الاستقلال الوطنى الحقيقى والاستقلال الاقتصادى: فى وطن كمصر قدر له ان يكون فى صراع مصيرى مع عدو على حدوده وهذا العدو مدعوم بقوة عظمى تمتد اذرعها فى كل العالم وهما يريدان معا ان يقضيا على اى احتمال لنهضة هذا الوطن ويريدون له ان يكون خاضعا منكسرا دائما حتى لايشكل خطرا محتملا ولو بعد مائة عام-فى صراع كهذا يخطئ من يظن ان هذا الوطن يمكن ان يمتلك استقلالا وطنيا حقيقيا بدون ان يصنع استقلالا اقتصاديا حقيقيا يمكنه من ان يفض يده به من اى ارتباط بشبكة اقتصاد لصوص المال والثروات فى العالم حتى اذا اشتعل الصراع واصبح بالنار فلا يستطيع عدوه ان يركعه بالاقتصاد -هذه حقيقية لايفهمها البعض فالارتباط بالاقتصاد العالمى الحر يصنع شبكة من المصالح المتبادلة بين رجال الاعمال والدولة التى اختارت ذلك فكيف الامر اذا اشتعلت الحرب ؟؟--هى مصالح من اجل المال والثروة-- ورأس المال لا وطن له ولا دين فولاؤه الوحيد هو لحسابه فى البنك----لا حل سوى بسيطرة الدولة على انتاج السلع الاستراتيجية كالحديد والصلب والاسمنت والاسمدة والدواء والطاقة والتصنيع الثقيل والتصنيع الحربى -ولا مانع من ان تكون هناك شركات مساهمة من مال الشعب ويساهم فيها مستثمر اجنبى بنسبة محدودة وذلك للاستفادة من خبراته بحيث لا تمكنه من السيطرة والتحكم حتى تشتعل المنافسة لتحسين الانتاج بين قطاع عام وقطاع خاص فتكون النتيجة لصالح المستهلك من حيث السعر والجودة فالقطاع العام لابد وان يراعى حاجات الوطن وقدرات المستهلك بنسبة ربح معقولة تساعد فى تنميته وتضبط الاسعار وتغنى الوطن عن الاحتياج لعدوه ومن يتحججون بأنها تجربة فاشلة فهؤلاء مضللون ففى امريكا شركات خاصة تمتلك افرع بالالاف فى انحاء الولاياتالمتحدة والعالم وليس فيها سرقات ولانهب وتتطور وتنمو باستمرار وذلك بسبب اتباعها لاحدث اساليب الادارة والتنمية والتحفيز---وطبعا غنى عن القول بأنه فى الزراعة لابد ان نحقق الاكتفاء الذاتى من الغذاء وما نحتاجه من سلع اساسية -حتى يتحقق ذلك - لابد ان تقوم الدولة باستيراده وتوزيعه حتى يصل الى المستهلك بسعر معقول لا ان يكون نهبا لمستوردين ومحتكرين لا يشبعون من نهم جمع المال حتى لو تكدر الشعب كله --فأين هى خطة الاخوان فى هذا الشأن وقد قرأت برنامجهم ولم اجد فيه اشارة الى ذلك -الوقف الاسلامى فكرة طيبة وهى عامل مساعد فى بناء الوطن ولكن ما قرأته يتحدث عن ترشيد الخصصة فى قطاع الاعمال بمعنى ان المنهج هو الاستمرار فى الخصصة ونقول لهم لا للخصخصة حتى لو كانت بدون سرقات وبتقييم امين للقيمة المباع ؛نقول لكم لا والف لا-وما قراته عن سيطرة الدولة-كما فى برنامج حزب الحرية والعدالة-هو فقط فى الطاقة والدواء وهذا لايكفى ياسادة فهناك سلع استراتيجية اخرى لاتقل اهمية--نريد بناء قاعدة للتصنيع الثقيل حتى نصنع يوما دباباتنا المصرية وطائراتنا المصرية وبارجتنا الحربية فهل سيقوم بذلك مليونيراتكم ام مليونيرات مبارك والخليج وكيف يكون بدون الارتباط بالسيد الاعظم فى الغرب وهل هو سيسمح لكم اصلا بذلك؟؟؟؟نريد اجابات حاسمة وقاطعة فى ذلك -حتى لاتضيعونا فالوطن ومصيره ملك لنا جميعا وليس لأى فصيل أيا كان ؛واذا لم يكن لديكم خطة فى ذلك فأديروا اذن حوارا وطنيا عميقا حول هذا الامر الخطير الذى لو اغفل فسوف نكون كما يقولون عندنا فى مصر كأنك يابوزيد ماغزيت وكأنه لم تحدث ثورة ثم ان هذا التوجه هو ما يمكن ان يصنع عدالة اجتماعية حقيقية يعاد توزيع ثروة الوطن فيها بالعدل--نرجوكم لا تجعلوا صراعكم المأساوى مع عبد الناصر سببا فى ان تغفلوا تجربته فتجربته هى ملك لمصر وشعبها والامم تضيف الى الايجابى فى تجاربها وتتعلم وتحذف ماهو سلبى -وتجربة الصين الحديثة لم تخرج عما اتحدث عنه وكنا من سبقناها فى ذلك ولكن باع الخونة كل شئ فلا تقعوا فى هذا الخطأ ولو بحسن نية او لسبب نفسى نتج عن صراع كل رجاله فى ذمة الله وكل افضى لما أدى-والجميع حسابه على الله