عبد الهادي القصبي: ملف حقوق الإنسان يحظى باهتمام بالغ يتجسد في الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان    بدء مؤتمر الهيئة الوطنية للانتخابات لإعلان نتائج جولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    تجديد ندب الدكتور جمال هاشم مستشارًا لوزير التعليم العالي لشؤون المعاهد العالية الخاصة    أسعار الفاكهة اليوم الخميس في محافظة الغربية    رئيس الوزراء يتابع مشروعات مدينتي «رأس الحكمة الجديدة» و«شمس الحكمة»    وزير التعليم العالي يشهد توقيع اتفاق ثلاثي مع الخارجية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي    الهلال الأحمر المصري يدفع ب5900 طن مساعدات إنسانية و شتوية عبر قافلة زاد العزة ال102 إلى غزة    تموين الفيوم تضبط 61 مخالفة متنوعة بينها 14.4 ألف صاروخ ألعاب نارية تحت التصنيع وكميات من الدقيق قبل طرحها بالسوق السوداء    أشرف زكي يفجر مفاجأة عن أزمة ريهام عبد الغفور الأخيرة    وزير الصحة يترأس اجتماع مجلس إدارة الهيئة العامة للمستشفيات التعليمية    استشهاد لبنانيين بغارة إسرائيلية في البقاع    تريزيجيه: كنا الأفضل أمام زيمبابوي ونعمل على تحسين استغلال الفرص    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    محافظ الغربية يتفقد إدارات الديوان العام في جوله مفاجئة ويوجه بتسهيل الإجراءات ورفع كفاءة الخدمات للمواطنين    مصرع وإصابة 3 أشخاص في تصادم سيارتى نقل بإدفو    بابا الفاتيكان يندد بالأوضاع الكارثية للفلسطينيين في خيام غزة    بيان عاجل من الخارجية السعودية بشأن أحداث حضرموت والمهرة في اليمن    أمم أفريقيا 2025.. صلاح ومرموش في صدارة جولة تألق نجوم البريميرليج    إيبوه نوح.. شاب غانى يدعى النبوة ويبنى سفنا لإنقاذ البشر من نهاية العالم    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    مصرع 3 تجار مخدرات وضبط آخرين في مداهمة بؤر إجرامية بالإسكندرية    سيول وثلوج بدءاً من الغد.. منخفض جوى فى طريقه إلى لبنان    أحدهم حليف ستارمر.. ترامب يمنع بريطانيين من دخول أمريكا.. اعرف السبب    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    قرار هام مرتقب للبنك المركزي يؤثر على تحركات السوق | تقرير    الكيك بوكسينج يعقد دورة للمدربين والحكام والاختبارات والترقي بالمركز الأولمبي    الصور الأولى لقبر أمير الشعراء أحمد شوقي بعد إعادة دفن رفاته في «مقابر تحيا مصر للخالدين»    وزير الخارجية: سنرد بالقانون الدولي على أي ضرر من سد النهضة    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    المتحدث العسكري: قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أبريل 2026    أحمد البطراوي: منصة "مصر العقارية" الذراع التكنولوجي لوزارة الإسكان وتستوعب مئات آلاف المستخدمين    «تغليظ عقوبات المرور».. حبس وغرامات تصل إلى 30 ألف جنيه    التشكيل المثالي للجولة الأولى في كأس الأمم الإفريقية.. صلاح ومرموش في الصدارة    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    أشرف فايق يطمئن الجمهور على حالة الفنان محيى إسماعيل: تعافى بنسبة 80%    «مدبولي»: توجيهات من الرئيس السيسي بسرعة إنهاء المرحلة الأولى من حياة كريمة    التطرف آفة العصر، ساويرس يرد على كاتب إماراتي بشأن التهنئة بعيد الميلاد    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي ويؤكد دعم تطوير المنظومة الصحية    نائب رئيس جامعة الإسماعيلية الأهلية يتابع سير اختبارات كلية الصيدلة    25 ديسمبر 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة    أزمة فيديو ريهام عبد الغفور.. رئيس شعبة المصورين بالصحفيين: من أمن العقاب أساء الأدب    بالفيديو.. استشاري تغذية تحذر من تناول الأطعمة الصحية في التوقيت الخاطئ    تواصل تصويت الجالية المصرية بالكويت في ثاني أيام جولة الإعادة بالدوائر ال19    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    الأزهر للفتوى: ادعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها خداع محرم    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    وزيرا «التضامن» و«العمل» يقرران مضاعفة المساعدات لأسر حادثتي الفيوم ووادي النطرون    بشير التابعي يكشف عن الطريقة الأنسب لمنتخب مصر أمام جنوب إفريقيا    وزير الثقافة: المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا في الأنشطة الداعمة للمواهب والتراث    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 25ديسمبر 2025 فى المنيا    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    بعد غياب أكثر من 4 سنوات.. ماجدة زكي تعود للدراما ب «رأس الأفعى»    بطولة أحمد رمزي.. تفاصيل مسلسل «فخر الدلتا» المقرر عرضه في رمضان 2026    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    صفاء أبو السعود من حفل ختام حملة «مانحي الأمل»: مصر بلد حاضنة    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيران قدمت السلاح لسنة البوسنة ولم يذكرهم أحد
دراسة: أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية حلقة (16)
نشر في الشعب يوم 03 - 07 - 2017

"بن لادن" والإخوان وحزب العمل رفضوا حصار العراق

كتب: حسين أبو الدهب
من أجل الرصد الموضوعي لأحداث غزة والعراق وما قبلها لابد أن نذكر اننا ركزنا على الموقف السني الرسمي، في تلك المرحلة لم تكن هناك مصطلحات سائدة إلا العرب والمسلمين ولكننا استخدمنا التعبيرات الطائفية السائدة الآن عن الشيعة والسنة في مقابل الموقف السني الرسمي المخزي من 1992 حتى 2003 فإن الحركات الاسلامية المحترمة كانت بطبيعة الحال ضد حصار وغزو العراق: حزب العمل المصري (الاستقلال حاليا)- الاخوان المسلمين (عدا اخوان الكويت والخليج)، وفي عام غزو العراق الأول1992 ثم الحصار نشأ تيار اسلامي أصبح يطلق عليه التيار الجهادي، فقد أسس أسامة بن لادن في أفغانستان الجبهة الاسلامية العالمية لمواجهة اليهود والصليبيين تحت التأثير المباشر لضرب وحصار العراق. وأخذ هذا التيار شكلاً عالمياً ولكنه تغذى بأنصار حمل السلاح ضد النظم الحاكمة في الصراعات المحلية. وسنهتم بموقف هذا التيار من زاوية القضية التي تشغلنا الآن (الفتنة الطائفية السنية الشيعية). والحقيقة ان التنظيمات الجهادية على المستوى المحلي كانت متعاطفة مع العراق، ولكنها لم تقم بأعمال ضد الأمريكان.
وكانت جبهة أسامة بن لادن القطب الأساسي في هذا التيار الذي تمحور حول مظلومية العراق والشعب العراقي دون ابراز أي درجة من درجات التعاطف أو الود مع النظام العراقي: وكان هذا موقف معظم الحركات السنية والشيعية. حزب العمل المصري (الاستقلال) الذي لم يهتم كثيرون بتميز مواقفه التي أثبتت الأيام دقتها وصدقها، كان الأكثر تعاطفاً وتفهما مع النظام العراقي، كان أكثر استعداداً للتفاعل مع صدقه القومي وبداية صدقه الاسلامي وباعتبار أن الاسلام ليس حكراً على أحد.
إذن عندما تحدثنا في الحلقتين السابقتين منتقدين (علماء وحكام أهل السنة والجماعة) فقد كنا نقصد العلماء الرسميين للخليج وحكام الخليج. وبالمناسبة فهؤلاء حتى الآن 2017 لا يهاجمون الشيعة بأنفسهم، لأن لديهم أقلية شيعية في كل بلاد الخليج مع أغلبية شيعية 60% في البحرين وبالتالي الاستهزاء بالشيعة والشيعيين يكون غير مقبول على مستوى المواطنة. كما أن علماء السعودية الرسميين لا يكفرون الشيعة لأنهم يستقبلونهم في مناسك الحج، ولا يجوز استقبال الكفار في مكة!! وهنا تأتي السياسة المنافقة والمخربة لوحدة المسلمين فهناك علماء في مواقع غير رسمية يتولون عمليات تكفير الشيعة في الدراسات والكتب ومحطات فضائية مستقلة. وهذه أساليب غير محترمة وغير مسئولة. وكل جمهور المسلمين يعلم أن هؤلاء مدعومين وممولين من حكام الخليج ويعيشون في كنفهم. ولكن الاعلام الرسمي الخليجي يهاجم ايران والسياسات الايرانية، ثم بدأ أخيرا يهاجم حزب الله والمقاومة اللبنانية لاسرائيل حتى قبل التدخل في سوريا. إذن الاعلام الرسمي يهاجم الايرانية والفارسية، دون الشيعية، ويترك الشيعية للجناح غير الرسمي، كما كان يفعل اعلام صدام حسين أثناء الحرب مع إيران لأن نصف جيشه من الشيعة! فالإعلام الرسمي يهاجم الفارسية، والاعلام الممول خارج العراق يهاجم الشيعة. ورغم رفضنا لمصطلح (أهل السنة والجماعة، وهو مصطلح لا أساس له في القرآن والسنة، فإننا لا ننكر أننا جميعا نعمل في إطار نفس المذاهب السنية الأربعة بالاضافة لسنن أخرى أقل شهرة ولا حصر لها. فكان لابد من توضيح أن هجومنا الساخر على علماء أهل السنة والجماعة كنا نعني به "وعاظ السلاطين" وحكام الشعوب التي تدين بمذاهب السنة).
ولابد أن نذكر بالخير لجبهة أسامة بن لادن (والتي اشتهرت حتى الآن باسم القاعدة) والتي أصبحت بقيادة أيمن الظواهري، موقفها الايجابي من مسألة الشيعة وهو قريب من الموقف الذي أراه صحيحا.
دون الموافقة على الخط العام للتنظيم في المسائل الأخرى، والضوابط الشرعية لاستخدام العنف.
البيان التأسيسي للجبهة لم يتناول مسألة الخلاف مع الشيعة، بل ركز على محاربة الأمريكان واليهود (اسرائيل). كذلك فكل عمليات التنظيم كانت ضد أهداف أمريكية وغربية. كذلك فإنه حتى عام 2003 لم يكن هناك أي مجال أو ساحة للاشتباك مع الشيعة.. بينما كانت الثرثرة للا تتوقف ضد الشيعة في إطار ما يسمى بعض السلفيين والوهابيين وهي قد بدأت منذ حرب 1980 ضد إيران للتشويش على الثورة ضد الأمريكان. كان أسامة بن لادن قريبا إلى الفطرة ولم يتورط في هذه السخافات، بل عملياً كان هناك تعاون تم رصده بين إيران وعناصر في القاعدة اضطروا للعبور عبر ايران. ومنها مسائل أصبحت معروفة (عبور أم خالد الاسلامبولي- محمد شوقي الاسلامبولي شقيق خالد الاسلامبولي- وغيرهما كثيرون. ولا تعنينا تفاصيل ذلك إلا من زاوية إدراك منظمة بن لادن لأهمية وحتمية التعاون مع ايران ضد الأمريكان.
واتهام إيران بالتعاون مع القاعدة في هذه المرحلة مسألة مليئة بالتفاصيل في العديد من الدراسات والكتب وهو أمر لا تشغلنا تفاصيله، إلا لتأكيد استعداد ايران للتعاون مع فريق سنة حتى وإن كان متشدداً طالما انه ضد أمريكا. خريطة المنطقة لا تجد فيها نظام واحد ضد الأمريكان (إلا إيران وإن شئت سوريا!!).
وبمناسبة الخريطة الاسلامية فلابد من التوقف عند بدايات التغير في الخريطة قبل غزو أفغانستان 2001 والعراق 2003.
هزيمة المسلمين في العراق 1992 كان لها ردود أفعال غير قليلة، وكانت هناك تحولات اسلامية طبيعية في بعض الأماكن، في الجزائر كاد الاسلاميون يتسلمون الحكم في 1994 ولكن فرنسا والغرب أشرفوا على الانقلاب الذي أطاح بهم وفتح باب لمجازر وصلت ل 200 ألف جزائري.
وكانت البوسنة والهرسك تشهد مذابح ضد المسلمين لصالح الكروات الكاثوليك والصرب الأرثوذكس، وكاد الأمر يتحول إلى انتصار في الجزء الاسلامي بقيادة المجاهد على عزت بيجوفيتش وكنا أمام احتمال إقامة دولة اسلامية في أوروبا. وكان الايرانيون مصدر دعم أساسي لتسليح المسلمين السنة، وقد أعلن بيجوفيتش اعلان وفاء في العاصمة سراييفو لإيران. ولكن أحداً من الاعلاميين المسلمين الذين طالما ذرفوا الدموع من أجل البوسنيين لم يذكروا فضل إيران في الدعم المسلح، وكانت عبر عمليات تهريب معقدة.
ولكن الأمريكان والغرب بذلوا كل جهدهم في اتفاق دايتون بالولايات المتحدة لمنع إقامة دولة أو حتى دويلة مسلمة وأصبح الجزء المسلم في البوسنة والهرسك تحكمه رئاسة ثلاثية مسلمة- كاثوليكية- أرثوذكسية. لمنع إقامة أي مرجعية اسلامية. وقد تكرر نفس الشئ في كوسوفا. بحيث يتم تحطيم النفوذ السوفيتي في يوغوسلافيا بدون إقامة أي دولة مسلمة، ورغم وجود دول قزمية عديدة: سلوفانيا- مقدونيا...الخ
إذن لم يبق على الخريطة سوذ ى دولة طالبان في أفغانستان والتي تسيطر على قرابة ثلثي البلاد. ولا تعترف بها إلا 4 دول (باكستان- الامارات- السعودية- قطر) وتم قطع هذه العلاقات بعد 11 سبتمبر 2011 وتم حصار أفغانستان كلياً من الجو وهي دولة داخلية غير مطلة على البحر. إذن الأمم المتحدة تحاصر الشعب الأفغاني المسلم أيضا.
في نفس الوقت حدث انقلاب البشير- الترابي 1989 الاسلامي وبدأت تظهر ملامح نظام اسلامي سني في الخرطوم تحاربه أولا كل دول السنة!!! وعلى رأسها مصر والسعودية.
ولم يكن من قبيل الصدفة أن يذهب أسامة بن لادن إلى السودان ويحاول إقامة مشروعات اقتصادية وأشياء أخرى لا نعلمها.
وصرخ الغرب وانسحب بن لادن, والأهم أن الغرب بدأ يحارب النظام السوداني. وكان يتعرض لذروة الحصار عندما تم غزو السودان 2003.
لذلك لابد أن نقول أن الدول العربية والاسلامية غير الخاضعة للنفوذ الأمريكي عام 2003 3 دول (إيران- سوريا- السودان والعراق حتى سقوط صدام حسين).
ولم يكن من قبيل الصدفة أن علاقات التعاون بين هذه الدول كانت في أشد حالاتها عمقاً وتنوعاً قبل الغزو. ولكنها كانت تضم 4 دول محاصرة وحكام السنة هم الذين ينفذون تعليمات أمريكا في الحصار. وبالتالي في غياب حركة شعبية عارمة لم يكن بإمكان هذه الدول الأربعة المحاصرة أن تعرقل الهجوم الأمريكي على المنطقة في ظل تعاون نفس الدولتين الكبيرتين من زعماء السنة (مصر- السعودية) مع العدوان الأمريكي.
بالنسبة للاخوان المسلمين فقد كان لبعض فروع الاخوان أدوار رائعة وعلى رأسها فرع الاخوان المسلمين في الأردن ثم مصر ثم حماس. بالنسبة لفرع الأردن فقد أقام علاقات تعاون عميقة مع النظام السوري والعراقي والايراني والسوداني وكانوا مع دعم هذا التحالف إلى أبعد مدى ممكن ضد الغزو الأمريكي للمنطقة. وحماس موقفها معروفا وأشرنا إليه من قبل- ولكن نضيف عمق العلاقات والتعاون بين نظامي صدام والبشير. إخوان مصر كان موقفهم السياسي جيداً تجاه العراق وإيران، دون مواقف عملية ودون علاقات مع سوريا والسودان (بسبب موقف النظامين من اخوان بلادهم).
ولكن ما يهمنا هنا أن المواقف النظرية الفقهية للاخوان من مسألة الشيعة كانت مع الحوار وما يسمى التقارب المذهبي وعدم تكفير الشيعة وقد كان هذا موقف حسن البنا نفسه. ولكن لم يكن هناك حماس في الدفاع عن إيران، ولا حماس في الهجوم عليها (حياد). وبالنسبة للعراق كانوا ضد حصار وغزو أمريكا دون ابداء أي نوع من التعاطف مع النظام الصدامي. وقد ادى هذا إلى موقف أقل حماسة في الدفاع عن قضية العراق 1992- 2003. وخلال الحرب بعد مظاهرات اليوم الأول للحرب توقف الاخوان عن مظاهرات الشوارع.
***************
كما ذكرنا فإن ايران اتخذت قراراً حاسماً بالحياد العسكري خلال الحرب وصمد الجيش العراقي اسبوعين في الجنوب الشيعي وهذا دليل على عدم وجود أي خطة شيعية ضد الجيش العراقي. بل أصبحت ملامح النصر ترتسم. ورغم كارثة سقوط بغداد فان عظم الكارثة جعلني لا أهتم حتى الآن بدراسة تفاصيلها. فلم يعد يجد الأمر شيئا. سقطت بغداد بصورة غامضة بدون مقاومة، ولم ندر السبب: الخيانة أو اسلوب استخدام تكنولوجيا متطورة. لقد سقطت بغداد وانتهى الأمر. وبدأت المقاومة الشعبية.
معارك المقاومة كانت شمال بغداد، أما بغداد فكانت هادئة ودخل الأمريكان وبدأوا في ترتيب الأمور بمنتهى السهولة.
وهنا بدأ دور الشيعة، وبعض السنة، وكل الأكراد في التعاون مع الأمريكان وبدأت سمات الفتنة الأصلية والعميقة بين السنة والشيعة.
سنذكر المراحل الرئيسية..
(1) الأمريكان شكلوا الحكومة بجنرال أمريكي.. ثم جنرال آخر "بريمر".
(2) لم يجد الأمريكان امكانية لتكرار تجربة الحاكم الأمريكي كما حدثت في ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.
(3) تمت صياغة دستور عراقي جديد، صياغة أمريكية بيد شاب أمريكي يهودي وكان محور الدستور هو مسألة المحاصصة الطائفية ولوضع أساس لتدمير العراق وتنفيذ مشروع خريطة التقسيم التي أشرنا إليها من قبل وقد حدثت بالفعل. فأصبح رئيس الجمهورية كردياً ولكن بدون صلاحيات.
رئيس الوزراء شيعي ولكن لديه كل الصلاحيات كأي نظام برلماني، ورئيس برلمان سني، بل أشار الدستور إلى إمكانية الحكم الذاتي، وحق تقرير المصير.
وكان كردستان العراق قد تشكل بالفعل على أرض الواقع وكان وضع كردستان في الدستور مجرد تسمية لأمر واقع.
كردستان العراق الآن.. له رئيس وبرلمان ودستور محلي ولغة- وعلم- ونشيد- بنك مركزي- عملة كردية- مطار أو أكثر- السيطرة الكاملة على البترول- إقامة تمثيل دبلوماسي في الخارج تحت اسم (بعثات أو ممثليات)- تكوين قوات مسلحة بشماركة- وشرطة- الدخول للاقليم بتأشيرة- تحت اسم إقامة- يوجد جواز سفر كردي- توجد حكومة ووزراء في مختلف التخصصات. باختصار لا يوجد أي تفصيلة لتأسيس دولة غير موجودة.
وكل هذا تم تحت اشراف وموافقة أمريكا والغرب واسرائيل ومسألة الاعلان مسألة توقيت فحسب.
في الوسط والجنوب كانت توجد مساحات للتداخل بين السنة والشيعة. حيث عاش كثيرون منهم معاً عبر التاريخ، وتزاوجوا فيما بينهم بنسبة كبيرة.
والآن كان لابد من فصل دموي لا يرحم بين الطرفين لنجاح الخطة الأمريكية. كلما صعدت إلى الشمال كان التداخل أكبر (مثل ديالا) فكانت المعارك الطائفية أكبر. في الوسط خاصة في بغداد كانت المعارك كبرى حيث كانت النسبة بالمناصفة. وعبرمعارك طاحنة تحولت بغداد إلى 80% شيعة و20% سنة وفي الجنوب أصبح الشيعة بين 80، 90% وأصبح الجنوب يطالب بحكم ذاتي شيعي. بعد الحكم الذاتي الكردي. وبدأ السنة يطالبون بدورهم.
ولكن كيف تم تسخين الجو ليتم الفرز الطائفي بالدماء وتحت النار.. (المقاومة- الحكومة- قوات الاحتلال) ماذا حدث وكيف حدث؟
(يتبع)
أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية لتدمير المنطقة
دراسة: أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية (حلقة 1)
إيران كانت معقل السنة والعراق كانت معقل الشيعة!!
دراسة: أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية (حلقة 2)
حروب العثمانيين والصفويين الشيعة كانت صفراً كبيراً!!
دراسة: أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية (حلقة 3)
أخر سلطان عثماني يأسف على الصراع مع إيران!!
دراسة: أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية (حلقة 4)
أمريكا: إيران أغلى قطعة أرض بين إسرائيل واليابان!
دراسة: أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية (حلقة 5)
كيف تعاون السادات عسكرياً مع أمريكا ضد إيران؟
دراسة: أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية (حلقة6)
أمريكا تعطي "صدام" مليارات بعد ضربه إيران بالكيماوي!
دراسة: أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية (حلقة 7)
الشيعة يقتلون 241 من المارينز وأمريكا تضرب إيران
دراسة: أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية (حلقة 8)
(9) اسرائيل تتهم حزب الله بقتل عشرات اليهود بالأرجنتين
ماهوالقرار الوحيد على مكتب آية الله خامنئي؟
دراسة:أمريكازرعت القنبلة النووية السنية الشيعية (حلقة 10)
أمريكا تدفع لغزو الكويت وتنشر مغامرات جنسية لفهد
دراسة: أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية (حلقة11)
أمريكا سمحت لصدام بضرب الشيعة بالطيران وحمت الأكراد
دراسة: أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية (حلقة12)
حكام السنة وافقوا على دخول الأوكسجين فقط للعراق! دراسة: أمريكا
زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية (حلقة 13)
صدام طبق الشريعة الاسلامية أكثر من حكام مسلمين!
دراسة: أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية (حلقة 14)
حكام السنة حلفاء أمريكا لغزو العراق 2003
دراسة: أمريكا زرعت القنبلة النووية السنية الشيعية حلقة (15)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.