لم أجد معينا على الطريق، يصون من الضياع الفريق، برغم وضوح النداء، برغم الأمل والرجاء، وفي الحديث الشريف إجابة تقول: ينادي على بعث النار: فيقال كم؟؟ يقال: عن كل ألف 999.. إن شعاب الفرقة ممتدة، ما بين حزب هنا وجماعة هناك، وقافلة الحق تسير، وحاديها كنت أعرف منذ صباي، ينادي بالإصلاح ولكن هل من مجيب؟؟ البعض في شك مريب، والظلم للطاغوت ربيب، لكن ليس غير الله يبقى من على فالله أعلى.. هكذا لم ينجو من السفينة إلا من قال بالحل الإسلامي: من هنا وجدت المجاهد الإسلامي الكبير: مجدي حسين.. وضوح الرؤية لا يحتاج إلى دليل.. أعرف الأستاذ/ مجدي حسين من زمن بعيد.. لم أره إلا من قبل شهور قليلة، لكن أعرف قلمه، أعرف صدقه، أعرف بيانه، أعرف ثقافته، وخلف كل معرفة ضع كلمة بلا حدود، إن معرفة القلم من أصدق المعارف.. كما أن معاركه من أقوى المعارك.. برغم ما كتبنا للثورة قبل الثورة.. وما عشناه من هول الثورة.. فإن الثورة كان حدسها امتدادا لهذا القلم النبيل.. قلم مجدي أحمد حسين لكن للأسف وسائل الإعاقة والشوشرة جاءت من كل قيس يدعى العشق والصبابة.. وإنه للغرام خطيب، يبحث عن حبيب..
لقد عرف هذا القلم الحقيقة ناصعة ولم يتأخر عن العمل لحظة،، هذا القلم الذي اعرف صدقه، واعرف احتكاره للحقيقة، يبذلها للجميع.. ونعرف فيه الصدق والإخلاص المصفى.. وبرغم الضعف الذي كنا فيه إلا أن الشعب المصري أبدا لم يعرف الجبن ولم يعرف الهزيمة، أبدا لم يعرف الركون إلى الظالم، أبدا لم يداهن الطواغيت.. لكنه شعب ذكي.. ماذا يفعل والمؤتمرات تحاك.. وكل الطرق مسدودة..
وكل القنوات مؤممة، بعضها من الظلمة والحاقدين، والبعض الآخر ربما بحسن نية، وبعضهم بسوء نية ويدعي الإصلاح.. لكن لما جاء الفيضان بالخير.. وجدنا ألف قارب، وجدنا ألف فريق، وجدنا ألف حزب، وجدنا ألف فارس.. المصريون يريدون الإصلاح لكنهم عمليون.. يبحثون مع الهدف عن الوسيلة في آن واحد.. وقد جاءت الوسيلة..
ولن تعود العجلة للوراء.. كان البطل المجاهد مجدي حسين يعمل وحده، يحمل وحده الشعلة.. شعلة المارثون الإصلاحي، وللأسف الشديد كان الجمهور يثبطه عن العمل ويدعوه للنكوث.. لكن الشرفاء اقتبسوا شعلتهم منه وانطلقوا وانطلقنا أيضا.. وشرعنا في حزب الشورى والإصلاح.. فكرنا مليا ونظرنا حولنا.. لماذا نتشرزم؟؟.. لماذا لا نتحد؟..
لماذا لا نذوب في بوتقة واحدة؟ وتصافحت بعد هذه الصحوة الوجوه، فوجدت حزبي الشورى والإصلاح يتعانق مع حزب البنيان المرصوص ووجدنا حزب العدالة أيضا ووجدنا أحزاب كثيرة تبحث عن الإصلاح الحقيقي وتريد أن تتحد.. دعونا كل التيارات الإسلامية أن تتحد..
وقرأنا برامجنا وبرامجهم وزرنا رؤساء الأحزاب القديمة والجديدة وتحت التأسيس والطوائف المهمشة والصامتة أيضا عن الكلام مع أن قلوبها تعمل.. تقاربت الأفكار، وتوحدت الرؤى، مصر دائما أولا، وساعتها وقعت أبصارنا على ضوء باهر.. ضوء ليس له مثيل، فيما وجدناه حولنا، لقد وجدنا أنفسنا ووجدنا ما قلناه وما لم نقل أيضا، ما كنا نحلم به ونظنه خيالا، وما عرفناه واقعا، لقد وجدنا ضالتنا لما قرأنا برنامج حزب العمل الإسلامي.. هنا توقفنا، وعلمنا أن في هذا الحزب القصيد وأنه ضالتنا المفقودة، وأن اتحادنا مع هذا الحزب العملاق، هو منتهى أمل الإصلاح المنشود.. وما زلنا ندعو إلى الاتحاد والاندماج..
إننا كأي وطني غيور في مصر والعالم العربي والإسلامي.. لا نرضى بالفرقة ولا نبغي إلا التكامل والاتحاد على الأصلح، وقد وجدنا في حزب العمل ما كنا نحلم به وأكثر.. إنني هنا لست بصدد شرح وتكرار برنامج حزب العمل فهو برنامج قوي وواضح ومتكامل.. لكنني سأتلوا عليكم أسباب انبهارنا بهذا الحزب، وتأييدنا الكامل له، وأسباب انحيازنا له بكل ما نملك من قوة.. سأتلوا على مسامعكم لماذا انضمامنا لهذا الحزب الرائع الجميل، كما رأيناه ورأته قلوبنا وحواسنا جميعا.. أقول باختصار إليكم في ومضات فقط من فيض ما وجدناه من نور الحقيقة وضياء الإصلاح الراشد، والحل الناجع النقي الرشيد..
لأوضح بعض أسباب انضمامي وانضمام حزبي الشورى والإصلاح –تحت التأسيس- مع هذه القافلة الراشدة نحو الإصلاح.. وها هي أحزاب أخرى كذلك ستعلن بإعلاني هذا انضمامها لحزب العمل الإسلامي..
1. لأن مصريتنا لها معيار أساسي وعميق في سياسة حزب العمل.
2.لأنه الحزب الوحيد الذي حارب ويحارب وسيحارب الفساد بلا تحفظات.
3.لأن الأولويات عنده لله ثم الشعب ومصالح الوطن والمبادئ وليست لأي أيديولوجية أو وسائل أو أسباب أخرى.
4.لأنه الحزب الذي كان معنا وقت الشدة (عليه وعلينا) فما بالكم بوقت الرخاء.
5.لأنه لا يفرط في مطلب واحد من مطالب أبناء الوطن وجموع الجماهير تحت أي مسمى.
6.لأنه الحزب الذي أدرك ووعى دور مصر الحقيقي.. ومكانة مصر الحقيقية.. ومحوريتها في حل مشاكل العالم.
7.لأن التيارات الإسلامية جميعا يجب أن تتحد معا..وهذا ما سيكون أسوة بما فعل حزب الشورى والإصلاح الآن.. لأن الذئب لا يأكل إلا من الغنم القاصيه.
8.لأن ترتيب أولوياته السياسية ودوائر اهتماماته العامة منطقية ومسلسلة بإتقان وهي الدائرة المصرية فالعربية فالإسلامية.
9.لأنه أول الأحزاب الإسلامية ليس في مصر وحدها بل ربما في العالم كله.
10. لأنه حزب منا نبت من تراب هذا الوطن وتأبى سياسته أن تباع أو تشترى تحت أي مسمى أو تحت أي عنوان أو مبرر.
11. لأنه الحزب الذي وجه حربه لرأس الفساد ولم يخشى في الله لومة لائم.
12. لأنه يبني مبادئه على الإصلاح الشامل ويرفض الحلول الجزئية أو المؤقتة.
13. لأنه حزب منضبط بفقه الأولويات وترتيب الاهتمامات، كما أنه لا يستقيها من شرق أو غرب، لأنه حزب مصري وطني عربي إسلامي.
14. لأن هذا الحزب لم يداهن ولم يخذل أتباعه ولم يتراجع للوراء ولم يساوم أو يتفاوض من أجل حل وسط مع الباطل.
15. لأنه الحزب الإسلامي الذي يمتلك خبرات ليست موجودة عند غيره من الإسلاميين –على الأقل في الشئون السياسية- وممارسات الحزب وسياساته خير شاهد.
ومهما كتبت وفندت أسباب انضمامي لهذا الحزب العريق الصادق في توجهاته، والمخلص في أعضاؤه وأفراده، المتكامل في برنامجه وإصلاحاته فلن أوفيه حقه.
إن الجهود المبذولة يجب أن تتضافر ويجب أن يتوحد العاملون للإسلام.. إن الفرقة لا تعكس إلا حب الذات، وحب الظهور والمكانة، وطالما ناقشنا البرامج في مسيرتنا فما كان الاختلاف في النهاية إلا على الاسم.. أسماء لا تغني ولا تسمن من جوع.. لقد نبذت إحدى الجماعات، لأنها أصرت على عد الاسم من الثوابت التي لا تتحرك، بينما المسمى مرن ويتحرك (أي فقه هذا)، وها قد بان لي عن التكامل والاتحاد على طريق إصلاح مصر تفاهة الأسماء وصغرها وكبر المسميات وعظمها.. بينما سمانا الله المسلمون اسما لا يتغير ولا يتبدل: (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) [الحج-78]..
ونحن إذ نذوب داخل هذا النبع الفرات لا نرى لأنفسنا أبدا مكانة أو فضل مع إشراقة الإصلاح: فالضوء مبهر، والأفكار طاهرة، والأجساد نورانية، وهكذا يجب علينا جميعا كإسلاميين أن نكون.. ولن يجد الإسلاميون صيغة فريدة واضحة وبسيطة وعميقة الجذور، تجمع بين جميع طوائف الأمة وتلم شمل الشتات سوى الصيغة التي وجدتها في حزب العمل كدستور شامل متكامل يمكن لجميع طوائف الضوء السياسي أن تعمل من تحته، وتجميع كل طوائف المخلصين من أبناء هذا الوطن.. لقد كتبت من قبل بأن الأجندة الموحدة هي الحل..
وها أنا ذا أسطر بانضمامي أول حرف من حروف هذه الأجندة. نسأل الله تعالى العلي القدير أن يعيننا وأن يلهمنا رشدنا وأن يلم شملنا وأن يسدد خطانا وأن يجمعنا على الحق وبالحق، ولا يخيب أبدا رجانا فيه سبحانه فهو نعم المولى ونعم النصير، وبالإجابة جديد، اللهم أجعله اتحادا مبرورا واندماجا طهورا، لم ينتهي المقال، ولم تنفذ الكلمات، فالحديث موصول، والنتائج باهرة، والآمال معقودة، فالطريق طويل، الإصلاح فيها هدف أصيل، والإخلاص فيها خير دليل، (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (إِنّ مَا تُوعَدُونَ لاَتٍ) . * عضو هيئة التدريس بمعهد تكنولوجيا العاشر من رمضان