يقوم وجدي غنيم الداعية الإسلامي المصري بزيارة إلى تونس أثارت جدلاً واسعًا على الإنترنت وفي مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة. فما أسباب هذا الجدل؟ وما المغزى منها في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها تونس؟ وكانت جمعيات قامت بدعوة وجدي غنيم ونظمت نشاطه خلال هذه الزيارة التي من المقرر أن تتضمن إلقاء محاضرات في عدد من المدن التونسية، وهذه الجمعيات هي "جمعية بشائر الخير" و"أكاديمية دار الحديث" و"الفرقان لتعليم القرآن" و"البصار والدعوة الإسلامية"، وكل هذه الجمعيات هي جمعيات إسلامية سلفية تنشط في إطار قانوني تام وتعمل بموجب ترخيص قانوني حصلت عليه بعد الثورة. وكانت صفحات الإنترنت وفيس بوك هي من بادرت إلى التنديد بهذه الزيارة وأوردت مقاطع لمداخلات الداعية على القنوات الفضائية العربية وفتاويه، خاصة تلك المتعلقة بختان البنات، وهي مسألة يروج لها بداعي أنها سنّة ووصفها بأنها "مكرمة" للنساء، على حد تعبيره. هذه التصريحات والفتاوى التي يروج له غنيم زادت من نار الانتقادات اشتعالاً. فضلاً عن أن الداعية قام خلال اجتماعات نظمت في المساجد في عدد من المدن التونسية بالتأكيد على "إسلامية الدولة التونسية" ونعت في مدينة المهدية المعارضين لوجوده في تونس من العلمانيين بالكفار، وبشّر أنصاره بقدوم العهد الإسلامي ودعا إلى الجهاد. الضجة التي أحدثتها زيارة وجدي غنيم إلى تونس قد يكون مردها أيضا الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد بعد فقدان مئات الآلاف من الوظائف جراء الاعتصامات العمالية والأوضاع في تونس ما بعد الثورة، وإغلاق المصانع وتوقف الاستثمارات الأجنبية وهجرتها نحو دول أخرى، وكذلك تقهقر السياحة في تونس التي تشغل مئات الآلاف من التونسيين. فضلا عن مرور البلاد باضطرابات سياسية وبظروف مناخية أودت بحياة عدد غير معروف من الأشخاص في مدن الشمال الغربي. وزاد المد السلفي من صعوبة الأمور حيث تم الإعلان منذ يومين عن تفكيك خلية إرهابية من السلفيين ترغب في إقامة إمارة سلفية في تونس. وأدت كل هذه العوامل إلى اعتبار هذه الزيارة في غير محلها، فتحت أي مسمى تأتي زيارة غنيم إلى تونس؟ وهل كان للسلطات علم بها وببرنامجها؟