«الزراعة»: تحصين أكثر من 8.5 مليون جرعة من الماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع ضمن الحملة القومية    رئيس الوزراء التشيكي: لن نشارك في أي تمويل مستقبلي من الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا    مصر تدعو إلى التهدئة والالتزام بمسار السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية    بيراميدز يخسر من فلامنجو ويودع كأس إنتركونتيننتال 2025    بالأسماء.. إصابة 14 شخصًا بحادث تصادم في البحيرة    بعد تداول أنباء عن تسرب مياه.. المتحف المصري الكبير يؤكد: البهو والآثار آمنة    «أفريكسيم بنك»: إطلاق مركز التجارة الإفريقي بحضور مدبولي يعكس دور مصر المحوري في دعم الاقتصاد القاري    رئيس مجلس القضاء الأعلى يضع حجر أساس مسجد شهداء القضاة بالتجمع السادس    غدا، بدء الصمت الانتخابي في 55 دائرة بجولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    ريهام أبو الحسن تحذر: غزة تواجه "كارثة إنسانية ممنهجة".. والمجتمع الدولي شريك بالصمت    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح المفاوضات    توافق مصرى فرنسى على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية    شعبة الدواجن: المنتجون يتعرضون لخسائر فادحة بسبب البيع بأقل من التكلفة    وزير الشباب يشهد ختام بطولة الأندية لكرة القدم الإلكترونية باستاد القاهرة    جهاز تنمية المشروعات ومنتدى الخمسين يوقعان بروتوكول تعاون لنشر فكر العمل الحر وريادة الأعمال    ضبط 5370 عبوة أدوية بحوزة أحد الأشخاص بالإسكندرية    كثافات مرورية بسبب كسر ماسورة فى طريق الواحات الصحراوى    25 ألف جنيه غرامات فورية خلال حملات مواعيد الغلق بالإسكندرية    منال عوض: المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة لجذب السياحة البيئية    يوسا والأشكال الروائية    الشناوي: محمد هنيدي فنان موهوب بالفطرة.. وهذا هو التحدي الذي يواجهه    من مسرح المنيا.. خالد جلال يؤكد: «مسرح مصر» أثر فني ممتد وليس مرحلة عابرة    "فلسطين 36" يفتتح أيام قرطاج السينمائية اليوم    يسري جبر يوضح حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عددٍ للقراءة    مستشار الرئيس للصحة: الإنفلونزا الموسمية أكثر الفيروسات التنفسية انتشارا هذا الموسم    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    توقف قلبه فجأة، نقابة أطباء الأسنان بالشرقية تنعى طبيبًا شابًا    استشهاد وإصابة 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي غرب مدينة غزة    قائمة ريال مدريد - بدون أظهرة.. وعودة هاوسن لمواجهة ألافيس    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح أي مفاوضات    مكتبة الإسكندرية تستضيف "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"    منافس مصر - مدرب زيمبابوي ل في الجول: بدأنا الاستعدادات مبكرا.. وهذا ما نعمل عليه حاليا    القومي لذوي الإعاقة يحذر من النصب على ذوي الاحتياجات الخاصة    المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: الطفولة تمثل جوهر البناء الإنساني    موعد صرف معاشات يناير 2026 بعد زيادة يوليو.. وخطوات الاستعلام والقيمة الجديدة    قائمة الكاميرون لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025    إعلام عبرى: اغتيال رائد سعد جرى بموافقة مباشرة من نتنياهو دون إطلاع واشنطن    حبس مدرب أكاديمية كرة القدم بالمنصورة المتهم بالتعدي على الأطفال وتصويرهم    نائب محافظ الأقصر يزور أسرة مصابي وضحايا انهيار منزل الدير بمستشفى طيبة.. صور    جامعة أسيوط تنظم المائدة المستديرة الرابعة حول احتياجات سوق العمل.. الاثنين    بدء الصمت الانتخابي غدا فى 55 دائرة انتخابية من المرحلة الثانية لانتخابات النواب    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا    لاعب بيراميدز يكشف ما أضافه يورتشيتش للفريق    «الجمارك» تبحث مع نظيرتها الكورية تطوير منظومة التجارة الإلكترونية وتبادل الخبرات التقنية    وصفة الزبادي المنزلي بالنكهات الشتوية، بديل صحي للحلويات    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    طلعات جوية أميركية مكثفة فوق ساحل فنزويلا    إخلاء سبيل والدة المتهم بالاعتداء على معلم ب"مقص" في الإسماعيلية    تعرف على إيرادات فيلم الست منذ طرحه بدور العرض السينمائي    الأهلي يواجه الجيش الرواندي في نصف نهائي بطولة إفريقيا لكرة السلة للسيدات    محافظ أسيوط يقود مفاوضات استثمارية في الهند لتوطين صناعة خيوط التللي بالمحافظة    القضاء الإداري يؤجل دعوى الإفراج عن هدير عبد الرازق وفق العفو الرئاسي إلى 28 مارس    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    تشويه الأجنة وضعف العظام.. 5 مخاطر كارثية تسببها مشروبات الدايت الغازية    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالوثائق والمستندات| الإمارات وشخصيات فلسطينية وعربية بارزة توطد الإستيطان فى البلدة القديمة وتعلن تهويد القدس ( 1 )
الحلقة الأولى
نشر في الشعب يوم 28 - 05 - 2016

تعرضت فلسطين في كثير من الأوقات لخيانة البعض مما اعتبروا أنفسهم أشقاء وأخوة تجمعهم بفلسطين واهلها رباطٍ مقدس ، رباط الدم واللسان ، ورباط العرق والدين ، ولكن هذا الأمر بات من الواضح انه دعايا فقط لتسويق هذه الأنظمة الخاينه بين شعوبها المخدوعين على كونها أنظمة شريفه مدافعه عن الحقوق واهلها.
وحتى الآن دائماً ما تبيع هذه الأنظمة الحاكمة القضية الفلسطينية، سواء كانت سواء الأرض أو العرض والكرامة ، حتى التاريخ لم يسلم منهم حتى تم بيعه في مزاد الرق العالمي.
وأخر ما تعرضت له فلسطين من هؤلاء هو بيع أغلى قطعة على هذه الأرض ، البقعة التى جذبت الزهاد والعباد ، وتغزل فيها الأدباء والشعراء ، وكانت ملاذاً لكل مهموم ، وفرحاً لكل حزين ، أنها المدينة التى لا تتعدى مساحتها أكثر من 0.9 كيلومتر لكنها تتملك قلوب المسلمين حول العالم لما تحتويه من أثار عقائديه فى تحتوي فى جوفها على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
المؤامرة
وتستخدم بعض الشخصيات العربية والفلسطينية من معدومي الوطنية والاخلاق ممن يحتسبون على العرب بطريق الخطأ نفس أسلوب اليهود في تملك الأرض قبل إعلان قيام الكيان الصهيوني عام 48 وسلب الحق من أصحابه وبدأو في تحويل المدينة المحتلة إلى عاصمة إسرائيلية ديموجرافيا لعل ذلك ينهي أحد أهم الملفات العالقة في طريق التسوية أو قل بيع أهم ما تبقى من فلسطين.
ولا يبدو بالنسبة إلى بعض الدول الخليجية ومعها شخصيات عربية وفلسطينية نافذة باتت تعمل ضمن أطرها أن أهل القدس تكفيهم ما تفعله إسرائيل بحقهم في معركة البقاء ليل نهار والهدف هو تكرار نكبة شبيهة بنكبة فلسطين والتهجير عن القدس. في سبيل حسم معركة البقاء واستكمال الوجه الأخر من أوجه المقاومة تتحول حياة الناس هنا إلى سلسلة من الصعوبات اللامتناهية فيما يبادر أولئك إلى "تعزيز" الصمود المقدسي بطريقتهم التي تلبي الهدف الإسرائيلي المنشود وهو اخضاع كامل المدينة المقدسة لسيطرة اليهود لا شريك لهم فيها.
ومن المضحك المبكي أن إحدى الخطوات العربية ل"تعزيز" صمود أهل القدس هي تسهيل ومساعدة سماسرة أو شخصيات عميله ناشطة على شراء عقارات من مقدسيين في بلدة القدس القديمة تحت عنوان أن شراءها من الذين باتوا لا يستطيعون العيش في البلدة القديمة مما يساعد على التوسع الاستيطاني وعلى حين غرة تباع لجمعيات صهيونيه في وقت مناسب، فيستيقظ أهل الحي على وجود المستوطنين بينهم بدعوى أنهم صاروا ملاكا قانونيين.
تماما كما حدث مع نحو ثلاثين شقة، في وادي حلوة في سلوان، قبل قرابة عامين، أو مثل ما يحدث في حالات بيع مباشرة في الأسبوع الأول من مايو 2016 بعدما بات الأمر سهلًا ولا أحد يلاحق أو يحاسب.
الإمارات تبيع القدس
ووجهت الحركة الإسلامية" (الجناح الشمالي) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى توجيه أصابع الاتهام بصوت عالٍ إلى الإمارات بصفتها واقفة خلف تمويل هذه العملية، واعدة بتقديم دلائل "تكشفها الأيام" على مدى تعاون الإمارات وبعض رجال الأعمال العرب لليهود على الاستيطان داخل المدينة المقدسة.
كذلك هددت السلطة الفلسطينية بملاحقة المشترين الفلسطينيين (الطرف الثالث)، دون أن تشير إلى من يقف وراءهم أو ماذا تفعل مع من تمسكه منهم ومنذ ذلك اليوم، يبدو أن هناك من سَكت وهناك من أُسكت.
تكشف وثائق حصلت عليها جريدة "الشعب" أرفقتها فى أخر هذا التقرير عن بيع أحد العقارات المقدسية في البلدة القديمة في القدس، عن فضيحة كبيرة تطاول أطرافا عدة. في البداية كانت فرضيات هذا التحقيق مبنية على وقائع سابق، أي أن الوثائق والعقود والسجلات التي تثبت عملية بيع جرت بين شخص فلسطيني يحمل الهوية الإسرائيلية، وإحدى العائلات المقدسية الشهيرة، ثم تنازل هذا الشخص عما اشتراه لشركة إماراتية وهذا ما يثبت أن الإمارات متورطة بشكل فعلى فى توطيد الاستيطان.
"عباس" رئيس بدرجة سمسار !
فالعقار محل البيع لم يسلم لمستوطنين حتى صدور التحقيق برغم أن عملية بيعه جرت في الخامس من أكتوبر عام 2014 أي بعد شهر واحد من حادثة اقتحام المستوطنين شقق سلوان في العام نفسه.
كما أن الوسيط الذي اشترى العقار هو شخصية بارزة ومعروفه لدي كلاً من السلطة وإسرائيل والجمهور الفلسطيني وسبب دخوله شخصيا في هذه الصفقة كان مثار استفهام ومن الأسئلة المحيرة في ظل أن مشغّله يستفيد منه في أمور، بالنسبة إليه، أصعب من بيع بيوت القدس لإسرائيل.
بالتدقيق أكثر في العقار والعناوين المقدمة في عقود البيع والشركة التي تقف خلف عملية البيع كان الباب يفتح وراءه عشرة أبواب، والأسماء تتوالى وبرغم ذلك فإن الأسئلة في هذا التحقيق بقيت أكثر من الإجابات ما اضطرنا إلى صياغتها على شكل فرضيات لكنها أسئلة من النوع التي يمكن وصفها بأنها تجيب نفسها بنفسها، خاصة مع تحليل سياقات الأحداث التي تزامنت في أوقات متقاربة، وهو ما أضاف على فريق العمل عبء تحقيقين آخرين.
يمكن لنا ترتيب نتائج التحقيق وفق أكثرها مصابا، لأن بيع بيوت القدس للمستوطني، خاصة البلدة القديمة المحيطة بالمسجد الأقصى لم يكن المصيبة الوحيدة.
فبعد التحري تبين أن السلطة الفلسطينية التي توعدت بملاحقة مسربي البيوت وصلت إلى عدد ممن باعوا بيوتهم وفيما اعتقل بعضهم وصدر بحقهم أحكام من دون إثارة أخبار حول ذلك وفق القانون الذي أصدره رئيس السلطة "محمود عباس" بالأشغال الشاقة المؤبدة بعد تعديل القانون الأردني كان مسؤولون آخرون يجبرون عدداً من مسربي العقارات على تقديم حصة من الأموال التي تلقوها مقابل خيانتهم الأولى، وإلا فإن مصيرهم الاعتقا، كما حدث مع بعضهم، ليضيف هؤلاء خيانة ثانية إلى سجلات القضية مع أنه لا شيء يؤكد هل يعلم عباس بذلك أم لا.
حتى إن الطرف الذي يبلغ هؤلاء المسؤولين بأسماء وبأماكن المقدسيين ممن باعوا البيوت، هو الارتباط المدني الإسرائيلي بعدما يكون عرف بتفاصيل العقود من الجمعيات الاستيطانية.
بل أكثر إحدى العائلات التي تجرأت وتحدثت في الأمر قالت إنها راجعت مسؤولين في السلطة للتأكد من سلامة بيعهم أحد بيوتهم لسمسار أكدوا لهم أنه "نظيف أمنيا" ثم ما لبث أن سلم البيت لمستوطنين وعندما عاودوا مراجعة أولئك المسؤولين قالوا لهم إنهم لم يتوقعوا أن يفعل السمسار ذلك.
ثمة ما هو أدهى وأمر وهي قضية التحقيق المتعلقة بأحد البيوت الذي لم يسلم للمستوطنين رغم أن عملية بيعه كانت منذ عامين، وهو ما ظلّ يلح علينا بالاستفهام عن سبب بقائه على حاله برغم تسجيله على اسم شركة إماراتية، وكذلك عن سبب اختيار هذا الوسيط للشراء دون غيره.
الفرضيات الملحه
انطلق هذا التحقيق من ثلاث فرضيات لا يمكن أن نغض نظرنا عنهم وهم الأولى مستنبطة من تسلسل بيع العقارات في القدس، أي أن هناك من علم بما يفعله بعض مسؤولي السلطة مع جزء ممن باعوا بيوتهم وقايضوهم على جزء من المال وهو على عداء معها ولا يوجد ما يؤكد أن الرئاسة تعرف بأمر المقايضة فقرر أن يفعل مثلما يفعل سماسرة الأرض المقدسة فيشتري عقارا ليسلمه للمستوطنين، منتظرا اتصالا من أحد ما في رام الله يقايضه بحصة من المال، كي يوقع السلطة في فضيحة يمكن العمل عليها إعلاميا وبصورة كبيرة ويتمثل دورًا وطنيًا هو أبعد ما يكون عنه، فضلا عن أن هذه الفرضية تصطدم بطبيعة الشركة التي تنازل لها ومصير الحي الذي اشترى فيه.
أما الفرضية الثانية، وهي أسوأ مما قبلها، فتؤدي إلى أن يُستغل المبنى لأعمال الشركة الإماراتية الشارية، وبالتأكيد هي أعمال لا تسر ولا تبشر بالخير.
وتبقى الفرضية الثالثة على بساطتها ووضوحها: ليست إلا عملية واحدة من عمليات بيع بيوت وأراضي البلدة القديمة الملاصقة للمسجد الأقصى لإسرائيل بأموال إماراتية بانتظار الوقت الملائم للتسليم خاصة أن ثمانية بيوت محيطة بالعقار صارت برسم المستوطنين، و"تعزيز الصمود" لن يكون حتما بشراء بيت دون إسكان فلسطينيين فيه.
بداية الخيانة.. بأموال العرب
القصة بدأت عام 2013 حينما وقع فادي أحمد حسين السلامين، الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية عقد تأسيس شركة مع مريم حسين نصار سلامين "عمته" اسمها شركة "السرينا العالمية للتجارة والاستثمار" على أن يدخل في نطاق عملها "الاستيراد والتصدير والأنشطة العقارية وتجارة الأغذية والمشروبات والتبغ" وذلك في العاشر من سبتمبر في تلك السنة.
لكن عام 2013 يعني حدثًا مهما في حياة فادي السلامين، الذي كانت آخر زيارة له إلى مسقط رأسه في الخليل عام 2010؛ والحدث هو مرور سنتين على بدء الخلاف الكبير بينه وبين السلطة الفلسطينية، تحديدا منذ 2011 عندما انقلب فادي على الإشارات الإيجابية التي حوتها صور جمعته برئيس السلطة، محمود عباس عام 2009 في المغرب وبرئيس الوزراء السابق سلام فياض عام 2008 ثم بدأ شن هجوم لاذع على عباس تحديدًا بعدما بات من رجال "محمد دحلان" فكيف أعطي "السلامين" مجالاً لتأسيس شركة وترخيصها في الوقت الذي وصل الخلاف فيه إلى أشده مع السلطة.
وكيف يُمنح الترخيص لشخص يقدم نفسه على أن عنوانه هو بئر السبع في فلسطين المحتلة ويحمل جنسية فلسطينيي ال48 ومهنته "تاجر" وهو يقيم في الولايات المتحدة منذ كان عمره 14 سنة ولا يحمل أي عضوية تجارية فلسطينية؟ علما بأنه يحتاج وفق القانون الفلسطيني إلى موافقة أمنية خاصة ليفتح شركة مرخصة في المناطق التابعة للسلطة بل كيف يحصل على هذه الموافقة في ظل "حرب" معلنة على السلطة ورؤوسها ، والأكثر غرابة أن أوراق التسجيل تظهر أن شريكته "مريم سلامين" تعمل "ربة بيت" ما يؤكد بلا شك أن ثمة يدا خفية أسست وسرعت له هذا الترخيص!
لم يدم الوقت طويلا حتى تبين الهدف من هذه الشركة، الحاصلة على رقم ترخيص 562527804 برأسمال قيمته مئة ألف دينار أردني 49 ألفا لفادي و51 ألفا لمريم ولا يظهر تسجيلها إلا في موقع فلسطيني واحد.
وفي العشرين من أكتوبر من العام نفسه 2013 تظهر وثيقة ثالثة أن السلامين قدم "تنازلا مسبقا" عن العقار المنوي شراؤه في القدس، وذلك لمصلحة شركة إماراتية تدعى "الثريا للاستشارات والبحوث"، ومقرها في أبو ظبي.
الصغار يقاومون.. والكبار يتاجرون
وبينما كان المستوطنون يقتحمون الشقق التي اشتروها في وادي حلوة في سلوان (2/10/2014)، بأموال إماراتية وفق تصريح نائب رئيس "الحركة الإسلامية" كمال الخطيب وفيما كانت تدور العمليات لتسريب شقق وبنايات أخرى، كان العمل يجري على قدم وساق لتوقيع عقد البيع بين السلامين وعائلة جودة الحسيني كما يظهر عقد البيع الموقع بين الطرفين في الخامس من أكتوبر 2014.
يقول عقد البيع في هذه الوثيقة إن كلا من لمياء جودة، وابنها أديب جواد جودة ويحملان أرقام هوية القدس باعا قطعة أرض في البلدة القديمة في القدس وموثقه في سجل 1015 صفحة 3035 إلى فادي السلامين، وعلى هذه الأرض مبنى مكون من ثلاث طوابق يحده من الشمال بيت فتح الله جودة ومن جهتي الجنوب والغرب طريقان، ومن الشرق "ورثة محمد بامية"، وفي الطابق الأول منه صيدلية والثاني مؤسسة "صندوق المرضى" الإسرائيلية، والاثنان مستأجران، وذلك بالاستناد إلى "حصر إرث" عن "المرحوم أديب عبد القادر جودة". وثُمّن العقار بمبلغ 2.5 مليون دولار يُقدم على دفعتين، مع تحمل كل طرف الضرائب الموجبة عليها، خاصة الطرف الثاني (عائلة جودة) الذي يجب أن يدفع ضريبة "الأرنونا" لبلدية الاحتلال في القدس، ثم انتهى العقد بتوقيع الابن أديب.
من هنا تستجد ثلاثة أسئلة: ماذا حلّ بالمبنى المذكور وما الغرض من بيعه إلى شركة إماراتية تعمل في مجال الاستشارات الأمنية والإنقاذ ومكافحة الإرهاب؟ ومن هي لمياء درويش)جودة ومن هو ابنها أديب جواد جودة الحسيني وما هي قضية "حصر الإرث" المذكورة في العقد؟ وهل كانت عائلة جودة تعلم إلى أين سيذهب المبنى والغرض الذي سوف يستخدم فيه؟
وتظهر الخرائط أن المبنى يقع في إطار البلدة القديمة وهو يبعد عن المسجد الأقصى ثلاث دقائق سيرًا على الأقدام ويمكن الدخول إليه من باب الساهرة، الذي يعتبر من الأبواب المهمة للمسجد الأقصى المبارك ولا يزال العقار على حاله لجهة بقاء الصيدلية والمؤسسة الطبية فيه، في حين أن الطابق الثالث فارغ بدلالة نوافذه المكسورة والمهملة والأبواب المغلقة إلى الأعلى. ويؤكد بعض الجيران أن البيت عائد إلى عائلة جودة، ما يدل على أنهم لا يعلمون بعملية بيعه، كما لم يشر أحد إلى وجود سكان في الطابق الثالث.
الأهم أن نحو ثمانية بيوت من أصل عشرة في الشارع نفسه، سربت إلى المستوطنين على مدار السنوات الماضية، فيما بات هذا الحي "عقبة درويش" والذي يقع ضمن الحي الإسلامي قابلاً للتحول إلى منطقة يهودية في ظل التسريب المتوالي والمباشر لليهود. وخلال سربت عائلة اليوزباشي منزلا في حي السعدية المجاور إلى جمعية "عطيرات كوهنيم" الاستيطانية وهو لا يبعد سوى مئة متر عن المنزل الذي تملّكه فادي السلامين من عائلة جودة، وآل إلى شركة "الثريا" الإماراتية.
والعنوان المقدم في عقد البيع عن عائلة جودة فكما ظهر أن الشركة الإماراتية عنوانها غير دقيق والبحث عنه في الخرائط لا يوصل إلى شيء، فكان عنوان عائلة جودة فيه نوع من اللبس.
العنوان المذكور في عقد البيع هو شارع حاتم الطائي -المبنى رقم 18، فيما بين البحث أن العائلة بيت أديب تقطن في المبنى رقم 25 من الشارع نفسه أما العقار رقم 18 فقادنا إلى بيت يتكون أيضا من ثلاثة طوابق ويطل على طريقين وله مدخلان وكراج سيارات وملحق خارجي غرفة مع باب خارجي وآخر داخلي لها وهو مزود بكاميرات مراقبة جديدة وموزعة جيدا حوله لكن لا يوجد جرس خارجي أو داخلي كما حال البيوت المحيطة به ثم تبين أنه عائد إلى مؤسسة إسبانية دينية اسمها "القديسة تيريزا".
القدس عربية.. والأقصى لنا
وخلال خمس سنوات مقبلة في حال استمر تسريب البيوت إلى المستوطنين عبر البيع المباشر بأموال إسرائيلية أو الوسطاء بأموال عربية ستتحول أجزاء كبيرة من البلدة القديمة إلى مناطق يهودية السكن ما يعني تهويد محيط الأقصى أولا كخطوة أمر واقع لتهويد المسجد ثانيا في ظل أنه مع منتصف هذا العام يكون أكثر من ستين عقارا، كبيرا وصغيرا من الأحياء الملاصقة للأقصى، قد صارت بيد المستوطنين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.