شدد رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، على أن بلاده ستواصل محاربة ما وصفه ب"الإرهاب"، والدفاع عن نفسها استناداً إلى مبدأين أساسيين، هما "تغدى بعدوك قبل أن يتعشى بك"، و"ذنبه على جنبه"، في الوقت الذي حذر فيه من أن إيران تشكل "تهديداً كبيراً" للكيان الصهيونى والعالم. وخصص رئيس الحكومة الصهيونية جزءاً كبيراً من خطابه أمام "الكنيست"، للحديث عن "التطورات الدراماتيكية الأخيرة في المنطقة"، ونقلت عن الإذاعة الصهيونية قوله إن "الوضع الجديد في المنطقة يتميز بعدم الاستقرار وعدم الوضوح، ولا يمكن لأحد أن يضمن استقرار أنظمة الحكم الجديدة التي نشأت، وطبيعة علاقاتها مع الكيان الصهيونى." كما أشار رئيس الوزراء الصهيوني إلى أن هناك دولاً من خارج المنطقة العربية تحاول التأثير على ما يجري فيها، ومن بينها إيران، التي اتهمها بأنها تواصل جهودها للحصول على أسلحة نووية، وأكد أن "إيران ذات قدرة نووية ستشكل تهديداً كبيراً للكيان الصهيونى وللعالم أجمع." وتابع نتنياهو أنه "يجب التعامل مع الوضع الجديد من منطلق القوة والمسؤولية، على حد سواء"، وشدد على أن "الكيان الصهيونى سيواصل محاربة الإرهاب والدفاع عن نفسه"، وقال إن "الشعب الصهيونى يريد إحلال السلام الحقيقي، على أساس الاعتراف بحق الشعب اليهودي في العيش في دولته القومية، وتحقيق الأمن." كما توجه نتنياهو بخطابه إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قائلاً: "إنني لست متصلباً بالنسبة للسلام، وإنما بالنسبة لضمان أمن تل ابيب ومواطنيها"، متهماً القيادة الفلسطينية بأنها "ما زالت ترفض الدخول في مفاوضات مباشرة مع الاحتلال، رغم الدعوات المتكررة"، التي وجهها إليها للقيام بذلك. وقال إن السلطة الفلسطينية اختارت بدلاً من ذلك القيام بخطوات أحادية الجانب في الأممالمتحدة، ويمكن تلخيص هذا الوضع بالقول إن "الكيان الصهيونى يدعم إقامة دولة فلسطينية مع اتفاقية سلام، بينما يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة دون اتفاقية سلام"، كما أكد أن صيانة معاهدتي السلام مع مصر والأردن "مصلحة صهيونية بحتة." وأعرب نتنياهو عن أمله في تحسين العلاقات بين تل ابيب وتركيا، كما شدد على أن الجهود للإفراج عن المواطن عودة ترابين، المسجون 11 عاماً في مصر، وجونثان بولارد المسجون في الولاياتالمتحدة أكثر من 26 سنة ما زالت مستمرة. وأورد راديو إسرائيل الثلاثاء أن الكنيست صادق على البيان السياسي الذي أدلى به رئيس الوزراء، في افتتاح الدورة الشتوية لبرلمان الدولة العبرية، بموافقة 44 نائباً، مقابل معارضة 29 نائباً، كما رد البرلمان، بأغلبية كبيرة، أربعة اقتراحات بحجب الثقة عن حكومة نتنياهو. وقد استهلت جلسة الكنيست بكلمة للرئيس الصهيونى، شمعون بيريز، كرس الجزء الأكبر منها للمتغيرات في الشرق الأوسط، ولعملية التفاوض بين الصهاينة والفلسطينيين، بينما حذرت رئيسة حزب "كاديما"، تسيبي ليفني، بصفتها زعيمة المعارضة، من العزلة التي تواجهها الصهاينة عالمياً. .