كتبنا منذ البداية مؤيدين تلك الثورة المباركة ، فقد خلقها الله سبحانه وتعالى من حيث لم نحتسب ، فقد كانت منحة من ربنا سبحانه وتعالى وثمرة لمطالبنا التى هي مطالب شعب اكتوى بنار الظلم والفقر والمرض والبطالة وحوادث فاجعة فى أبنائه منذ سنين ، فكان تأييدنا متعقلا ، فقد كان دوما وما زال مصحوبا بتحذيراتنا وتوجسنا الغدر والخيانة من العدو الداخلي والمفسدين من هنا وهناك والطابور الخامس والعدو الخارجي متمثلا فى أدعياء الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان وهي حقوق يراد بها باطل ، فهي مطية كل قادة الحروب الصليبية الصهيونية قديما وحديثا فى أمريكا وانجلترا وفرنسا وألمانيا وإسرائيل ومن لف لفهم وتسربل بغدرهم وخيانتهم لكل ما تعاهدوا عليه وعدوا به 00 ! ولكن ما أدهشنى وأزعجنى أننى سمعت من كبار المستشارين الدستوريين ما يحاور ويناور فى سبيل مط الحبل طويلاوتقيد الحل بالنسبة لأهم مطلب الآن وهو تعديل مواد الدستور سيئة السمعة مثل 76 ، 77 ، 88 وما شابه ، وهي المطلوبة الآن على وجه السرعة ، فقد سمعت عدة اقتراحات منها المتهجل ومنها ممن يمالطون بقصد أو بدون قصد ، فالحل الأمثل الآن هو أن يقوم الرئيس فورا : 1- بالدعوة لتشكيل لجنة من أساتذة وخبراء القانون الدستوري ، فلا تعدم مصر والحمد لله منهم رجالا على مستوى المسئولية والعفة والنزاهة. 2- أن تقوم اللجنة بتعديل المادة 76 ، 77 على أقل تقدير 3- إصدار القرارات اللازمة لاستقرار مصر وأمنها داخليا وخارجيا وحمايتها من الفوضى والاضطراب ، فلا داعى لتصعيب وتعقيد الأمور ، فالمادة 74 تعطى صلاحيات للرئيس فى لاتخاذ ما يلزم ! ومن هنا أتصور شروطا تتوفر فيمن يترشح من خارج الأحزاب من أى جهة كان فردا أو جماعة أو نقابة أو مؤسسة ، فإذا انطبقت عليه الشروط كان من حقه دستوريا أن يترشح لهذا المنصب العالى المنيف الأول فى الدولة المصرية. هذا مجرد تصور ، فمن غير المعقول ولا المقبول أن يحدد شخصا واحدا بعينه مثل هذه الشروط. أقول : إنها مجرد تصور ، وأوجزها بسبب سرعة تجارى الأحداث فيما يلى : 1- أن يكون المرشح لرئاسة الجمهورية مصريا خالصا أقصد مصريا حتى الجد الرابع أما وأبا . 2- لا يحمل جنسية أخرى زائدة عن جنسيته المصرية . 3- أن لا يكون جاهلا ، بل ممن يشهد له بالعلم والفهم فى مجال لاتخصصه وعمله مسلما خالصا من كل أدران التعصب والحزبية البغيضة . 4- أن يكون منتميا إنتماء حقيقيا لمصريته وعروبته ولأمته الإسلامية . 5- أن يكون عقلا راشدا لا تقل سنة يوم الترشح عن أربعون سنة 40 سنة . 6- أن يكون قادرا سليما صحيح الجسم والعقل والنفس قويا مشهودا له بالنشاط والحيوية فى مجال عمله. 7- أن يكون ممن له أياد بيضاء بين مجتمعه الصغير والكبير من أعمال الخير والبر على قدره وسعته ؛ يعنى ( مش جاى يسترزق سفلقة على حساب الكبار والصغار ومص دما الشعب ونهب قوت الفقير واليتيم ) . 8- أن يوافق عليه على أقل تقدير كمئة من الشخصيات العامة المشهود لهم بالنزاهة والعفة ، ويمكن الاشارة إلى أمثال هؤلاء بصورة عفوية : - شيخ الأزهر أو رجل جليل من علماء الأزهر العاملين - رئيس احدى الجامعات - رتبة عسكرية كبيرة لا تقل عن رتبة لواء - واحد من رؤساء لجان مجلس الشعب وآخر من مجلس الشورى أو عشرون عضوا محترمين من المجلسين. - واحد من رجال الشرطة ليس أن يكون لواءا بالضرورة ، فقط ممن لم تلوث أيديهم بدماء المصريين أو تعذيبهم. - عشرة من خيرة علماء مصر وكتبها ومثقفيها ممن لم توجه إليهم جرائم الخوض فى الدين والتهجم على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وإيذاء الصحابة والاستهانة بالعلم والعلماء00 - واحد أو أكثر من المشهود لهم بالعفة والنزاهة ممن حصلوا على أوسمة ونياشين فى حرب العاشر من رمضان السادس من ؟أكتوبر 1973م ، بشرط أن لا يكون ممن حصلوا على جوائز خارجية مثل نوبل وغيرها من الجوائز الأمريكية والإسرائيلية . هذا ، وليكن ذلك مصاحبا حذو القذة بالقذة وقبله وبعده ومعه والآن بلا تأخير محاكمة كل المتسببين فى الفساد الذى استشرى فى مصر من رجال الأعمال ولجنة السياسات بالحزب الوطنى ووزارة الداخلية وأمن الدولة ومراكز القوى المحاربة لله ورسوله والضالعة فى هذا الظلم الظالم والخراب الذى عم البلاد والعباد 00 لقد سمعت المستشار الكبير إبراهيم درويش وهو يطالب بما نطالب به بحنكته وخبرته القانونية ؛ سمعته يقول : لماذا اقتصر الأمر على هؤلاء الأربعة الذين منعوا من السفر ، فهناك ملفات كثيرة هند الدكتور جودت الملك تتهم أشخاص بعينهم لم يرد أن يفصح عنهم ، فقط طالب بتشكيل لجنة من خمسة منهم الدكتور جودة الملط والنائب العام ورئيس المحكمة العليا 00 تكفى لفتح تلك الملفات ومحاكمة المتهمين بالفساد والإفساد دون إبطاء 00 هذا ما تمكنت منه الآن حاولت أن أضعه أما القيادة العليا فى مصر عسى أن يساعد هو وغيره فى بناء مجتمع العزة والكرامة المصرية الجديد . والآن ، لم يبق أمامى إلا أن أتقدم بالشكر خالص الشكر للسيد رئيس الجمهورية محمد حسنى مبارك ، فقد انتظرت منه طويلا أن يفعل ما فعل ، فقد كان حليما صابرا ، فكنت واثقا أنه سيفعل حتى تسير سفينة مصر كما سارت سفينة نوح عليه السلام ، فتنجو وينجوا الركاب . يقول عز من قائل " وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ " (هود : 41 ) *** نصيحة هامة : إن الشعب المصري ليس ممن يمسكون بالخشب ، بل يعلمنا كتاب ربنا سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم ورسولنا الكريم صلى الله عليه فى سنة العطرة أن نقول حين نرى شيئا يفاجئنا مما نسر به ونفرح : ما شاء الله 00 ولا قوة إلا بالله 00 هذا ، كما أن الشعب المصري ليس ممن يلبسون القبعات 00 ولا ينحنى إلآ ركوعا وسجودا لله الواحد الأحد 00 فقط تعلمنا منذ نعومة أظفارنا أن نوقر كبيرنا ونحنو ونرحم صغيرنا 00 برجاء العلم 00 ألم تقرؤوا بعد عن ثورة شباب التحرير 00 كفى تغريبا وضياعا لهويتنا 00 يكفى أن نحترم الآراء ، ونقدر النصيحة ونستمع ونستشير العقلاء من ذوى الرأى والمشورة00 ! وليعلم من لا يعرف أن كثرة الإطراء تولد فراعنة لا يعلمهم إلا الله تعالى ، فكفانا ظلما وتجبرا واغترارا 00 ! وأكرر وأقول أننى كتبت - مؤيدا ومساندا، وكذا كنت مشيرا وناصحا ومحذرا 00 واقرؤوا إن شئتم ما كتبناه وما نكتبه تباعا 00 عدة مقالات منها : 1- مجلس النسوان 2- نريد نظاما يختار الحاكم ، لا حاكما يختار النظام 3- فهمناكم 00 كلكم 4- بعد الهجوم التتري للمتظاهرين فى ميدان مصطفى محمود على المتظاهرين فى ميدان التحرير 5- وهو ما كنت أخشاه 6- لا تكونوا ديكتاتوريين وأنتم تطالبون بالديموقراطية 00 ، فهذا تناقض لا يقبله العقلاء والأحرار 00 | 7- الناس فى مصرنا فى حوار متعجل 00 وهذا هو الحل الشافى . ( وعلى الله قصد السبيل ) ***** دكتور / عبد العزيز أبو مندور [email protected] 2- نريد نظاما يختار الحاكم ، لا حاكما يختار النظام 00 ! 1/27/2011 11:12:51 AM دكتور / عبد العزيز أبو مندور 000 كنت قد كتبت لهذا المقال عنوانا جانبيا هو ( حسن الظن 00 وسوء الظن ) ، إلا أن الأحداث المتتابعة ورياح التغيير العاصفة التى تجتاح مجتمعاتنا وبلادنا العربية والإسلامية قد تزايدت وتيرتها وضغطها على الحكام الطغاة يتزايد يوما بعد يوم وبخاصة بعدما كادت الثورة التونسية أن تجتث جذور النظام الفاسد ورجاله من سدة الحكم فى تونس. نعم إن بعض الظن إثم ، ولكن - ليس كل الظن إثم ؛ فبعضه أيضا صوابا00 ! والحق إننى انزعجت ودهشت فى آن واحد ، فالحكومات الأنظمة العربية ضحت عن بكرة أبيها بالشهيد صدام حسين – ولا نزكى على الله أحدا - ، فكثير من المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها يحسبونه كذلك ، فلسنا بدعا فى شيء – وإن كنا لم نقبل منه أبدا تلك السقطة القاتلة التى أوقعته فيها السفيرة الأمريكية بالعراق ، بل أوقعت الأمة كلها فيها حتى اليوم ؛ حين ألهمته بخبثها الصهيوبي ( نسبة إلى الصهيونية العالمية + الصليبية الإنجيلية ) أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا شأن لها فيما يفكر فيه من غزو الكويت ، فسولت له نفسه ذلك ، إلا أننا كنا من الذين وقفوا ضده فى ذلك ، فلم نوافقه فى ذلك مع القلة العاقلة المصرية على الساحة الثقافية أو السياسية المعتدلة ، مع أن معظم القوى اليسارية والعلمانية فى مصر والعالم العربي أيدته بأهداف لا نعرفها إلا أنها قوى نفعية مستغلة تصطاد فى الماء العكر، فجرى فى العراق دم الأبرار سيالا حتى اليوم بلا جريرة ترتكب ، وتوقفت الأمة عن مسيرتها نحو التحرر والتقدم والنهضة التى كنا نطمح جميعا إليها منذ نعومة أظافرنا . ولكن – هيهات أن يسمح الذئب الغادر مهلة أو فرصة واحدة حتى يشب الحمل الصغير عن الطوق ؛ فيدافع عن بقائه وهويته وحضارته وعروبته وإسلامه ، فلم يلبث أن فاجأنا بتدبير حاثة 9سبتمبر ، فألصقها بالسذج من أبناء الأمة من هنا أو هناك ، فإن كان أحد منهم فعلها ، فما كان إلا يدا للمتآمرين على أمتنا دون أن يعى أو أن يدرى ، فباغتنا العدو الأمريكي الخبيث بغزو العراق وأفغانستان ؛ فتعطلت المقومة الفلسطينية عن العمل ، وتشجع المحتل اليهودي الغاصب فى أرض فلسطين أن يدنس مقدساتنا فى القدس الشريف والمسجد الأقصى منتهى الإسراء ومبدأ المعراج النبوي صلى الله عليه وسلم ، وما تلا ذلك من ممارسات إرهابية أودت بالصومال وتقسيم السودان وترهب أمة الإسلام فى مشارق الأرض ومغاربها ، وتهدد البلاد والعباد فى كل مكان. أقول ، لقد ساعدت امعظم الأنظمة العربية فى تخريب العراق وبوار مشروعاتها الكبرى نحو التقدم والازدهار ، بل حاربت جنبا إلى جنب مع المحتل الأمريكي الغاشم ، فكانت أمريكية أكثر من الأمريكيين ، فقد توحدت أهدافها مع الأمريكان ، إلا أن المحتل الأمريكي كانت أهدافه هدفين ، فشاركته القوى العربية فى هدفه التكتيكي وهو ضرب البنية التحتية للعراق حتى لاتقوم له قائمة بعد ذلك ، ظنا منها أنها تتجنب بذلك خطر صدام والعراق وكأنه هو العدو الأوحد لأمتنا العربية ، وهو نفس المخطط الأوربي القديم الذى لعبته بريطانيا فى بلادنا بالقضاء على الخليفة العثماني وفصل الدول العربية عن الخلافة العثمانية ، فقد خدعت الشريف حسين بأن يقود ثورة ضد الخلافة العثمانية سميت فى التاريخ العربي الحديث زورا بالثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين ، فقد خدعه مكماهون وزير حارجية العدو البريطاني ، لا عن طريق المحادثات والتعهدات المباشرة ، بل عن طريق مراسلات هى بين يدى أنظر إليها بين الحين والحين منذ أكثر من خمسين سنة وكلى ألم وحسرة على ضياع الحق العربي بيد حفنة من أبناء أمتنا من الطامعين فى العرش والتاج الزائف ، فذاقوا وبال المؤامرة والخدعة البريطانية الكبرى فى بلادنا ، فكما خدع الشريف حسين مكماهون خدعه صديقه لورانس الموسوم زورا بلورانس العرب ، فكان يقتل البدو على أنهم أعداء للثورة ، فما كان جزاء سنمار أقصد الشريف حسين الذى وعدوه بأن يكون ملكا على العرب ، ما كان جزاء سنمار إلا تاج الجزيرة ، فقد وهبوه قطعة صغيرة جدا هي إمارة شرق الأرض - وكأنها من تركة بريطانيا فى أرض العرب - ، أعطوه إياها بديلا عن شبه الجزيرة العربية والشام ( سوريا ولبنان وفلسطين ) ، فلم يجد بدا من القبول وإلا حرموه من كل شيء . ومازال العدو والمحتل الأمريكي يقبع على قلب العراق – مع أنه وعد سحب قواته وجيوشه الجبارة حتى نهاية 2011م ، إلا أنه لم يترك خيارا لأحد ، فقط سيبقى على قوة أمريكية لحماية أمن العراق ، فلا أدرى أى حماية هذه ، وممن ؟ إلا أن تكون حماية المصالح الأمريكية وتمكينها من السيطرة على مقدرات العراقيين واستنزاف مواردهم الطبيعية والحيوية ، ومنع تقدم العراق واستقلاله ، فتلك هي السياسة الأمريكية مع غير ا؟لأمريكيين بعامة والعرب والمسلمين بخاصة ، فعلمنا سر دعمهم لإسرائيل ، ولمعظم الأنظمة والحكام العرب والمسلمين ، فإن ضعفوا وكانوا ورقة محروقة ألقوها وساهموا فى زرع بؤرة حاكمة فاسدة أخرى تحت مسميات التحرر والديمقراطية وهكذا ، فقد نظروا للعالم كله كقطع فوق قطعة شطرنج ، أو كمسرح العرائس يحركون شخوصه المعلقة على المصرح بدوبار فى أصابعهم وبأيديهم . المهم أننى الآن بعدما قامت ثورة تونس الخضراء ، تونس أبى القاسم الشابي ، أرجو ألا يكون هدفها – أقصد هدف من خلفها سواء من الجيش أو الحزب الحاكم – أرجو ألا يكون فقط الهدف ينحصر فى طرد الطاغية ، فقد تحقق هذا الهدف ببساطة شديدة ، فقد هرب الجبان الرعديد . أما وقد كادت شجرة الطاغية أن تتحول إلى جذوعا خاوية ، فيبقى أن تتوحد قوى الحكماء فى تونس من كل قوى الشعب بلا استثنلء أحد على هدف واحد هو التغيير لبناء نظام ومؤسسات قائمة ثابتة دائمة تحكم البلاد ، فلا تعتمد على الأفراد مهما كانت صفاتهم وتضحيتهم ، بل نظام مؤسسي ثابت فى الزمان والمكان يحفظ على الأمة هويتها العربية والإسلامية ، كما يحفظ على البلاد كرامتها وحريته نريد نظاما يختار الحاكم ، لا حاكما يختار النظام 00 ! نعم فما نريده نظاما ثابتا يكون قادرا بكل مؤسساته التنفيذية والتشريعية والقضائية أن يختار الحاكم ، فلا بد من بنائه إلى مصادر ومراجع ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان ، ولا بد لهذه المصادر من علماء وحكماء ورجال وشباب مملوءا بالحيوية والوعى واليقظة لا يصول إلا فى الحق ومن أجل الحق والعدالة والحرية والكرامة ؛ أبطال مناضلون شجعان يحرسونها من التحريف والتبديل . إن التغيير الكبير الذى نطالب به جميعا هو التغيير نحو العدالة والكرامة والحرية والديموقراطية السليمة لا ديموقراطية الفرد الواحد ، ولا ديموقراطية المحتل الغاصب أمريكي أو أوربي أو من هنا وهناك ، نريد دستورا ينظم طريقة الحكم الصحيح على أساس من العدالة والحرية والتكافؤ الاجتماعي والتوزيع الصحيح للثروة والاقتصاد بديلا عن احتكار القلة سواء الأفراد أو السوق. نعم ؛ نريد نظاما يختار الحاكم ، لا حاكما يختار النظام 00 ! ومن هنا نحذر العقلاء من هنا وهناك من محبى الحكمة والكرامة والحرية الإنسانية - ن خوفنا على ثورة تونس الخضراء - نحذر من أن تسرق وتختطف ثورة الشباب ونضالهم لصالح حفنة من المرتزقة من هنا وهناك سواء من الشعب أو الحزب الحاكم أو تقسيمة مشتركة بين هؤلاء وبعض أحزاب المعارضة أو أفرادهم وغيرهم من أذناب الطاغية . ومن هنا أيضا من حق البعض أن يتخوف من عودة الطاغية مرة أخرى كما حدث مع أمير الكويت بخاصة أن المملكة السعودية ساهمت فى حماية الأخير وعودته مساهمة جبارة ، فيكون الوضع كما خططه الطاغية نفسه بأنه يترك الحكم – وكأن ذلك باختياره - لبعض الوقت حتى تسكن عاصفة الغضب الشعبي ، ففر حتى لا تقتلع جذوره من الأساس . ولكن المدهش أن المملكة العربية قبلت الطاغية كما قالوا لا بوصفه حاكما لتونس – ولكن المدهش أنها هي دون سواها من الأنظمة العربية جميعا حتى دول الجوار الهارب الجبان ، بل إن دولا الأوربية كانت فى ظن الخائن الجبان صديقة رفضته كما رفضت أمريكا شاه إيران عميلها ضد الإسلام والعروبة من قبل. لقد قبلت المملكة السعودية من جعل دخول المساجد للصلاة كسكر شاى وزارة التموين فى بلاد الطغيان بالبطاقة ، فلا يعبد التونسي ربه سبحانه وتعالى بحرية واستقلال ، فلا بد من تأشيرة وفيزا طاغوتية من بن علي أو طاغية القصر بنت القاع التونسي أو وزير الداخلية قاتل أبيه ، لقد قبلت السعودية أرض الحجاز خادمة الحرمين من يحارب المسلمين فى عقيدتهم وعبادتهم لله الواحد الأحد ، فيغلق المساجد وتفتح بأمره ، ونسي الفاسق أن المساجد لله سبحانه وتعالى فلا نشرك مع الله أحدا ، فقد حذرنا ربنا سبحانه وتعالى من ذلك ؛ من الشرك والشركاء ، فهو سبحانه وتعالى أغنى الأغنياء عن الشرك ، فقال سبحانه " إن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا " وهذا لأمر بالغ الصعوبة على الفهم ، فليست المروءة العربية كما أفهم فى مداهنة الطغاة وممالئة الظالمين ، بل فى الوقوف مع المظلومين حتى يؤخذ له الحق ممن ظلمه ، فقد حضر رسول الله صلى الله قبل البعثة ( حلف الفضول ) وهو لدفع الظلم عن الظالم ورد الحقوق لأصحابها ، بل باهى بذلك لا فخرا بل تحريضا على الدفاع عن حقوق الإنسان والمظلومين ، وهو ما أمرنا به صلى الله عليه وسلم . قال صلى الله عليه وسلم فى رواه الإمام البخاري فى صحيحة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال : " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع: بعيادة المريض، وإتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم. ونهى عن الشرب في الفضة، ونهانا عن تختم الذهب، وعن ركوب المياثر، وعن لبس الحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق " وسار على ذلك الخلفاء الراشدين ، فرأينا خليفته أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين تولى الخلافة بعد رحيله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى وهو يضع دستورا لفترة خلافته بأأن قال أن القوي فيكم ضعيف عندى حتى آخذ لبحق منه ، والضعيف فيكم قوي عندى حتى آخذ له حقه ؛ فهل كان أبو بكر الصديق يقبل بن علي لو فعل بدين الله وبالمسلمين وبرعيته حتى من غير المسلمين ما فعل ؟! انظر ما فعل عمر الفاروق الخليفة الثانى رضي الله عنه مع سعد بن أبى وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة عندما شكاه أهل النفاق فى العراق ، فقد استحضره إلى دار الخلافة وحاسبة وسأله عما نسب إليه من مظالم حتى تحقق من براءته منها. وكذا مع ما فعله مع بن عمر بن العاص والى مصر حينما جار على المصري ، فاستدعاه وأمر المصري يقتص لنفسه منه. ولكن – هل تستجيب السعودية إلى مطالب تونس والثوار فى إعادة الطاغية الهارب لمحاكمته على ما اقترف هو ونظامه الفاسد من الإثم والفساد ؟ أم تصدره لمصر كما صدر إليها شاه إيران من قبل ؟! إننى فى حيرة – والحق يقال – من أمر الأنظمة العربية والإسلامية الحاكمة بقبضة البطش والطغيان الأمني ، فمع أن الأنظمة الأوربية فوجئت بثورة الأبطال فى تونس الخضراء وخلع الطاغية من جذوره ، إلا أن كل ما سمعناه جاء من فرنسا وأمريكا ، فالأولى رفضت استقبال خادمها الأمين من قبل أن يحكم البلاد وطيلة حكمه حتى يوم هروبه ، فلم يقصر فى الوفاء لسيده ، فتركته يتأرجح فى الجو ساعات لا يجد له معين ، فقد غفل عن ربه سبحانه وتعالى واحتمى بأعداء الدين. أما الثانية ، فكعادتها – حتى لا يظن بها أنها فقدت مصادرها المعلوماتية ووهنت قبضتها – فقد أصدرت بيانا عاما لا يفهم منه شيئ لا لها ولا عليها ، فلا يستطيع أحد أن يمسك عليها غلطة يحاسبها عليها ، فلعل الطاغية يعود ، ولعله لا يعود ، فموقفها موقف المنافقين أصحاب فلسفة المنفعة البرجماتية ، ، فهو بيان دبلوماسي فج اعتاد عليه فى المواقف الغامضة عليها ؛ إلا أنها تريد مع ذلك أن توهم السذج ممن مازالوا يصدقونها فيما تقول أنها المهيمنة على العالم وأن بيدها 99 بالمئة من حل مشاكل العالم 00 ! وكل ما قالته أن على الشعب التونسي أن يتحلى بضبط النفس كما هي عادتها فى البيانات التى تصدرها كلما اعتدت القوى الإسرائيلية المحتلة على قطاع غزةوفلسطين بالتجريف والحق والإبادة الجماعية. ولكن – إن كان هذا حال المتربصين من الغرب الأوربي أو الأمريكي ، فهل تحاول ا"لأنظمة العربية أن تساعد فى خطف الثورة التونسية عودة تونس مرة أخرى لصالح الأنظمة الظالمة المستبدة باسم الديموقراطية الأوربية والأمريكية الزائفة؟ . وهل تمكن - كما يتكهن البعض – الطاغية من العودة ليحكم تونس مرة أخرى ؟ ولمصلحة من هذه المرة ؟ وما قيمة تلك التضحيات الجسام التى بذلها الثوار الأحرار دون خوف أو تردد ؛ وما أهميتها ؟ لقد سمعنا لوم النظام الليبي للشعب التونسي على استعجاله فى طرد بن على ؟ ثم إنه لم يتراجع ، فقناعته أن بن علي أو الزين كما يحب أن يسميه هو أفضل حاكم لتونس ليس فقط رئيسا حتى سنة 1014م ، بل على طول الحياة . وهو نفس المعنى الذى تروج له الأنظمة العربية ، فها هى الأحزاب فى لبنان تروج لنفس المعنى بخصوص مرشحيها ، فالمسألة خرجت عن المعقول 00 ومن هنا قرأنا لكتبة النظام ومنظريه من أمثال الدكتور / عبد المنعم السعيد والدكتور مصطفى الفقى والدقاق والأخوين مكرم وعبد الله كمال والشوارعيلزم 00 وغيرهم من الشيوعيين والماركسيين القدامى والمرتزقة المحدثين ومن الظلمانيين العلمانيين والماسونيين رواد الروتارى والليونز والجمعيات المشبوهة أنصار تحرير المرأة والطفل والشواذ ؛أولئك الذين ينعقون مع كل ناعق. ومن هنا فإننى لا أدرى علة تشكيك الدكتور / عبد المنعم السعيد فى ثورة الشعب التونسي على الطغيان ، تلك الثورة الجميلة ( ثورة الياسمين ) ؛ ثورة فاجأتنا كما قالت : إحدى الليبيات أن الشعب التونسي شعب مفاجآت كما فاجأنا بالثورة ضد بورقيبة ، فادأنا بالثورة ضد بن علي00 ! والحقيقة أنا لن أدخل فى تلك التفصيل ، و لكننى أحببت كلاما لأحدهم من بلادنا العربية أن شعب تونس حقق ما قاله أبو القاسم الشابي منذ مئة عام : إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلى *** ولا بد للقيد أن ينكسر والحق أن ربنا سبحانه وتعالى طالبنا بالتغيير ؛ تغيير أنفينا إن نحن طالبناه بمعونتنا على التغيير والتحرر من أيدى الطغاة المغتصبين. وقد نبهنا نبينا صلى الله عليه وسلم بضرورة العمل ، فقال لمن طلب منه أن يدعو له ليكون رفيقه فى الجنة : ساعدنى على نفسك بكثرة السجود . المهم ، أن الشعب التونسي فعلها وهرب الطاغية الجاهل الغبي الجبان ، بعدما صرح هو بلا تلميح إلى جهله وغبائه وجبنه . 1- أما جهله : فقد قال أن معاونوه خدعوه. 2- وأما غباؤه ، فقد قال : فهمتكوا كلكم . 3- وأما جبنه فظاهر من فراره وهروبه. إذن انتصر الشعب التونسي فى أول خطواته الحاسمة وهي التخلص من الطاغية . ويبقى التنبيه على اليقظة حتى لا تختطف الثورة بأيدى السحرة وأذيال الحية الطاغية. لقد دهشت عندما تكلم الدكتور عبد المنعم السعيد وهو من النخبة المثقفة بالحزب الوطني وريس مؤسسة إعلامية تغرف من قوت الشعب عندما قال : أن التوانسه بعدما تخلصوا من بن علي لا يعرفون ما يفعلون مثلهم مثل عادل إمام فى فيلم ( الإرهاب والكباب ) ، فالشعب لا يستطيع أن يقوم ب 00 وتفكر ، ثم قال بلغة الفصيح لما يصيح ؛ قال : مش عارف أجد لها كلمة بالعربية حأقولها بالغة الإنجليزية ، لا يستطيع الشعب يبلور مطالبه قال ذلك بعدما أتى بالكلمة الإنجليزية التى تنقح عليه والتى بحث عنها لتنقذه بالمعنى الذى يريده بعدما فهمت رسالته بعجز اللغة العربية عن التعبير عما يرده ، مع أنه هو الذى أظهر عجزه عن فهم اللغة العربية ؛ فقد شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء أنها أقوى اللغات وأدقها فى شرح الحقائق العلمية واستيعابها ، فمازالت تدرس المصطلحات العلمية فى الطب والكيمياء والجبر بمصطلحاتها العربية التى احتفظ بها العلم الحديث لصلاحيتها ودوامها . وكان عليه لو صدق ، وهو من المفترض محسوب على الباحثين والأكاديميين أن يصرح بأن الطغاة يعزلون الشعب عن زعماء الإصلاح فيه بعد قمع الإصلاحيين وقهر الشعب وتجهيله ، فلا يستطيع الزعماء أن يتحدوا فى حزب أو جبهة سياسية معارضة تضع تصورا لنظام حكم حر عادل ، فالطاغية هو الذى يمنع شعبه من ممارسة الحكم الديموقراطي بقهر زعماء الشعب الحقيقيين وقمع كل من يحاول أن يعارض أو يطالب بالإصلاح السياسي والدستوري . ومن هنا طالبنا كثيرا بضرورة أن يتحد كل المعارضة فى الشعب المصري تحت قيادة واحدة ولتكن أيا من كان ولو كان البرادعي مع ما لنا عليه من تحفظات ، حتى إذا تحقق التغيير المطلوب من تعديل الدستور فى بنوده سيئة السمعة المشهورة ، يذهب كل من المتخالفين كل منهم إلى ليلاه ، فيستطيع الشعب أن يختار بين مرشحى الرئاسة ونواب الشعب دونما قهر أو استعلاء. ملحوظة : لقد توقعت حل مجلس الشعب وقلت لأحد معارفى ونصحته ألا يدخل الترشيحات ، فسوف يأخذ المرشحون هذه المرة صفعة تدير وجوههم ، فقط بعدما ينفقون مدخراتهم طمعا فيما هو آت من نهب وسلب واغتصاب لحقوق الشعب 00 ! وهاهو الشباب المصري بلا سابق ؟إنذار يتظاهر مطالبا بحق الأمة حتى أجبر رؤساء الأحزاب وأوجعهم فهم فى حيرة من أمرهم ، بل كشف عن عورات الكثيرين منهم ، ناهيك عن فضيحة الحزب الوطني . وإن كان هذا هو واقع الحال فى الأنظمة العربية ، فليكن – فقط أن تكون هناك عدالة ومساواة بين الجميع حكام ومحكومين ، فلن يسكت المظلومين والمقهورين ، فتتسع رقعة المظاهران من أجل التغيير ، فمن حق كل مواطن أن يقول كما قال ذلك الممثل الهزلي فى فلمه الكومدي : عايز حقى 00 ! أما أنا وبجد وبحق : أريد حقى لا كما ينادى بمطالبه غيرى ، ولكن – أريد حقى الشرعي ، فهو ليس رغيف من جوع ، فهو حق طبيغي للجميع ، فكلنا يطلبه ، ولا وظيفة من بطالة ، فهي مطلب خيوي لكل أبنائنا ، ولا عدالة اجتماعية ، فهى السبيل الوحيد لرفع الأجور والتخلص من غلاء المعيشة ومساواة المؤهلات المتماثلة فى الأجور والمرتبات ، وتضيق الخناق على الفوارق الطبقية ، فلا يعقل أن يكون واحدا يملك مليارات الدولارات يتحرك داخل المجتمع وخارجه وينفق ماله بسفه وكأنه دولة وحده ، فالأحكام القضائية والمحاسبة القضائية بمنأى عنهم ، فيفلتون من الضرائب بمجرد أن يسمع مأمور الضرائب أسماءهم ، وآخرين لا يجدون قوت يومهم ، بل تؤخذ منهم ضرائب بطريقة عشوائية وبطريقة مقنعة ، فلا يفلتون منها وهى ظالمه ، بل لا يعرفون حتى السبيل إلى رفع ذلك الظلم عنهم ، فالدولة فى واد لا تسمع لهم ، والشعب فى واد يئن من وطأة الظلم وتحت قهر الحاجة ، فقط سيناريو جاهز تردده الأبواق الإعلامية فى كل مرة تصدع به رؤسنا وتلوث به أسماع أبنائنا ، إما بمواكبة فرية تحرير المرأة والشواذ ، وإما بالتبشير بمعدلات التنمية ومؤشرات الاستثمار والسياحة فى مصر. نعم أريد حقى الشرعي وهو بوضوح واضح حق أمتى العربية والإسلامية فى الحياة والكرامة والحرية والعدالة والمساواة والحضارة ، فتعود إلى سابق عهدها تحتضن أبناءها من أهل الكتاب من غير المحاربين ، وتنبذ كل ملحد وثني مشرك بالله سبحانه وتعالى ، فلا يتسع قلب مصر أبدا إلا لمن يعبد الله سبحانه وتعالى ربا واحدا ، فلا رب سواه ، ذلك رب العالمين. ومن هنا نقول : أن التغيير المطلوب الذى يجب أن تلتف حوله كل التيارات فى مصر تحت شعاراتها المختلفة مهما كانت هو بإيجاز بسيط تغيير مواد الدستور سيئة السمعة ، المادة 76 ، 77 ، 78 ، وغيرها مما يعرقل حركة تقدم المجتمع وكفاحه نحو الحق والعدل والمساواة والكرامة والحرية والحضارة بمفهومها العربي والإسلامي ، فلا نستورد هويتنا من غيرنا ممن فقد كرامته واستقلاله ونسي ربه سبحانه وتعالى ( وعلى الله قصد السبيل ) ***** 3- فهمناكم 00 كلكم 00 !!! دكتور / عبد العزيز أبو مندور 000 فهمناكم كلهم 00 قالها الزعيم محمد حسنى مبارك للإسرائيليين والغرب وعلى رأسهم أمريكا أوباما ووزيرة خارجيته 00 ! لم يقلها مبارك لرجاله كما قالها بن علي لرجاله فى تونس ، فرجال مبارك لم يتخلوا عنه لحظة ، بل أقول أن من غدر منهم ليس من رجال مبارك ولا من أبناء مصر الشرفاء 00 ! لقد سبق أن قلت فى حديثى للعقلاء من أبناء مصر أن المسألة ليست بهذه الشدة التى تطالب برحيل الرئيس محمد حسنى مبارك ، فكانت مناقشاتى معهم مادة لمقال كتبته بعنوان ( ليس من الضروري أن يرحل مبارك ) ، بل ما يجب أن يضطلع به الرئيس لإنقاذ مصر والمصريين ، فليس الآن وقت للمراء والجدل ، فمصر الآن فى حاجة إلى نوح جديد لينقذ الله به السفينة كما أنقذ الله سبحانه وتعالى سفينة نوح عليه السلام بمن فيها وما عليها من المؤمنين. يقول عز من قائل " وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ " (هود : 41 ) ولكننى لم أتمكن من أرسال مقالتى بسبب قطع الحكومة السابقة للنت - وهى التى ادعت أنها حكومة القرية الذكية 00 ! - تصورا منها أن ذلك الفعل الخاطئ سيقمع المظاهرات الشريفة لشباب مصر وأبنائها الشرفاء الأحرار. ولم تدرك الحكومة السابقة أن قطع وسائل الاتصالات بين الأفراد والجماعات ضد مطالب المتظاهرين فى العدالة والحرية والكرامة ، وأن ما أتت به لدليل على تخلفها السياسي والإداري والحضاري ، فقد حدث عكس ما كانت تسعى إليه من مواصلة أعمال وآليات القمع التى دأبت عليها كغيرها من بعض الحكومات السابقة ، فقد تجمعت الآف هنا وهناك وزاد اصرار الأحرار على مواصلة تظاهراتهم حتى تمكنوا بمشيئة الله من تحقيق مطالبهم واحدة بعد الأخرى ، فقد وعدت القيادة العليا - بحسها السياسي والقيادي وحكمتها التى شاهدناها وشهد لها القاصى والدانى فى حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973م – وعدت بتحقيق كل ما طالبنا به منذ سنوات ، بعدما تكشفت الحقيقة لها من عدة جوانب لا يغفل عنها إلا من ألغى عقله وطمس وجدانه وسقمت نفسه وانحرفت فطرته . لقد تحقق لمصر من بينات الرئيس ووعوده ما كانت تسعى وتجاهد للوصول إليه منذ سنوات ، فكانت تلك البيانات الرئاسية والأوامر مقدمة كبرى للخروج بمصر من أزمتها الطاحنة الآن وقبل كل شيئ . فها هي الأوامر الرئاسية العليا قد أعلنت عن حزمة الإصلاحات المرجوة والعاجلة ، فقد تحقق ما عرفناه جميعا كما يلى : 1 - تعيين نائبا للرئيس 2 - إقالة الحكومة السابقة حكومة رجال الأعمال برئاسة د/أحمد نظيف . 3 - تعيين الفريق أحمد شفيق رئيسا للوزارة الجديدة والتى تم تشكيلها كم يقول هو أنها مؤقتة . 4 - الدعوة إلى تعديل المواد سيئة السمعة بالدستور خاصة المادة 76 ، 77 ، تمهيدا للإنتخابات الرئاسية الجديدة ، وهذا هو مربط الفرس وبيت القصيد بالنسبة لمقالتى هذه. ولا أطيل عليكم ، فالوقت يسابقنا ، فلا بد من العمل ، ولا بعد أن تسكت شهرزاد عن الكلام المباح وغير المباح حتى ينجلى الصبح المشرق المنير . لقد تحقق ما طالبنا به من : 1 - وقف تمديد الحكم وتوريثه 2 - تعيين نائبا للرئيس 3 - تغيير حكومة المليارديرات ، وتزواج المال بالسلطة. 4 - دعوة أصحاب الشأن من المتخصصين والخبراء أساتذة القانون الدستوري والجنائي والمدني والدولي للعمل فورا على تعديل المواد السيئة القامعة للحريات والعدالة والمساواة. 5 - استقلال القضاء 6 - شطب عضوية كل من ثبت باالحكم القضائي نجاحة فى الانتخابات بأى شكل من أشكال الغش و التزوير . 7 - وما يستتبع ذلك من إصلاحات فورية تمكن من سيادة القانون ، فلن تتحقق مطالب المصريين بالفعل فى المساواة والعدالة والحرية والعزة والكرامة إلا بسيادة القانون على كل المصريين دون استثناء أحد من أعلى القمة إلى قاعدتها العامة التى تستمد مصر الزاد والزواد. 8 - ولا أنسى أن يكف البعض عن تقمص شخصية العامل وافلاح ، فالفلاح والعامل ابن هذه البلد ، فلا تتاجروا بصفته ، فقد انسلختم منه بمجرد مفارقتكم هموم القرية المصرية ومشاكلها ، ومتاعب العمال والفقراء والمرضى وآلامهم. لقد تحقق الكثير ، ولم يبق إلا التنفيذ الفوري فالوقت يداهمنا والأحداث تلهث تريد أن تبتلع الأخضر واليابس . والآن ، لما كان الدستور الحالي يسمح فى ممادته 76 بترشح الأحزاب لرئاسة الجمهورية ولا يسمح لغيرهم من المستقلين أم الجماعات والأفراد من هنا وهناك ، فإن المادة بعد تعديلها يجب أن تتسع لتشمل بعض من لهم الكفاءة والأهلية من أبناء مصر الشرفاء الأقوياء . ومن هنا أتصور شروطا تتوفر فيمن يترشح من خارج الأحزاب من أى جهة كان فردا أو جماعة أو نقابة أو مؤسسة ، فإذا انتطبقت عليه الشروط كان من حقه دستوريا أن يترشح لهذا المنصب العالى المنيف الأول فى الدولة المصرية. هذا مجرد تصور ، فمن غير المعقول ولا المقبول أن يحدد شخصا واحدا بعينه مثل هذه الشروط. أقول : إنها مجرد تصور ، وأوجزها بسبب سرعة تجارةى الأحداث فيما يلى : 1- أن يكون المرشح لرئاسة الجمهورية مصريا خالصا أقصد مصريا حتى الجد الرابع أما وأبا . 2- لا يحمل جنسية أخرى زائدة عن جنسيته المصرية . 3- أن لا يكون جاهلا ، بل ممن يشهد له بالعلم والفهم فى مجال لاتخصصه وعمله مسلما خالصا من كل أدران التعصب والحزبية البغيضة . 4- أن يكون منتميا إنتماء حقيقيا لمصريته وعروبته ولأمته الإسلامية . 5- أن يكون عقلا راشدا لا تقل سنة يوم الترشح عن أربعون سنة 40 سنة . 6- أن يكون قادرا سليما صحيح الجسم والعقل والنفس قويا مشهودا له بالنشاط والحيوية فى مجال عمله. 7- أن يكون ممن له أياد بيضاء بين مجتمعه الصغير والكبير من أعمال الخير والبر على قدره وسعته ؛ يعنى ( مش جاى يسترزق سفلقة على حساب الكبار والصغار ومص دما الشعب ونهب قوت الفقير واليتيم ) . 8- أن يوافق عليه على أقل تقدير كمئة من الشخصيات العامة المشهود لهم بالنزاهة والعفة ، ويمكن الاشارة إلى أمثال هؤلاء بصورة عفوية : • شيخ الأزهر أو رجل من رجال الأزهر مشهود له العهلم والنزاهة والعفة والرجال قليل. • رئيس احدى الجامعات • رتبة عسكرية كبيرة لا تقل عن رتبة لواء • واحد من رؤساء لجان مجلس الشعب وآخر من مجلس الشورى أو عشرون عضوا محترمين من المجلسين. • واحد من رجال الشرطة ليس أن يكون لواءا بالضرورة ، فقط ممن لم تلوث أيديهم بدماء المصريين أو تعذيبهم. • عشرة من خيرة علماء مصر وكتبها ومثقفيها ممن لم توجه إليهم جرائم الخوض فى الدين والتهجم على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وإيذاء الصحابة والاستهانة بالعلم والعلماء00 • واحد أو أكثر من المشهود لهم بالعفة والنزاهة ممن حصلوا على أوسمة ونياشين فى حرب العاشر من رمضان السادس من ؟أكتوبر 1973م ، بشرط أن لا يكون ممن حصلوا على جوائز خارجية مثل نوبل وغيرها من الجوائز الأمريكية والإسرائيلية . هذا ما تمكنت منه الآن حاولت أن أضعه أما القيادة العليا فى مصر عسى أن يساعد هو وغيره فى بناء مجتمع العزة والكرامة المصرية الجديد . والآن ، لم يبق أمامى إلا أن أتقدم بالشكر خالص الشكر للسيد رئيس الجمهورية محمد حسنى مبارك ، فقد انتظرت منه طويلا أن يفعل ما فعل ، فقد كان حليما صابرا ، فكنت واثقا أنه سيفعل حتى تسير سفينة مصر كما سارت سفينة نوح عليه السلام ، فتنجو وينجوا الركاب . يقول عز من قائل " وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ " (هود : 41 ) ( وعلى الله قصد السبيل ) ***** 4- الهجوم التتري للمتظاهرين فى ميدان مصطفى محمود على شباب ميدان التحرير00! د كتور / عبد العزيز أبو مندور 000 بتاريخ : 2/4/2011 3:02:02 AM قرأت على صفحة ويب الشهيرة ( ياهو ( Yahoo بتاريخ اليوم الأربعاء 4من فبراير 1011م ما يلى " اندلعت اشتباكات اليوم بميدان التحرير بالقاهرة بين متظاهرين مؤيدين للرئيس المصري حسني مبارك ومعارضين يواصلون المطالبة بتنحيه عن السلطة." وأظهرت صور تلفزيونية مباشرة ما يظهر أنها اشتباكات وتراشق بالحجارة بين ما وصفوا بالبلطجية وجموع آخرين يندفعون في اتجاه معين. وقال مراسل الجزيرة إن الاشتباكات بين الجانبين وقعت في وقت لم تتدخل فيه قوات الجيش، بينما تحدث شهود عيان للجزيرة عن سقوط جرحى. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتظاهرين اتهامهم لرجال أمن بلباس مدني باقتحام ميدان التحرير. كما أكدت مصادر للجزيرة دخول رجال أمن بالزي المدني للاعتداء على المتظاهرين، وأشارت إلى أن المعارضين تمكنوا من صد المؤيدين لمبارك وطردهم خارج ميدان التحرير. وقال مراسل الجزيرة إن قيادات بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم اجتمعت مع قيادات أمنية لشق صفوف المعارضة. وتأتي هذه التطورات في وقت كان المتظاهرون المصريون يواصلون فيه تدفقهم على ميدان التحرير بوسط القاهرة تشبثا بمطلبهم برحيل نظام الرئيس مبارك. إذن هناك متظاهرون : 1- منهم من يعارض الرئيس حسنى مبارك وهم من تجمعوا بميدان التحرير . 2- وآخرون يؤيدون الرئيس وهم كما سمعت أمس من التلفزيون المصري من تجمعوا بالمهندسين أمام مسجد الدكتور مصطفى محمود. وهو ما كنت أخشاه 00 ! وأتساءل : هل يعقل ما يتصوره البعض أن النظام الحاكم والحكومة السابقة دبروا مؤامرة انسحاب الشرطة واخرجوا السجناء من سجون مصر الحصينة التى لا يستطيع اقتحامها إلا المدرعات والطائرات ، فما بها من كلاب بوليسية مضربة يكفى نباحها فقط على نزع قلوب أعتي المجرمين من صدورهم 00 ! إن من تصور ذلك كان له بعض الحق ، فقد امتدت يد المخربين من الذين يحاربون الله ورسوله إلى كل مدينة وحي وقرية وكفر ونجع فى ربوع مصر شرقا وغربا فى وقت واحد ، بل أحرقت أقسام الشرطة فى وقت واحد ، فهل ذلك مجرد توارد خواطر وأفكار كما يقول اللصوص من الفنانين والموسيقيين وكتاب الشعر والأدب وسارقى الأبحاث الفكرية والفلسفية والعلمية ؟! وإذا كان الفريقان جميعا مصريون بلا شك ، فلمصلحة من ما تلك التصادمات ؟ ألا فانتبهوا ، فلن يقف الجيش بينكن ودباباته تحتمون بها طويلا ، فسيخشى وقتا ما على نفسه من أن تهان قوته وشوكته ، فلربما انسحب وترككم وجها لوجه ، فتأتى الشرطة بالقانون فيقبض عليكم كمجرمين محاربون الله ورسوله بعدما كنتم شرفاء تطالبون بحقوق المصريين فى حياة حرة كريمة 00 ! يا أيها الشباب ، اتركوا المسئولين ينفذوا ما وعدوا به من تغييرات هامة وحيوية ، فقد أينع كفاحنا وثورتكم الشبابية النظيفة الطيبة ، فلا تفسدوها بمسايرة المستغلين من أمثال رفعت السعيد وقيادات الأحزاب الورقية . واعلموا أن امتناع هذه القيادات الزائفة سواء قيادات التجمع أو غيرها ليس لأنها ذات قدرة ومنعة ، بل لأنها لا تملك ما تساوم به النظام الحاكم ، فلا أوراق شعبية ولا وطنية ولا طهارة ذاتية فى مسيرتها الجاسوسية وأفكارها الرغوية ، فأمثال هؤلاء وهؤلاء هم من سب الصحابة وشكك فى البخاري وتهجم على منصب النبوة العالى . إن عجزهم هو الذى منعهم من تلبية دعوة الرئاسة للحوار الوطني البناء ، فليس لهم رصيد مشرف عند المصريين ، بل هم من المرتزقة ، فالحوار سيكشفهم أمام الناس ممن لا يعرفونهم ، فلم يشعر أحدكم بحزب من تلك الأحزاب الورقية قدم شيئا لهذا الوطن ، إنهم يأخذون من الخزانة المصرية دعما ماليا لأحزابهم ، فليسوا إلا مرتزقة . إنهم لم يمتنعوا لسبب معقول ، فقد علقوا قبولهم للحوار على رحيل مبارك 00 ! وهذا أمر يؤكد شدة غباءهم السياسي ، وإلا فإنهم أغبياء بأشخاصهم المغرورة والمتعجرفة ، فقد انحرفت فطرتهم عن الجادة والطريق المستقيم وضلوا طريق العقلاء وسبيل المؤمنين 00 ! لقد تأكدوا أنهم حتى ولو قبلوا الحوار لخسروا ما يطمعون فيه من سلطة وجاه ، فلن توصلهم أحزابهم للسلطة ولا للجاه ، فهي كم قلنا أحزاب ورقية لا أثر ولا تأثير لها فى الشارع المصري ، فلا يعرفهم أحد ، فالترشح للرئاسة بابه مفتوح لهم حتى بالدستور قبل أن يتم تعديله ، ولكنهم – على يقين من أن المواطن المصري لا يعرفهم ، فليس لهم عنده يد ولا أيد بيضاء ، بل سبوا أو سكتوا عمن سب الصحابة وشكك فى البخاري رضي الله عنه وأهانوا العلم والعلماء ، بل وسخروا وتهكموا على المسلمين والمسلمات 00 ! وقبل أن أنتقل ، فإن معارضتنا لتلك الأحزاب المسماة بأحزاب المعارضة زورا وبهتانا ، لا ينسينا مساوئ الحزب الوطني وما ارتكبته قياداته من فساد وإفساد ، ولا يعفينا ذلك من تأنيب الحزب الوطني وكل من أشعل نار الفتنة ودفع مصر وشبابها إلى تلك الدوامة الدامية وما يحوطنا من توجس وخوف على أمن مصر الداخلي والخارجي على السواء ، بل لا بد من محاسبة الحزب الوطني وكل من تسبب فى ما نحن فيه دون استثناء وبلا هوادة أو رأفة 00 ! قلت بالأمس لمن يستمع من العقلاء : كل من يعرف أحدا من هنا أو هناك أو يعرف من يعرف أحدا ممن يتظاهر بالفريقين اتصلوا به واطلبوا منه أن ينهى تظاهرته ويدعو من معه إن استطاع أن ينهى معه ، فقد وعد الرئيس بما سمعناه جميعا ونزل على مطالبنا التى كافحنا من أجلها نحن وكل العقلاء من مختلف الاتجاهات منذ سنوات ، فانفضوا وانتشروا فى الأرض تبتغون فضلا من الله سبحانه وتعالى ورزقه ، فهو سبحانه وتعالى من أسمائه الحكم العدل الكريم الرزاق ذو القوة المتين. يا ناس ! يا عقلاء مصر وشبابها الناهض ! ألا تركتم الرئيس ورجاله يؤدى وينقذوا ما وعد به ؟ أقول لكم ، لو أن حيا من الأحياء توقف فرنه عن خبز رغيف الخبز اليومي بسبب نقص فى الدقيق أو الوقود أو الماء ، أو بسببها مجتمعه ، وتجمهرت حول أبوابه الناس الجائعة ، فهذا حقهم ، فوعدهم بأن ينفضوا بعيدا عن الأبواب والمنافذ حتى يستطيع أن يأتى بعربات الدقيق وغيره من عمال ووعد بأن يخبز حاجاتكم اليومية بكفاءة كما طالبتم ، فهل تعقلون وتفهمون وتسمحون له بمزاولة عمله ؟! لقد كنت أرجو أن يستجيب الجميع لنداء الحوار الذى أطلقه الرئيس مبارك فى خطابه الأخير يوم الثلاثاء الماضى . وتساءلت من من هؤلاء الشباب يستطيع أن يتحاور مع نائب رئيس الجمهورية ؟ وتذكرت موقف التتري فى فلم ( وا إسلاماه ) وهو يقول بعد أن علم أن كل كبار الحكم فى مصر قد قتلوا ، قال : أتكلم مع مين من شعب مصر ؟ فتقدم قطز وقال له : تكلم قال التتري بغطرسة : لكن انت مين ؟ قال قطز : مواطن من شعب مصر ، لا أعرف من معى ومن لي ولكن – سرعان ما التف حوله القيادات المصرية . والآن بعد أن أشعل شباب 25 من يناير 2011م مصلاح ثورة التحرير فى مصر لكنس أرضها الطاهرة من رجس الفساد والمفسدين وتغيير النظام ، وبعد أن التف حولهم مؤيدا ومساندا كل أشراف هذا البلد ، فمن يتكلم باسم هؤلاء الشباب ، لا أحد حتى الآن يمكن له أن يدعى أن يمثلهم . ومن هنا أقول : لا بد من أن يكون لكم ممثلين يتكلمون بالنيابة عنكم ، فلا يعقل أن تتجمعوا فرادى وجماعات وتتكلمون كذلك إلى اذاعات دون فائدة ترتجى من تواجدكم متظاهرين ، تخيروا بسرعة من ينوب عنكم حتى تكتمل صورتكم السليمة . وإن كنتم جماعات متفرقين ، فاتبعوا ما أتصوره حلا لذلك الأمر الهام كما يلى : 1- فلتختر كل جماعة واحدا يمثلها . 2- أن يجتمع ممثلوا الجماعات ويختاروا من بينهم أربعة يمثلونهم . 3- ويختار الأربعة واحدا يتكلم باسمهم ، فيكونون حوله يؤيدونه ويدعمونه. ومن هنا أيضا أقول للسيد الرئيس ونائبه ورئيس الوزراء : إذا كان هناك من انشقوا عليكم خوفا على مكاسبهم ومحاسبتهم على فسادهم وجرائمهم فى حق مصر والمصريين والشباب من المتظاهرين ، فالمسئولية فى المقام الأول منوطة بكم حتى تقبضوا على هؤلاء ومحرضيهم وتقدموهم فورا والآن إلى محاكمة عسكرية بتهمة الخيانة العظمى ويشنقوا فى ميدان التحرير أمام بصر شباب التحرير، ثم يصدر عفو عام عن كل من خاض هذه الكارثة الطامة الكبرى . وبعد ، ففد جاء دور الرئيس والنظام الحاكم ليثبت صدقه فيما وعد به ، فليوجه الاتهام مباشرة لكل من تسبب فى هذه الكارثة من رجال الشرطة والحزب الوطني ورجال أعمال ، يوافق ذلك المسارعة فى تنفيذ ما وعد به يتزامن معه عفو عام عن كل الشباب ممن خرجوا للمطالبة بحقوق مصر والمصريين فى نظام عادل يسمح بتداول السلطة بطريقة ديموقراطية دستورية قانونية سليمة. ولا نقول إلا ما يرضى ربنا " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " (الممتحنة : 4 ) ***** دكتور / عبد العزيز أبو مندور [email protected] ***** 5- الناس فى مصرنا فى حوار متعجل - وهذا هو الحل الشافى 00 !!! د كتور / عبد العزيز أبو مندور 000 بتاريخ : 2/5/2011 3:26:27 AM لا تكونوا ديكتاتوريين وأنتم تطالبون بالديموقراطية 00 هذا تناقض لا يقبله العقلاء والأحرار 00 !! هذا مقال سبق أن أرسلته إلى جهات متعددة وهو باختصار شديد مجرد نصيحة ومشورة يؤخذ أو لا يؤخذ بها ، فالمشورة والنصيحة لله ورسوله وللمسلمين عامتهم وخاصتهم جميعا . أما ما يفرض من آراء من المتحاورون من شباب ثورة التحرير فى ميدان التحرير أو غيره ممن يسمعوننا آرائهم من هنا أو هناك ، فتبدو آراء دكتاتورية تريد فرض وصايتها على المصريين لا لشيء إلا لأننا وقفنا بجانبهم ، فلو عقلوا لعلموا أن ما ينادون به ما هو إلا مطالبنا نحن وغيرنا من عقلاء مصر فى مختلف القطاعات منذ سنين ، فليست وقفتنا معهم إلا بسبب أنهم بشبابهم وقفوا مؤيدين مطالب المصريين منذ وقت طويل ، فحان قطافها 00 ! ومن هنا أقول لهم ولمن ورائهم من هنا أو هناك : لا داعى أن يتعجلوا ، وليتركوا الحكماء يديرون الحوار بهدوء وخبرة السنين ، وليرتقبوا ويكونوا متحفزين حتى لا يسطوا أحد على مكاسب الشعب ، فقط لا تكونوا ديكتاتوريين وأنتم تطلبون بالديموقراطية ، فتقعون فيما وقع فيه الحزب الوطني من قبل بعدما أقفل جميع منافذ الحوار منذ مجلسه النيابي الأخير ، فقد جاءوا بالتزوير والبلطجة إلى المجلس الحالى المشكوك فى شرعيته ،. أقول لكم – كما قلت بالأمس : اتركوا الخباز حتى يخبز للمصريين خبزا طازجا ، ليس فقط لبطونهم ولكن خبزا طريا لعقولهم وكرامتهم وحريتهم ، فنحن معكم لا نبرح حتى يتحقق ما وعد به الرئيس حسنى مبارك ، واعلموا أن ما وعد به أكثر كثيرا مما كنا نتوقعه ، فلن يتحقق إلا دستوريا ، وقانونيا ، فكيف يتم تعديل الدستور دون أن تمر بنوده ومواده المقترحة للتعديل من خلال شرعية قائمة مهما تشككنا فيها وهي مشكوك فيها ، فأنتم يا شعب من تركتم الحبل على الغارب حتى تسلب إرادتكم ، فراقبوا حتى تتحقق الوعود بالشرعية دستوريا ، فيتم تعديل الدستور ويمر ذلك التعديل على المؤسسات الدستورية والقانونية للإصداره وتوثيقه ثم تفعيله من خلال انتخابات نزيهة وحرة غير المزور ولا مبلطجة. أقول : لا بد أن تستجيبوا بالحوار وتقوا فى أنفسكم وفيمن يحاورونكم نوعا من الثقة وإلا ضاع كل رجاؤنا فيكم وفى مصرنا الحبيبة . ولتبادر كل مجموعة أو TEAM منكم بما يلى وفورا : 1- اختيار شخص واحد يكون قادرا على الحوار والإقناع . 2- أن يجتمع الآحاد المختارون من الجماعات أو ال Teams باختيار عشرة منهم يكونوا هم الأقدر لما يطلب منهم . 3- أن يختار العشرة من بينهم أربعة مبرزين . 4- يختار الأربعة واحد يكون قائد المجموعة الرباعية التى تتفاوض على مطالب المتظاهرين. 6- ولعلنا لسنا فى حاجة إلى التأكيد على أن هذه المطالب ينبغى أن تكون ذات مطالب المصريين ، وإلا لو صنفتم وغردتم بعيدا عن السرب ، فلن تأكل الذئب إلا الشاة القاصية والشاردة ، فلا يعقل أن تتظاهروا مطالبين بمطالب الشعب ولا تكونون رهن طاعته ، فمصر لنا جميعا ، ولستم أوصياء على أبنائها ، فالوفاء الوفاء للآباء والأبناء جميعا بلا استثناء. ومن يدرى ، فعسى أن تكون تلك الخطوات سبيلا إلى تشكيل حزب شباب التحرير بقيادة كبيرهم المختار كبداية لتأسيسه وإقراره ، فيمكنكم أن تنافسوا أحزابنا الفاشلة طيلة الثلاثون عاما السابقة ، وإنني أعلن بانضمامي إليكم منذ البداية لو سرتم فى طريق دعوتنا السلمية لمصر . تلك نصيحتنا لكم التى لا نبتغى بها إلا وجه الله سبحانه وتعالى ، وبخاصة أننى لا أعرف لكم قيادة ، ولا يمكن لجماعة عشوائية أن تدير حوارا حضاريا دون أن يكون لها زعامة حقيقية فى تكرينها وفى حركتها . وإننى لأعجب من جماعتكم المتفرقة ، فلم يتبين لنا حتى الآن أن لكم قيادة ما تثقون فيها ، فلربما تتنافسون على زعامة التظاهرات ، فلا يمكنهم الآخرين ، بل إننى أشك أن ورائكم زعيم أو قائد مصري منهكم ، فأخشى أن تكونوا – مع نزاهة وقفتهم وسلامة طويتكم تتحركون بالريموت كنترول – ، ولن أكون آسفا لهذا الظن ، فليس كل الظن إثم ، ولكنه – لمصلحتنا جميعا ، فالحذر واجب 00 !!! ولآن أقدم لكم تصورى العام لكل ما حدث وعلله وأسبابه ، ومحاولة الخروج مما نحن فيه من مأزق شديد الغرابة ، مع أننى متأكد أن الخروج منه وحل ألغازه أبسط مما يتصور من يظنون الأمور قد تعقدت ، مع أنها فى سبيلها للانفراج . ومن لا يصدق ما أقول قليقرأ ما كتبته من البداية ، فلعله يفهم 00 ! ( وعلى الله قصد السبيل ) ***** دكتور / عبد العزيز أبو مندور [email protected]