة، وقوة إنقاذ تابعة لنا كانت بزيها العسكري". وتابع "101": "بدأت المظاهرة الكبيرة تنحدر من قلب قرية بلعين، وكان يبدو أن الجيش لا يسيطر عليها. نحو 500 متظاهر انحدروا، ولم ينصاعوا لتعليمات نائب ضابط الوحدة، وضابط الوحدة، وببساطة اجتازوهما دون تردد، وبسرعة كبيرة فقدت قوة الجيش القدرة على السيطرة الفعالة، وكان يبدو أن المتظاهرين يقتربون أيضا إلى آليات العمل (آليات الجيش)، وأيضا إلى خط التوقف، وبدأت تظهر عدة مواجهات بين الجنود والمتظاهرين، بما في ذلك توجيه ضربات وإلقاء حجارة، وكان يبدو أن الوضع ليس تحت السيطرة، وكان خطر على الوحدة العسكرية في هذه العملية". وقال "101"، "تم إبلاغي عن اعتقالات، وفي نفس اللحظة تلقيت بلاغا بأنهم يتعرضون لهجوم ويحتاجون إلى نجدة، لأنهم يواجهون خطرا، رأيت مستعربين مع معتقلين، ورأيت أشخاصا يخنقون ويهاجمون قوة الإنقاذ التي كانت بزيها العسكري، أمسكت بظهر أحدهم والذي ضرب أحد المقاتلين، وسحبته إلى الخلف، ورأيته إنه عضو الكنيست (محمد) بركة. أبعدنا المهاجمين وأخذنا المعتقلين وابتعدنا عن المكان".