أثار الأوبريت الخاص باحتفال الذكرى ال 42 لحرب السادس من أكتوبر العديد من ردود الأفعال الغاضبة بين اعلامى الانقلاب الذين احتفوا وراء قائدهم فى كلمته الرسمية بالأوبريت وبعظمة الكلمات التى أهداهم بها الكفيل الإماراتى، وقالوا أن هذا لا يصح أن يكون فى مصر رغم التصفيق الحار منهم شخصيًا بعد انتهائه. أوبريت "عناقيد الضياء" الذى أهدته دولة الإمارات إلى مصر والذى ألفه الشاعر السعودى عبدالرحمن العشماوى، لم يكن يعلم الانقلاب ومؤيديه أنه من أشد المعارضين للسيسى، بل إنه له قصائد منتشرة فى الوطن العربى تحكى ما حدث فى رابعة والنهضة، وتوصف اجرام السيسى بحق الشعب المصرى والإخوان المسلمين خاصًا. أبو حملات: عدونا اللدود يعمل أوبريت ازاى فى هذا السياق يقول الإعلامى الانقلاب إبراهيم عيسى، أحد أذرع الانقلاب والمعروف بقربه من السيسى شخصيًا، قال إن مؤلف الأوبريت الدينى الذي تم عرضه خلال الاحتفال الليلى بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر، يوم الاثنين الماضى، إخوانى الهوى (معبراً عن وصف المعارض).. وعدو لدود لما اسماه ثورة 30 يونيو"، حسب قوله. وأضاف، خلال برنامجه "مع إبراهيم عيسى"، المذاع على قناة "القاهرة والناس"، يوم امس الثلاثاء، أن المؤلف هو الشاعر عبد الرحمن العشماوى، وسبق وقد كتب شعرا يهاجم فيه السيسى والنظام المصرى الحالي، متسائلا: كيف نسمح بعرض هذا الأوبريت في مناسبة وطنية كبيرة مثل ذكرى انتصارات أكتوبر، أي نوع من الخزى هذا؟! وفي حضور قائد الانقلاب السيسي، ووزير دفاعه، ومجموعة من كبار مسئولى الانقلاب، تم عرض الأوبريت الديني "عناقيد الضياء" من تقديم فرقة الشارقة الإماراتية، والذي يجسد سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم. عكاشة: الإعلام المصرى "ودى السيسى فى داهية" وفى سياق متصل قال الإعلامى الانقلاب المعروف بقربه من المخابرات الحربية، حسب اعلاميين ومصادر أمنيه أخرى، أن الإعلام المصرى هو السبب فى انتكاسة السيسى، وقال أن شعبيته قد تدهورت بسب أدائهم الذى وصفه بالكاذاب رغم وجوده هو شخصيًا وسط تلك المجموعة من الإعلاميين، وأضاف أن الأوبريت الأخير لاحتفالات أكتوبر خير دليل، "إزاى يعدى على كل الإعلاميين والمؤلفين بالطريقة دى، ويخلوا واحد "إخوانى" يحتفلنا بذكرى أكتوبر، هو احنا فشله؟". وائل قنديل يرد ب"القحط" والعقم وفى سياق آخر قال الكاتب الصحفى وائل قنديل: إن جيوش المطربين والمطربات والاستعراضيين ممن كان يحرص عبد الفتاح السيسى على دعوتهم في مناسباتٍ عسكرية، حين كان وزيرًا للدفاع يتأهب للانقلاب، عقمت عن أن تنتج عملاً فنيًّا في ذكرى حرب أكتوبر، حتى تمنحه الإمارات "أوبريت" يليق بغزوة بدر، أكثر مما يصلح لمعركة أكتوبر. "قفشات" بصحبة السيسى وأضاف قنديل -خلال مقال له صباح اليوم الأربعاء، بصحيفة "العربي الجديد"، "أن السيسي قبل انقلابه على الرئيس الشرعى بشهرين دعا فيالق المطربات لحضور مشروع "تفتيش حرب" للقوات المسلحة، وكانت الصور تنطق بملهاة حقيقية، إذ بدا الضيوف وكأنهم في رحلة إلى حديقة مفتوحة، أو متحف، يلتقطون الصور التذكارية مع الضباط والجنود، فوق ظهور الدبابات والقطع الحربية، ويتبادلون النكات والقفشات، بشكل خادش لهيبة الجندية". "كله مغلف" وأعرب عن دهشته من فقر خيال هؤلاء المطربين المؤيدين للسيسى من إنتاج عمل فنى يتناول ذكرى الانتصار، حتى أنهم أصبحوا يستوردون الأناشيد والأغنيات، كما استوردوا الانقلاب، جاهزًا ومغلفًا، من الخارج قبل أكثر من عامين؟ من "بشرة خير" التي قدمها مطرب إماراتي خصيصًا لمناسبة جلوس السيسي على كرسي حكم مصنوعٍ من الدماء والأشلاء، إلى احتفالية ذكرى حرب أكتوبر، بأوبريت لا يمت للمناسبة بصلة. مصر صنيعة الهبات والمنح وقال قنديل: إن السيسى يحرص على إظهار مِصْر التي يحكمها بأنها صنيعة الهبات والمنح والمساعدات الإماراتية، من الأرز إلى الغناء، على نحو يصيب الجميع بالدهشة من أن "هوليوود الشرق" وخزّان فنونه استبد بها القحط، حتى صارت غير قادرة، أو بالأحرى غير راغبة في الاعتماد على نفسها، حتى وهي تغنى لعيد وطني.