لا تخلو أحاديث عبد الفتاح السيسي من القسم بالله كثيرًا ، كما انه لا يخلو أبدًا من عبارة "إحنا ظروفنا صعبة يا مصريين" التى لا يمل من ترديدها خلال المحافل المختلفة ، دون أن يحدد السيسي متى تنتهي تلك الظروف الصعبة ، أو يكف عن استخدام القسم الإلهي بصورة مستفزة ، ثم يحنث به، وكأنه يتعمد إهانة هذا القسم الإلهي، الذي يستخدمه المسلمون للحلف والبرهان على صدقهم، ولطالما تحدث السيسي في مواقف مختلفة عن أنه لا يحب أن يقسم، إلا أنه دائما ما يتبع تلك الكلمة بجملة "أقسم بالله العظيم". ولعل أخر ما أقسم عليه السيسي ، هو ما قاله أثناء المؤتمر الثالث للشباب ، يوم الثلاثاء الماضي: "قسما بالله العظيم.. قسما بالله العظيم.. قسما بالله العظيم.. لو المصريين ما عايزني ماهقعد ثانية في المكان ده.. ثانية" ، وهو ما قاله منذ فتره في أحد لقاءاته: "والله والله والله ولا ثانية في الحكم ضد إرادة المصريين"، ليحنث بيمينه مخاطبا الشعب في مرة ثانية ويقول: "انتوا فاكرين إني هسيبها؛ لا والله". قصة السيسي مع القسم الإلهي لم تكن وليدة منصب الرئيس ، فبعد انقلابه على الدكتور محمد مرسي في يوليو 2013، أقسم السيسي في 17 ديسمبر 2013، أنه لن يترشح للرئاسة ولا يطمع بالسلطة، وقال حينها: "أقسمت بالله، إننا مالناش طمع وهاتشوفوا، مالناش طمع بأي حاجة، غير إننا نشوف بلدنا أد الدنيا، إحنا لا بنغدر ولا بنخون ولا بنتآمر". وقد حنث بهذا وترشح للرئاسة في يونيو 2014. وأقسم السيسي أمام الرئيس محمد مرسي على احترام الدستور كوزير للدفاع في 12 أغسطس 2012، ثم انقلب عليه منتصف 2013، وردا على اتهامه بالتنسيق مع دول خارجية في انقلابه على الرئيس مرسي، قال السيسي في 18 أغسطس 2013: "أقسم بالله لم يتم التنسيق خارجيًا مع أي دولة على أي أمر، ولم ننسق ولم نتعاون ولم نستأذن أي أحد". وكان السيسي قد قال قبلها بأيام لصحيفة "واشنطن بوست" بالتحديد في 3 أغسطس 2013: "أمريكا لم تكن بعيدة عما يجري هنا، وكنا حريصين أن نمد مسئوليهم بإحاطات كافية حول الوضع الراهن، ومنذ شهور أخبرتهم بأن هناك مشكلة كبيرة بمصر، وطلبت دعمهم ومشورتهم ونصيحتهم كشريك استراتيجي وحليف لنا". وفي 19 سبتمبر 2014: "اشتغلوا معايا وحاسبوني بعد سنتين، وأقسم بالله ثلاثة لو رأيتم من هو أفضل مني سأترك الكرسي فورا". وخلال افتتاح مشروع الاستزراع السمكي بمحافظة الإسماعيلية، في 2 ديسمبر 2016: "مش عايزين ناخد وقت كبير في مكافحة الفساد، والكل يتحاسب، وأنا مستعد اتحاسب، والله العظيم أنا مستعد اتحاسب". وفي 7 ديسمبر 2016، وجه السيسي، تحية لهيئة الرقابة الإدارية على جهودها في ضبط الفساد، وقال: "والله العظيم أنا لم أحابي أحدا ولا حتى أبنائي في شغلهم". وفي 13 سبتمبر 2015، قال السيسي، أمام شباب الجامعات بجامعة قناة السويسبالإسماعيلية: "لن أصمت على أي فساد أو مفسد"، و"الله لن نسمح بجنيه ورق يتاخد دون وجه حق". وكشف الجهاز المركزي للمحاسبات اختفاء 32.5 مليار جنيه من إيرادات الدولة بالحساب الختامي لموازنة 2014-2015. وفي مارس 2016، أقال السيسي رئيس جهاز المحاسبات، هشام جنينة، وأحاله للتحقيق، بسبب تقرير له عن حجم الفساد في مصر. وخلال المؤتمر الأول للشباب في شرم الشيخ 26 أكتوبر 2016، طالب السيسي الشعب بالتقشف، وقال: "والله العظيم أنا قعدت 10 سنين تلاجتي كان فيها مية بس" ، فيما أكد مراقبون أن السيسي يلبس أفخر أنواع الثياب والإكسسوارات، كما تظهر زوجته في المناسبات العامة بكامل مجوهراتها من الألماس، بجانب حالة البذخ التي تظهر في مؤتمرات وسفريات السيسي. وفي 1 يوليو 2014، دعا السيسي للتبرع لصندوق "تحيا مصر"، وقال: "أقسم بالله لو معايا 100 مليار دولار لأديهملك يا مصر من غير تفكير ولا في حد يذل أو يهين بلادي ويكسر خاطرها" ، وكشفت صحيفة "لاتريبيون" الفرنسية، عن شراء السيسي أربع طائرات "فالكون إكس 7" فرنسية الصنع، ب3 مليارات جنيه؛ للتنقلات الرئاسية. وفي 6 أغسطس 2016، أقسم السيسي أمام الجميع: "والله أنا شايف النصر لمصر قدامي زي ما أنا شايفكم دلوقتي". وهدد السيسي خلال كلمته بمؤتمر "رؤية مصر 2030"، في 24 فبراير 2016، بقوله: "أقسم بالله اللي هيقرب لمصر لأشيله من على وش الأرض". وخلال كلمته المذاعة على التلفزيون المصري، في 16 أغسطس 2015، أكد السيسي أن المشروعات التي تنجزها مصر هي مشروعات حقيقية، وأقسم: "والله نحن لا نبيع الوهم للناس أبدا". وأكدت تقارير محلية ودولية تراجع مصر في عهد السيسي بمجالات الاقتصاد والأمن والتعليم والصحة والسياحة، مع انتشار الفقر والبطالة والفساد والتحرش الجنسي والجريمة. كما شكك خبراء بجدوى المشاريع الكبرى التي أعلن عنها السيسي، أو تم تنفيذها بالفعل، وخصصوا مشروع توسيع قناة السويس، فيما يواجه مشروعه العاصمة الجديدة عقبات ولم يتم العمل به حتى الآن، كما شكا مستثمرون في مشروع المليون ونصف مليون فدان من تعرضهم للخداع. وفي 8 يوليو 2014، قال السيسي خلال احتفالية تنصيبه بقصر القبة: "لا تفريق بين مواطن وآخر، ولا إقصاء لأحد"، مضيفا: "أقسمت أن أكون رئيسا لكل المصريين". وخلال الاحتفال بليلة القدر 25 يوليو 2014، توعد السيسي بالثأر من قتلة 22 جنديا مصريًا بالفرافرة، وأقسم: "والله لن نتركهم لن نتركهم" ، وعلى الرغم من أن هذا الحادث تكرر كثيرا في سيناء والقاهرة وعدد من المحافظات ، إلا أن النظام يتهم دائما بالعجز عن تقديم الجناة الحقيقيين، وأنه يتهم غالبًا معارضين للنظام يتم إخفاؤهم قسريا، حسب مراقبين. وكان تقرير لجنة "تقصي حقائق" ثورة يناير 2011، أوصى بالتحقيق مع قادة عسكريين كبار بشأن جرائم ارتكبت خلال وإبان الثورة.لم يكن قسم قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، بمؤتمر الشباب بالإسماعيلية، هو الأول له منذ تعيينه وزيرا للدفاع بعهد الرئيس محمد مرسي في 2012.