توجه مسؤول الملف النووي الايراني علي لاريجاني إلى فيينا لاجراء محادثات مع محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي لطهران. يأتى هذا فى ظل حالة من التصعيد من الجانبين الأمريكى والإيرانى حيث كشفت الإدراة الأمريكية خطة لضرب إيران جويا لا تشمل المواقع النووية فحسب بل تمتد إلى معظم البنى التحتية العسكرية للبلاد. ويبدو أن أي هجوم من هذا النوع في حال وقوعه سيستهدف القواعد الجوية الإيرانية والقواعد البحرية ومنصات الصواريخ ومراكز القيادة العسكرية. ويأتي اجتماع اليوم الثلاثاء قبل أيام من انتهاء مهلة مجلس الامن لايران لوقف تخصيب اليورانيوم، وكذلك موعد التقرير الذى تقدمه وكالة الطاقة الذرية الجمعة بشأن مدى التزام إيران بمطالب الاممالمتحدة. كما يناقش الطرفان مقترحا للبرادعي بإلاتفاق على "إقاف مؤقت" للمواجهة، توقف إيران بمقتضاه تخصيب اليورانيوم مقابل تعليق العقوبات الاقتصادية ضدها، حسبما ذكرت وكالة الانباء الايرانية. وترفض إيران حتى الان الاستجابة للمطالب الغربية بوقف تخصيب اليورانيوم، وهي العملية التي يخشى الغرب أن تؤدي في النهاية إلى إنتاج السلاح النووي، وتصر على الطبيعة السلمية لابحاثها. يذكر أن مجلس الأمن الدولي أصدر قرارا يطالب إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم قبل ال21 من شهر فبراير الجاري وإلا تعرضت إلى مزيد من العقوبات. وفي المقابل يقترح لاريجاني ومسؤولون إيرانيون آخرون أن تضع إيران حدا لدرجة التخصيب كضمان لعدم سعيها لتصنيع سلاح نووي.
تصعيد عسكرى.. وبينما تنكر واشنطن أنها تخطط لهجوم، وتؤكد على محاولتها التوصل دبلوماسيا إلى حمل طهران على تعليق تخصيب اليورانيوم. فإن مصادر دبلوماسية كشفت ل "لبي بي سي" إن مسؤولين بارزين في القيادة العسكرية الأميركية في فلوريدا قد اختاروا الخطة البديلة مع كل الأهداف العسكرية في الداخل الإيراني. وتضم لائحة الأهداف معمل التخصيب في ناتانز ومنشآت في أصفهان وآراك وبوشهر، حسبما قالت المصادر. ويضيف مراسل "بي بي سي" للشؤون الأمنية فرانك جاردنر إن أي تأكيد عن أن إيران تطور سلاحا نوويا سيعتبر كافيا لشن الهجوم الامريكي.. فى إشارة إلى تمام الاستعدادات وانتهاء مرحلة إتخاذ القرار، وانه لم يعد باقيا سوى السبب (أى سبب) ، وهنا يضيف مراسل الإذاعة البريطانية " أن الولاياتالمتحدة قد تقرر بدء هجوم جوي ضد إيران إذا تعرضت قواتها في العراق إلى هجوم واسع النطاق وتأكدت واشنطن أن مصدره المباشر هو إيران".
ويتوقع خبراء غربيون أن تستخدم طائرات "بي 2" لاطلاق قنابل تخترق الملاجئ في محاولة لاختراق معمل ناتانز، وهو يقع على مسافة 25 مترا تحت الأرض. ويبدو أن الحجة الأمريكية لشن الهجوم ستأتى من العراق حيث قال مسؤولون أميركيون منذ عدة أيام إنهم يملكون إثباتا على أن إيران توفر سلاحا لميليشيات شيعية في العراق. وفي ذلك الوقت قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن المقصود من ذلك توفير "حجج لبقاء" القوات الأميركية في العراق.
البرادعى يفضل فهم إيران الفاينانشيال تايمز اليوم أجرت حديثا مع البرادعى قال محمد البرادعي "إن ايران صارت قاب قوسين او ادنى من التمكن من تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم على مستوى الانتاج الصناعي" خلال ستة أشهر". وأضاف إن ايران حصلت على خبرة في هذا المجال لن تنفع معها العمليات العسكرية لأنه "قصف المعرفة" امر غير ممكن، وطالب البرادعي ب"النظر إلى الأمور من وجهة نظر إيران" لفهم موقع البلاد، مشيرا إلى أنها محاطة بدول نووية وبالعراق حيث يتواجد عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين. ورأى البرادعي أن العقوبات وحدها لن تحل الأزمة النووية الإيرانية، مشيرا إلى أن المطلوب المزيد من الحوار.
نجاد.. لا تراجع عن البرنامج النووي .. على الغرب أيضا أن يعلق برامجه النووية
الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد رهن اليوم الثلاثاء العودة إلى طاولة المفاوضات ووقف برنامج تخصيب اليورانيوم باتخاذ دول الغرب خطوة مماثلة لتعليق برامجها النووية. وقال نجاد، في كلمة ألقاها أمام حشد كبير من الجماهير شمالي إيران، إن بلاده لا تمانع في وقف الأنشطة النووية طالما اتخذت دول الغرب تحركاً مشابهاً.. حيث قال أن "العدالة تتطلب من أولئك المطالبين بعقد مفاوضات معنا إغلاق برامجهم للوقود النووي أيضاً، عندها يمكننا الحوار على نحو عادل." وقد قررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي تعليق حوالي نصف مشاريع التعاون الفني مع إيران تماشياً مع عقوبات الأممالمتحدة. هذا فى الوقت الذى جدد الرئيس الإيراني ، وخلال كلمة مطولة بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين للثورة الإسلامية قبل أسبوع، تمسك بلاده بالبرنامج النووي قائلاً إن بلاده لن تقبل ب"إهانة" تعليق تخصيب اليورانيوم.
روسيا تمسك باعصا من المنتصف تزامنت المطالب الغربية والتلويح بالهجوم الجوى الأمريكى، مع موجة من تبادل الاتهامات بين روسياوإيران لتأخير العمل في بناء "بوشهر" النووية فى الجنوب الغربى، حيث أعلنت موسكو أنها سترجئ العمل في بناء المحطة، لأن طهران لم تلتزم بسداد مدفوعات في موعدها، إلا أن المسؤولين الإيرانيين أكدوا التزام طهران بسداد جميع المبالغ المستحقة لروسيا حسب المواعيد المقررة. وتعليقاً على موقف روسيا من عملية البناء، قال رافسنجاني: "إن القوي الدولية، وفي ضوء هيمنتها علي المؤسسات العالمية، تسعي لتجاهل حق إيران المشروع، وإن المتوقع من الأصدقاء أن يحولوا دون ذلك." وكان من المقرر أن تبدأ موسكو في تسليم شحنات الوقود النووي للمحطة في مارس المقبل، مما يمهد الطريق لبدء تشغيل المفاعل في سبتمبر من العام الجاري.
مناورات ''اقتدار'' .. رد الحرس الثورى على التهديد الأمريكى
وقد بدأ الحرس الثوري الإيراني المرحلة الثانية من مناورات " اقتدار " اليوم الثلاثاء في عدد منالمحافظات الإيرانية. وستقوم الوحدات المشاركة في هذه المناورات ووحدات الدفاع الجوي بمواجهة هجمات وهمية للعدو. وبحسب الوكالة الإيرانية، تتميز المرحلة الثانية من المناورات باتساع مساحة المنطقة التي يتم فيها الغطاء الجوي واستخدام شبكه واسعة من المراقبة المرئية واستخدام نظام الاتصال بواسطة الإنترنت. وهذه التدريبات العسكرية، واحدة من عدة مناورات نفذها الحرس الثوري الإيراني أمس الاثنين.