استكمالا لما نشرته جريدة "الشعب" عن تورط دولة الإمارات العربية المتحدة وبعض الشخصيات العربية البارزه فى مساعدة الكيان الصهيوني للوصل لمبتغاه وجعل مدينة القدس "يهودية" جملةً واحدة حتى يتمكن وبكل سهولة من تهويد المسجد الأقصي المبارك وبناء هكيلة المزعةم تحت عنوان "بالوثائق والمستندات| الإمارات وشخصيات فلسطينية وعربية بارزة توطد الإستيطان فى البلدة القديمة وتعلن تهويد القدس ( 1 )" بتاريخ 27 مايو 2016 ننشر الجزء الثاني من هذا التحقيق. وسَبَق أن وضحنا فى الجزي الأول ، كيف أن بعض الشخصيات العربية والفلسطينية من معدومي الوطنية والاخلاق ممن يحتسبون على العرب بطريق الخطأ يستخدمون نفس أسلوب اليهود في تملك الأرض قبل إعلان قيام الكيان الصهيوني عام 48 وسلب الحق من أصحابه وبدأو في تحويل المدينةالمحتلة إلى عاصمة إسرائيلية ديموجرافيا لعل ذلك ينهي أحد أهم الملفات العالقة في طريق التسوية أو قل بيع أهم ما تبقى من فلسطين. ولا يبدو بالنسبة إلى بعض الدول الخليجية ومعها شخصيات عربية وفلسطينية نافذة باتت تعمل ضمن أطرها أن أهل القدس تكفيهم ما تفعله إسرائيل بحقهم في معركة البقاء ليل نهار والهدف هو تكرار نكبة شبيهة بنكبة فلسطين والتهجير عن القدس. في سبيل حسم معركة البقاء واستكمال الوجه الأخر من أوجه المقاومة تتحول حياة الناس هنا إلى سلسلة من الصعوبات اللامتناهية فيما يبادر أولئك إلى "تعزيز" الصمود المقدسي بطريقتهم التي تلبي الهدف الإسرائيلي المنشود وهو اخضاع كامل المدينة المقدسة لسيطرة اليهود لا شريك لهم فيها." تساؤلات دون إجابات ! من الطبيعي أن يكون الاستفهام عن طبيعة المبنى ومصيره في نطاق عمل "الثريا" للاستشارات هو أهم وأخطر الأسئلة التى يمكن أن نطرحها الأن فضلا على مصلحة مثل هذه الشركة في شراء مبنى صغير متواضع داخل المدينة القديمة بهذا المبلغ الكبير الذي يجعلها إن شائت تستثمرها فى منتجع على أفضل البقاع السياحية؟ فضلا عن ما هو موقف السلطة من هذه المعطيات، التي لا شك أنها لا تغيب عنها كلها أو جزءا منها على الأقل وهي صاحبة خبرة في هذا المجال كما يتضح من شهادات العائلات؟ بل كيف تسمح بتسجيل شركة لفادي السلامين الذي بات من أشهر رجال الأعمال الذين تحدوا السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس ؟ وفوق ذلك هناك سؤلاً لابد علينا أن نطرحه ولابد أن نحصل نحن كأصحاب حق فى المدينة المقدسة عن إجابات عليه ، من هو فادي السلامين وكيف حصل على كل هذه التسهيلات والامتيازات ؟ رجلاً تتسهل له كافة الأمور وكأنه إماراتيًا وإسرائيليًا وفلسطينيًا وأميركيًا، وما حدود علاقته بمحمد دحلان وهو مايزال حديث السن وابن الثالثة والثلاثين؟ وكيف يقدم على شراء عقارات في القدس بهذه المبالغ بكل جرأة وهو يعلم أن العيون عليه من كل صوب؟ وكيف استطاع أن يشترى من عائلة الحسيني التى تعد من أكبر عائلات فلسطين وأهمها والتي تمتد علاقاتها بمسؤولين كبار في الأردن ولبنان والإمارات؟. كل هذه التساؤلات لابد من إجابات عليها علينا أن نعرف من هي "إمبراطورية الثريا الأمنية"، وما علاقة دحلان بها؟ ولماذا كلما حاول أحد المجتهدين البحث عن هذه الشركة يجد نفسه في دوامة وأمام جسم هلامي بلا رأس واضح أو مركزية محددة؟ لعل البحث في شخص فادي السلامين وشركة "الثريا" سيوضحان الصورة أكثر، ويعيدان شبك الخيوط المتناثرة مع بعضها بعضا. عقود مزيفه وضمير مقتول! ولو نظرنا فى بعض الأوراق الكثيرة التى تختلط بالعقود سنجد أن "لمياء" هي لبنانية الأصل واسمها "لمياء درويش" وتكنى "لمياء جودة" على اسم زوجها الراحل جواد جودة، كما تسافر باستمرار إلى الأردن ولبنان والإمارات، والسعودية. أما الرجل الثانى فهو الاسم الأساسي في عقد البيع، وهو من عائلة "الحسيني" الشهيرة في القدس التي تمتلك عقارات كثيرة تعمل على تأجير عدد منها، وتقدم نفسها عبر الإعلام على أنها ضد تصرفات الشرطة الإسرائيلية، مع أن "أديب جوده" إبن لمياء نفسه كان يعمل لدى الشرطة الإسرائيلية برتبة رقيب أول في القضايا الجنائية تحديدا ، بل كان محققا لدي سلطات الكيان الصهيوني ثم ترك الشرطة الإسرائيلية عام 2007، ولكنه في 2010 و2011 استدعي كشاهد بصفته محققا مع بعض المجرمين في قضايا جنائية. يقول عقد البيع في الوثيقة إن كلا من لمياء جودة، وابنها أديب جواد جودة ويحملان أرقام هوية القدس باعا قطعة أرض في البلدة القديمة في القدس وموثقه في سجل 1015 صفحة 3035 إلى فادي السلامين، وعلى هذه الأرض مبنى مكون من ثلاث طوابق يحده من الشمال بيت فتح الله جودة ومن جهتي الجنوب والغرب طريقان، ومن الشرق "ورثة محمد بامية"، وفي الطابق الأول منه صيدلية والثاني مؤسسة "صندوق المرضى" الإسرائيلية، والاثنان مستأجران، وذلك بالاستناد إلى "حصر إرث" عن "المرحوم أديب عبد القادر جودة". وثُمّن العقار بمبلغ 2.5 مليون دولار يُقدم على دفعتين، مع تحمل كل طرف الضرائب الموجبة عليها، خاصة الطرف الثاني (عائلة جودة) الذي يجب أن يدفع ضريبة "الأرنونا" لبلدية الاحتلال في القدس، ثم انتهى العقد بتوقيع الابن أديب. كلمة السر المعقدة.. "أديب جودة" بعد أن عمل "أديب" برتبة رقيب أول في القضايا الجنائية تحديدا ، بل كان محققا لدي سلطات الكيان الصهيوني ثم ترك الشرطة الإسرائيلية عام 2007، ولكنه في 2010 و2011 استدعي كشاهد بصفته محققا مع بعض المجرمين في قضايا جنائية عمل في بيع الصلبان والهدايا للسياح الآتين من خارج فلسطين، كما استلم من "عبد القادر جودة" (جده) مفتاح كنيسة القيامة، الذي تتوارثه عائلة الحسيني كأمانة بسبب خلاف الطوائف المسيحية على من يفتح الكنيسة ويغلقها منذ قرون، فكانوا منذ مئات السنوات يحملون هذا المفتاح كحل وسط في قصة تاريخية يعرفها أهل المدينة وتحدثت عنها الصحافة العالمية والإسرائيلية والمحلية. ويحمل "أديب" شهادة دكتوراه من جامعة "يورك" في كندا، وتبين أنها من الجامعات التي تعطي الشهادات بسهولة وعن طريق دفع أموال، خاصة أن المتخرجين منها يفوقون المليون شخص. كل هذا يطرح السؤال الأهم ، ما الغاية التى تجعل فادي السلامين يشتري بيتًا من عائلة جودة الحسيني الشهيرة، وتحديدًا من شرطي سابق لدى الكيان الصهيوني ، وتملك عائلته عقارات كثيرة في القدس ؟، علما بأن العائلات المقدسية تتحرى عادة من يشتري بسبب فضائح البيع عبر طرف ثالث إلى المستوطنين، وهو ما يثير التساؤل عن علم العائلة بطبيعة المشتري وبأهدافه، وهل حدث الأمر عبر المكتب المحاماة فقط أم أن هناك أمور أخرى لا نعلمها؟.