أعلن العدو الصهيوني، التأهب والاستنفار بعدما أعلن الفلسطينيون، أصحاب الأرض، بدء التحرك فى مسيرة العودة الكبري، على حدود الأراضى المحتلة وقطاع غزة، إلا أن الكيان يعتزم اجهاضها، بعدما قام بقنص شاب فلسطيني بدء بالتحرك نحو الأراضى المحتلة بالفعل. ويسود التأهب قطاع غزة قبيل تنظيم مسيرات شعبية غير مسبوقة، اليوم الجمعة، على الحدود مع الكيان الصهيوني، الذي أعلن التأهب للتصدي لها. وأطلق على المسيرات اسم "مسيرة العودة الكبرى" وتستهدف للمرة الأولى الاعتصام الشعبي قبالة السياج الفاصل مع الكيان، وسط احتمالات لمواجهات مع عصابة العدو الصهيوني. وجرى خلال الساعات الأخيرة نصب عشرات الخيام على طول السياج الفاصل للحشد الشعبي، بدعوة من لجنة تنسيقية مشكلة من الفصائل الفلسطينية ومؤسسات حقوقية وقطاعات شعبية وشبابية. كما جرى إقامة سواتر ترابية قبالة الخيام التي تم نصبها في ست مناطق رئيسية من أقصى جنوب القطاع حتى شماله، وتبعد مسافة 700 متر عن السياج الفاصل مع إسرائيل. وهيمن حدث مسيرات الجمعة على تغطية الإذاعات المحلية في قطاع غزة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وسط جهود حثيثة للدعوة إلى أكبر حشد شعبي فيها. ويطالب القائمون على الفعالية بعودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هجروا منها عام 1948، وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ منتصف عام 2007. وقال الناطق باسم اللجنة التنسيقية لمسيرة العودة، عصام حماد، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن اختيار توقيت تنظيم المسيرة يأتي بالتزامن مع يوم الأرض الفلسطينية ولتأكيد التمسك بالحقوق الفلسطينية. وذكر حماد أن المسيرة نشاط سلمي بحت، وتستمد قوتها من قرارات الأممالمتحدة والشرعية الدولية التي أكدت حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طردوا منها عام 1948. وأضاف أن المسيرة "أسلوب نضالي جديد في الحالة الفلسطينية لا يمكن قياسه على ما تشهده نقاط الاحتكاك من مواجهات وإلقاء حجارة، بل نحن نتحدث عن مواجهة هذه المرة بالحشد السلمي بعيدا عن السلك العازل مع الأراضى المحتلة". وأوضح أن مطالب المتظاهرين "مشروعة وعادلة بالعودة إلى ديارهم حسب القرار الأممي 194، ورفع الحصار الإسرائيلي الظالم، ورفض المحاولات الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية". ويريد القائمون على الفعالية ألّا يقتصر الاعتصام على يوم واحد بل أن يكون مفتوحا، على أن تشهد الخيام سلسلة أنشطة ثقافية وجماهيرية "تبرز الهوية الفلسطينية، وتؤكد تمسك المعتصمين بمطالبهم". ودعت حركة "حماس" العالم إلى "التقاط رسالة مسيرات العودة الكبرى والعمل على الاستجابة للمطالب الفلسطينية المشروعة". وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، في بيان، إن "مسيرة العودة، التي سيشارك فيها الفلسطينيون غدًا من كل أرجاء فلسطين، هي أحد خياراته في الرد على قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد القضية الفلسطينية، وحصار وصلف الاحتلال الإسرائيلي". وأضاف القانوع أن مسيرة العودة "ستجسد مشهد الوحدة الوطنية والميدانية للشعب الفلسطيني الرافض للحصار المفروض على قطاع غزة ومحاولة إسقاط حق العودة". كما أعلنت حركة فتح دعمها للمسيرة، وقال المتحدث باسم الحركة في غزة عاطف أبو سيف، في بيان، إن "المسيرة تأتي لتؤكد حق الشعب الفلسطيني في التمسك بحقه الذي لا تنازل عنه في العودة إلى أرضه التي هجر منها". في هذه الأثناء، أعلن الجيش الصهيوني تعزيز قواته بمن فيهم القناصة على امتداد السياج الفاصل مع قطاع غزة تحسبا لمسيرات الجمعة. وأعلن الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عن أن قوات الجيش "ستتصدى لأي محاولة للمساس بالجدار الأمني أو اجتيازه في إطار مسيرة الفوضى" في قطاع غزة. وقالت مصادر فلسطينية متطابقة، إن الجيش الإسرائيلي عمد خلال الساعات الأخيرة إلى استخدام وسائل الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي لتهديد الفلسطينيين في قطاع سكان من المشاركة في مسيرات الجمعة. وأوضحت المصادر أن الجيش حذر في مكالمات هاتفية أصحاب شركات النقل المحلية في قطاع غزة من التعاون في نقل المواطنين الفلسطينيين لمناطق المسيرات. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن "رفع حالة الجهوزية والاستعداد في كافة المستشفيات والمراكز الصحية والنقاط الطبية في محافظات القطاع لمواكبة فعاليات مسيرة العودة". يشار إلى أن مناطق شرق قطاع غزة تشهد مواجهات كل يوم جمعة أسبوعيا بين مئات الشبان الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة خلف السياج الفاصل أسفرت عن العشرات من القتلى والجرحى الفلسطينيين. وتصاعدت حدة تلك المواجهات بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة للعدو الصهيوني وهو ما قوبل برفض فلسطيني واسع.