في الفترة من 11 إلى 14 يناير عام 1992 نظمت منظمة التحرير الفلسطينية ندوة فكرية بعنوان "القدس مفتاح السلام" في العاصمة التونسية وشرفت بتمثيل حزب العمل في هذه الندوة .. وكان من بين المشتركين في هذه الندوة من المصريين الدكتور رؤوف نظمي ميخائيل (محجوب عمر) الكاتب والباحث المتميز والمسئول عن الملف الفلسطيني في "جريدة الشعب". ورؤوف نظمي ميخائيل (محجوب عمر) فلاح قبطي صعيدي، وُلِدَ في بني سويف عام 1932 وانتقل مع الأسرة إلى القاهرة ونشأ في الحيّ الشعبي “حوض الزهور” بالسبتيّة والتحق بالجامعة في أكتوبر 1948 كطالب في كلية الطبّ، والتحق بالمقاومة الوطنيّة التي تعمل في إطار الكفاح المسلّح ضد القوات البريطانية في منطقة القنال عامي 1950 و 1951. وتمّ القبض عليه بعد انقلاب مارس 1954 في نوفمبر عام 1954. وتتالت محطّات السجن إلى أن خرج منه عام 1964 ليكمل دراسة الطب وبعد تخرجه التحق بحركة "فتح" وعاش مع الفدائيين في الأردن ، وعمل بمركز التخطيط الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، وغادر لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. ضمه المجاهد عادل حسين لكتيبة "صحيفة الشعب" واقترب من فكر حزب العمل وان لم ينضم له وتولى مسئولية الملف الفلسطيني بالجريدة وكان له مقالا ثابتا عن القضية الفلسطينية بالصفحة الأخيرة للشعب. نعود لندوة القدس .. انعقدت إحدى الجلسات تحت عنوان "القدس في الأدب العربي والفنون" ورأس هذه الجلسة القائد الفلسطيني الرمز أبو عمار "ياسر عرفات" وتحدث الأدباء والفنانون عن القدس في الأدب والفن ولم يتطرق أحد إلى الفن التشكيلي رغم اللوحة الفنية للقدس التي خلف المنصة. وطلبت التعقيب وكان منصبا على قراءة اللوحة التشكيلية التي تظهر في الصورة .. لا أذكر مضمون التعقيب نصا بالقطع ولكنني أشرت إلى الأجيال الثلاثة في الصورة وإلى القدس في خلفية الصورة "الحاضر" يمثله الأب والأم الفلسطينية بزيها الفلسطيني المميز الذي تعرفه من بين كل أزياء العالم .. الحاضر الذي تمثل القدس ذاكرته وفي خلفيته. و "الغد" المتمثل في الفتى الفلسطيني جعل القدس شطر وجهه لتملأ كيانه حتى يحررها. و "المستقبل" المتمثل في الطفل الذي تحنو عليه الأم وجعلت مفتاح القدس بين يديه. ونال التعليق قبولا كبيرا من بين الحضور ومن الرئيس عرفات "أبو عمار" وبعد الجلسة كانت هذه الصورة معه ومع المناضل محجوب عمر.