عقد, اليوم الأربعاء, اللقاء الثاني من الدورة التدريبية في "فنون الكتابة الصحفية" التي تنظمها جريدة "الشعب", والتي يرعاها الكاتب الصحفي مجدي احمد حسين رئيس حزب العمل. وكان لقاء اليوم, قد تضمن محاضرتين الأولى عن "فن الحوار الصحفي", أما الثانية فكانت عن "التقرير الصحفي", وتحدث خلالهما وائل علي الصحفي بجريدة المصري اليوم, وأدار اللقاء شريف عبد الحميد سكرتير التحرير التنفيذي بجريدة "الشعب", بمشاركة الدكتور ممدوح البنداري عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمل, وعدد كبير من شباب الصحفيين. وقد قدم شريف عبد الحميد, صحفي المصري اليوم الأستاذ وائل علي, للحاضرين, معبراً عن سعادته البالغة علي حضوره, على الرغم من ارتباطه بكثير من المواعيد. وقبل أن يبدأ وائل علي حديثه عن "فن الحوار الصحفي", أكد على أن الصحافة هي مهنة مثل أي مهنة, ولكن المهارة والموهبة هي التي تحدد الصحفي الماهر عن غيرة, والمهارة لا تأتي الا بالممارسة الميدانية, وإذا كنا لا ننكر دور الدراسة الأكاديمية, لأن مهنة الصحافة بها الجديد يومياً, مشيراً إلى أن الصحافة هي المهنة الوحيدة التي لا تصلح فيها الوساطة, لأن لموهبتك وحسك الصحفي دور كبير, وان كنا كسر تلك القاعدة في بعض الجرائد الحكومية. وأكد "وائل" على أن هناك قواعد عامة وأساسية في الصحافة, وهناك معايير يجب إتباعها أهمها التوازن والحيادية في نشر المعلومة للقارئ, ويجب إعطاء كل منهما نفس المساحة عند كل كتابة الخبر, وعند طرح العناوين لا أحاول أن أبرز طرف على الآخر. وعن المقابلة الصحفية أو فن الحوار الصحفي قال صحفي "المصري اليوم", أنها لا تقتصر على الأشخاص المسئولين أو الساسة أو متخذي القرار في الدولة, ولكن يمكن للصحفي عمل لقاء مع شخص من الشارع ولكنه شاهد عيان في قضية كبرى, تشغل الرأي العام حالياً, فواقعة مثل "تفجير كنيسة القديسين" بالإسكندرية يكون أفضل حوار صحفي مع شهود العيان القريبين من الحادث. ويهدف هذا الفن الذي يقوم على الحوار بين الصحفي وشخصيه, إلى الحصول على معلومات أو أخبار جديدة أو آراء, وتفاصيل أكثر, فهو يجيب عن الأسئلة الخمسة كاملة, وهي الميزة التي تميز الحوار الصحفي عن الخبر الصحفي و التقرير, فضلاً على أخذ الصحفي للمعلومة من مصدرها مباشرة. وأضاف "علي" أن هناك أنواع من الحوار الصحفي: الحوار الخبري, وهو حديث يتم بالدرجة الأولى للحصول على معلومات أو أخبار وبيانات عن وقائع جديدة وأحداث أو سياسات وقوانين جديدة, أي يهتم بالبيانات وليس بالشخص. حوار الرأي, ويستهدف بالدرجة الأولى استعراض وجهة نظر شخصية معينة في قضايا ومشكلات تهم القراء. حوار الشخصية, ويبحث في تفاصيل حياة الشخصية, أي أن الشخصية هي موضوع الحديث أولا قبل آرائه والمعلومات التي لديه من أمثلة أحاديث نجوم الفن والرياضة. وأضاف "وائل", أن قبل البدء في عمل حوار صحفي لابد أن يحدد الصحفي, من الذي يجب أن يقابله أو يحادثه, وهو لا يخرج عن " المسؤول أو ذو الخبرة, أو صاحب الحدث نفسه, أو أحد القريبين من الحدث", وبعد تحديد "الشخص", يتم جمع المعلومات عنه, وعن الخلفيات المرتبطة بالحدث محل الحوار, وفي ذلك وسائل كثيرة منها الكتب وأرشيف الصحف والمجلات والإذاعة والتليفزيون وشبكة الانترنت التي فتحت أفاقاً كثيرة لجمع المعلومات, فضلاً عن الوسائل الالكترونية الحديثة "new media", كمواقع التواصل الاجتماعي ال"فيس بوك وتويتر" وغيرها, التي باتت تمثل عنصر مهم للخبر الصحفي وكافة فنون الصحافة. بعد ذلك يبدأ الصحفي في إعداد الاسئله المناسبة لشخصية الحوار من حيث الوظيفة والمركز القيادي, ودراسة الاسئله دراسه جيده, ويبدأ الصحفي الاتصال بالشخصية لتحديد موعد ومكان إجراء المقابلة, ويجب ان يترك الصحفي كامل الحرية للشخصية صاحبة الحوار, الحرية التامة في اختيار المكان والموعد. قبل الذهاب لإجراء الحوار – في نفس اليوم - يجب الاتصال بالشخص للتأكيد على الموعد ولإضفاء الكثير من الاهتمام والجدية في إجراء الحوار وتعطي الثقة بين المصدر والصحفي, ويجب الوصول قبل ميعاد اللقاء بوقت كافي يسمح بترتيب الأسئلة, وإعطاءك قدر من الهدوء والاستعداد. وأضاف "وائل" أن قواعد المهنة الصحفية تفرض عليك أن تنحي الخلافات الشخصية جانباً, لان عند إجراء الحوار الصحفي لابد وان تكون الحالة المزاجية الخاصة بك تسمح بعمل الحوار, وهذا يؤكد أن الصحافة متعبة ولكنها ممتعة لأقصى درجة. أما عن أسئلة الحوار الصحفي, فقال أن هناك مواصفات ومعايير وشروط معينة يجب توافرها عند صياغتها, منها أن تكون إيجابية بمعنى أنها تقدم معلومات وأخبار وآراء جديدة، بعكس الأسئلة السلبية التى تدور كلها فى إطار واحد، بجانب ضرورة أن تكون الأسئلة محددة بدقة، وألا تحمل معانى كثيرة، بحيث يبدأ المحرر الصحفي أسئلته بموضوع الحوار ثم التصاعد فى الأسئلة التى تخوض فى التفاصيل بشكل درامي, والابتعاد عن الأسئلة المغلقة التي تكون اجابتها اما "بنعم أو لا", لأنها لا تضيف للقارئ شيء جديد, والبعد عن الاسئله الساذجه الخاصه بسؤال الضيف عن رقم بطاقته الشخصيه أو عدد أولاده.. ألخ. أيضاً يجب أن تتوافر للصحفي كافة أدواته الأساسية, كالنوته التي يقوم بتدوين ملاحظاته أثناء الحوار، وقد يلجأ بعض ا الصحفيين إلى التدوين التام لكل الحوار, ولكن ذلك غير مستحب لان المحرر يصبح طوال الحوار مشغولأ بالتدوين ويفقد التواصل بينه وبين الشخصية, لذلك يفضل أن يتم تدوين الملاحظات المهمة فقط, ويجب تسجيل الحوار سواء فيديو او صوتي, فضلاً على ضرورة وجود مصور صحفي يتم الاتفاق معه قبل الحوار. وأكد صحفي المصري اليوم, أن هناك معايير يجب إتباعها أثناء إجراء الحوار الصحفي, منها أن يحسن المحرر اختيار نقطة البداية أو مدخل الموضوع الملائم للشخصية التي يتم إجراء الحوار معها, وقبل ذلك يجب تقديم نفسك للشخصية والمؤسسة الصحفية التي تنتمي إليها, ويحاول الصحفي قدر الإمكان أن تكون أسئلته متجهة نحو القضايا الأساسية التي هي موضوع الحديث، وأن يحرص على الحصول على كل ما هو جديد ومثير ويرغب القراء في معرفة إجابات له, واياك ان تقاطع المصر وهو يتكلم, . أما بالنسبة لنهاية الحوار, فيجب أن يكون لطيف, حتى يكون باباً جديداً لحوار آخر أو معلومات عن خبر يقع في المستقبل, ويجب النهاية أن تتركز في التوصل إلى النتائج والخلاصات العامة، واستخلاص أهم المعلومات والآراء التي تخدم موضوع الحوار لاسيما التعرف على وجهة النظر الشخصية للمتحدث، وكذا السعي إلى تأكيد بعض جوانب موضوع الحديث. ويتم صياغة الحوار الصحفي من مقدمة مناسبة للحوار تتناسب مع مضمونه, وهي دائماً تكون خبرية في الصحف اليومية وفي صيغة الماضي بعكس المطبوعات الأسبوعية يجب التي يكون فيها نوع من الإبداع, أيضاً يتم صياغة عناوين رئيسيه ومانشيتات مقتبسه من إجابات الشخصية, ويمكن وضع عناوين فرعيه, ومحاولة إدراج الصور مع الحوار لإعطاء الثقة للقارئ. وعقب انتهاء محاضرة "فن الحوار الصحفي", تم استقبال بعض الأسئلة من الحضور, بعده كلف شريف عبد الحميد المسئول عن تنظيم الدورة, المشاركون بابتكار أفكار لعمل حوار صحفي مع شخصية معينة وصياغة أسئلة هذا الحوار, بحيث يتم تقديم هذا في اليوم التالي والأخير من الدورة لعمل تقييم لهذه الأفكار، بعدها خرج المشاركون في فترة استراحة لنصف ساعة, واستؤنف اللقاء بعد ذلك لدراسة فن جديد من فنون الصحافة وهو "فن التقرير الصحفي". واستهل المحاضر وائل علي حديثه عن "فن التقرير الصحفي", بالتفريق بين الخبر والتقرير الصحفي, حيث أن التقرير يتميز عن الخبر, بأنه أكثر تفصيلاً وتوسعاً عن الخبر فهو يجيب عن الأسئلة الخمسة كاملة وخاصة سؤال "لماذا", الذي لا يجيب عنه الخبر في أغلب الأوقات, كما أن الخبر يأتي في كلمات قليلة معدودة وبسيطة, لذلك فهو يقع مابين "الخبر والتحقيق". وأضاف أن التقرير يستطيع المحرر طرح انطباعه الشخصي عن الواقعة أو الحادثة التي يقوم بالكتابة عنها بعكس الخبر الذي يتسم بالموضوعية في نقل الحدث فقط ، واختفاء وجهة نظر الكاتب أو انطباعه الشخصي عن الحدث، والبعد عن سرد أية تفاصيل لا علاقة لها بالخبر أو تخرج به عن موضوعيته، بينما التقرير الصحفي يتوسع في سرد التفاصيل فهو يتضمن انطباعات وآراء واتجاهات وسرد تفاصيل وخلفيات عن الحدث أو الواقعة لم تكن مطروحة عند نشر الخبر الصحفي. أما التقرير والتحقيق, فيتفقوا في ان كل منهم يحتوي على خبر, وويجيبوا على التساؤل "لماذا", ويتم عرض وجهة نظر الكاتب, ورؤيته فهما يكشفان عن شخصية الكاتب, ولا تلتزم بالسياسة التحريرية عند إعدادهما. ويختلف التقرير عن التحقيق في يتميز التحقيق الصحفي بالتعمق في بحث ودراسة الأبعاد المختلفة في حين يكتفي التقرير بتقديم صورة سريعة للحدث أو يقوم بالتركيز على جانب منه دون ان يفرق في التفاصيل المدعمة بالبحث والدراسة ، فالتقرير الصحفي يقدم تفاصيل أكثر من الخبر واقل من التحقيق الصحفي . ويحتاج التحقيق الصحفي إلى أسلوب بسيط ولكن عميق وهو يحتاج لكي يقنع القارئ بالقضية الو المشكلة معتمدا على الأرقام والإحصائيات وغير ذلك مما يحتاجه التحقيق الصحفي، أما التقرير الصحفي لا يصلح له إلا الأسلوب البسيط الواضح والجمل القصيرة مع جمع اكبر كمية من الحقائق والمعلومات في اقل قدر ممكن من الكلمات ولا يعنيه أن يسجل كل الحقائق بالأرقام أو يدعمها بالبيانات, لذلك يمكن القول أن التقرير هو معايشة الصحفي للواقعة. وعند كتابة خاتمة الخبر, يقوم المحرر الصحفي بعرض أهم النتائج والخلاصة التي توصل إليها من خلال رصده للحدث أو الواقعة، مع طرح وجهة نظره وانطباعه الشخصي عن الحدث الذي قام برصده ووصفه والتعليق عليه، والكشف عن خلفياته, بحيث تتضمن الخاتمة عرض وتقييم للنتائج التي توصل إليها الكاتب.