قالت مصادر أمنية وقضائية إن أجهزة الأمن فى الإسكندرية توصلت إلى معلومات وصفتها بأنها مؤكدة عن منفذ حادث كنيسة القديسين فى الإسكندرية، الذى وقع بعد منتصف ليل 31 ديسمبر الماضى، وأسفر عن وفاة 23 شخصاً، بينهم 8 مسلمين، وإصابة 95 آخرين، تشير إلى أن المتهم شاب فى العقد الثالث من العمر، وسافر إلى إحدى الدول الآسيوية فى مايو الماضى، وعاد فى يوليو، وأقام فى الإسكندرية فى أغسطس الماضى للتخطيط لجريمته. وأضافت المصادر أن أجهزة الأمن لم تتوصل إلى أى معلومات حول وجود شركاء للمتهم فى الجريمة أم لا، لافتة إلى أن المتهم لا يستطيع تنفيذ الجريمة بمفرده، مشيرة إلى حاجة أجهزة الأمن إلى مزيد من الوقت لتدقيق التحريات. ويتسلم المستشار ياسر رفاعى، المحامى العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، صباح اليوم، تقريرى الطب الشرعى والأدلة الجنائية حول الحادث.
وواصل فريق من شرق الكلية ضم المستشارين محمد صلاح جابر، ومحمد صلاح عبدالمجيد، ومدحت شرف، تحت إشراف المستشار عبدالمنعم عمارة، المحامى العام لنيابات شرق الإسكندرية، الاستماع إلى باقى الشهود والمصابين، واستمع إلى أقوال 2 من المصابين فى مستشفى شرق المدينة بعد تحسن حالتهما الصحية بما يسمح بسؤالهما، ولم تخرج شهادتهما عن الشهادات السابقة، التى تركزت على سماع دوى الانفجار، وتناثر أشلاء الجثث، ولم يدل أى منهم بأوصاف المتهم أو بأى شىء يقود لكشف غموض الحادث.
فرضية تورط الموساد وفى شأن متصل، قالت مصادر مطلعة على التحقيقات الجارية بشأن حادث كنيسة القديسين أن الأجهزة الأمنية فى الإسكندرية توصلت الى خيط مهم قد يغير وجهة التحقيقات الجارية فى القضية تماما، وقد يركز التحقيقات على فرضية تورط الموساد الصهيونى فى تخطيط وتنفيذ الحادث بعناصر قد تكون مصرية من الداخل أو الخارج.
ووفقا للمصادر فإن الأجهزة الأمنية كانت قد رصدت صهيونيين يحملان جوازات سفر أسترالية، بأحد فنادق شرق الإسكندرية خلال الفترة التى واكبت الحادث ويشتبه بأنهما من عناصر الموساد الصهيونى.
وتعتقد أجهزة الأمن وجود صلة ما بينهما وبين تخطيط وتنفيذ الحادث ، كما تعتقد أن تكون المادة المتفجرة التى أستخدمت فى الحادث صهيونية تم تهريبها من منفذ طابا الحدودى بسبب التسهيلات الممنوحة للصهاينة لدخول الأراضى المصرية بموجب تفاهمات اتفاقية السلام الموقعة بين مصر والدولة الصهيونية فى 26 مارس 1979، والتى تعطى الصهاينة الحق فى دخول سيناء بدون تأشيرات دخول لمدة 14 يوما، كما تعطيهم الحق فى التنقل فى المدن المصرية ايضا.
وقالت المصادر أن اجهزة الامن لاحظت خلال الفترة الماضية تزايد أعداد السياح الصهاينة فى فنادق منطقة محطة الرمل بالإسكندري، مما أثار قلق الأجهزة الأمنية، التى تخشى أن يكون حادث تفجير كنيسة القديسين مقدمة لحوادث أخرى يخطط لها الموساد الصهيونى فى الإسكندرية، أو فى اى من المدن المصرية الهامة بقصد بث الفرقة، وتهديد حالة الاستقرار.
وقد فسرت هذه المخاوف حالة الاستنفار الامنى والتفتيش على السيارات الداخله لجميع شركات البترول بالاسكندرية، وكذا منع رجال المرور وقوف السيارات بجوار المدارس ودور العبادة.
ولم تعطى المصادر أية تفصيلات أخرى عن الصهيونيين اللذين تم رصدهما، إلا أنها اكدت أن الحادث غير عادى وله أبعاد خارجية، وتم تنفيذه بخبرة أجهزة استخباراتية، كما أن نوعية المادة المتفجرة غير مصنعة محليا، وانه قد تم إضافة البلى والصواميل، وباقى الشظايا الحديدية اليها بالداخل، وتحويلها الى عبوة ناسفه.
كما كشفت المصادر ايضا عن أن الإنفجار الرئيسى الأول أعقبه إنفجار ثان، نافية ان تكون الشحنة وضعت داخل السيارة، مرجحة ان يكون وضعت بين السيارات المتوقفة خاصة وان بعض السيارات كانت تقف صف ثان فى مواجهة الكنيسة، كما اكدت المصادر ان تفجير الشحنة إما ان يكون قد تم بجهاز ميقاتى، او ان يكون قد تم عن طريق ريموت كنترول، او جهاز تليفون موبايل عن بعد، مستبعدة فرضية الإنتحارى .
كما لم ترجح المصادر ان يكون الكيميائى الذى يرقد فى غيبوبة فى إحدى مستفيات جامعة الاسكندرية متورطا فى الحادث، فى حين ذكرت مصادر اخرى غير رسميه ان هذا الكيميائى إستفاق من الغيبوبة وتحدث الى النيابة نافيا صلتة بالحادث ، قائلا انه كان يسير بسيارتة وفوجىء بالإنفجار، وانه لم يشعر بنفسه إلا بالمستشفى، وانه أصيب بشظية فى جبهتة افقدتة الوعى.
على جانب آخر نفى مصدر أمني بمديرية أمن الإسكندرية فى ساعة متأخرة من مساء الخميس ورود بلاغ بالتعرف على شخصية صاحب صورة الرأس المجهولة، التي نشرت للمشتبه به في حادث تفجيرات كنيسة القديسين بالمحافظة، يحدد شخصية صاحبها، كما نفى العثور على الدائرة الكهربائية المستخدمة في التفجير.
وأكد المصدر فى تصريحات لوكالة انباء الشرق الاوسط عدم صحة ما رددتة إحدى الصحف المستقلة عن تركيز أجهزة الأمن في البحث عن 3 أشخاص باكستانيين كانوا قد شاركوا صاحب الصورة في تنفيذ عملية التفجير، نافيا ورود بلاغ بالاشتباه في 4 أشخاص باكستانيين بعد اصطدام سيارتهم بسيارة أحد المواطنين ببوابة الرسوم بطريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي قبل وقوع الحادث بثلاثة أيام، مؤكدا عدم ورود أي بلاغات بهذا المعني، كما نفي المصدر العثور على الدائرة الكهربائية المستخدمة في التفجير.
وقال المصدر إنه لا صحة لما نشرته إحدى الصحف عن مرور مدير أمن الإسكندرية اللواء محمد إبراهيم على الكنيسة قبل وقوع الحادث بخمس دقائق، مؤكدا أن مدير الأمن يحرص على المرور باستمرار بمختلف أنحاء المدينة للاطمئنان على الحالة الأمنية، لكنه لم يتصادف وأن مر على موقع الحادث قبل وقوعه بخمس دقائق.
وشدد المصدر على أن التحريات تسير في سرية تامة، وطالب وسائل الإعلام بتحري الدقة في نشر أي معلومات تخص الحادث حرصا على المصلحة العامه.
لا جثث لأجانب من ناحية أخرى، كشفت الملامح الرئيسية في تقرير الطب الشرعي النهائي لواقعة تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، عن أن كل الجثث مصرية ولا توجد أي جثة أجنبية، ولم تساعد "الأذن" التي حصل عليها فريق الأطباء الشرعيين في المعاينة الثانية في الكشف عن هوية صاحبها بعد تحليل ال (دي إن إيه)، لعدم تكامل الأجزاء، لكنه أفاد أن الأذن لرجل لا سيدة، وجدد التقرير الإشارة إلي أن نقطة بداية الانفجار غير معلومة مما يؤثر علي معرفة إذا كان الانفجار بسبب "انتحاري" أو "عبوة ناسفة". وكشف مصدر من فريق الأطباء الشرعيين عن أن محتويات العبوة لا تصنع في مصر، بينما تجميعها تم في الداخل.