كشفت المحامية الجزائرية فاطمة بن براهم أنها استكملت إجراءات دعوى قضائية ضد الحكومة الفرنسية، لإجرائها تجارب نووية بالجزائر أثناء الاحتلال. وقالت بن براهم – بحسب الجزيرة - إنها سترفع الدعوى أمام القضاء الجزائري لأن الجريمة تمت في الجزائر, مؤكدة أن مبادرتها تلقى مساندة ضحايا التجارب النووية في المستعمرات الفرنسية، ورجال قانون ومناضلين جزائريين وأجانب. وترمي الدعوى التي ترفعها المحامية باسم "جمعية تحرير العلاقات الجزائرية الفرنسية من الفكر الاستعماري"، التي ترأسها إلى تجريم ما قامت به الحكومة الفرنسية في الجزائر من تجارب نووية، شملت تفجير قنبلة بمنطقة رقان بالجنوب الجزائري، بلا حماية للسكان والمحيط، أو التصريح بذلك. كما تطالب بتعويض سكان المنطقة الذين هلكوا في ستينيات القرن الماضي مباشرة بعد التفجير، بفعل الإشعاعات الخطيرة التي نشرت الأمراض والتشوهات الخلقية، إلى جانب الأضرار البيئية. وفجرت فرنسا في 1960 -أي سنتين قبل الاستقلال- قنبلة نووية في منطقة رقان، خلفت آلاف الضحايا والمعاقين، والمشوهين والمصابين بأمراض غريبة نتيجة الإشعاعات، لأن السلطات الفرنسية لم تقم بأي إجراءات وقائية لحماية الحياة البشرية والحيوانية والبيئية. وأخفت السلطات الفرنسية التجارب عن السكان وعن الرأي العام الوطني والدولي, ولم يكشف أمر تفجير القنبلة الفرنسية، إلا بعد سنوات. وأشارت بن براهم إلى أن جمعيتها تسعى إلى كشف حقائق أخرى، مرتبطة بأعمال الاستعمار الفرنسي، بالوصول إلى الأرشيف ورفع الحجز عن "السر العسكري" أو ما يسمى "سر الدفاع"، في الجيش الفرنسي. وستمكن الوثائق، التي يمكن الاطلاع عليها بعد انقضاء الفترة القانونية، من الوصول إلى معلومات دقيقة عن جرائم وممارسات غير قانونية أخرى، ارتكبها الجيش الفرنسي ضد المواطنين، والبيئة في الجزائر. وتأسست جمعية "تحرير العلاقات الجزائرية الفرنسية من الفكر الاستعماري" لتغيير مفاهيم وأنماط الحوار والنقاش التي تريد "أصوات استعمارية" تكريسها في تعاملها مع الجزائر, وهي ترى أن على الفرنسيين التخلص من عقدة التعالي الاستعماري، إذا أرادوا من يستمع لهم. ولمحت بن براهم إلى "هرولة" مرشحي اليمين واليسار في فرنسا لزيارة الجزائر لكسب ود الناخبين من أصول جزائرية الذين يزيدون عن ثلاثة ملايين, قبل الانتخابات الرئاسية في أبريل القادم, وأكدت أن الجمعية سيكون لها نشاط كبير في أوساطهم لتوعيتهم قانونيا وسياسيا بالدفاع عن حقوق المهاجرين، وفرض احترامهم على الجميع، ومحاربة كل أشكال التمييز التي يواجهونها بسبب أصولهم. وأضافت أن على الجزائريين التكتل ليفرضوا على المرشحين تقديم وعود والتزامات واضحة مقابل استفادتهم من أصواتهم، وعلى رأس الالتزامات موقف نهائي وصريح من الماضي الاستعماري وجرائمه في حق الجزائريين.