توقع مراقبون سياسيون وخبراء أمريكيون مختصون في شئون الشرق الأوسط أن تسوء العلاقات الصهيونية - التركية أكثر في الأسابيع القليلة المقبلة، وصولًا إلى حال قطع العلاقات الدبلوماسية. وذلك على خلفية العدوان الصهيونى الهمجي على "قافلة الحرية" والذي أسفر عن استشهاد واصابة عشرات المتضامنين فجر الاثنين الماضي، غالبيتهم من الناشطين الأتراك. ورغم أن الرد التركي على الجريمة الصهيونية لم يكتمل بعد، فقد ردت تركيا بقوة على الاعتداء ضد قافلة الحرية التي كانت انطلقت من تركيا، واستدعت سفيرها من تل أبيب واستدعت وزارة خارجيتها السفير الصهيونى في أنقرة إلى مقر وزارة الخارجية لتبلغه احتجاجها القوي على التصرف الصهيونى الإجرامي، كما ألغت ثلاث مناورات حربية كانت مقررة في الفترة القريبة المقبلة بين الدولة الصهيونية وتركيا.
وكانت هذه الخطوات، رغم أنها أولية، بالإضافة إلى تهديد رئيس الوزراء التركي باتخاذ خطوات إضافية، كافية لإثارة قلق المحللين الأمريكيين الذين يقولون إنها "يمكن أن تضع العلاقات الدبلوماسية المتوترة أصلا بين إسرائيل وتركيا في خطر حقيقي".
وقال أحد المحللين السياسيين المختصين في العلاقات التركية الصهيونية في معهد كارنيجي للسلام الأمريكي "إن ما قامت به إسرائيل يمكن أن يفسر على أنه إعلان حرب من جانب إسرائيل على تركيا، أول ما أتوقعه هو أن الحوار السياسي سيتوقف بين الجانبين وسيكون من الصعب احتواء التدهور في العلاقات الآن".
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسئول تركي رفيع المستوى قوله "إنه من الممكن أن تقطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب"، ولكنه أشار إلى أن ذلك سيعتمد على الخطوات التالية من الجانب الصهيونى.
ويرى المحللون الأمريكيون أن "الكرت الفرار" في هذه اللعبة هو أردوجان نفسه، الذي برأي الصهاينة وبعض الأمريكيين، دفع باتجاه سياسية خارجية تركية تقوم على لعب بلاده دورًا أكثر مركزية في شئون المنطقة.
فهو لعب دور الوسيط بين الصهاينة وسوريا في محادثات سلام غير مباشرة قبل أكثر من سنة، كما أنه وثق علاقات بلاده بمحيطها العربي والإسلامي.
وأشار المحللون إلى اللغة التي استعملها أردوجان في مؤتمره الصحفي الذي بثته وسائل الإعلام التركية له من ساندييجو بتشيلي، حيث وصف العمل الصهيونى بأنه "إرهاب دولة غير إنساني"، كما وصف ادعاء الحكومة الصهيونية بأن قواتها واجهت مقاومة مسلحة على السفن بأنه "محض أكاذيب"، وقال أردوجان إن هذا "الهجوم يظهر أن إسرائيل لا تريد السلام في المنطقة".