أكد عبد الرحمن بوسن الناطق المجلس الوطني الانتقالي الليبي اليوم الاثنين أن قوات المجلس أحكمت سيطرتها على كامل مدينة بني وليد، التي تعتبر واحدة من آخر معاقل الزعيم المخلوع، معمر القذافي، بعد قتال شرس استمر لأسابيع مع الكتائب الأمنية التابعة للنظام السابق. وكانت القوات التابعة للمجلس الوطني الليبي قد أعلنت قبل ساعات أنها تمكنت من السيطرة على المستشفى الرئيسي في المدينة، بعد معارك ليلية مع كتائب القذافي، التي ما زالت تتحصن في منطقة "كلومات" شرقي بني وليد.
كما اكتشفت قوات الثوار الليبيين أشلاء 17 جثة في مشرحة سرية في جانب مغلق من المستشفى المركزي بالعاصمة طرابلس.
وأشار مسئولون من الثوار وآخرون في المستشفى إلى أن عددا من تلك الجثث تعود لأشخاص أعدموا بعد محاولة الانقلاب على العقيد الهارب معمر القذافي عام 1984. كما أن هناك مجموعة أخرى أعدمت عام 1990.
وقد أحضرت هذه الجثث آنذاك إلى المستشفى وسط إجراءات أمنية مشددة وبحراسة من وحدة مكافحة الإرهاب.
وقال أطباء في المستشفى إن هذه المشرحة لها مدخل منفصل عن بقية المبنى، وإنه كان يحظر حتى على الموظفين التحدث إلى الرجال الذين كانوا يدخلون بالجثث أو يخرجون بها.
وذكر القائد الميداني لقوات المجلس في بني وليد، صالح بنيران، أن العديد من عناصر كتائب القذافي تحاول الهرب من المدينة، مشيراً إلى اعتقال نحو 20 مسلحاً من العناصر الموالية للعقيد المخلوع السبت، بينما تواصل قوات الحكومة الانتقالية تقدمها داخل المدينة.
وأكد علي دايكي، عضو اللجنة التنفيذية لإدارة الأزمات، أن قوات المجلس الوطني الانتقالي تطوق مدينة بني وليد من مختلف الاتجاهات.
يشار إلى أن قوات المجلس الانتقالي كانت قد سيطرت على العاصمة طرابلس في 21 أغسطس الماضي، غير أن مدينتي بني وليد وسرت ظلتا في قبضة قوات القذافي، وسط شائعات عن لجوء عدد من الشخصيات الرفيعة في النظام السابق إليهما.
وتعرضت قدرة قوات المجلس الانتقالي على ضبط الأمور في طرابلس للاختبار الجمعة، بعد الاشتباكات التي وقعت في حي "بوسليم"، مما أدى إلى مقتل عنصرين من مجموعة مسلحة مؤيدة للقذافي، إلى جانب عنصر يتبع للحكومة الجديدة، وذلك في مواجهات غير مسبوقة منذ إعلان السيطرة الكاملة على المدينة، وفرار أركان النظام السابق منها.
من ناحية أخرى لم تظهر مؤشرات تذكر على إحراز قوات المجلس أي تقدم في سرت الاثنين. والموالون للقذافي محاصرون في البلدة منذ أسابيع.
وواصل مقاتلو المجلس قصف منطقة صغيرة يحاصرون فيها من تبقى من الموالين للقذافي في وسط سرت. ويقول زعماء ليبيا الجدد إنهم لن يبدأوا الانتقال إلى الديمقراطية إلا بعد السيطرة على سرت.
وعبر بعض المقاتلين عن غضبهم لان قادتهم لم يصدروا أوامر بالتقدم. وقدر طبيب من منظمة أطباء بلا حدود الخيرية أن 10 آلاف شخص مازالوا محاصرين في المدينة البالغ عدد سكانها 75 ألف نسمة.
ومن بين هؤلاء الكثير من النساء والأطفال والبعض مريض أو مصاب. وأسفر القتال من أجل السيطرة على سرت والذي يتسم بالفوضى في كثير من الأحيان عن مقتل العشرات وتشريد الآلاف.
على صعيد أخر أعلن احد القادة العسكريين التابعين للمجلس الوطني الانتقالي أن عددا من أُسر مسئولين سابقين في نظام العقيد معمر القذافي بدأوا بالهرب من مدينة سرت الساحلية ومن بينهم والدة وشقيق موسى إبراهيم المتحدث باسم النظام السابق في ليبيا.