أبعدت قوات الجيش والأمن المركزي آلاف المتظاهرين عن مقر السفارة الصهيونية بالجيزة، فجر الإثنين، بعد مصادمات عنيفة استخدمت القوات فيها قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي، فيما رد المتظاهرون بقذف الحجارة محاولين العودة للاعتصام أمام السفارة. وأسفرت الاشتباكات التي استمرت عدة ساعات عن سقوط عشرات المصابين من المتظاهرين، وأكد شهود عيان اعتقال نحو 50 منهم، من بينهم: طارق شلبي، وطارق عمرو، ومصعب الشامي، ومحمد ساداتي، ومحمد حسين، وكريم صالح، وحسام أسامة.
وقال مصدر طبي إن عدد المصابين حتى منتصف الليل بلغ 47 أغلبهم تعرضوا للاختناق بالغاز المسيل للدموع، ونقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفى أم المصريين، فيما أكد المتظاهرون إصابة عدد منهم بالرصاص الحي.
وأفاد شهود عيان بمقتل أحد المتظاهرين برصاصة في الرأس، لكن مصادر طبية أكدت بقاءه على قيد الحياة ووجوده في المستشفى لتلقي العلاج.
وقال محمد عفت، شاهد عيان، إنه شاهد قوات الجيش تحاصر نحو 50 متظاهراً في شارع جانبي متفرع من شارع مراد، واعتدت على بعض منهم لتجبرهم على النوم على الأرض بالقوة بينما كانت تطلق النار في الهواء، مضيفاً "وجههوا بنادقهم باتجاه المحتجزين، وطالبوهم بالنوم على الأرض، ووضع أياديهم خلف ظهورهم، وضربوا كل من رفض الامتثال أو تأخر في تنفيذ الأمر، ومن بينهم طفل عمره نحو 8 سنوات كان يبكي وضربه أحد الجنود على وجهه أكثر من مرة".
وعقب ذلك تم نقل المحتجزين في سيارات الأمن المركزي إلى جهة غير معلومة، رجحّ بعض النشطاء أنها النيابة العسكرية.
بدأت الأحداث عندما أمهل بعض المتظاهرين قوات الجيش والشرطة التي تحمي مبنى السفارة نصف ساعة لإنزال العلم الصهيوني وإلا اقتحموا المبنى، لكن القوات ردت عليهم بإطلاق النار في الهواء وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وامتدت الاشتباكات إلى معظم الشوارع المحيطة بالسفارة التي تقع في الطابقين الأخيرين من إحدى البنايات المطلة على ميدان نهضة مصر، وتبادل الطرفان الكر والفر، إلى أن تمكنت قوات الأمن المركزي من تفريق المحتجين تماماً بعد حلول موعد حظر التجول في الثانية صباحاً عندما تقدم عشرات الجنود بشكل مفاجئ باتجاه المتظاهرين المتمركزين أمام جامعة القاهرة وأطلقوا عليهم وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع.
وكان عشرات من طلبة المدينة الجامعية القريبة قد نزلوا إلى الشارع لمؤازرة المتظاهرين.
وقال متظاهرون إنهم سيعودون للتظاهر مجدداً في الصباح، مؤكدين تمسكهم بإنزال علم إسرائيل من فوق المبنى وقطع العلاقات معها، وطرد السفير الصهيوني، ووقف تصدير الغاز إلى تل أبيب، ورددوا هتافات "على القدس رايحين شهداء بالملايين" و"أول مطلب للجماهير قفل سفارة وطرد سفير"، و"تسقط تسقط إسرائيل".
وكثفت قوات الجيش والشرطة تواجدها في المنطقة في محاولة لمنع المتظاهرين من العودة.
وردد بعض المتظاهرين هتافات تندد بوزارة الداخلية، منتقدين عودة قوات الأمن المركزي للتصدي لهم كما كان الحال قبل اندلاع ثورة 25 يناير.
وحمل المتظاهرون زجاجات من الخل والمياه الغازية لمعالجة آثار الغاز المسيل للدموع، بينما نقلت العشرات من سيارات الإسعاف المصابين إلى المستشفيات في مشهد أعاد إلى الأذهان مواجهات "جمعة الغضب" يوم 28 يناير، الذي شهد انهيار قوات الشرطة أمام المتظاهرين.
تأتي هذه المظاهرات في الذكرى ال63 للنكبة الفلسطينية وتأسيس الدولة الصهيونية، وبعدما قتلت قوات الاحتلال وأصابت عشرات الفلسطينين والعرب، الأحد، في مواجهات مع متظاهرين حاولوا اقتحام حدودها في غزة والجولان السوري وجنوب لبنان.
فرقت قوات الجيش والشرطة نحو 5 آلاف متظاهر أمام السفارة الصهيونية، مساء الأحد، بعد تهديدات باقتحامها لإنزال العلم الصهيوني.
وأطلقت قوات الجيش النار في الهواء فيما أطلقت قوات الأمن المركزي القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، وترددت أنباء عن وقوع عدة إصابات بين المتظاهرين، فيما توافدت عربات الإسعاف على المكان.
وقال شاهد إن الشرطة أطلقت النار في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بعد أن حاول المتظاهرون تفكيك حواجز أقيمت أمام المبنى.
وأضاف أن المتظاهرين أمهلوا قوات الجيش والشرطة التي تحمي المبنى نصف ساعة لإنزال العلم الصهيوني وإلا اقتحموا المبنى لكن الشرطة ردت عليهم بإطلاق النار في الهواء وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وتابع أن المتظاهرين تفرقوا في شوارع جانبية لكنهم يعتزمون التجمع من جديد.
وكان المتظاهرون يطالبون بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب وطرد السفير الصهيوني في الذكرى ال63 للنكبة وقيام دولة إسرائيل عام 1948.
وحمل المتظاهرون، الذين انتشروا فوق كوبري الجامعة الموازي للسفارة الصهيونية، علما فلسطينيا ضخما، وألحقوا به علم مصر، مرددين العديد من الهتافات منها "على القدس رايحين شهداء بالملايين.. خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود".
وجدد المتظاهرون مطالبتهم للمجلس العسكري بفتح معبر رفح بشكل دائم لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني المحاصر، كما قاموا بنصب إذاعة داخلية للتظاهرة أعلى كوبري الجامعة، ألقى فيها عدد من الشعراء العديد من الأبيات حول فلسطين والوحدة العربية، كما شدت بعدد من الأغاني الوطنية.
ومنع رجال الشرطة العسكرية عدداً كبيراً من الشباب من صعود مبنى العمارة التى تقع بها السفارة لتنكيس العلم الصهيوني.
وقام رجال القوات المسلحة المتواجدين أسفل كوبري الجامعة أمام السفارة بارتداء الأقنعة الواقية الخاصة بالغازات المسيلة للدموع تحسبا لإطلاق الغازات إذا حاول المتظاهرون اقتحام مبنى السفارة.
المظاهرات تهدد وجود (إسرائيل) من جانبه، قال رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، الأحد، إنه "يأمل في عودة الهدوء بسرعة" وإن الدولة الصهيونية في نفس الوقت "مصممة على الدفاع عن حدودها وسيادتها"، جاء ذلك في كلمة قصيرة ومفاجئة بثها التليفزيون الإسرائيلي لبنيامين نتنياهو على خلفية "المواجهات على الشريط الحدودي بين إسرائيل من جهة وسوريا ولبنان من جهة أخرى"، بحسب القناة العاشرة الصهيونية.
وأضاف نتنياهو أن "تعليمات الجيش الإسرائيلي هي ضبط النفس ووقف اقتحام الحدود" وأنه "يأمل في عودة الهدوء في أسرع وقت ممكن"، وتابع "بدون خطأ نحن مصممون على الدفاع على حدودنا وسيادتنا".
وقال رئيس الوزراء الصهيوني إن "قادة المظاهرات لا يناضلون من أجل حدود 67 ولكنهم يعملون ضد وجود إسرائيل، وهذه الأحداث جاءت في اليوم الذي يصادف إقامة إسرائيل، وهو ما يوضح أن قادة المظاهرات لا يناضلون من أجل حدود 67 ولكن ضد قيام دولة إسرائيل، ومن المهم أن ننظر هنا بعين يقظة على ما يحدث ونعرف من وماذا نواجه".
ونقلت العاشرة الصهيونية تصريحاً سابقاً لنتنياهو كان قد أدلى به في اجتماع للحكومة الصهيونية، جاء فيه "المتطرفون في الوسط العربي يحولون يوم إقامة إسرائيل إلى يوم عنف وإثارة كراهية وغضب".