ادعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في عددها الجديد أن جهاز الاستخبارات الصهيوني الخارجي، الذي يطلق عليه اسم "موساد"، تمكّن من التجسس على المكالمات الهاتفية التي يجريها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وبحسب ما نُشر؛ فإن الخلافات بين رئيس وزراء الكيان الصهيوني إيهود أولمرت ووزير حربه عامير بيرتس، بعد اتصال هاتفي أجراه الأخير مع عباس؛ نجمت بعد أن استخدم أولمرت معلومات "سرية للغاية"، تتمثل في تسجيلات صوتية لمكالمات عباس، وذلك من أجل إطاحة أولمرت ببيرتس ودفعه للاستقالة من منصبه. كما أشارت الصحيفة، إلى أن أولمرت استخدم معلومات مصنفة "سرية للغاية"، يسميها جهاز الاستخبارات الصهيوني "المادة السوداء"، من أجل الإطاحة بوزير الحرب بيرتس. وتابعت الصحيفة "بالتالي يكون أولمرت قد كشف النقاب عن قدرات المخابرات (الصهيونية) المختلفة، بما في ذلك عمليات التجسس التي يقوم بها (الكيان)، على مكالمات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس". ونقلت وسائل الإعلام الصهيونية عن الضابط يوسي بن آري، الذي كان يعمل في منصب بارز في مخابرات الاحتلال قوله "لو كان أولمرت استخدم "المعلومات السرية"، لإثبات أن بيرتس هو الذي بادر بالاتصال برئيس السلطة الفلسطينية، وليس العكس، كما يدعي بيرتس، فإن المسألة خطيرة". وأضاف بن آري "يعتبر هذا النوع من مصادر المخابرات، هو الأكثر حساسية، ويتوجب توخي الحذر عند استخدامه، وبالتأكيد عدم استخدامه لمصالح شخصية". ويأتي الكشف عن هذه المعلومات؛ في الوقت الذي عُقد فيه في مدينة القدسالمحتلة اجتماع بين مندوبين عن رئيس السلطة الفلسطينية ومسؤولين صهاينة تحضيراً للقاء قمة محتمل بين عباس وأولمرت. وحضر من الجانب الفلسطيني صائب عريقات مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس ديوان رئاسة السلطة رفيق الحسيني، ومن الجانب الصهيوني مدير مكتب أولمرت ومستشاره للشؤون الدبلوماسية. ووصف عريقات اللقاء بأنه كان "جدياً وإيجابياً ومعمقاً"، حسب وصفه، موضحاً أن الجانب الفلسطيني أكد أهمية التحضير للقاء ناجح، ومن الضروري الإعلان عقب اللقاء عن نتائج ملموسة.