نعم.. حلوا عن سمانا "ياولاد الكلب".. أمتنا العربية الاسلامية ليست نهيبة لكم، وكل مصري.. عربي.. مسلم صميم لا يوافق على قرار حكام الخليج بتنصيب ترامب خليفة للمسلمين. وبالتالي أنتم لديكم صك مزور وكاذب أيها الأمريكيون- الأوربيون أن لكم الحق في بحث مختلف شئوننا، ووضعها على طاولة مشاوراتكم وتشريح جثة الأمة العربية والاسلامية في مشرحة بروكسل أو واشنطن أو باريس. فلتعلموا ستقوم عليكم الأمة قومة رجل واحد هذه المرة لتصنع خريف وجودكم على أرضنا.. ستقوم عليكم الأمة التي أخطأت الطريق.. وظنت أن أعداءها الأصليين والنهائيين هم مبارك وزين العابدين وعلى عبد الله صالح والقذافي بينما لم يكن هؤلاء إلا وكلاء مصالحكم، وانكم على استعداد للتضحية بهم وبأكثر منهم لتستبدلوا وكيلاً بوكيل وتحافظوا على سيادتكم ونفوذكم في بلادنا التي نهبتموها، تودون أن تواصلوا نهبها.. بغازها.. وبترولها.. وكل ثرواتها.. بل وضعتم أيديكم على السهل والجبل، ولم تتركوا لنا البحار أو الأنهار ومابها من أسماك وكائنات حية، بل استوليتم على سمائنا ونجومها ومجمل فضائنا، فهي لطائراتكم بطيار أو بدون طيار أو لصواريخكم العابرة القارات، التي تصورتم أن من حقكم وحدكم أن تمتلكوا منها، أنتم والكيان الصهيوني، فإذا امتلكتها دولة اسلامية أو عربية أصبحت إرهابية. وظللتم ترددون هذه الأكاذيب ويرددها خلفكم الاعلام الرسمي العربي حتى أصبحت من بديهيات حياتنا، أن نبحث ونحلل ماذا سيفعل بنا ترامب أو ماكرون؟ هل سيشون جلودنا أم يسلقون لحمنا حتى يكون الهضم أسهل؟ متى سيضربون سوريا أو إيران وإلى أي مستوى وإلى أي حد؟ كم سيدفعون لتعمير سوريا التي دمروها، وهي ليست من أراضي الغرب حين دمروها ولا حين يبحثون اليوم تعميرها، من الذي أدخل الأراضي السورية والايرانية والتركية في حدود الامبراطورية الأمريكية أو الغربية، وما علاقة هؤلاء الغرباء بأهلنا؟ ولماذا هم يصفقون لاسرائيل وهي تقتل الأطفال بالرصاص في غزة، ماهي صلة أمريكا وأوروبا بالصومال وأفغانستان وباكستان ومالي والنيجر وليبيا واليمن حتى تقصفها بالطائرات أو ترسل قواتها الخاصة لقتل المسلمين الارهابيين وغير الارهابيين. هل أعلن- وربما لا ندري- هؤلاء الحكام الغربيون أنهم اعتنقوا الاسلام أو اكتشفوا أصلهم العربي بالتالي نصبوا أنفسهم حكاما لنا، وهم الذين يحددون من هو المسلم الجيد ومن هو المسلم الردئ؟ في حدود علمنا فإن حكام أمريكا وأوروبا لم ينطقوا الشهادتين ولم يعلنوا دخولهم الاسلام حتى على طريقة نابليون بونابرت المخاتل حين أعلن اسلامه لدى اجتياح مصر ولكن الشعب المصري لم يصدقه. إذاً نطرح السؤال بصورة عكسية، هل قامت أمريكا وفرنسا وانجلترا باحتلال البلاد العربية والاسلامية وتم ضمها قصراً لامبراطورية واحدة باسم أمريكا أو الناتو أو الغرب عموما؟ كما ضمت فرنسا في السابق الجزائر وأعلنت انها مجرد مقاطعة فرنسية، وكما ضمت الولاياتالمتحدة الأمريكية آلمو وتكساس والمكسيك الجديدة وأريزونا إلى دولتها إقتطاعاً من أراضي المكسيك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وكما ضمت بالشراء ولاية ألاسكا. أو كما ضمت فعليا جزيرة بورتريكو التي اعتمدت منذ زمن الدولار كعملة رسمية للبلاد وإن ظلت اسمياً دولة مستقلة. هل ضمت بلاد العرب والمسلمين كما ضمت بريطانيا من قبل الهند واستراليا وأمريكا وكندا؟ هل أقمتم كومنولوث اسلامي تحت رئاسة أمريكا ونحن لا ندري؟ هل قام الحكام العرب والمسلمون بتسليمكم مفاتيح المدن العربية والاسلامية كما فعل الحكام المستسلمون في الماضي؟ نحن لم نسمع من خلال متابعتنا الدقيقة لوسائل الاعلام المحلية والعالمية عن حدوث أي من هذه الاحتمالات. إذاً لماذا تبيعون وتشترون فينا يا ولاد الكلب ولماذا تبحثون تفاصيل تفاصيل مصائرنا وكأننا عبيد سيادتكم أو أطراف في عائلاتكم أو متاع من أمتعة ممتلكاتكم. وأنتم تريدون أن تحددوا لنا كيف نتزوج؟ وكيف نطلق؟ وتطلبون عدم اقتصار الأسرة على العلاقة بين الذكر والأنثى؟ فمن الحضارة الآن أن يتزوج الذكر ذكرا والأنثى أنثى. أنتم تحددون لنا ماذا نلبس؟ وماذا نأكل؟ وتكتبون لنا الدساتير كما فعلتم في العراق وتريدون الآن في سوريا. وأن تحددوا من يحكمنا فإذا كان موالياً لكم فلا تثريب عليه أن يكون مستبداً أو يكون جباراً أو جزاراً، وإذا لم يكن موالياً لكم فأنتم ترفضون أن يحكمنا، فأصبحتم أنتم بديلاً للناخبين، وبديلا للإرادة الوطنية. أنتم تريدون أن تحددوا السياسة الخارجية لإيران، ولكن لابد أولاً أن تحتلوا إيران حتى تحددوا سياستها الداخلية والخارجية معاً، وأنتم ترفضون تخصيب اليورانيوم في إطار مشروعات الطاقة السلمية في أي دولة عربية أو اسلامية بينما أكثر من ثلاثين دولة في العالم الغربي واللاتيني والآسيوي تخصب اليورانيوم. أنتم ترفضون أن نمتلك القنبلة النووية كما تمتلكها اسرائيل، ولكنكم توافقون على القنابل النووية الهندية، ووافقتم على مضض على قنابل باكستان النووية بعد أن فرضتها بالأمر الواقع، ولكنكم تخضعون باكستان للرقابة الصارمة حتى لا يستفاد من المشروع النووي الباكستاني في الصراع مع اسرائيل. أنتم توافقون على حق اسرائيل في نهب الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، وتمنعون سوريا ولبنان من ممارسة استغلال الغاز في المياه الاقليمية، وسمحتم لاسرائيل بالاستيلاء على حقول غازية تقع في إطار الحدود الاقتصادية لمصر. أنتم توافقون على امتلاك اسرائيل لصواريخ أريحا التي تطال من المغرب إلى باكستان. ولكنكم ترفضون قيام مشروع صاروخي باليستي في مصر وسوريا أو أي بلد عربي أو اسلامي، وتتحدثون بتبجح عن المشروع الصاروخي الايراني. وبالمناسبة لا يمكن اطلاق قمر صناعي عربي بدون صواريخ. ولذلك فإن اسرائيل لها الحق في برنامج القمر الصناعي "أفق". ولا يوجد برنامج منافس إلا في إيران وهي الدولة الوحيدة الاسلامية التي لا تذعن لكم.."برنامج أقمار الزهرة". وأيضا لتركيا برنامج أقمار صناعية ولكن لا يبدو أنها تمتلك القدرة الصاروخية لاطلاقه. العيب ليس عليك يا ترامب.. فما أنت إلا أزعر وزير نساء ومنحل أخلاقيا ونموذجاً للعنصرية الأمريكية كما عرفناها في الكوكلس كلان ولكنك أسوأ منهم ، لأنك لست عنصرياً تجاه اليهود، بل جعلت ابنتك تتزوج يهودياً، بل ووافقت على أن تتهود ابنتك لتتزوجه، وملفك في الفساد المالي لا يقل عن الفساد النسائي، وأنت لن تبقى في السلطة إلا بقدر ما يريد النظام الأمريكي ال establishment أن يستفيد منك في تخليص بعض المصالح مع الحلفاء الأوروبيين واليابان والعملاء لتجميع بعض الأموال لخزينة أمريكا المفلسة، العيب ليس على أمثالك وعلى ماكرون الذي سرق من المال العام لينفق على زوجته وأسرته، العيب على حكامنا في بلاد العرب والمسلمين الذين أعطوا لأمثالكم الشرعية لتتحكموا في بلادنا بدءاً من ضرب إيران أثناء الحرب مع العراق، ثم خلال غزو العراق عامي 1992، 2003 وغزو أفغانستان من 2001 حتى الآن. وإعطاء شرعية للتحالف الدولي لضرب سوريا والعراق بحجة ضرب تنظيم داعش، والذي استخدمت أمريكا السعودية وقطر لتمويله ودعمه بغرض تفكيك سوريا والعراق والقضاء على التحالف السوري- الايراني- اللبناني (حزب الله)- الفلسطيني (حماس والمقاومة)- العراقي بغرض حماية اسرائيل والمصالح الأمريكية والغربية في المنطقة. العيب واللوم على حكام العرب كالسعودية التي تطالب القوات الأمريكية بالبقاء في سوريا، فهذه هي وظيفة هؤلاء الحكام أن يمولوا الصليبيين بمئات المليارات من الدولارات (تحت دعوى شراء سلاح) ثم يطلبوا منهم مواصلة احتلال بلاد المسلمين. والحقيقة فإن بلاد الخليج كلها واقعة تحت الاحتلال الأمريكي وأضافوا قاعدة لبريطانيا وقاعدة لفرنسا. نحن نعلم بهذه الحقيقة ولكننا تساءلنا على سبيل الاستهزاء: هل بلادنا العربية والاسلامية محتلة حتى يبيعوا ويشتروا فينا. نعم هي محتلة بقوات أمريكية دائمة ولكن لم يعلن رسمياً عن ضمها للتاج الأمريكي. الثورات القادمة ستكون ضد كل مظاهر هذا الاحتلال، ولكن ليس بطريقة داعش البلهاء الساذجة والخاطئة، والتي تلاعب بها حكام الخليج لحساب أمريكا. قال ترامب أن أمريكا انفقت 70 مليار دولار في سوريا وحدها، ونحن نتحداه أن يذكر تفاصيل هذه الميزانية التي تشي بإجهاض الثورة السورية مبكراً. ونتحدى الخليج خاصة قطر والسعودية أن يقدموا تفاصيل بنود صرف عشرات المليارات التي أنفقوها في سوريا لصالح أمريكا واسرائيل. نحن نطالب الحركات الاسلامية والقومية في مختلف البلاد العربية بإعلان وقوفها صفاً واحداً مع التحالف الايراني- السوري- العراقي- اللبناني- الفلسطيني والذي يضم أيضا حركة طالبان الأفغانية في إطار جبهة واحدة، ضد التحالف الاسرائيلي- الأمريكي- السعودي- الاماراتي- القطري، ونطالب أردوجان بالانحياز صراحة لأمته الاسلامية وأن ينسحب من حلف الناتو الصليبي وأن يكف عن اللعب على الحبال بين المعسكرين، وإلا سيبوء بالخسران. لقد برهنت ايران على إخلاصها للقضية الفلسطينية على مدار 40 عاماً، وبرهنت على انها العمود الفقري لأي جبهة حقيقية وجادة ضد التحالف اليهودي- الصليبي (الاسرائيلي- الأمريكي). لقد حدثت – من وجهة نظرنا- أخطاء جوهرية في السياسة الايرانية تجاه العراق لأسباب تاريخية ترجع للعداء الدفين الذي مارسه نظام صدام ضد الثورة الايرانية والشعب الايراني، ولكن هذا لا يقدم المبررات الكافية لأخطاء السياسة الايرانية في العراق. ولكن الأحداث تجاوزت هذه المرحلة وقد دفعت ايران ودفع شيعة العراق كحركة سياسية فاتورة ثقيلة لهذه الأخطاء، ولكننا لا نريد أن نتوقف على الماضي لأن تجربة داعش لم تكن هي الرد السني الصحي والصحيح على أخطاء ايران أو على أخطاء الطبقة الساسية لشيعة العراق. وإن حكام العراق الحاليين يحاولون تجاوز الوضع الطائفي، علينا- كسنة- أن نساعدهم على ذلك، وعلى الطبقة السياسية الشيعية في العراق أن تدرك ضرورة إعطاء سنة العراق مكانتهم الكاملة في النظام السياسي العراقي، وإلا ستظل تتكرر تجربة داعش، والأموال السعودية والمخططات الشيطانية الأمريكية جاهزة لإذكاء الفتن. ونحن نوافق بشكل عام على دراسة نشرت على موقع الشعب الالكتروني بعنوان (أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية). ونعود للقضية الجوهرية- ورغم كل ما جرى في العراق- فإن ايران برهنت على اخلاصها للقضية الفلسطينية على مدار 40 عاما، وبرهنت على انها العمود الفقري لأي جبهة حقيقية وجادة ضد التحالف اليهودي- الصليبي (لاسرائيلي الأمريكي) ونلخص ذلك في نقاط: (1) حتى قبل قيام ثورة ايران أي قبل 40 سنة، كان أنصار الإمام الخميني يعيشون ويقاتلون ويتدربون في لبنان تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية وكان بعضهم قد اتصل بالنظام الناصري لنفس الأسباب. (2) أول قرار اتخذته الثورة الاسلامية في ايران هو إغلاق السفارة الاسرائيلية في طهران وتسليم مبنى السفارة الكبير لمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات. (3) قطعت الثورة الايرانية امدادات البترول عن اسرائيل ويبدو انها كانت بأسعار مدعمة ورخيصة. وهذا من أسباب تمسك اسرائيل بعقد اتفاق على استمرار تدفق البترول المصري بسعر رخيص من سيناء لاسرائيل بعد انسحابها بناء على اتفاقية كامب ديفيد والمعاهدة مع مصر. (4) كانت تسمية شارع رئيسي في طهران بإسم خالد الاسلامبولي الذي اغتال السادات ليس تمجيداً للارهاب أو للاغتيال، ولكن تمجيداً للاسلامبولي أنه قتل من وقع اتفاقية كامب ديفيد واستضاف شاه ايران. ونحن من جهتنا لا نؤيد الاغتيال السياسي ولكننا نتحدث عن دوافع ايران وأنها كانت ضد أمريكا واسرائيل. كذلك تم اصدار طابع بريد ايراني يحمل صورة خالد الاسلامبولي. (5) فيما بعد استضافت ايران لفترات مختلفة شقيق خالد الاسلامبولي (محمد الاسلامبولي) وأسرته وهو في الجماعة الاسلامية المصرية أثناء مروره من وإلى أفغانستان. وكذلك سمحت بمرور أم خالد الاسلامبولي من افغانستان إلى تركيا ثم مصر, واستضافة ايران لعناصر من القاعدة التي كانت تركز عملها ضد المصالح الأمريكية مسألة أصبحت ثابتة، وتُهاجم ايران في الغرب من هذه الزاوية. (6) في مراسلات أسامة بن لادن- رحمة الله عليه- نصوص صريحة بأن ايران هي شريان التواصل الجهادي ضد الولاياتالمتحدة، وكان ينصح باستمرار بعدم الدخول في معارك مع ايران، وارسل إلى الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق يرفض حملاته لاستهداف الشيعة خاصة المدنيين، ولكن الزرقاوي لم يستجب له حتى مات. (7) عندما لجأ شاه ايران لأمريكا وعندما صادرت واشنطن مليارات من أموال ايران كان قد دفعها الشاه لحساب شراء أسلحة أو من أجل البرنامج النووي، قام طلاب ايران بإيعاذ من آية الله خميني باحتلال السفارة الأمريكية واحتجاز الدبلوماسيين المريكيين كرهائن واستمر هذا الوضع 444 يوماً ولعب دوراً أساسياً في سقوط جيمي كارتر في انتخابات تجديد رئاسته. (8) في الأيام الأولى للثورة استقبل آية الله خميني ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وأُعد له استقبال حافل، وألقى كلمة أمام تجمع جماهيري ضخم. وأهمية ذلك انه يوضح أن الثورة الايرانية كانت مع فلسطين عموما وليس مع تنظيم اسلامي ما، ففكر ياسر عرفات يدور بين الوطنية الفلسطينية والقومية العربية. (9) قامت أمريكا بعملية كوماندوز للهجوم على ايران لتحرير الرهائن في السفارة الأمريكية المحاصرة. ولكن أقدار الله منعت ذلك، حيث تصادمت الطائرات مع بعضها البعض في صحراء تاباز بايران وقتل وأصيب العديد من العسكريين الأمريكيين، وتم إلغاء العملية، قبل أن تدرى ايران بالموضوع. (10) في المرحلة الأخيرة في الحرب العراقية- الايرانية انحازت أمريكا للعراق بصورة سافرة كما كانت في بداية الحرب- (في المنتصف كانت أمريكا تتبع سياسة إذكاء الحرب وتشجيع الطرفين للاستمرار في الحرب لتدمير الطرفين) وبدأت تدافع عن الناقلات الكويتية التي كانت تنقل النفط العراقي. وقامت باسقاط طائرة مدنية ايرانية عن عمد فوق الخليج حيث مات أكثر من 200 مدني إيراني، في رسالة تهديد واضحة أن أمريكا يمكن أن تتدخل بسفور أكثر. وفي مراحل الحرب الأولى كانت أمريكا تعطي صور الأقمار الصناعية لتوزيع القوات الايرانية لصدام حسين. ولكن كما ذكرنا في منتصف الحرب سهلت وصول بعض المعدات العسكرية لإيران في محاولة لتمديد فترة الحرب، وعدم خروج العراق منتصراً، بل كان الهدف هو إضعاف الطرفين. (11) بعد القضاء على نظام صدام حسين واحتلال العراق أصبحت ايران هي الهدف التالي للغزو الأمريكي، وكانت هناك خطة مكتوبة تم تسريبها للاعلام بأن الجيش الأمريكي سيتمدد إلى سوريا وايران للقضاء النهائي على محور"الشر" كما قال بوش الصغير. (12) كان النظام السوري والايراني يدركان ذلك فقاما بأدوار مختلفة لدعم المقاومة العراقية- بفتح الحدود لها- وإمدادها بالسلاح: ورغم أن ايران كانت تقوم بمناورة كبرى مع الأمريكان (وهو ما نختلف معه) إلا انه في المرحلة الأخيرة تصاعدت مقاومة شعبية شيعية (كعصائب الحق) ضد القوات البريطانية في الجنوب وضد القوات الأمريكية عموما. وتحدثت المصادر الأمريكية عن وجود انواع من العبوات الناسفة شديدة الانفجار صنعت في ايران هي التي تحقق خسائر بين القوات الأمريكية. (13) وبالتوازي مع ذلك فإن ايران ساعدت المقاومة الأفغانية بالمال والسلاح، وقد استنكر الأمريكيون ذلك في بيانات رسمية. فكانت بعض المساعدات تصل إلى طالبان، كذلك انتقل الزعيم الأفغاني غلب الدين حكمتيار والذي يقيم في طهران إلى باكستانوجنوب أفغانستان للمشاركة في مقاومة الاحتلال الأمريكي، ولم تكن ايران بعيدة عن ذلك. (14) أعرب على عزت بيجوفيتش زعيم مسلمي البوسنة عن تقديره وامتنانه لايران لتقديمها المساعدة العسكرية المؤثرة للمسلمين البوسنويين لصد عدوان الصرب الوحشي. ومسلمو البوسنة سنة. (15) ترافق مع الثورة الايرانية ثم مع هزيمة منظمة التحرير الفلسطينية أمام الغزو الاسرائيلي وخروجها من لبنان الظهور الفوري للمقاومة الشيعية للاحتلال التي تحولت إلى حزب الله. وأعلن المرجع الشيعي اللبناني شمس الدين الجهاد ضد الاحتلال الاسرائيلي، وقاممت ايران بتدريب وتسليح وتمويل المقاومة اللبنانية والتي بدأت تتطور بقوة، وبدأ الاحتلال الاسرائيلي يتراجع باستمرار للخلف من ضواحي بيروت حتى الشريط الحدودي الجنوبي. ولكن المقاومة اللبنانية لحزب الله وكان بها كتائب سنية ولكن لا شك قليلة، ظلت تطارد المحتل حتى أخرجته من لبنان بدون شروط عام 2000 عدا مزارع شبعا وهي لا تزيد عن كيلو متر واحد مربع. (16)وتزامن مع ذلك مواصلة دعم وتسليح وتدريب مختلف قوى المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس، ومعلوم ان فلسطين كلها سنة. ولكن هذا الدعم لم يتوقف عند حماس وإن كان هو الدعم الأساسي باعتبارها القوة المقاومة الأكبر، ولكن امتد إلى الجهاد الاسلامي وباقي فصائل المقاومة الاسلامية والعلمانية التي لا تزال تحمل السلاح. وتتولى ايران دفع معاشات لأسر شهداء فلسطين من مختلف المنظمات وربما يتم ذلك عبر حزب الله. كما أنفقت ايران بلا حدود على أي انشطة فلسططينية مدنية: اعلام- منظمات أهلية- منظمات إغاثة- منظمات ثقافية، أي كل ما يدعم الصمود الفلسطيني، كإصدار الكتب والأفلام الوثائقية. كذلك تتولى ايران معالجة الجرحى الفلسطينيين المصابين بحالات حرجة في مستشفيات طهران. (17) رغم انسحاب اسرائيل من لبنان وحصول حزب الله على شعبية كاسحة بين كافة الطوائف اللبنانية والشعوب العربية، إلا أنه وإيران لم يكتفيا بذلك، ولم يكتفيا بأهازيج النصر والعزة والفخار!! بل واصلوا الاعداد الجاد لمواجهة العدو الصهيوني- وقد اتضح ذلك بعد 6 سنوات في عدوان 2006 حيث ثبت أن حزب الله لم يضع الوقت وأقام منظومة من الأنفاق في جنوبلبنان، وطور تسليحه وتدريبه، وأجهزة مخابراته ضد العدو الصهيوني. وعلى خلاف العملاء العرب فإن اسرائيل اعترفت بالهزيمة في هذه الحرب وأطاحت بكل قيادات الجيش الاسرائيلي بعد حين. (18) لا تزال صواريخ حزب الله التي يقدرها الاسرائيليون ب 120 ألف قادرة على ضرب المدن الاسرائيلية جميعا. وقوة حزب الله كانت عنصر الردع المتوازن الذي منع ولا يزال يمنع اسرائيل من العدوان على لبنان أصغر بلد عربي، والتي كنا نسميها (أي بيروت) مدينة علب الليل وبلد الكازينو (القمار) وكل متع الدنيا الغربية، بلد الجمال والدعة والرقص والغناء والدلع مع أجمل الفتيات.. أصبحت لبنان معقل الجهاد وقلعة العروبة ومصنع الرجال ومنبت الشهداء ومثواهم. (19) بالتوازي مع ذلك تطورت أشكال دعم ايران للمقاومة الفلسطينية وهذا ما ساعد أبطال غزة وعلى رأسهم كتائب عز الدين القسام، في التصدي للتوحش الاسرائيلي، ويوماً صرح موسى أبو مرزوق أحد قادة حماس بأن ايران هي الأكثر تسليحا وتدريبا ودعما للمقاومة الفلسطينية. وظهر ذلك خلال حروب 2009- 2013- 2014 حيث قامت كتائب عز الدين القسام بضرب تل أبيب والمدن الاسرائيلية وقتل وأسر الجنود الاسرائيليين. (20) تم ضبط شبكات تهريب سلاح قام بها حزب الله بهدف تهريب السلاح للضفة الغربية، وهذا سبب توتر العلاقات بين حزب الله والأردن. وكذلك ضبط شبكة في آخر عهد مبارك لتهريب السلاح إلى غزة كان يرأسها كادر من حزب الله. (21) ولكن لا تزال ايران- وفقاً لمعلوماتنا المتواضعة- تحاول تهريب السلاح إلى غزة. في حين يبدو النظام الأردني ناجحاً كأكبر حامي لاسرائيل يسعى في إحباط محاولات تهريب السلاح من خلال طوق امني غير عادي حول نهر الأردن. (22) إيران وحزب الله هما الجهة العربية والاسلامية الوحيدة حاليا التي تقوم بمحاولة بناء شبكة استخبارية داخل الكيان اليهودي (اسرائيل). فإسرائيل لا تعلن أبداً عن كشف أي خلايا تجسسية إلا خلايا تابعة لحزب الله، وحزب الله مكلف من ايران بذلك لقربه الجغرافي من فلسطين وعروبته ولسانه العربي. والأمر لا يقتصر على التعامل مع عرب فلسطين بل هناك محاولة جادة لتجنيد بعض اليهود. (23) لكل هذه الأسباب استهدف الحلف الصليبي- اليهودي النظام السوري لأنه كان حلقة الوصل الرئيسية ولا يزال، بين ايران وحزب الله، ولم يستهدف النظام لعيوبه المعروفة في مجال الحريات فهؤلاء الأعداء لا يريدون حقاً أي حرية لشعوبنا. سنواصل- ان شاء الله- تقديم كشف حساب ايران في مجال القضية الفلسطينية ثم ندلف إلى الملف السوري.