نتيجة عدم وجود إشغالات تذكر فى عدد كبير من فنادق المدينة، شهدت الأيام الأخيرة قيام عدد كبير من المستثمرين بإغلاق فنادقهم وتسريح العاملين بها لحين إشعار أخر بحجة التجديد والصيانة. وتحايل أصحاب الفنادق على قرار وزارة القوى العاملة بعدم الاستغناء عن العاملين أو إجبارهم على توقيع استقالات مسببة او اجازات مفتوحة.. مؤكدين أننا نحتاج إلى من يقف بجانبنا إلا أن حكومة الانقلاب رفعت يدها عن قطاع السياحة ولم تنفذ الوعود والقرارات التى أخذتها خلال الفترة الأخيرة. وأعلنت شركة «صن لايت» المالكة لفندق «روزيتا شرم الشيخ» إغلاقه بغرض تجديده فى ظل انخفاض نسب الإشغالات إلى أقصى درجة نظرا للأحداث الراهنة وإنهاء عقود معظم العاملين ومنح بعضهم إجازات بدون مرتب ووقف التعيينات السنوية. من جانبهم استغاث العاملون بأحد فنادق شرم الشيخ المملوكة لرجل الأعمال عاصم سرور بوزير السياحة هشام زعزوع اعتراضا على القرارات التى اتخذها صاحب الفندق بشأن العمالة بفندقه حيث بدأت إدارة الفندق الشهر الماضى بتخفيض الأجور وتسريح عدد من العمالة وإجبار بعض العاملين على التوقيع على إجازة أو منحه إجازة مفتوحة بالمخالفة للقانون. وأكد العاملون أنهم حرروا محضرا فى مكتب العمل ضد صاحب الفندق.. إلا أنه يتحايل على القانون لاغلاق الفندق بحجة صدور قرار من الشركة المالكة بإحلال وتجديد الفندق. ومن جانب آخر تلقت السياحة المصرية أنباء مؤسفة من أكبر منظمى الرحلات الأجانب وشركات الطيران المتعاملين مع السوق المصرية حيث قررت شركة تيوى الألمانية إلغاء ما يقرب من 20 ألف مقعد على الطائرات المتجهة إلى شرم الشيخ حتى ابريل القادم. كما قررت شركة صن إكسبريس تخفيض عدد رحلاتها من 43 إلى 10 رحلات اسبوعيا. أيضا ألغت شركة إير برلين أكثر من 12 رحلة كانت تتوجه إلى مدينتى الغردقة ومرسى علم. وأكد المستثمرون أن الأزمة الحالية لو استمرت فترة أطول ستكون كارثة لن يستطيع قطاع السياحة تحملها. وأشاروا إلى اننا نحتاج إلى حلول واقعية سريعة بعيدا عن المسكنات حتى لا تنهار السياحة أكثر من ذلك ووقتها لن ينفعنا البكاء على اللبن المسكوب. وطالب المستثمرون الحكومة بالإسراع بتبنى هذه المطالب حتى يمكنهم انقاذ ما يمكن انقاذه من الحركة الوافدة لمصر وأهمها إلغاء رسوم الفيزا تماما أسوة بالعديد من الدول المنافسة.. إلغاء الدعم الذى تقدمه وزارة السياحة لمنظمى الرحلات تحت بند الحملات المشتركة على ان يمنح فقط على العدد الفعلى الذى يجلبه منظم الرحلات، وإلغاء دعم الشارتر والاستفادة من المبلغ المخصص لها فى دعم الطائرات التى تصل إلى مطاراتنا ضمانا لاستمرار رحلاتها. ووصف مجدى حنين رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية حال السياحة بأنها صعبة جدا بل تكاد تكون مثل المريض الذى دخل غرفة الإنعاش ويحتاج إلى معجزة لإنقاذة. قائلا شرم الشيخ تكاد تكون خاوية من السائحين الأجانب حاليا. أشار إلى أن معظم الفنادق أغلقت أبوابها بسب تداعيات أحداث الطائرة الروسية. قائلا بعض الفنادق استغلت فترة التوقف الجبرية وستقوم بعمليات التجديد والصيانة حتى تكون جاهزة عقب عودة السياحة لطبيعتها مرة أخرى بانتهاء الأزمة الحالية التى تختلف عن غيرها من الأزمات التى مرت بها السياحة المصرية. من جهته أكد وزير السياحة هشام زعزوع استباق وسائل الإعلام الدولية لنتائج تحقيقات الطائرة الروسية وتأثرهم بتصريحات الجانب البريطانى أثر سلبا على الصورة الذهنية لدى السائح المرتقب، أثر بالسلب على حركة السياحة الوافدة لمصر بصفة عامة ولمدينة شرم الشيخ بصفة خاصة موضحا أن عدد السائحين الوافدين لمدينة شرم الشيخ التى تأثرت بالحادث خلال العام الماضى قد بلغ نحو 5.4 مليون سائح بما يمثل 55 % من حركة السياحة الوافدة لمصر العام الماضى، موضحا أن متوسط معدل انفاق السائح الروسى بشرم الشيخ قد بلغ نحو 70 مليون دولار خلال شهر سبتمبر الماضى، بينما بلغ معدل انفاق السائح الإنجليزى بشرم الشيخ نحو 30 مليون دولار خلال نفس الشهر.