أعلن جيش الاحتلال الصهيوني أنه انتهى من إعداد خطة أمنية جديدة لإقامة منطقة عازلة حول قطاع غزة لمنع إطلاق الصواريخ الفلسطينية على الكيان الصهيوني . وقالت مصادر صهيونية – بحسب الجزيرة - إن قادة عسكريين اقترحوا على رئيس الوزراء إيهود أولمرت شن عملية برية واسعة بقطاع غزة وهو ما تحفظ عليه أولمرت. وأضافت المصادر أن أولمرت أمر بعمليات محدودة في القطاع بعد ما نصحه بعض مستشاريه من فشل عملية عسكرية واسعة وتعرضه لمزيد من الانتقادات في وقت لا يزال يحاول فيه معالجة آثار تقرير لجنة فينوغراد الذي حمله شخصيا ووزير الحرب عمير بيرتس مسؤولية الإخفاقات في العدوان على لبنان . ويأتي الإعلان عن ذلك بعد أيام من توعد أولمرت بما أسماه رد قاسي على استمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع من قطاع غزة باتجاه مغتصبات النقب الغربي. وكانت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي أعلنت مسؤوليتها عن قصف بلدة سديروت الصهيونية أمس بصاروخ محلي معتبرة أن القصف يأتي في سياق الرد على الاعتداءات الصهيونية. من جهتها عقدت لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية اجتماعا مساء أمس في غزة للبحث في عدة ملفات في مقدمتها بحث عملية التهدئة ومناقشة تهديدات الحكومة الصهيونية بشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة. وقد ضم الاجتماع الفصائل الخمس الكبرى وهي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مع سكرتير لجنة المتابعة العليا للفصائل إبراهيم أبونجا المكلف من الرئيس محمود عباس بحث مسألة تثبيت التهدئة. وقال أيمن طه المتحدث باسم حماس إن الاجتماع الذي عُقد في قطاع غزة قد شهد إجماعًا وطنيًّا بعدم إعطاء العدو الصهيوني أيَّ تهدئة طالما أنه يواصل عدوانه على شعبنا مضيفًا أن المقاومة حقٌّ مشروعٌ طالما استمرَّ الصهاينة في احتلالهم وعدوانهم في قطاع غزة والضفة الغربية. وشدَّد طه على أنه لا يمكن أن تكون هناك تهدئةٌ "دون ثمن" مشيرا إلى أن هذا الثمن هو رفع الحواجز وفتح المعابر إلى جانب وقف الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك وإنهاء الاعتداءات المستمرة. وأوضح أن جميع الفصائل التي حضَرت الاجتماع أكدت حقَّ المقاومة في الردِّ على جرائم الاحتلال؛ باعتبار أن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني. بدوره قال قال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي إنه لا تهدئة في ظل التهديدات الصهيونية باجتياح قطاع غزة. كما اعتبر عضو في لجنة المتابعة - طلب عدم ذكر اسمه - أن الفصائل ستجتمع مع رئيس لجنة المفاوضات في منظمة التحري الفلسطينية دون أن يحدد موعدا للقاء، لمتابعة المسائل المتعلقة بموضوع التهدئة بناء على توجيهات من الرئيس عباس. وفي محاولة للتصدِّي لعدوان صهيوني آخر يستهدف المسجد الأقصى دعت حماس كافة الفصائل الفلسطينية للاستعداد لمعركة الدفاع عن المسجد الأقصى من خلال أخذ الفصائل دورها الريادي وتوحيد المواقف ورص الصفوف. وقال فوزي برهوم- المتحدث باسم الحركة إن انتفاضة الأقصى ستستمر حتى تحريره من دنس الاحتلال محمِّلاً سلطات الاحتلال الصهيوني النتائج المترتبة على الحفريات التي تقوم بها في المسجد الأقصى ومحيطه وهي الحفريات التي ستؤدي على المدى القريب إلى أن يصبح المسجد عرضةً لخطر الانهيار في أية لحظة. وأضاف أن ما يزيد من حجم الأخطار المحيطة بالأقصى المبارك هو أن الحفريات التي تجري تحت الأقصى ومقبرة مأمن الله والمجلس الإسلامي الأعلى قد بدأت تأخذ الشكل الرسمي من خلال طرح الحكومة الصهيونية مناقصاتٍ بين الشركات الصهيونية للمشاركة في تلك الحفريات. وشدَّد برهوم على أن المسجد الأقصى جزءٌ لا يتجزَّأ من الأراضي الفلسطينية مؤكدًا أنه لا حق للاحتلال الصهيوني في القدس ولن يهنأ بتحقيق حلمه فيها وإقامة هيكله المزعوم على أرضها مهما كلَّفَنا ذلك من ثمن ومهما بلغت التضحيات". وأكد برهوم أن المخططات الصهيونية لتهويد القدس الشريف مآلُها الفشل الذريع، لا سيما أن الشعب الفلسطيني وأجيال العرب والمسلمين تنتمي للمسجد الأقصى انتماء عقائديًّا وإسلاميًّا وتاريخيًّا منذ الأزل داعيًا هيئات المجتمع الفلسطيني والعربي الرسمي والشعبي إلى كشف ممارسات الاحتلال ومسلسل تهويد القدسالمحتلة، إلى جانب الحفريات تحت المسجد الأقصى أمام الرأي العام العالمي. كما طالب الدول العربية والإسلامية بإعطاء قضايا فلسطينوالقدسالمحتلة والأقصى المبارك الأولويةَ في قضايا الأمة، بالإضافة إلى "النظر بشكل جدِّي وفاعل وبخطورة بالغة للهجمة المبرمجة عليها، والتحرك السريع وبكافة السبل لحماية فلسطينوالقدس والمسجد الأقصى من المؤامرة الصهيونية التي تستهدف حضارته وتاريخه وهويته الإسلامية". ويأتي هذا الموقف بعدما كشف الشيخ رائد صلاح- رئيس الحركة الإسلامية في فلسطينالمحتلة عام 1948م- عن مناقصة قدمتها سلطة الآثار الصهيونية بالتعاون مع شرطة الاحتلال عن مرحلة هدم جديدة بعد إتمام عملية هدم طريق باب المغاربة، موضحًا أن عملية الهدم التي سيتم تنفيذها تقع في منطقة حائط البراق قرب باب المغاربة. كما أكد خلال وجوده في خيمة الاعتصام في وادي الجوز في القدسالمحتلة أن تاريخ 10 مايو الحالي هو آخر موعد لتقديم المناقصة؛ مما يعني أن يوم الخميس القادم "سيكون مفصليًّا للشروع في عملية الهدم الجديدة". من ناحية ثانية استمرت اللقاءات التي يجريها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة مع الحكومة والفصائل في محاولة لتطبيق تفاهمات اتفاق مكة وللتوصل لآليات لوقف الانفلات الأمني في الأراضي الفلسطينية. وفي هذا السياق طلب عباس من وزير الداخلية هاني القواسمي البدء فورا في تنفيذ الخطة الأمنية التي أقرتها الحكومة بهذا الخصوص. على صعيد آخر دعا وزير المالية الفلسطيني سلام فياض الدول العربية إلى تقديم المساعدات التي وعدت بتقديمها للفلسطينيين للسماح باستمرارية حكومة الوحدة الوطنية. وقال فياض الذي التقى في القاهرة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن اللقاء تمحور حول تطوير آلية لمتابعة تنفيذ قرارات القمة العربية الأخيرة والخاصة بدعم السلطة الوطنية الفلسطينية ماليا. وأضاف أن الهدف من ذلك كله هو تسريع تحويل الأموال التي تم الالتزام بها في هذا المؤتمر وفي المؤتمرات السابقة للقمة العربية. وشدد على خطورة الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن عدم تمكن الحكومة من القيام بدورها نتيجة لهذا الحصار سيكون له عواقب وخيمة. وفي ملف آخر أعلنت قناة (الجزيرة) الفضائية أنها تلقَّت شريطًا مصورًا يُظهر وثائق هوية الصحفي البريطاني آلان جونستون الذي يعمل لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" والذي كان قد اختُطف في قطاع غزة قبل أسابيع. وفي الشريط تبنَّت جماعة تطلق على نفسها "جيش الإسلام" مسئولية اختطاف جونستون، وطالبت بإطلاق سراح عدد من المعتقلين في السجون العربية، من بينهم أبو قتادة المعتقل في الأردن، وقالت "بي بي سي" إنها تتحقق من صحة الشريط. في تعليق على ذلك قال وزير الإعلام مصطفى البرغوثي إن الحكومة الفلسطينية تستطيع تأكيد أن جونستون لا يزال على قيد الحياة وأنها سوف تأخذ مطالب الخاطفين على محمل الجدّ.