أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام- الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس- أنها اشتبكت فجر اليوم الأحد مع قوة من الاحتلال الصهيوني كانت تحاول التوغل في القطاع عند المنطقة المجاورة لمعبر كيسوفيم الرابط بين القطاع والكيان الصهيوني. وقالت الكتائب- في بيان لها- إنها أطلقت خلال الاشتباك قذيفةً من نوع "ياسين" على القوة الصهيونية، مشيرةً إلى أن هذه العملية تأتي في "إطار معركة (وفاء الأحرار) التي تتصدَّى للعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة"، كما أعلنت الكتائب في بيانها أنها مستمرة "في الردِّ على جرائم العدو في الوقت والمكان المناسبين بإذن الله". وفي السياق نفسه أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين (الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية) عن نجاحها في صدِّ محاولة تسلل صهيونية شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة حيث قامت عناصرها بالاشتباك مع جنود الاحتلال صباح اليوم أيضا. وقالت الكتائب- في بيان حول العملية- إن مقاتليها يراقبون تحرُّكات جنود الاحتلال الصهيوني على كافة خطوط التماس وهم جاهزون للردع مؤكدةً استمرارها في المقاومة وداعيةً كافةَ فصائل المقاومة إلى الوحدة للتصدي للاعتداءات الصهيونية. كما تبنَّت الألوية عملية قصف تجمُّع لآليات ودبابات الاحتلال شرق منطقة حجر الديك شمال قطاع غزة بصاروخين من طراز "ناصر 2" صباح اليوم، مؤكدةً استعدادها للرد على العدوان الصهيوني. وفي هذا الإطار قالت كتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح) إنها أطلقت حملة "عاصفة الصيف" العسكرية للردِّ على الاعتداءات الصهيونية المتكرِّرة على الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. وتأتي عمليات المقاومة بعدما استُشهد 9 فلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة في اعتداءات صهيونية في أقل من يوم واحد؛ مما دعا المقاومة إلى تكثيف إطلاق الصواريخ على الكيان؛ حيث أطلقت القسام حوالي 100 قذيفة وصاروخ، إلى جانب إعلان كافة فصائل المقاومة انتهاء التهدئة مع الاحتلال. وقد رد الصهاينة على ذلك بالتهديد باجتياح غزة؛ مما دعا أعضاء الوفد الأمني المصري في غزة إلى الاجتماع مع فصائل المقاومة من أجل بحث الموقف، وانتهى الاجتماع بتأكيد المقاومة استمرارَها في قصف الكيان حتى يوقف اعتداءاته في كل من الضفة والقطاع، وقد أطلقت المقاومة بالفعل صواريخها على مواقع الاحتلال. وقد جدَّد رئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت التهديدات الصهيونية في اجتماع مجلس الوزراء اليوم الأحد حيث ألمح إلى إمكانية القيام بعمليات عسكرية في قطاع غزة. وقال أولمرت إننا لا نستطيع تجاهل استمرار إطلاق صواريخ القسام ومحاولات التسلل مشيرًا إلى أن الكيان أرسل تحذيراتٍ إلى الفلسطينيين- عبر وسطاء دوليين- بأن جيش الحرب الصهيوني قد يقوم بعمليات توغُّل برية في القطاع إذا استمر إطلاق الصواريخ على المناطق الجنوبية للكيان. وقد بدأ الصهاينة بالفعل عملياتهم في قطاع غزة؛ حيث استُشهد أمس 4 فلسطينيين بنيران الاحتلال بينهم 3 من القسام شمال غزة ورابع في جنوب القطاع بعدما سقطت عليه قذيفة دبابة قسّمت جسده إلى نصفين!! كما أن التوغُّلات التي تصدَّت لها المقاومة في غزة تشير إلى أن الصهاينة يحضرون بالفعل للقيام باعتداءاتٍ على القطاع. وعلى سياق متصل نقل موقع (فلسطين اليوم)- التابع لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين- عن مصادر وصفها بالمطلعة قولها إن هناك تنسيقًا أمريكيًّا صهيونيًّا منذ منتصف أبريل الحالي بشأن شنِّ الصهاينة توغلاً كبيرًا أو محدودًا في قطاع غزة. وأضافت المصادر أن ذلك هو السبب الرئيسي في مماطلة إيهود أولمرت في إتمام صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة والكيان، وأكدت المصادر أن مماطلة أولمرت تتزامن مع التدريبات الواسعة التي يقوم بها جيش الحرب الصهيوني حول قطاع غزة والاستعدادات العسكرية التي أكدت أنها "شارفت على الانتهاء"؛ حيث أصبح الجيش الصهيوني قادرًا على القيام بعملية واسعة على القطاع في أية لحظة تصدر إليه الأوامر بالتنفيذ. وأضافت المصادر أن هناك تنسيقًا تامًّا بين إدارة جورج بوش ومكتب أولمرت في مسألتي صفقة تبادل الأسرى وتوجيه ضربة عسكرية للقطاع واختيار التوقيت المناسب للتوغل المحدود أو الواسع في غزة. من ناحية أخرى وصف رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل إطلاق الصواريخ الفلسطينية على الكيان الصهيوني بأنه عمل مشروع ودفاع عن النفس في وقت زعم فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الالتزام بالتهدئة مع الاحتلال في مصلحة الشعب الفلسطيني. وجاءت هذه التصريحات في وقت عقد فيه الرجلان محادثات للمرة الثالثة في القاهرة تناولت إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتثبيت الهدنة وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني وملف الشراكة السياسية الذي دشنه اتفاق مكة الذي وقع بين حركتي حماس والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في مارس الماضي. ورغم أن هذه المحادثات سعت إلى التوصل لتفاهمات حول هذه الملفات، فإنها لم تنجح في إزالة تباين المواقف السياسية بين الحركتين. واتهم مشعل أولمرت بعرقلة صفقة تبادل الأسرى التي تتناول مبادلة الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة بمئات من المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال. أما عباس فقد دعا حماس إلى التعجيل بإنهاء صفقة التبادل التي تتم بوساطة مصرية. والتقى عباس بالرئيس المصري حسني مبارك بينما عقد رئيس المكتب السياسي لحماس محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ومسئولي أجهزة أمنية مصرية. في هذه الأثناء لقيت خطة وزير المالية سلام فياض بدفع مرتبات جزئية لموظفي الحكومة الفلسطينية مع بداية كل شهر معارضة من قبل النقابات. وهدد رئيس نقابة العاملين في الحكومة بسام زكارنة بجولة جديدة من الإضراب عن العمل تبدأ بإضراب "تحذيري" ليوم واحد يوم الأربعاء للمطالبة بالرواتب كاملة ودفع الرواتب المتأخرة. وقال زكارنة سنؤدي نصف العمل إذا كانوا سيعطوننا جزءا فقط من رواتبنا مضيفا أنه إذا لم تف هذه الحكومة بوعودها سنفكر في بدء إضراب مفتوح.