لم يختلف حال المصانع فى محافظة بنى سويف، والتى تضم آلاف العمال، كثيرًا عن حال عامة المصريين الذين يئنون من موجة ارتفاع الأسعار التى شهدتها الأسواق عقب إعلان البنك المركزى المصرى تحرير سعر صرف الجنيه، مما فتح الباب على مصرعيه، بجانب قرار رفع الدعم عن الوقود بنسبة ما. فقد أصيبت محافظة بني سويف، بحالة من الشلل التام؛ نتيجة ارتفاع أسعار الوقود بقيمة غير مسبوقة في تاريخ البلاد، حيث أعلن عشرات المصانع عن إغلاق أبوابها؛ لإضراب السائقين بسبب اختفاء السولار من جميع محطات التمويل، ولا تزال الأزمة مستمرة سواء في إضراب العمال الذين لم يجدوا وسيلة انتقال إلى المحاجر والمصانع، واضطر تجار الخضر والفاكهة إلى نقل منتجاتهم للأسواق على "كريتات" تقودها حمير، فيما نقل الجزارون اللحوم على عربيات كارو أو داخل حناطير تقودها الجياد والبغال. وتسبب الارتفاع القياسي في سعر المحروقات (بنزين 80 و90 والسولار) في توقف عشرات مصانع الطوب ببني سويف، ويعمل بها مئات من العمال الفقراء يتسولون العمل لتوفير أبسط متطلبات الحياة لأبنائهم الذين يتهددهم الجوع والعوز والذل. أغلقت المصانع أبوابها وتوقفت فيها حركة البيع والشراء تمامًا؛ مما اضطرها إلى تسريح العمال ومعها توقفت معظم أعمال البناء والتشييد، وأعلن معظم المقاولين إفلاسهم؛ لفشلهم في استكمال الأعمال التي ينفذونها، وتراكم الشروط الجزائية عليهم، في ظل ظروف اقتصادية صعبة، والتي تمر بها البلاد حاليًا. وكان ارتفاع أسعار البنزين المفاجئ ليلة تعويم الجنيه المصري أثار صدمة لدى المواطنين في بني سويف، مؤكدين أن ارتفاع سعر المحروقات صادم ومفاجئ؛ نتج عنه ارتفاع تعريفة الركوب لجميع خطوط النقل الداخلية والخارجية، حسب ما نشره مراسل موقع "المصريون". واتهم المواطنون حكومة الانقلاب بقيادة "السيسى"، بالفشل في نزع فتيل الأزمة التي تسببت فيها، وطالبوا برحيلها، والتي تلقي بالعبء دائمًا على كاهل المواطن الفقير الذي لم يعد يتحمل الأعباء الناتجة عن فشلها في حل الأزمات، وأعلنوا أنهم لن يتنازلوا عن رحيل إسماعيل وحكومته، قائلين "حرام اللى الناس فيه ده إحنا لو كفرة مش هيعملوا فينا كده". وتسبب ارتفاع أسعار البنزين في زيادة سعر تعريفة الركوب في السرفيس الداخلي إلى جنيه بدلًا من 75 قرشًا بما يعني 25% سعر التعريفة، فيما قفزت تسعيرة التاكسي من 4 جنيهات إلى 6 جنيهات داخل مدينة بني سويف، وارتفعت الأجرة إلى مدينة بنى سويف الجديدة شرق النيل من 8 إلى 12 جنيهًا. وفى مجمع مواقف محيي الدين أعلن السائقون، عن أنهم سيرفعون تعريفة الركوب بنسب تتراوح ما بين 35 % إلى 50 % وسط ذهول المواطنين الذين صبوا جام غضبهم على الحكومة، حيث سجلت الأجرة من بني سويف إلى المحافظات المجاورة ارتفاعات قياسية، وبلغت أجرة السفر إلى القاهرة 27 جنيهًا بزيادة 7 جنيهات كاملة، والفيوم 10 جنيهات بزيادة 3 جنيهات، والمنيا 25 بزيادة 4 جنيهات في حين زادت تعريفة السفر بين قرى ومدن المحافظة ما بين 75% و100% وسط حسرة واستياء الركاب الذين تعجبوا من تطبيق الزيادات لتقليل الدعم على المحروقات على حساب المواطن الغلبان، مطالبين بتطبيقه على الفئات الغنية. ومن جانبهم أكد السائقون، أن الارتفاع رد فعل طبيعي وسيتبعه ارتفاعات أخرى في كل مجالات الحياة في مصر. وفي غضون ذلك قام عدد من السائقين بالإضراب عن العمل والامتناع عن التحميل بعد نشوب مشاحنات تطورت إلى مشاجرات مع الركاب المعترضين على زيادة تعريفة الركوب التي اضطروا إليها بعد زيادة أسعار السولار والبنزين.