انتهى اللقاء الذي عقده الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الصهيوني أيهود أولمرت أمس الأحد في القدسالمحتلة دون الإعلان عن تحقيق نتائج ملموسة وهو ما دفع الطرفين إلى أن يعلنا عن عقد مزيد من اللقاءات مستقبلا في محاولة لتغطية عملية الفشل في الحوار . وبحسب ما أكد محمد دحلان مستشار الرئيس الفلسطيني فإن الصهاينة طالبوا عباس بوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة والتي تطلقها بين الحين والآخر عناصر المقاومة الفلسطينية بالإضافة إلى أنهم أكدوا أنهم لن يعترفوا بحكومة الوحدة الفلسطينية إذا لم تلتزم بمطالب اللجنة الرباعية الدولية والتي تشترط الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني ووقف عمليات المقاومة وهو الأمر الذي أصرت حركة حماس على رفضه . من جهتهم فقد كشف مسئول صهيوني – بحسب وكالة الأنباء الفرنسية – أن عباس أكد لأولمرت أنه لن يدخر أي جهد للإفراج في أسرع وقت عن الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط . وقالت وزيرة الخارجية الصهيونية تسيفي ليفني إن الكيان الصهيوني الآن لديه سبب للتفاؤل وإمكانية الثقة في وعود عباس بشأن إطلاق سراح الجندي. ويأتي ذلك بينما أعلن الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد أن الفصائل الفلسطينية التي تحتجز الجندي الصهيوني لن تفرج عنه قبل أن تستجيب الحكومة الصهيونية لشروطها بالإفراج عن أسرى فلسطينيين. وكانت المقاومة الفلسطينية قد قامت بأسْر شاليط في عملية قرب معبر كرم أبو سالم في 25 يونيو الماضي في عملية "الوهم المتبدد" التي قادتها كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) بمشاركة ألوية الناصر صلاح الدين (الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية) وتنظيم جيش الإسلام. أنباء عن مفاوضات سرية بين السلطة والصهاينة وحماس ترجئ لقاءها مع فتح الظواهري ينتقد توقيع حماس لاتفاق مكة والمقاومة تؤكد عدم اعترافها بالاحتلال وفي الوقت الذي لم نجح فيه لقاء عباس – أولمرت في التوصل إلى نتائج كشفت مصادر فلسطينية عن أن مسئولين فلسطينيين وصهاينة أقاموا قناة سرية للتفاوض . وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن اسمها – بحسب الوكالة الفرنسية - إن هذه الاتصالات جرت بين عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه والمرشح لشغل منصب وزير المالية في حكومة الوحدة سلام فياض ووزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني. وقد التقى الثلاثة سرا مرتين في الأسابيع الأخيرة وبحثوا القضايا الشائكة المرتبطة بالوضع النهائي للأراضي الفلسطينية وأهمها القدس واللاجئين والمستوطنات . في حين نفى أحد مستشاري ليفني هذه المعلومات موضحا أن آخر لقاء جمعها مع عبد ربه كان منذ أشهر عدة. هذا وقد قللت حركة حماس من أهمية لقاء عباس وأولمرت حيث يصر الكيان الصهيوني على ممارسة انتهاكاته بحق الفلسطينيين . وقال خليل أبو ليلة القيادي بالحركة إن الشعب الفلسطيني لم يكن يتوقع أن يحقق هذا اللقاء أي نتائج والكيان الصهيوني أصبح يلعب بشكل مكشوف ليوهم العالم بأن هناك تقدما ملموسا في القضية الفلسطينية. وأضاف فوزي برهوم المتحدث باسم حماس أننا لا نعول كثيرًا على لقاء عباس وأولمرت مشيرا إلى أن الجانب الصهيوني يريد أن يبتز الرئيس عباس وألا يتجاوب مع حماس في حكومة الوحدة الوطنية. ودعا برهوم رئيس السلطة إلى الضغط على الجانب الصهيوني إلى وقف الاعتداءات والكف عن الاغتيالات والاعتقالات وأن يتم إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. وأشار برهوم إلى أن الاحتلال الصهيوني يصب جل اهتمامه على موضوع الجندي الصهيوني شاليط في حين لا يهتم بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. واعتبر برهوم أن عباس أقوى الآن من ذي قبل لأنه يمثل الآن كافة قطاعات الشعب الفلسطيني ونحن في حماس نريد أن يكون الرئيس أبو مازن قويًا حتى لا ينثني أمام الضغوط الصهيونية والأمريكية. من جهة أخرى قررت محكمة عوفر التابعة لجيش الاحتلال الصهيوني تأجيل محاكمة رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك إلى 15 أبريل المقبل. ودعا الدويك الفلسطينيين إلى منح الثقة للحكومة الفلسطينية والالتزام باتفاق مكةالمكرمة والحفاظ على مفاهيم الوحدة والشراكة السياسية. وفي تطور آخر شن الدكتور أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة هجومًا حادًّا على حركة حماس لموافقتها على التوقيع على اتفاق مكةالمكرمة مع حركة فتح. وفي تسجيله الصوتي الجديد تحدث الظواهري عن الحفريات التي تجريها دولة الاحتلال تحت المسجد الأقصى وانتقد موقف الحكومات العربية من التعامل معها. وقال الظواهري إن مسلسل الكيد الصهيوني مستمر حيث تعتدي دولة الاحتلال على حرم المسجد الأقصى فيما كل من تسمى بحكومات الدول العربية والإسلامية لا تملك سوى الصياح والاستنكار واليهود يعرفون حجمها الحقيقي بعد أن اعترفت معظمها بالاحتلال أو أبدت رغبتها بالاعتراف بها. كما انتقد إبقاء تلك الدول على المبادرة التي أطلقها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بإيعاز من اليهودي توماس فيردمان واستمرار توسل هذه الدول بالكيان الصهيوني للقبول بها. ودفعت انتقادات الظواهري لحماس إلى أن ترد الحركة وهو ما جاء على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم الذي أكد أن الحركة متمسكة بثوابتها وترحِّب بكل النصائح التي توجَّه إليها شريطةَ ألا تكون على حساب طمس الحقيقة مشيرًا إلى أن حركة حماس لها تاريخها وجهادها وتقاتل على عدة جبهات منها الاحتلال وكذلك جبهة كسر الحصار وحشد الدعم لحكومة الوحدة. وشدَّد برهوم على أن حماس تقاتل هي وكل أبناء الشعب الفلسطيني ليس من أجل فلسطين فقط بل من أجل الأمة جمعاء. وأشار برهوم إلى أن حماس قدَّمت العديد من الشهداء، من بينهم قادة الحركة كالشيخ الشهيد أحمد ياسين الزعيم الروحي للحركة، والقيادي البارز الدكتور عبد العزيز الرنتيسي؛ من أجل فلسطين والأمة الإسلامية. وقال أسامة حمدان- ممثل الحركة في لبنان- إن حماس لم ولن تتنازل عن الثوابت ولا يستطيع أحد أن يزايد عليها مشيرًا إلى أنها صمدت أمام الحصار الصهيوني الذي كان من الممكن رفعُه في حالة اعتراف الحركة بالكيان وهو ما لم يحدث مؤكدًا أنه لن يحدث في المستقبل. في سياق آخر أعلن مصدر فلسطيني أن الاجتماع الذي كان مقررًا عقده بين ممثلين عن حركتيْ فتح وحماس مساء أمس الأحد بمقر السفارة المصرية في مدينة غزة بحضور الوفد الأمني المصري الموجود في الأراضي الفلسطينية قد تأجّل إلى حين ضبط الأوضاع على الأرض. ويأتي هذا عقب تجدد الاشتباكات وعمليات الاختطاف بين مسلحين من القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية وكتائب شهداء الأقصى في شمال قطاع غزة على خلفية قيام مسلحين بقتل أحد عناصر القوة التنفيذية وإصابة عدد آخر بجراح في وقت سابق. وقالت مصادر مطلعة – بحسب شبكة فلسطين اليوم - إن الاجتماع الذي سيعقد في وقت لاحق سيبحث في ثلاثة موضوعات أولها سبل تذليل العقبات التي تواجه تنفيذ اتفاقات التهدئة السابقة بين حركتيْ فتح وحماس لإزالة أسباب أي توتر مستقبلي وثانيها تفعيل اللجنة الأمنية المشتركة التي تضم ممثلين عن الحركتين والفصائل الفلسطينية الأخرى، والتي جرى الاتفاق على تشكيلها في أواخر يناير الماضي لضمان التنفيذ الكامل لبنود الاتفاقات بين الحركتين. ويهدف الاجتماع من ناحية أخرى إلى تهيئة الساحة الفلسطينية للمرحلة المقبلة التي ستشهد تشكيل أول حكومة وحدة وطنية في تاريخ الشعب الفلسطيني، خاصة أن إعلان تشكيل هذه الحكومة بات وشيكًا بعد أن نجح الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء المكلف إسماعيل هنية في التغلب على 99% من العوائق التي كانت تحول دون إعلان تشكيل الحكومة. هذا وقد قالت حركة حماس إنها تقود حملة مضادة لجهود الولاياتالمتحدةالأمريكية لإفشال اتفاق مكةالمكرمة وحشد التأييد له. وأعرب محمد نزال- القيادي بالحركة- عن ارتياح الحركة للموقف العربي والإسلامي وعدد من الدول الأوروبية من اتفاق مكةالمكرمة وما نجم عنه. وأوضح نزال أن وفد حماس زار دمشق ثم القاهرة فالخرطوم وروسيا وماليزيا وإيران وحاليًا في اليمن مشيرًا إلى أن الوفد أمامه مشوار طويل؛ لزيارة عدد من الدول العربية؛ للعمل على تعزيز اتفاق مكةالمكرمة، ووضع قادة هذه الدول في صورة ما تم إنجازه حتى الآن. وردًا على سؤال عن جدوى حكومة "لا تقدم ولا تؤخر" من الوضع الفلسطيني، أكد "نزال" أن هناك اعترافًا عربيًا بهذه الحكومة، إضافة إلى أن عددًا من الدول الأوروبية اعترفت بهذه الحكومة، والإشكالية متوقفة عند الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال القيادي بالحركة: لن نسمح لأمريكا بأن تحدد مواصفات حكومة الوحدة الوطنية، حيث تعمل واشنطن بشكل مباشر أو غبر الوسيط؛ لإفشال اتفاق مكةالمكرمة، والعمل على إغراق الفصائل الفلسطينية في معارك داخلية. وأكد نزال أن موضوع حكومة الوحدة الوطنية "شبه انتهى"، ولم يبق إلا إجراءات شكلية، ستنتهي في بحر هذا الأسبوع مشيرا إلى مفاوضات تبادل الأسرى.