غادر قائد النظام العسكري "عبد الفتاح السيسي" ، قاعة انعقاد القمة العربية ال28 بالبحر الميت في الأردن ، أثناء كلمة أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد" ، لتسجل هذه اللقطة المشهد الأبرز في أحداث القمة ، ونال المتابعة والتغطية الإعلامية الأكبر ، بينما استقبلت الأبواق الإعلامية للنظام الموقف "عمل بطولي"، الأمر الذي أثار موجة عالية من السخرية. في لقطة سوقتها الأذراع الإعلامية للنظام العسكري ، على كونها انتصارًا ومجدًا لمصر ، غادر قائد النظام "عبدالفتاح السيسي" الجلسة الافتتاحية للقمة العربية ال 28 ، المنعقدة بالعاصمة الأردنية "عمان" ، أثناء إلقاء الأمير "تميم بن حمد" أمير قطر ، كلمته بالقمة ، وزادت الابتهالات عبر لجان النظام الالكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعى ، على انسحاب "السيسي" من الجلسة الافتتاحية للقمة أثناء إلقاء الأمير "تميم بن حمد" أمير قطر ، كلمته ، زاعمين أن ما حدث احتقارًا ل"تميم" ودولته ، وأن مصر انتصرت في جولة أخرى !. وبين وصف تلك المغادرة بالانسحاب ، ونعتها بالهروب، تباينت تقديرات المتابعين للموقف المصري ، على خلفية الأزمة الحادة بين البلدين منذ انقلاب الجيش على الرئيس الدكتور "محمد مرسي" في يوليو 2013. الأبواق الإعلامية تعلن الانتصار على الفور ، عملت الأبواق الإعلامية الموالية للنظام العسكري ، على تصدير الانتصار لعموم الشعب ، وكأنما استطاع "السيسي" أن ينسحب من أمام "نتنياهو" أو "ترامب" ، وأكدوا أن مغادرة "السيسي" بمثابة انسحاب احتجاجي على كلمة "تميم"، بل أنها سببت للأخير حرجًا بالغًا وكأن "السيسي" لكمه. الأبواق الإعلامية التقطت مشهد الانسحاب ، ونسجت حوله خيوطها لتحوله إلى "موقف بطولي"، وتصف السيسي بأنه "زعيم منتصر "، أو "زعيم دكر" كما قال الإعلامي الموالي للنظام العسكري "تامر أمين" ، فبعد قصص طويلة ، وكلام بهلوانى ، قال: "الرئيس السيسي رفع راسنا النهاردة، واللي عمله صح، مينفعش بعد اللي بتعمله قطر في مصر الوفد المصري يسمع الهزي اللي هيقوله أمير قطر". أما "فرج عامر" رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس نواب العسكر ،فوصف موقف "السيسي" بالشجاع، وقال في بيان له، إن "الرئيس السيسي يستحق باقة ورد من كل مواطن مصري". وفي محاولة لتجميل الصورة ، وعدم تكرار الكلام والأسباب ، زعم الإعلامي الموالى للنظام العسكري "عمرو أديب" أن مغادرة "السيسي" للقاعة كانت بسبب ارتباطه عقب إنهاء كلمته ، بموعد مسبق للقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز. "أديب" قال: "سيبكم من الهري بتاع إن الرئيس السيسي تعمد ذلك، محدش بيقلل من الأمير تميم ولا يهينه ولا شيء من ذلك، هو كان في ميعاد سابق محدد لذلك اللقاء، ومن سخرية القدر أن يتوافق ميعاد اللقاء مع بدء كلمته". "اليوم السابع" تسقط مجددًا ووصل الأداء الإعلامي والمهنية الإعلامية إلى "قاع الانحطاط المهني والأخلاقي" ، وهو ما شهدتها تغطية موقع "اليوم السابع" الموالي للنظام العسكري ، لمشهد انسحاب "السيسي" ، بحسب تعبيرات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ، فقد استخدم الموقع لفظًا "جارحًا وخارجًا" على الآداب والأخلاقيات العامة ، فضلًا عن مبالغته بشدة في تقييم الموقف ووصفه. اللافت أن الخبر المنشور عبر صفحة الموقع على "فيسبوك" ، شهد هجومًا لاذعًا على الخبر، وجلبت آلاف التعليقات التي امتزج في غالبيتها العظمى الهجوم بالسخرية ، كما أن منصات التواصل الاجتماعي، استغل ناشطوها الهاشتاج ال"غير اللائق"، في دعمه تارة وفي انتقاد هذا السلوب في النقد تارة أخرى. "السيسي" هرب ويري الكثير من المتابعين للمشهد المصري ، أن "السيسي" تعمد الخروج من القاعة مع بدء كلمة أمير قطر، تهربًا من المواجهة، ولتجنب سماع ما توقعه من هجوم عليه، على خلفية الأزمة التي تضرب العلاقات بين البلدين ، فبينما يصنف النظام ، جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية وتحاربها بكامل قوتها ، تفتح قطر ذراعيها لقيادات وأعضاء الجماعة الفارين، خاصة في المؤسسات الإعلامية والبحثية. وفي كلمته ألمح أمير قطر إلى ضرورة الفصل بين الإخوان والجماعات المسلحة الأخرى في تصنيف الإرهاب، وقال: "إذا كنا جادين في تركيز الجهود على المنظمات الإرهابية المسلحة: فهل من الإنصاف أن نبذل جهدا لاعتبار تيارات سياسية، نختلف معها، إرهابية على الرغم من أنها ليست كذلك؟". "تميم" تابع حديثه التلميحي: "قضية مكافحة الإرهاب أخطر من أن نخضعها للخلافات والمصالح السياسية، والشد والجذب بين الأنظمة"، متساءلًا: "هل هدفنا أن نزيد عدد الإرهابيين في هذا العالم؟". هل هذا هو السبب ؟! يرى محللون ، أن مغادرة السيسي ، جاءت إعلانًا منه عن غضبه بعد رفض قطر طلب سلطات العسكر تسليم 53 من مناهضي النظام وبعض المعارضين المتواجدين في البلدين من بينهم اللاعب الدولي نجم مصر والنادي الأهلي السابق محمد ابوتريكة. فقد كشفت مصادر صحفية موالية للنظام العسكري مؤخرًا ، النقاب عن رفض السلطات القطرية والتركية ، طلب سلطات العسكر تسليم 53 من مناهضي النظام وبعض المعارضين المتواجدين في البلدين من بينهم اللاعب الدولي نجم مصر والنادي الأهلي السابق محمد ابوتريكة. المصادر قالت أن السلطات أرفقت بهذه الطلبات الأحكام الصادرة ضد هؤلاء ، وكذلك الحكم الصادر من الدائرة السادسة بمحكمة جنايات القاهرة، والذى قضى بإدراج جماعة الإخوان المسلمين على قوائم الكيانات الإرهابية وإدراج 1500 شخص على قوائم الإرهابيين من بينهم اللاعب الدولي محمد أبوتريكة. وأوضحت المصادر أن مكتب التعاون الدولى بوزارة العدل والنيابة العامة أرسلوا عبر الطرق الدبلوماسية لنحو 80 دولة أجنبية من بينها قطر وتركيا طلبات مساعدة قضائية وتسليم المتهمين لديها وفقًا للاتفاقيات الدولية والثنائية المبرمة بين مصر مشيرة إلى أن بعض الدول مثل الكويت والسعودية سلمت عددًا من المتواجدين على أراضيها بينما لم ترد 7 دول حول تسليم من لديها سواء بالإيجاب أو السلب في حين رفضت قطر وتركيا تسليم ما لديها دون إبداء أسباب الرفض.