«المصرى اليوم» تحاور المكرمين باحتفالية «عيد العمال»: نصيحتنا للشباب «السعى يجلب النجاح»    عيار 21 الآن بعد الزيادة الكبيرة.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الإثنين 5 مايو 2025 بالصاغة    العالم بعد منتصف الليل.. غزة تحترق وتل أبيب تعيش ليلة مرعبة وإغلاق مطار في موسكو    الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيلية بشأن المساعدات إلى غزة    «يا خلي القلب» و«أيظن».. الأوبرا تحيي ذكرى رحيل عبد الوهاب على المسرح الكبير    هل عملية إسرائيل الموسعة في غزة مرهونة بجولة ترامب في الشرق الأوسط؟    العشق الممنوع وراء واقعة العثور على جثة فتاة مجهولة بالفيوم    الدولار ب50.68 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الاثنين 5-5-2025    100 ألف مشارك في حفل عمرو دياب بدبي (صور)    15 شهيدا و10 مصابين إثر استهداف إسرائيلى لثلاث شقق سكنية غربى مدينة غزة    أشرف نصار ل ستاد المحور: توقيع محمد فتحي للزمالك؟ إذا أراد الرحيل سنوافق    كواليس حضور زيزو لتدريبات الزمالك    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الاثنين 5 مايو    رويترز: ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومى    لا أستبعد الخيار العسكري.. ماذا قال ترامب عن ضم جزيرة جرينلاند؟    زوج شام الذهبي يتحدث عن علاقته بأصالة: «هي أمي التانية.. وبحبها من وأنا طفل»    عمرو دياب يُحيى حفلا ضخما فى دبى وسط الآلاف من الجمهور    زي الجاهز للتوفير في الميزانية، طريقة عمل صوص الشوكولاتة    ادعى الشك في سلوكها.. حبس المتهم بقتل شقيقته في أوسيم    قصور الثقافة تواصل عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح 32    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    تفاصيل اتفاق ممثل زيزو مع حسين لبيب بشأن العودة إلى الزمالك    وكيل صحة شمال سيناء يستقبل وفد الهيئة العامة للاعتماد تمهيدًا للتأمين الصحي الشامل    التحريات تكشف ملابسات وفاة شاب إثر سقوطه من الطابق الرابع    مصرع شخص وإصابة 7 في مشاجرة طاحنة بقرية نزلة حسين بالمنيا    اعتقال مسئول حكومي بعد انفجار الميناء "المميت" في إيران    ردا على نتنياهو، الحوثيون: إخطار منظمة الطيران واتحاد النقل الجوي بقرار الحظر الجوي على إسرائيل    رئيس محلية النواب يستنكر فكرة تعويض المستأجرين بمساكن بديلة    وكيل إسكان النواب: ترقيم العقارات ينهي نزاعات الملكية ويُسهل التصدير    شوقي غريب يقود المريخ للفوز الثاني على التوالي بالدوري الموريتاني    لهذا السبب..ايداع الطفلة "شهد " في دار رعاية بالدقهلية    بعد تعرضه لوعكة مفاجئة.. تطورات الحالة الصحية للفنان صبري عبدالمنعم    صراع ثنائي بين ليفاندوفسكي ومبابي.. جدول ترتيب هدافي الدوري الإسباني    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    سعر الموز والبطيخ والخوخ بالأسواق اليوم الاثنين 5 مايو 2025    مبادرة «أطفالنا خط أحمر» تناشد «القومي للطفولة والأمومة» بالتنسيق والتعاون لإنقاذ الأطفال من هتك أعراضهم    قداسة البابا يلتقي مفتي صربيا ويؤكد على الوحدة الوطنية وعلاقات المحبة بين الأديان    انتهاء الورشة التدريبية لمدربى كرة القدم فى الشرقية برعاية وزارة الرياضة    جودي.. اسم مؤقت لطفلة تبحث عن أسرتها في العاشر من رمضان    أول تعليق رسمي من جامعة الزقازيق بشأن وفاة الطالبة روان ناصر    العثور على جثمان شاب بترعة النعناعية في المنوفية    محمود ناجى حكما لمواجهة الزمالك والبنك الأهلى فى الدورى    أمين الفتوى يوضح حكم الميت الذي كان يتعمد منع الزكاة وهل يجب على الورثة إخراجها    زعيم المعارضة الإسرائيلي: جماعات تُشجع اليهود المتدينين على التهرب من الخدمة العسكرية    مجلس الشيوخ يناقش اقتراح برغبة بشأن تفعيل قانون المسنين    «مكافحة نواقل الأمراض»: عضة الفأر زي الكلب تحتاج إلى مصل السعار (فيديو)    قصر العيني: تنفيذ 52 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة القضاء على قوائم الانتظار    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    ما هي محظورات الحج للنساء؟.. أمينة الفتوى تجيب    هل يجوز التعاقد على شراء كميات محددة من الأرز والذرة قبل الحصاد؟.. الأزهر للفتوى يجيب    فرع محو الأمية بالإسماعيلية يفتتح دورة لغة الإشارة بالتنسيق مع جامعة القناة    برج الميزان.. حظك اليوم الإثنين 5 مايو: قراراتك هي نجاحك    حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين 5 مايو 2025 فى مصر    «في عيدهم».. نائب رئيس سموحة يُكرّم 100 عامل: «العمود الفقري وشركاء التنمية» (صور)    مساعد وزير الصحة ووكيل صحة سوهاج يتفقدان مستشفى ساقلته    مجلس جامعة الأزهر يوجّه توصيات مهمة بشأن الامتحانات    البابا تواضروس الثاني يلتقي أبناء الكنيسة القبطية في صربيا    جامعة القاهرة تصدر تقريرها الرابع للاستدامة حول جهودها في المجال الأكاديمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نتائج زيارة نظيف ورشيد لتركيا.. لقاء رئيس شركة مياه غازية والفسحة فى بحر مرمرة!
نشر في الشعب يوم 16 - 12 - 2006

الحكومة التركية عقدت مؤتمر لرجال الاعمال وتجاهلت مؤتمر نظيف!
تقدم الاقتصاد التركى عن المصرى بسبب الديموقراطية والشفافية ومحاربة الفساد.
زيارة البابا بدأت بلعبة سياسية من قس تركى اضطرت بالحكومة لتوجيه الدعوة!
إمام مسجد تركى وجه دعوة للفاتيكان لاسلام البابا على طريقة هرقل الروم.
مكتبة السليمانية تضم 80 ألف مخطوط اسلامى ولا تجد عربى واحد للترميم!
75 قناة تليفزيونية و50 صحيفة مستقلة فى مواجهة خمسة قنوات حكومية فقط!
مظاهرة الاكثر من مائة الف ضد البابا باسطمبول لم تؤثر على حركة المرور والعمل بالمدينة
رسالة اسطمبول: على القماش
ما يجرى على الساحة السياسية حول تركيا إلى بؤرة الاحداث.. ما بين احداث ترتبط بمصر بشكل مباشر تتمثل فى زيارة أحمد نظيف رئيس الوزراء ورشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة الخارجية لاسطمبول لحضور معرض ومنتدى دافوس الاقتصادى واللذان عادا بخفى حنين خاصة مع وجود معرض اقتصادى منافس وهو معرض مومياء والذى أقيم فى ذات الوقت وفى نفس البلد "اسطمبول".. وبين احداث سياسية عالمية أبرزها زيارة بندكت بابا الفاتيكان وسط رفض شعبى بسبب عدم اعتذاره عن ما ذكره من اساءة للدين الاسلامى وزعمه انتشاره بحد السيف وبين موقف حكومى تحيطه خلفيات وتداعيات خاصة مع سعى تركيا للانضمام إلى دول الاتحاد الأوربى... ويتواكب هذا كله مع احداث مختلفة ثقافية وسياحية وغيرها مما اكسب زيارتنا الى تركيا فى هذا التوقيت أهمية خاصة للتعرف على الأحداث عن قرب..
بداية عن حضور د.نظيف ورشيد محمد رشيد لمؤتمر دافوس الاقتصادى بتركيا فان الواقع اكد على فشل الزيارة وتحويلها إلى عمل روتينى ضعيف الى درجة ان الاعلام التركى تجاهلها تماماً ولم تكتب الصحف التركية الكبرى حرف واحد عن هذه الزيارة كما لم تشر اليها القنوات التليفزيونية التركية والتى تصل الى 50 قناة عدا إحدى القنوات التى اشارت فى الشريط الاخبارى الذى يتم وضعه اثناء النشرة الاخبارية بان د.نظيف التقى بنائب الرئيس الايرانى على هامش المؤتمر وقد تأكد عدم صحة الخبر ونفيه.. وحتى بفرض صحة هذه الاشارة فان هدف الخبر كان سياسياً وليس اقتصادياً وهو ما كان أكثر أهمية فى زيارة نظيف!
فقد لاقى المؤتمر بأكمله عدم الاهتمام التركى الكافى حتى ان اوردغان -رئيس الوزراء التركى- اكتفى بالقاء كلمة فى مستهل المؤتمر ثم سافر على الفور الى الاردن ولم يذكر الاعلام التركى عن المؤتمر سوى هذه الكلمة والتى كانت عبارة عن حديث حول أهمية التعاون بين الدول.
فرغم ان "اجندات" احمد نظيف ورشيد محمد رشيد والوفد المصاحب لهما كانت تحمل طموحات إلا ان الحصيلة النهائية لم تصل بالفعل إلى حقائق ملموسة بل اجراءات شكلية مثل اتفاقيات التأخر بين غرفتى التجارة بالقاهرة واسطمبول وهو أمر أشبه باتفاقيات التآخى الروتينية بين المدن فتجد اتفاقية تآخى بين القاهرة وعاصمة أوربية بينما الاولى تعج فى القمامة والأخيرة تعج فى الرفاهية!
وفى لقاءاتنا بالمشاركين فى المؤتمرومكتب التمثيل التجارى المصرى باسطمبول أشارت المصادرإلى حضور نظيف ورشيد المنتدى واللجنة الدائمة للتجارة والاقتصاد التابعة لمنظمة العمل الاسلامى ولقاءات متناثرة فى مؤتمر جمعية "الموصياد" تحدث فيه رشيد محمد رشيد عن المشاركة الصناعية وتحويل المشروعات ولقاء مع مجموعة "توسيات" وهى من منظمات العمل بتركيا ومع t.i.m وهو إتحاد المصدرين الاتراك أملاً فى اقامة منطقة صناعية فى مصر ومع المجموعة الصناعية "سامنجى" وبعض اللقاءات الثنائية بينما تركز لقاء د.نظيف مع رئيس شركة الكوكاكولا والذى هنأه على زيادة انتاج الشركة فى مصر بنسبة 17% كما التقى ب جيم بيوينر رئيس مجموعة "بيمن" للمونيلات والمولات فى مصر وندوة بعنوان حول رؤية دول المنطقة لتحقيق الاستقرار والتعرف على المشكلات التى تواجه المستثمر التركى فى مصر
هذه اللقاءات لم تسفر عن شئ ملموس حتى ان ممن التقينا بهم من الاعلام التركى وغيرهم علقوا على الزيارة بان الاعتزاز بلقاء رئيس شركة مياه غازية أو مولات لا يناسب طموح أى دولة تسعى للتحديث الصناعى والاستثمار.. وان الزيارة تتلخص فى لقاء رئيس شركة مثلجات و"الفسحة" فى بحر مرمرة ومضيق البسفور! فالفارق بين الاقتصاد التركى والمصرى لا تجوز فيه المقارنة فوفقاً للارقام الرسمية التى افادنا بها مركز التمثيل التجارى باسطمبول فان حجم الصادرات المصرية لتركيا عام 2005 بلغ 264 مليون دولار مقابل واردات بمبلغ 685 مليون دولار.. وبلغ حجم الصادرات المصرية لتركيا حتى –قبيل أول ديسمبر- 239 مليون دولار مقابل واردات بمبلغ 410 مليون دولار وهو ما جعل الميزان التجارى لصالح تركيا بزيادة نحو 150% هذا وقد بلغ حجم التبادل الاجمالى للتجارة بين مصر وتركيا لمبغ 949 مليون دولار عام 2005 ومبلغ 649 مليون دولار حتى قبيل ديسمبر 2006 وبالمجمل العام أصبح من الصعب المقارنة إذ ان حكومة نظيف تسعى لان تكون أكبر طموحاتها الوصول بحجم الصادرات العالمية إلى عشرة مليار دولار بما فيها المحاصيل الغذائية التى اثرت على السوق المحلى مثل البصل والثوم والبطاطس وقد ارتفع سعر الكيلو فى هذه المحاصيل وغيرها فى مصر إلى أكثر من اربعة جنيهات واصبح طبق "السلاطة" يتكلف نحو عشرة جنيهات وهو ما يفوق قدرة السواد الأعظم من الشعب المصرى بينما وصل حجم الصادرات التركية إلى 80 مليار دولار وتسعى لان يكون حجم الصادرات فى العام القادم الى مائة مليار دولار.. وعلى عكس الاقتصاد التركى من السيطرة على التضخم وبالتالى اصبحت الليرة التركية تكاد ان تقترب من الدولار رغم ان الاقتصاد التركى والعملة التركية كانت منذ سنوات قليلة فى حالة انهيار واستجداء لمؤسسات المعونة الدولية ونعتقد ان السر الاول فى هذا التقدم لم يلحظه د.نظيف فى معنى ندوة رؤية دول المنطقة لتحقيق الاستقرار والذى حضرها فى تركيا فربما كان يدور فى ذهنه ان تحقيق الاستقرار يأتى من خلال القمع وتحويل الدولة الى ثكنات بوليسية بينما تحقيق الاستقرار –كما تراه الامم التى تسعى للتقدم يبدأ بقاطرة الديموقراطية الحقيقية والشفافية وتفعيل منظمات العمل المدنى والتصدى للفساد وهى القاطرة التى تسحب الاقتصاد للتقدم للامام ولعل هذا الذى دعا الجانب التركى على عدم الاهتمام بزيارة نظيف والتعامل معه بواقعية بانه موظف حكومى بدرجة رئيس وزراء وهو امر يختلف تماماً عن منصب رئيس الحكومة فالاول يأخذ الاذن من رئيس الدولة وابنه ولا يستطيع ان يفكر بينما رئيس الحكومة يسير وفق برنامج وله فاعلية فى المشاركة الفعالة واتخاذ القرارات وتطبيقها ولذا لم يكن عجيباً ان يعقد فى نفس المدينة "اسطمبول" وفى نفس الفترة مؤتمراً اقتصادياً آخر وهو مؤتمر "موصياد" وذكر حرف الصاد متعمد من ادارة المؤتمر حتى لا يخلطه أحد بالموساد الاسرائيلى.. ومؤتمر الموصياد يمثل جمعية رجال الاعمال المستقلين وان كان فى حقيقته الاسلامى والصفة المعدلة للتوافق مع النظام الرسمى التركى علماً بان اوردغان كان عضواً فى الموصياد ويعد هذا المؤتمر المنتدى الاسلامى للاقتصاد الدولى السادس والمعرض رقم 11 وحضره عدد 1600 رجل اعمال من بينهم 126 رجل اعمال مصرى
هذا وقد بلغ حجم الاعمال فى المؤتمر 2 مليار دولار بهدف تضمين 50 مليار دولار فى انشطة ومشروعات الدول المشاركة وبالأدق رجال الاعمال.. وقد أعلن عدد من رجال الاعمال من دول الخليج خاصة الامارات والسعودية والكويت عن اقامة مشروعات فى تركيا بينما اعلن رجال الاعمال الاتراك عن الاستثمارات فى مجال الطاقة فى اليمن.... وقد انصب الاعلام التركى على هذا المؤتمر على حساب مؤتمر دافوس الذى حضره نظيف ورشيد
واذا كانت الارقام تشير الى وجود نسبة بطالة فى تركيا تصل الى 15% فان من ابرز اسبابها تشدد الحكومة مع رجال الاعمال لصالح العاملين -على عكس ما يحدث فى مصر- فالقوانين التركية تؤكد على التأمين ومنح العمال حقوق منها منحهم وجبة غذائية بموقع العمل اذا زاد عددهم فى المنشأة عن 20 عامل أو منحهم ما يعادل الوجبة نقداً إذا قل العدد عن ذلك ومنحهم إعانة بطالة تصل الى عشر شهور وغيرها من الامتيازات ومن الطبيعى ان تؤثر على اصحاب الاعمال.. وبالطبع نسبة البطالة فى مصر أكثر ارتفاعاً رغم ما تقدمه الحكومة لاصحاب الاعمال.. وفى كل الاحوال فان تقدم الاقتصاد التركى عن الاقتصاد المصرى لا يرجع لاسباب اقتصادية بحتة بل لاسباب سياسية بالدرجة الاولى وابرزها الديموقراطية والتى ترتبط بالشفافية ومحاربة الفساد.
ننتقل الى الاحداث السياسية وابرزها زيارة بنديكيت بابا الفاتيكان المتعصب لتركيا.. فخلفية الزيارة كما اوضحتها المصادر التركية تعود الى توجيه القس بارثيملوس بطريرك المسيحيين الارثوذكس بتركيا دعوة الى بنديكيت بابا الفاتيكان وهو كاثوليكى.. وقد تسببت هذه الدعوة الى احراج الحكومة التركية والتى رأت –فيما هو غير معلن- ان هدف القس التركى هو الطموح السياسى وان الخلاف بين مذهبي القس وبابا الفاتيكان يؤكد ما تسرب من اخبار عن المساعى لتوحيد الكنيييستين.. وقد دفع هذا بالحكومة التركية للاضطرار الى تفويت الفرصة على القس صاحب الدعوة وقيام الرئيس التركى بتوجيه الدعوة الى بابا الفاتيكان لزيارة تركيا.. وقد جاء ستار توجيه الرئيس الدعوة بنفسه بانه لا يجوز للقس أو البطريرك توجيه الدعوة لأن الاخير رجل دين وسياسة تركيا فصل الين عن السياسة وبذلك يكون قد فوت الفرصة على البطريرك.. وفى الوقت نفسه فان الحكومة لا تستطيع رفض توجيه الدعوة بعد كشف الامور إذ ان الفاتيكان دولة اوربية وتركيا تسعى للانضمام للاتحاد الاوربى وبالتالى ارضاء كل دوله ورموزه!.. كما ان هناك دعوة سابقة للبابا الراحل ولم يحضر لظروف مرضه ثم وفاته..أما عن عدم قدرة الحكومة اتخاذ موقف من البطريرك الذى وضعها فى حرج هو ان الدولة تتعامل مع كل الاديان بالتساوى وتريد ان تؤكد هذا المظهر هذا وقد شملت الزيارة مدينة أزمير وهى مدينة يأتى البابوات والمسيحيين عامة اليها لاعتقادهم بدفن السيدة مريم وأيضاً نبى الله يحي عليهما السلام بالمدينة.. أما أخطر ما تخوفت منه الحكومة فهو زيارة البابا لمسجد اياصوفيا وهو مبنى كان يستخدم ككنيسة فى العهد البيزنطى ومع افتتاح محمد الخامس وانتصاره بتركيا كان هذا الموقع رمزاً للنصر فتحول الى مسجد ومع مجئ حكومة اتاتورك واتخاذ العلمانية منهجاً لها حولت المسجد الى متحف وان كان به جزء صغير جداً كمصلى –ادينا الصلاة به-.. وجاء التخوف من صلاته بالمبنى وهو ما يعنى مطالبته بعودته ككنيسة وان كان قد أعلن عن زيارة مسجد السلطان أحمد وهو على مواجهه ومقربة من اياصوفيا فان هذه الزيارة للتمويه.. ويضاف الى هذا الرفض الشعبى للزيارة وهو ما تبين من مظاهرات الاحتجاج والتى كان من أبرزها مظاهرة دعا اليها حزب السعادة وهو حزب ليس فى السلطة وقد شارك فيها اكثر من مائة الف مواطن وفى كل الاحوال فان هذا يدلل على لديموقراطية.. وبالطبع يجئ الرفض ضد البابا وليس ضد المسيحية فمن المعروف ان البابا وصف الاسلام باوصاف غير لائقة.. واذا كانت الحكومة اضطرت لاستقباله مع نشر قوات الامن فى أماكن عديدة الا ان هذا لم يقف مظاهر الحياة والمرور فى العاصمة فبعيداً عن موقع المظاهرة أو الحدث فان الامور عادية.. وقد هاجمت معظم الصحف الزيارة وجاءت أبرز صور التهكم فى كاريكاتير مرسوم به رئيس تركيا وهو يقدم عشر صناديق خمر للترحيب بالبابا!.. أما عن موقف رجال الدين الاسلامى من الحدث فقد كان ابرزه توجيه امام مسجد شكر خوجا بمحافظة مالطيا دعوة للبابا -ارسلها للبابوية بالفاتيكان قبيل حضوره لتركيا- يدعوه فيها للاسلام اسوة بدعوة النبى محمد صلى الله عليه وسلم الى هرقل الروم بينما لقن على برداك اوغلو مفتى تركيا البابا درسا واوصل له ما يعنى توقف تفكيره عند مئات السنين السابقة!..
أما عن الوضع العام فى تركيا فان الوضع السياسى يطرح العديد من التساؤلات والملاحظات منها وقوع تركيا بين صراع الاستقطاب العلمانى والاسلامى وما ينتظر فى معركة الرئاسة التى تجرى العام القادم.. ووقوع تركيا فى معارك الشد والجذب للانضمام للاتحاد الاوربى حيث يطالب الاتحاد بفتح المطارات والموانى التركية امام حكومة قبرص بينما ترى تركيا ان فتح المطارات والموانى فى حقيقته اعتراف بقبرص بينما مسألة قبرص تمثل لها مسألة قومية.. وهناك قمة فى بروكسل يومى 14، 15 ديسمبر نتناول المباحثات فى هذا الشأن أما عن غير المعلن فان الحكومة ترى فى الانضمام للاتحاد الاوربى.. فالانضمام هو فرصة العمر للحد من حكم "العسكر" والذى يعطيهم الحق وفقاً لدستور عام 1982 بالتدخل فى العمل السياسى وقد سبق لهم اعدام عدنان مندرس وهددوا باعدام اوجلان واربكان
أما عند تركيا الثقافية والاعلامية فتجدر الاشارة الى وجود 75 قناة تليفزيونية خاصة فى مواجهة خمس قنوات حكومية فقط ووجوده 50 جريدة خاصة وعدم وجود صحف حكومية والقطاع الخاص يسيطر على الحياة التركية ويوجد بها عشرات البنوك.. هذا وقد قمنا بزيارة العديد من الصحف ومن الطريف ان من اشهر كتابهم فهمى قورو ويطلقون عليه فهمى هويدى تركيا
كما قمنا بزيارة العديد من المتاحف اشهرها متحف طوبقاجى وهو يضم سيوف صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام وبعض المتعلقات وعصا موسى عليه السلام وبردة ومتعلقات الامام على كرم الله وجهه والمتحف كان مقر للسلطة "الباب العالى" للدولة العثمانية أى قصر الحكم على جانب آخر قمنا بزيارة مكتبة السليمانية والتى تعد اكبر مكتبة للمخطوطات الاسلامية فى العالم وتضم 86 الف مجلد منها65% باللغة العربية ثم العثمانية والفارسية وتضم كتب ترجع الى سنة 60 ه وقد نجحت المكتبة فى وضع مخطوطاتها على اسطوانات كمبيوتر C.D للتيسير على الباحثين ومن الطريف ان المكتبة تتبع وزارة الثقافة ولكن يتم الانفاق عليها من الاوقاف الاهلية ومن المؤسف –كما اوضح لنا المسئولون بالمكتبة- عدم وجود تعاون مع دار الكتب فى مصر كما لا يوجد خبراء ترميم مخطوطات من مصر أو الدول مما دعاهم للإستعانةبالاوربيين رغم ان خصائص المخطوطات الاوربية تختلف تماماً عن المخطوطات العربية مع أهمية المكتبة والتى تمثل مجموع114 مكتبة تم جمعها فى مكتبة واحدة.. ومن العجيب عدم التوصل لعلاج بعض الحشرات التى تهدد المخطوطات وهى أمور تستوجب تدخل الجهات الثقافية فى مصر للتعاون فى هذا المجال الهام للغاية.
ملاحظات اخرى فى الزيارة نذكر منها التعامل الحضارى م الامن فى كل موقع حتى لا يشعرك بانه رجل أمن بل هو موظف فى خدمة من يحتاج لمعاونته.. التعامل فى المطار بلا تعقيدات.. الخطوط التركية ارخص وبفارق كبير من مصر للطيران.. وحجز مصر للطيران من المكاتب السياحية أرخص من الحصول على التخفيض الصحفى!!.. وفى تركيا تشعر بجمال بحر مرمرة وكافة الاماكن المائية لعدم وجود حواجز واندية تحجبها مما يجعل منظر الصيادين الهواه نوع من المتعة.. أما المواطن التركى فرغم كثير من المظاهر التى تتعارض مع الاسلام فما زال يحمل الطابع المتدين ويعتز باسلامه والمساجد الفخمة تملأ أرجاء تركيا.. والعوامل والروابط بين مصر وتركيا تستوجب الاستفادة بالتعاون الاقتصادى والجذب السياحى وهو موضوع يحتاج الى تفصيل..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.