شهدت الكويت أمس مصرع مواطن مصري يعمل هناك ليجدد مخاوف الرأي العام من إنتشار ظاهرة استهداف المصريين في عدد من بلدان العالم العربي. وقال السفير محمد عبد الحكم مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج، إن أجهزة الأمن الكويتية نجحت في إلقاء القبض على السوري ياسين محمد الحمران المتهم بقتل المواطن المصري شريف حجازي أنور دردير في منطقة الجهراء ومعه نجله محمد الذي كان في طريقه إلى مطار الكويت للهرب إلى سورية وتواصل الأجهزة الأمنية الكويتية جهودها للقبض على المتهمين السوريين الآخرين.
وأشار عبد الحكم إلى أن القنصلية قامت فور علمها بالحادث بإجراء الاتصالات والجهود اللازمة مع السلطات المختصة بالكويت من أجل سرعة إلقاء القبض على الجناة وسرعة تقديمهم للمحاكمة وتطبيق أقصى عقوبة طبقا للقوانين الكويتية في هذا الشأن.
وأشار عبد الحكم إلى أن القنصلية المصرية في الكويت أبلغت الوزارة بأن المواطن المصري شريف حجازي أنور دردير الذي يعمل في الكويت بمحافظة الجهراء قتل نتيجة إصابته بطعنة نافذة في القلب والرئة خلال مشاجرة نشبت بينه وبين المواطن السوري الجنسية ياسين محمد الحمران الذي أصيب أثناء المشاجرة بجرح في رأسه، وأولاده الثلاثة محمد وأحمد ومصطفى، وذلك على أولوية إيقاف السيارة الخاصة بكل منهم فى أماكن انتظار السيارات، كما أصيب اثنان من المواطنين المصريين نتيجة تدخلهم للدفاع عن المجني عليه ومحاولة تخليصه من الجناة، لافتا إلى أن حالتهم مستقرة ومطمئنة ويتماثلان للشفاء.
وعلى الفور قامت القنصلية بإيفاد القنصل شريف الديواني والمستشار القانوني للقنصلية إلى مكان الحادث وزيارة المواطنين المصريين المصابين في المستشفى للاطمئنان عليهما، ويقوم قنصل مصر العام في الكويت بجهود مكثفة بالتعاون مع السلطات الكويتية المعنية من أجل سرعة إلقاء القبض على باقي الجناة وتقديمهم للمحاكمة.
وأعرب القنصل العام لسفارة جمهورية مصر العربية لدى السفير صلاح الوسيمي عن أسفه وحزنه الشديدين على هذا الحادث واعتبره حادثاً فردياً عرضياً، مؤكداً أنه التقى شخصياً أقارب القتيل مقدماً لهم التعازي، وللعمل في الوقت ذاته على منع أي تداعيات لهذا الحادث المؤسف.
وأشار إلى أنه سيتم نقل جثمان القتيل إلى مصر على نفقة الدولة، فضلا عن تبرع مجلس الجالية المصرية بقيمة تذكرة المرافق للجثمان، مشيراً إلى أنه قام بزيارة المصريين المصابين في الحادث نفسه في مستشفى الجهراء، واطمأن على استقرار حالتهما الصحية من الأطباء المعالجين.
كما قامت القنصلية بإنهاء كافة الإجراءات اللازمة لتجهيز وشحن الجثمان إلى أرض الوطن والذي من المقرر أن يصل اليوم وقام محمد عبد الحكم بالاتصال بعائلة الفقيد وإبلاغها عزاء وزير الخارجية أحمد أبو الغيط.
وكشفت وسائل الإعلام الكويتية عن أن بلاغاً ورد مساء أمس الأول، إلى غرفة عمليات وزارة الداخلية يفيد بوقوع مشاجرة بين عدد من المقيمين العرب، فسارع الى المكان رجال الشرطة حيث إكتشفوا وجود ثلاثة شبان مصريين غارقين في دمائهم، وقد لفظ أحدهم أنفاسه متأثراً بطعنة 'ساطور' نافذة استقرت في قلبه، وإلى جانبهم رجل سوري مصاب هو الآخر، تبين أنه والد القاتل الذي هرب وأشقاؤه من المكان.
وعلى الفور قامت سيارات الإسعاف بنقل "الشابين المصريين ووالد القاتل إلى مستشفى الجهراء تحت حراسة أمنية".
كما شرع رجال الأدلة الجنائية الذين قاموا بنقل الجثة إلى الطب الشرعي بعد معاينتها في عملهم لكشف أسباب الجريمة والمتسبب فيها.. وأشارت التحقيقات الأولية مع بعض شهود العيان إلى أن المشاجرة وقعت بعد أن قام المجني عليه بركن سيارته أمام البناية التي يسكنها المقيمون السوريون، الأمر الذي أثار حفيظتهم، فخرجوا ومعهم أسلحتهم التي شملت سكاكين، وانهالوا عليه ضرباً، وسدد أحدهم ساطوره إلى قلبه فأسقطه قتيلاً في الحال، وعندما انبرى اثنان من أصدقاء القتيل للدفاع عنه نالتهما طعنات عدة بعد أن أصيب والد القاتل.
وقد تمكنت الشرطة من تحديد أوصاف الأشقاء الثلاثة ولم تمض ساعة على ارتكاب الجريمة حتى أمسكوا باثنين منهم وذلك بعد أن تمكن رجال المباحث من مراقبة هاتف القاتل وتحديد مكانه في مدينة سعد العبد الله فأمسكوا به واقتادوه لقسم الشرطة وهناك إعترف القاتل بأنه لم يتحمل أن يعتدي شاب على والده بطعنة بالساطور.. لذا ثار وفقد أعصابه وتم احتجاز الأشقاء الثلاثة تمهيداً لإحالتهم على النيابة لاستكمال التحقيقات معهم.
وكشف أحمد ابن عم القتيل النقاب عن أن "القاتل وأشقاءه عمدوا على إرهاب جيرانهم منذ فترة طويلة، ودائماً يروعونهم بأسلحتهم البيضاء التي يشهرونها في وجوه كل من يختلف معهم"، وأكد أحمد أن "والد القتيل وأمه لا يعلمان حتى الآن بخبر مقتل ابنهما"، مشدداً على أنه "لن يتم إخبارهما حتى تصل جثته إلى مسقط رأسه في مركز بني مزار محافظة المنيا".
ومن جهته، أعرب المحامي عن جماعة الإخوان والنائب في البرلمان صبحي صالح عن أن النظام هو المسؤول الأول لزيادة حجم الكراهية للمصريين في الخارج بسبب العديد من المواقف خاصة بالنسبة لحصار غزة وعدائه لقوى المقاومة في الأراضي المحتلة وحزب الله في لبنان.
وفي ذات السياق يرى القيادي في الحزب الناصري حسام عيسى أستاذ القانون الدولي أن النظام ارتكب العديد من الأخطاء الجوهرية التي أسفرت عن ضياع الحب الفطري لمصر وشعبها في العواصم العربية والإسلامية وعلى راس تلك الأخطاء التضييق على مليون ونصف المليون فلسيطني ودفعهم للموت جوعاً.