تقارير نشرتها صحف بريطانية يوم أمس 12/1/2015، نقلت عن مقربين من الجنرال الفلسطيني الهارب من قضايا فساد محمد دحلان، والمقيم في الإمارات، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبله في القصر الجمهوري، وناقش معه مجمل الأوضاع الفلسطينية بشكل عام، ومعبر رفح بشكل خاص، ووعد السيسي في اللقاء بتقديم "بوادر إيجابية" بشأن المعبر. صحيفة "القدس العربي" اللندنية، نقلت عن سفيان أبو زايدة وهو من الشخصيات المقربة جدًا من دحلان قوله إن الأخير أكد له في اتصال هاتفي صحة اللقاء. وأشار إلى أن دحلان أوضح له أنه والرئيس السيسي ناقشا ملف معبر رفح، "وما يعانيه أهلنا في القطاع الحبيب نتيجة إغلاقه شبه الدائم"! وسألت "القدس العربي" المصادر المقربة من دحلان، عن الصفة التي حملها دحلان خلال لقائه بالرئيس المصري، فقالت إنه التقاه بصفته "قائدًا فلسطينيًا، وعضوًا منتخبًا في المجلس التشريعي". وأضافت أن ما جرى لم يحمل أي صفة اتفاق، كون دحلان غير مخول بعقد اتفاقيات، وأنه أي دحلان تحرك "في سبيل خدمة أبناء قطاع غزة". ورفضت قيادات من فتح اتصلت بهم «القدس العربي» الإجابة على الاستفسارات وموقف الحركة منها. وقالت إن الأمر متروك للرئيس الفلسطيني محمود عباس، بصفته "قائدًا لحركة فتح وللشعب الفلسطيني"، لكنها لم تبد رضا عن هذا اللقاء. اللافت هنا أن مؤسسة الرئاسة لم تعلن رسميًا عن هذا اللقاء.. ما يعني أنه كان "سريًا"!.. وهذا يقودنا إلى تحفظات جوهرية ومفصلية.. فاللقاء "السري" على هذا النحو، يمكن أن يفسر بأكثر من قراءة: أولاً فإن السرية تعني أن ثمة شيئًا لا تريد الرئاسة إطلاع الرأي العام عليه، وبدا وكأنه "لقاء أمني".. والسيسي ترك المخابرات العسكرية، وبات الآن رئيسًا للجمهورية.. وإذا كان اللقاء على هذا النحو "أمنيًا" فلم يكن من المناسب "بروتوكوليًا" أن يكون الرئيس طرفًا فيه، وتتكفل به أجهزة أمنية أخرى. المقربون من دحلان، قالوا إن الرئيس عبد الفتاح السيسي التقاه بوصفه "قائدًا فلسطينيًا.. وعضوًا منتخبًا في المجلس التشريعي"!!.. وهذا تبرير ساذج لا يبرر اللقاء.. وإذا كان "قائدًا فلسطينيًا"، فكان يكفيه اللقاء مع "قائد" مصري.. مثل محمود بدر قائد حركة تمرد وليس مع رئيس الجمهورية. المعلن من التسريبات غير الرسمية أن اللقاء تناول "معبر رفح".. ولا ندري لم تجاهل الرئيس السيسي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني محمود عباس، فالمسألة شديدة الغرابة فعلاً، إذ كيف نتجاهل رئيس السلطة ونناقش دحلان الهارب من قضايا فساد في فلسطين؟! ما يبعث على القلق من هذا اللقاء، هو أن دحلان شخصية استخباراتية بالغة الخطورة، ويدير ملف الثورات المضادة في دول الربيع العربي، من داخل قصور السلطة في الإمارات.. والتقى مؤخرًا مع شخصيات إسرائيلية في عواصم غربية، لأسباب قيل إنها لتدبير "انقلاب عسكري" على سلطة محمود عباس، بعد تصعيد الأخير ضد الكيان الصهيوني، وغضب تل أبيب وواشنطن عليه، بعد طلبه الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية.. ولذا فمن حق الناس أن تسأل: ماذا كان يفعل دحلان في القاهرة؟!.. وهلا أصدرت الرئاسة بيانًا يبدد هذا القلق؟ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.